آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-01:37م

ملفات وتحقيقات


للشهر الرابع على التوالي : بسبب انقطاع الرواتب في اليمن.. الموت يلاحق العسكريين في المناطق المحررة

الأحد - 12 يوليه 2020 - 11:19 ص بتوقيت عدن

للشهر الرابع على التوالي : بسبب انقطاع الرواتب في اليمن.. الموت يلاحق العسكريين في المناطق المحررة

رصد / الخضر عبدالله :

يشعر علي قاسم ، بمرارة القهر والألم على خلفية انقطاع راتبه الحكومي منذ  اربعة شهور .

علي  موظف في السلك العسكري   منذ أكثر من 30 عاما، لكنه اضطر لتغيير مهنته إلى عامل بالأجر اليومي  يقول علي  "قبل الحرب كان راتبي يغطي نفقات أسرتي المكونة من سبعة أفراد وتكاليف السكن. ومنذ توقف صرف رواتب الموظفين العسكريين ، بسبب الانقسام السياسي في البلاد، عشت وما أزال ظروفاً قاسيةً".

ويضيف لــ ( لمحرر عدن الغد )  "بعت كل ما أملك من ذهب ومقتنيات خاصة وفرضت التقشف على أسرتي لكنني لم أستطع النجاة من مالك البقالة وصاحب الخضار  الذي  اجبرني على البحث عن فرصة عمل جديدة بعدما تجاوزت مستحقاتهم 150 ألف ريال يمني".

ويتابع "ظروفي سيئة جدا منذ انقطاع راتبي، ومثلي مئات آلاف الموظفين  العسكريين وأسرهم، وعبر صحيفة ( عدن الغد ) أناشد الحكومة بصرف  الرواتب".

ويعيش مئات الآلاف من موظفي الدولة، في اليمن  ، وضعاً إنسانياً متردياً، بسبب توقف صرف رواتبهم منذ شهور مضت .

ويتمنى هؤلاء أن تتوصل أطراف الصراع (الحكومة المعترف بها دوليا  وجماعة الانتقالي والحوثيين) لاتفاق يُنهي معاناتهم التي تتفاقم يوماً بعد آخر، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار وإيجارات السكن وتكاليف المعيشة الباهظة، وانتشار الأمراض  في البلاد.

غير أن كافة المؤشرات تفيد بأن الانقسام السياسي والمالي بين طرفي الصراع ما يزال يتسع بشكل مطرد. 

الانفلات الأمني ونقص السيولة المالية  والصراع السياسي سبب في قطع المرتبات 

وعلى منتصف الشهر الخامس  على التوالي، لم يحصل موظفو الأجهزة  العسكرية الحكومية في المناطق المحررة على رواتبهم، بسبب نقص السيولة النقدية  والانفلات الأمني  والصراع السياسي في وقع البلاد.

رواتب مئات الآلاف  من العسكريين  لا تزال معلقة منذُ  ابريل  الماضي وحتى الآن، ما ينذر بأزمة جديدة ربما تؤثر على قطاع كبير من الموظفين الذين يعتمدون بشكل كبير على رواتبهم، وهو ما بدأت يظهر للعلن بموت عدد من العسكريين  المقطوع رواتبهم منذ أشهر.

 وضعا ماساوي 

ويرى  احد الضباط في السلك العسكري في حديث لـ "لمحر الصحيفة " أنَّ الوضع في اليمن  مأساوي جدًا، عدد من الشهور بلا راتب وارتفاع  في الأسعار، مضيفا: أصبح من الصعوبات دفع الإيجارات ونحن بحاجة إلى مصاريف يومية لنا ولأطفالنا. 

وأضاف: أن غالبية العسكريين  أصبحوا يعملون في الاعمال بالأجر اليومي من أجل البقاء، قائلا: "تراكمت علينا الديون.

انقطاع الرواتب له اثر كبير في حالة المعيشة 

من جانبه قال  الجنود " إن انقطاع الرواتب منذُ عدة أشهر كان له أثر كبير لكل شخص "الغني والفقير"، مثلاً لو نظرنا إلى الحالة المعيشية لدى الكل، أتوقع هناك من لا يمتلكون شيء في منازلهم من الغذاء ووضعهم صعب جدًا

وأكد " أن السرقة ازدادت في مناطق كثيرة، قائلا: تقف بسيارتك في مكان قريب لسكنك أو لعملك تفاجأ بسرقة بطارية السيارة أو أشياء أخرى وهذا بسبب انقطاع الرواتب والفقر وعدم توفر المال لدى الموظف العسكري . 

أصبح العسكريين يترغبون إلى المعونات الإنسانية 

قبل سنوات كان العسكري  " س - خ "يرى  أنه من المعيب أن يتلقى المعونات التي كانت توزع كمساعدة إنسانية للمحتاجين والفقراء ثم أصبح يقف منتظراً دوره للحصول على نصيبه. يقول: “احترامك لنفسك يتراجع أمام ضعف القدرة على تغطية الاحتياجات، صار الأمر تغطية الاحتياجات وليس الحفاظ على صورتك. تتنازل عن الشكل والهيبة والبرستيج مقابل أن توفر أساسيات المعيشة”.

بدأ هذا الحاجز يزول مع مرور الوقت، وأصبح يطالب بحقه من هذه السلال الغذائية التي تقدمها منظمات دولية كمساعدات للمتضررين من النزاع، فتلقي المساعدات ليس عيباً أو عاراً بل محاولة لتدارك حالة إنسانية طارئة.

داعين بدورهم كل من له صلة بالأمر بصورة مباشرة او اخرى عدم ربط قوت كل عدن بالمساعدات ، ومسارعة الأفراج عن حقوق المواطنين وصرف رواتب الجميع بصورة عاجلة ومنتظمة.