آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


المواطنون يشكون ارتفاع اسعار المواشي.. الغلاء يكدر عيد الأضحى في عدن

الخميس - 30 يوليه 2020 - 01:10 م بتوقيت عدن

المواطنون يشكون ارتفاع اسعار المواشي.. الغلاء يكدر عيد الأضحى في عدن

عدن ((عدن الغد)) خاص

 

 

تقرير: عبد اللطيف سالمين

يسعى  المواطنين في عدن إلى انتزاع فرحة من بين أنياب الغلاء وصعوبة الأوضاع المعيشية، عبر الحصول على أضحية تزيد بهجة العيد.

ولا يقتصر الأمر على المستهلكين، بل يترقب التجّار هذا الموسم من أجل تصريف الأضاحي، أملاً في تعويض خسائرهم على مر الشهور السابقة، إذ عرضوا المواشي والأغنام في الأسواق لاقتناص أرباح جيدة، في ظل الإقبال الطبيعي على الشراء خلال هذه المواسم.

لكن يبدو أن آمال المواطنين والتجّار أصبحت بمثابة حلم صعب المنال مع تفاقم الأعباء المعيشية، وتدهور القدرة الشرائية  ولا سيما لدى الشرائح الفقيرة والمتوسطة.

ومع اقتراب عيد الاضحى يتزايد هم الاسر وخوفهم ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ تعيشها البلاد ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ مما جعل امر الحصول عليها لبعض الأسر اشبه ما يكون بأمنية صعبة المنال.

وكعادتهم يحاول المواطنون في مدينة عدن أن يستقبلوا العيد  بشراء الاضاحي رغم إمكانياتهم الشحيحة والوضع المترد الذي تشهده المدينة من تفشي للغلاء المعيشي الناتج  عن تدهور العملة المحلية امام العملة الصعبة وانتشار البطالة وغياب الرقابة.

ومع حلول شهر ذو الحجة بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي للاستفسار عن أسعار الأضحية هذا العام قبل الشراء، حيث انتشرت نقاط البيع العشوائي بمختلف مديريات العاصمة عدن على غرار الاماكن المخصصة للبيع.

وشهدت أسعار المواشي، في أسواق مدينة عدن هذا العام ارتفاعا كبيرا أرجعه كثيرون إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطنين ، بالإضافة إلى زيادة الطلب الكبير على المواشي لذبحها خلال أيام العيد. 

واكد مواطنون لـ"عدن الغد" إن الكثير من الأسر هذا العام لم تشترِ أضحية العيد، بسبب ارتفاع الأسعار ما يشكل عبئا ثقيلاً على القدرة الشرائية للمواطن خاصة متوسطي الدخل منهم.

وبالتزامن مع ارتفاع أسعار الأضاحي، سادت حالة من الغضب عند المواطنين بسبب جشع بائعي الأضاحي وفرض سيطرتهم على الأسعار حسب قولهم .

ولئن بدا عدد الاضاحي متوفرا بالقدر الكافي بالاسواق الا ان جل المواطنين يشتكون من غلاء الاسعار في ظل تدهور مقدرتهم الشرائية حيث لا يقل سعر الاضحية المناسبة للعائلة عن أضاحي العيد المستوردة إلى مايقارب ال80 ألف ريال، بينما تصل الأضاحي المحلية (البلدي) وهي المفضّلة، إلى 100 ألف ريال وأكثر ويبيع تجار المواشي يبيع بالريال السعودي.   وهو ما يعادل اكثر من راتب شهر للكثير منهم، وفق ما أكده عدد منهم دون التحدث عن العامل اليومي الذي عانى طيلة الفترة الماضية من الاوضاع التي مرت بها البلاد .

وإلى ذلك عبر المواطنون بدورهم عن استيائهم الكبير من هذا الارتفاع الذي تعرفه سوق الأضاحي من سنة إلى أخرى، الذين يضطر العديد منهم إلى اللجوء إلى منازل ومحلات مربي الماشية قصد اقتناء أضحية العيد.

ويشكو المواطنون والموظفون وذوو الدخل المحدود على حد سواء من ارتفاع أسعار أضاحي العيد، حيث لم تشهد أسواق المواشي في عدن أي انخفاض منذ قرابة الأسبوع ، ليضاعف الارتفاع غير المسبوق لأسعار الملابس والأضاحي مأساتهم، وسط حالة الانهيار التي يشهدها الريال اليمني والارتفاع المتصاعد لأسعار المواد الغذائية وكافة المستلزمات الأخرى.

من جهته قال أحد المواطنين ان الأسعار لا تناسب حتى الطبقة المتوسطة مضيفا أنه كان يتوقع تراجع الأسعار في ظل تنامي العرض من رؤوس الماشية ،  و أردف مواطن آخر قائلا :ان ضعاف الحال لا يقدرون الا على شراء السمك عوضا عن اللحم.

-ما سبب تضخم الاسعار

وبعد ان اعتاد الناس على حجز أضاحيهم لعيد الأضحى قبل شهرين من موعد العيد، بات حجم الطلب منخفض من العام الماضي، وازداد سوءا هذا العام مع ارتفاع تكاليف النقل بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتدهور الاوضاع الاقتصادية في المدينة.

ومن ناحيتهم، اكد عدد من المربين للمواشي ان سعر الاضحية مرتبط الى حد كبير بغلاء المواد العلفية،وتضاعف تكلفة النقل بسبب زيادة أسعار الوقود.مبينين أن أزمة ارتفاع الدولار تسبب في خلق أزمة جديدة ضحاياها التاجر والمواطن على حد سواء.

واشاروا الى انهم حاولوا مراعاة المواطن قدر الامكان نظرا لالمامهم بالظروف التي مر بها الجميع خلال الفترة المنقضية.

ولفتوا الى إن عيد الأضحى يعد موسما للكسب من بيع مواشيهم التي يقومون بتربيتها عاماً كاملا .

مؤكدين أن شراء الأضاحي لا يمكن الاستغناء عنه في عيد الأضحى، مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار هذا العام أكثر بكثير من العام الماضي نتيجة لارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وأختتمو بالأشارة الى أن العائد المادي الذي يعود عليهم يرتفع كثيرا ،قبيل عيد الأضحى ولكن للأسف هذا العام تسبب ارتفاع أسعار "الأضحية" في ضعف حركة الشراء .