آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:50م

ملفات وتحقيقات


"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الثانية )

الثلاثاء - 14 يوليه 2020 - 12:09 م بتوقيت عدن

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الثانية )

(عدن الغد)خاص:

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته عن وقائع وأحداث وتغيرات المت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م ) حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات نسردها في أثناء السطور وإليكم ما جاء فيها ..

لماذا طالب عدد من العسكريين إشراكهم في الجيش للحكم ؟

حكومة الاستقلال

في هذا العدد يروي لنا الرئيس ناصر, عن عودة وفد الجبهة القومية المفاوض لإعلان الاستقلال حيث قال :" حكومة الاستقلال
فور عودة وفد الجبهة القومية المفاوض عقدت القيادة العامة اجتماعاً مهماً صباح يوم «إعلان الاستقلال»، في الثلاثين من نوفمبر، وترأسه قحطان الشعبي بحضور كل من فيصل عبد اللطيف، عبد الملك إسماعيل، أحمد صالح الشاعر، عبد الفتاح إسماعيل، علي سالم البيض، سلطان أحمد عمر، سيف الضالعي، محمد علي هيثم، علي عنتر، سالم ربيع علي، عبد الله الخامري، محمد أحمد البيشي، محمود عشيش، محمد صالح عولقي، حسين الجابري، وعبد القادر أمين.

عدد من العسكريين يدعون لإشراكهم في الجيش للحكم

ويضيف :" وكان على جدول البحث أخطر الموضوعات والأفكار والتوجهات التي ينبغي إعلانها والشروع بتحقيقها، ولهذا دعي إلى الاجتماع عدد من العسكريين لإشراكهم في مناقشة موضوع مشاركة الجيش في الحكم، هم العقيد حسين عثمان عشال، العقيد أحمد محمد بلعيد، الرائد أحمد صالح الضالعي، والمقدم صالح أحمد الزنجبيلة.
وإذ عُرضَت نتائج المفاوضات والتعبير عن الرضى إزاء ما تحقق، بدأ الاجتماع (1) بمناقشة قوام الحكومة والمراسيم وبيان السيادة.
في بدء مناقشة تشكيلة الحكومة، طُرح اسم سيف الضالعي وزيراً للخارجية، فاعترض على ذلك أول الأمر، متعللاً بضعف مستواه الأيديولوجي وفي الكتابة والخطابة والحركة المطلوبة لمركز مثل هذا، ثم عاد ووضع شروطاً على تسلمه المركز، وهو أن تتحمل القيادة مسؤولية الإخفاق الذي قد يتعرض له (أيده في ذلك البيض ومحمود عشيش وعبد الله الخامري) وأن يختار مساعديه في الوزارة دون تدخل من القيادة أو من أحد.

فيصل عبداللطيف :
إن الأوضاع صعبة، ومواجهتها تتطلب الشجاعة والمسؤولية التاريخية

ويستطرد بالقول :" تحدث في هذا الاجتماع، بصدد الحكم، فيصل عبد اللطيف الذي صاغ أفكاره على الوجه الآتي: «لقد انفردنا بالسلطة، والمسؤولية ضخمة وكل ما عندنا طرحناه على الجماهير. مشـكلتنـا فـي الجبهـة القوميـة – التنظيـم السياسـي، يوجد التعاطف وقلة الكفـاءات... إن الأوضاع صعبة، ومواجهتها تتطلب الشجاعة والمسؤولية التاريخية، ولأجل المساعدة أقترح استشارة حركة القوميين العرب». وحذّر من الرأي الذي تداولته بعض الأوساط الحركية في بيروت من «أن الحكومة مؤقتة وستحترق بمشاكل الاستقلال». وشدد على ضرورة الانتقال بإطار التنظيم القائم إلى إقامة «الحزب الثوري»، وهذا - كما قال - «لا يمكن إلا بتوافر قدر كبير من المصارحة ومعرفة واقعنا اليمني... وتوافر نوع من الدراسة حول واقع الجبهة القومية، وأهمية أن يكون هناك فهم شامل. وبما أن السلطة امتحان للتنظيم، ولكنه امتحان لا مفر منه، وعلينا اجتيازه، ليس بالتهرب... البعض يريد التهرب من المسؤولية ومواجهة المصاعب لكي يحرق الآخرين. فأين رفقة النضال، وقد بدأنا نفكر سوءاً في بعضنا؟».

القضايا السياسية حساسة

ويردف :" والحق أن مداخلة فيصل عبد اللطيف لامست كثيراً من القضايا الحساسة والظنون والدواخل، وكانت موجهة إلى عبد الفتاح إسماعيل بعد أن اسرّ بعض قادة الجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين بأنه ينبغي أن يفسح المجال أمام قحطان الشعبي ليتولى الرئاسة، ليحترق ثم يُطاح!
بعد ذلك قدم الخامري اقتراحاً بتشكيل الحكومة حيث يتولى قحطان الشعبي رئاسة الجمهورية والحكومة معاً، ويكون فيصل عبد اللطيف وزيراً للخارجية وهيثم وزيراً للداخلية، والضالعي وزيراً للمالية، وعبد الفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد، وعلي البيض وزيراً للدفاع، ومحمود مدحي وزيراً للاقتصاد والتجارة وعادل خليفة وزيراً للعدل وفيصل بن شملان وزيراً للأشغال والمواصلات وأحمد سعيد صدقة وزيراً للصحة ومحمود عشيش وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية ومحمد عبد القادر بافقيه للإدارة المحلية.
وقدم عبد الفتاح تصوراً آخر بإسناد رئاستي الجمهورية والوزراء إلى قحطان الشعبي، والخارجية للضالعي والداخلية للبيض والمالية لعشيش والثقافة والإرشاد للخامري، خلافاً لاتفاقه مع عبد الله باذيب، والدفاع لمحمد أحمد البيشي والاقتصاد والتجارة لفيصل عبد اللطيف، والعدل لعادل خليفة والأشغال والمواصلات لفيصل بن شملان، والصحة لصدقة أحمد سعيد والتربية والتعليم لمحمد عبد القادر بافقيه، والزراعة لأنور خالد والعمل والشؤون الاجتماعية لعبد الملك إسماعيل والإدارة المحلية لمحمد علي هيثم.

ويتابع :" أما قحطان الشعبي، فقد اقترح تكليف الضالعي وزارة الخارجية ومحمد علي هيثم الداخلية والبيض المالية وعبد الفتاح الثقافة والإرشاد وعبد الله سبعة الدفاع وفيصل عبد اللطيف الاقتصاد وعادل خليفة العدل وبن شملان الأشغال والمواصلات وصدقة الصحة وبافقيه التربية والتعليم وعبد الملك إسماعيل العمل والشؤون الاجتماعية وعشيش الإدارة المحلية.( للحديث بقية )
--------------------------------------------------------
هوامش /

1- محضر للقيادة العامة للجبهة القومية 1967م جرى فيه مناقشات عن أول تشكيل حكومي بعد الاستقلال.