آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد كلمة رئيس الجمهورية وأبرز القراءات والتعليقات السياسية عليها

الأحد - 28 يونيو 2020 - 10:20 ص بتوقيت عدن

تقرير يرصد كلمة رئيس الجمهورية وأبرز القراءات والتعليقات السياسية عليها

(عدن الغد)خاص:

الرئيس هادي: اليمن يمر بمرحلة حرجة وندعو لوقف نزيف الدم وتنفيذ اتفاق الرياض

أبرز القراءات:

الجعدي: رمى بأخطاء الشرعية على إعلان الإدارة الذاتية!

البيض: استهدف الجنوبيين أكثر مما استهدف الحوثيين!

السعدي: كلمة الرئيس قانون لتنظيم الاختلافات الداخلية

اليافعي: كلمة متزنة وفيها حرص على صون الدماء

نعمان: تهدف الكلمة إلى إعطاء مشروعية لدور التحالف

هل تنفرج الأزمة ؟

تقرير/ محمد حسين الدباء:

أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس السبت، أن اتفاق الرياض هو «المخرج
الوحيد لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة
عدن»، داعياً المجلس الانتقالي إلى «استغلال الجهود المخلصة والكبيرة
لأشقائنا في المملكة العربية السعودية التي تبذلها للعودة إلى مسار تنفيذ
اتفاق الرياض».

وشدد هادي، في كلمته خلال اجتماع عقده بهيئة مستشاريه وأعضاء هيئة رئاسة
مجلس النواب في العاصمة السعودية الرياض، على أن اليمن يمر اليوم
بـ"مرحلة حرجة في تاريخه"، محملا "الأعداء والمتربصين والمغامرين
المسؤولية عن السعي إلى استغلال هذه الظروف لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية
أو مناطقية أو طائفية، ومراكمة أوجاعه ومآسيه دون رادع من ضمير أو
إنسانية".

وأضاف الرئيس  هادي: «لقد جاء قبولنا لاتفاق الرياض، وضرورة تنفيذه بشكل
كامل كما ورد في آخر مادة فيه دون انتقاء أو تجزئة، منبثقاً من قناعتنا
الراسخة بأنه يمثل المخرج الآمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد
المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المناطق المحررة، وبما يغلب المصلحة
الوطنية العليا، ويوحد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي، واستيعاب الجميع
في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية، إلا أنه للأسف
تعثر تنفيذه لفترة طويلة نتيجة استمرار الممارسات التصعيدية التي كان
منها إعلان ما تسمى (الإدارة الذاتية) وما ترتب عليه، وكان آخرها ما
شهدته محافظة أرخبيل سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها، واعتداءات على
مواطنيها الأبرياء المسالمين، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق
فيها رصاصة واحدة».

وأكد الرئيس هادي  «إن غاياتنا واضحة، نريد يمناً اتحادياً آمناً
ومستقراً، يعيش أبناؤه في ظل دولة عادلة رشيدة، دولة المساواة، وحددنا
لذلك نضالاً وطنياً شريفاً لإنهاء الانقلاب الذي تقوده الميليشيا الحوثية
الإيرانية، واستعادة الدولة واستئناف مسارنا السياسي التوافقي، وسلاماً
عادلاً شاملاً يقوم على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية،
ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216 والقرارات ذات الصلة».

وأضاف هادي: «لقد جاء قبولنا لاتفاق الرياض، وضرورة تنفيذه بشكل كامل كما
ورد في آخر مادة فيه دون انتقاء أو تجزئة، منبثقاً من قناعتنا الراسخة
بأنه يمثل المخرج الآمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في
العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المناطق المحررة، وبما يغلب المصلحة الوطنية
العليا، ويوحد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي، واستيعاب الجميع في إطار
الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية، إلا أنه للأسف تعثر تنفيذه
لفترة طويلة نتيجة استمرار الممارسات التصعيدية التي كان منها إعلان ما
تسمى (الإدارة الذاتية) وما ترتب عليه، وكان آخرها ما شهدته محافظة
أرخبيل سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها، واعتداءات على مواطنيها
الأبرياء المسالمين، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق فيها
رصاصة واحدة».

وأشار إلى أن «ما يبعث الأسف، ويحز في النفس، هو مشاهدة تلك المدرعات
والعتاد والمركبات العسكرية وهي تقتحم مؤسسات الدولة، وتروع الآمنين، في
جزيرة سقطرى المسالمة، في حين أنها كانت ينبغي أن تكون في عقبة ثرة،
وجبال الحشا وصرواح، ونهم والبيضاء وقاع الحوبان هناك؛ حيث معركتنا
الكبيرة، وعدونا الحقيقي، وملاحم أبطالنا الفدائيين الذين يسطرون أروع
البطولات، ويفتدون بدمائهم الطاهرة الزكية وطننا الغالي».

وأكد رئيس الجمهورية أن «الاحتكام إلى السلاح والقوة لتحقيق مكاسب شخصية،
أو تمرير مشاريع فئوية، أو مناطقية أو حزبية لن يكون مقبولاً، ولن يحقق
لأصحابه هدفاً أو غاية، وسيكون شعبنا اليمني حاضراً دائماً للدفاع عن
نظامه الجمهوري، ومكتسباته الوطنية، ولا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تنتصر
على الشعب».

كما وجَّه الرئيس هادي الدعوة إلى «المجلس الانتقالي»، «لاستغلال الجهود
المخلصة والكبيرة لأشقائنا في المملكة العربية السعودية التي تبذلها
للعودة إلى مسار تنفيذ اتفاق الرياض»؛ داعياً إياهم إلى إيقاف نزيف الدم،
وتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب اليمني، وإيقاف التصعيد والاعتداءات،
والعودة الصادقة والجادة لتنفيذ اتفاق الرياض؛ مشيراً إلى أنه وجَّه
بالالتزام التام بوقف إطلاق النار في أبين، استجابة لجهود الأشقاء،
لإتاحة الفرصة لتلك الجهود لإنهاء التمرد على الدولة ومؤسساتها واستئناف
تنفيذ الاتفاق.

وأضاف هادي: «لقد مددنا أيدينا للسلام في كل مرة، وذهبنا إلى مشاورات
عديدة تحت رعاية الأمم المتحدة، ولم نكن نحمل معنا سوى طموحات شعبنا في
إنهاء المعاناة التي يتكبدها جراء الحرب الغاشمة التي تسبب بها
الانقلابيون، وبما يفضي إلى تحقيق سلام شامل ومستدام وفق المرجعيات
السياسية الثلاث؛ لكن هذه الميليشيات كانت تلجأ في كل مرة إلى نكث
الاتفاقيات، ونقض العهود، ومقابلة حرصنا لتحقيق السلام بمزيد من التصعيد
وارتكاب الجرائم بحق المدنيين ومهاجمة المدن، واتخاذ بلادنا كقاعدة
لاستهداف أشقائنا بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وها هي تواجه
الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار، وتركيز الجهود لمواجهة وباء (كورونا)
بكثير من التصعيد الهمجي؛ خصوصاً في جبهات القتال بمحافظات صنعاء والجوف
ومأرب والبيضاء؛ حيث يسجل أبطال الجيش الوطني ورجال القبائل صفحات
البطولة والفداء».

ردود أفعال السياسيين والمحللين:

وقد لاقت كلمة الرئيس عبدربه قراءات وردودا وتعليقات كثيرة وتناولها
السياسيون والمحللون والكتاب والصحفيون بقراءة تفصيلية، وأدلى كل واحد
منهم بدلوه، ولم تخلُ تلك القراءات من بعض التعصب، حتى أن بعضها حمل كلمة
الرئيس فوق ما تحتمل وغرب كثيرا في تحليله. في قادم السطور سنتناول جزءا
من تلك الردود والتعليقات:

الجعدي: هادي رمى بأخطاء شرعيته على إعلان الإدارة الذاتية!

قال القيادي في المجلس الانتقالي فضل الجعدي: "إن خطاب الرئيس هادي هروب
من أخطاء شرعيتهم ورميها على إعلان الإدارة الذاتية، مشيرا إلى أن خطاب
الرئيس هادي دليل على عدم جديتهم للعودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض، مؤكدا
أن إعلان الإدارة الذاتية جاءت بعد تعثر تنفيذ الاتفاق بأكثر من ستة
أشهر".

من جانبه علق القيادي بالمجلس الانتقالي الشيخ جمال بن عطاف على خطاب
الرئيس هادي مشيرا إلى أهم ما جاء فيه، قائلا: "عرفنا موقفه على الأقل من
الآن وصاعداً أنه أمر بوقف الحرب في ‎أبين وهذا يعني أن استمرارها من قبل
الجماعات في شقرة يؤكد أنهم متمردون على قرار الرئيس وأنهم يأتمرون
بأوامر ذات أجندة حزبية وإقليمية مضادة للتحالف".

البيض: خطاب هادي استهدف الجنوبيين أكثر مما استهدف الحوثيين!

نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض قال: "إن ‏خطاب الشرعية استهدف
الجنوبيين أكثر مما استهدف الحوثيين، الذي يمد يده للسلام معهم فلا بأس"،
مضيفا "تناسى أن الانتقالي هو الطرف الموقع معه على اتفاق الرياض"، مشيرا
إلى أن "وصف أبناء الجنوب وهم على أرضهم ودفاعهم عنها سواء في سقطرى أو
أبين بالمتمردين هذا مرفوض وهو خطاب الإخوان ولا يعني أبناء الجنوب".

السعدي: خطاب الرئيس هادي يمثل قانونا لتنظيم الاختلافات الداخلية

من جانبه أكد المحلل السياسي عبدالكريم سالم السعدي أن خطاب الرئيس هادي
يمثل قانونا لتنظيم الاختلافات الداخلية، وقال: "خطاب الرئيس (....) أكد
وجود مشاكل وخلافات كبيرة تعصف بكواليس لقاءات الرياض حرصت جميع الاطراف
على إخفائها طوال الفترة الممتدة ما بين إعلان ما سمي باتفاق الرياض إلى
إعلان ملحقه التعديلي".

وأضاف: "كما أكد الخطاب حقيقة وجود ضغط سعودي على الشرعية (جناح اليمن)
بقبول تعديل ما سمي باتفاق الرياض لصالح مشاريع واطماع إقليمية"، مردفا
"وحقيقة ثالثة حملها الخطاب هي أن هناك طرفا آخر معطلا لما سمي باتفاق
الرياض غير طرف الشرعية!".

وتابع "مثل خطاب الرئيس (قانونا) لتنظيم إدارة الاختلافات (الداخلية)
بحيث تصب في مصلحة الشعب والوطن، ولائحة هذا القانون التفسيرية هي ما
انطوت عليه لقاءات الرئيس بنائبه ومستشارية وبقية مؤسسات الدولة
التنفيذية والتشريعية".

اليافعي: كلمة متزنة وصادقة وفيها حرص على صون الدماء

ومن جانبه علق الإعلامي الجنوبي بقناة أبوظبي الإماراتية على كلمة الرئيس
قائلا إنها: "كلمة متزنة وصادقة وفيها حس وطني وحرص على وقف إراقة
الدماء"، مبينا "أن ما لفت نظره أنه وجه قواته في أبين بوقف إطلاق النار
ويبدو أنهم ضربوا بتوجيهاته عرض الحائط"، متابعا: "سنسمع صراخ التيار
القطري يعلوا أكثر وأكثر وربما كفروا هادي أو خونوه بعد الكلمة لأنه لم
يحقق هدفهم".

جميح: هادي رئيس لكل اليمنيين

وعلق المحلل السياسي اليمني الدكتور محمد جميح على كلمة الرئيس، مؤكدا
بأنه رئيس لكل اليمنيين، وكتب "توقع بعض مؤيدي الشرعية من كلمة الرئيس
توقعات، وتوقع بعض مؤيدي الانتقالي عكسها"، مضيفا "ليس بالضرورة للكلمة
أن تلبي كل التوقعات، لأن هادي رئيس لكل اليمنيين".

وأردف قائلا: "المهم أن يطل الرئيس بين الفترة والأخرى لمخاطبة الناس،
والمهم أن يخرج اللقاء بحل في الجنوب في إطار الثوابت التي ذكرها".

نعمان: خطاب الرئيس يهدف لإعطاء مشروعية لدور التحالف

ومن جانبه قال رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في عدن محمد قاسم
نعمان: "إن خطاب رئيس يهدف الى إعطاء مشروعية لدور التحالف"، مضيفا
"معاناة المواطنين بسبب تردي وسوء غياب الخدمات العامة الضرورية، وتردي
الأوضاع الحياتية والامنية والصحية وما نجم وينجم عنه من مآسي وانتهاكات
وأضرار وغيرها من القضايا الحياتية التي تدخل في صلب مهام الدولة
والحكومة وحالات الفساد وغيرها من القضايا التي شهدت وتشهد غياب كلي لدور
الحكومة ومجلس النواب والشورى و المستشارين كل هذا لم يذكر بخطاب الاخ
الرئيس ناهيكم عن القضايا الوطنية والعلاقة مع التحالف ودول التحالف
وغيرها".

وأضاف "لهذا أرى أن هذا اللقاء والخطاب يهدف إلى إعطاء مشروعية لدور
التحالف وبالذات السعودية والإمارات وبقية أطراف اللجنة الرباعية اقصد
الامريكان والبريطانيين فيما يعتمل في اليمن وما سيعتمل في القادم".

كشميم: الأيام القادمة ستشهد انفراجا للأزمة

وأكد الصحفي عوض كشميم أن الايام القادمة ستشهد انفراجا للأزمة بين
الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، مشيرا إلى ان خطاب الرئيس هادي اوضح
ذلك.

وقال كشميم: "يبدو أن هناك انفراجا في ازمة الحكومة اليمنية والمجلس
الانتقالي بدءا بإيقاف القتال في أبين ويليها تشكيل حكومة شراكة وطنية
تتزامن مع إعلان التراجع عن الإدارة الذاتية وانسحاب قوات الانتقالي من
عدن ومن ثم السير عمليا في تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض".