آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

ملفات وتحقيقات


أربعينية شهيدة الواجب والإنسانية.. الدكتورة إبتهال حمود قاسم وردة نثرت عطرها وادت رسالتها و كتبت التاريخ بأحرف من نور

الخميس - 25 يونيو 2020 - 08:28 م بتوقيت عدن

أربعينية شهيدة الواجب والإنسانية..  الدكتورة إبتهال حمود قاسم وردة نثرت عطرها وادت رسالتها و كتبت التاريخ بأحرف من نور

كتب/ محمد حمود قاسم

 

صادف يوم الثلاثاء الموافق 23.06.2020 مرور اربعين يوم على رحيل احدى الهامات الطبية في عدن والوطن و احدى شهيدات الجيش الابيض الذي خاض وما يزال اكبر واصعب وأشرس معارك القرن الواحد والعشرين والذي لم يكن سلاحهم فيها سوى الاخلاص لله والتوكل عليه والشجاعة وقوة عزيمتهم بقلوبهم النقية و أرواحهم الطاهرة وحبهم الخير للجميع فقبلوا التحدي و لبوا النداء عندما شعروا بصعوبة الوضع وخطورته وحاجة الناس اليهم فتقدموا الصفوف الامامية مستجيبين لنداء الواجب الديني والأنساني حافظين لشرف المهنة فكانوا شجعان عندما اختفت الشجاعة في أصعب الظروف و فرسان في ميادين العزة والشرف عندما غاب الكثير وقت المواجهة و بشجاعتهم علمونا ما هي العزيمة وبأعمالهم ادركنا اهمية حياة الانسان ومعنى التضحية في سبيل الله ثم الأوطان فبحبهم اهدونا ترياق الامل وبعطفهم أسقونا إكسير الحياة..

د.إبتهال حمود قاسم أبنة عدن شهيدة الواجب تلك الشمعة التي أضاءت النور في وسط الظلام ليهتدي بها من أنهكته معاناة المرض ومن يأس من النجاة في وقت الخذلان ومن تاه بين سراديب التجاهل والاهمال ..

يا زهرة الياسمين التي نثرت بين الناس عبير الإنسانية وعطرت حياة المرضى برائحة الأمل و حملت بأبتسامتها علامات النجاة للكثيرين فلا تجدها إلا مخلصة في عملها مستمتعه في تأدية رسالتها النبيلة حريصة على مساعدة الجميع مجتهده في إنقاذ حياة المرضى و رسم البسمة على محيياهم و إسعاد قلوب أحبتهم لتهديهم قبلة أمل على جبين الحياة.

حب الناس من خير النعم التي يمن الله بها على عباده ولكن يا ترى ما هو الدرب الذي يسلك لغزو القلوب والطرق التي تتبع للفوز بالحب والود والاحترام لدى الجميع فقد اصبح نادرا في هذا الزمان إلا لقليل ممن خصهم الله عز وجل بهذة النعمة فألبسهم ثوب القبول في القلوب وعطر المودة في النفوس وتاج الاحترام والتقدير عند الاخرين دكتورة ابتهال حمود بأن يرثيك كل الوطن و تنعيك الانسانية و يبكيك الشعب ويحزن لرحيلك الجميع فهذة احدى علامات القبول والرضى عند رب العالمين و التي تصبح سببا في تحول الحزن الى فخر و الالم الى عزيمة صلبة تقوينا و تشد من ازرنا و تدعينا الى عقد العزم و السعي والإصرار على مواصلة ذلك العمل المشرف والذكر الطيب الذي تركتيه لنا وخطيتيه بأحرف من ذهب في صفحة ناصعة البياض سوف نحتفظ بها في ذكريات لن تمحى فقد فرضتي أسمك في احد أجزاءه المضيئة نذكرك فيه فنترحم عليك و بأعمالك نعتز ونفتخر فقد علمتينا بأن الحب الحقيقي يستدعي الإخلاص وإن التضحية تثبت بالأفعال وليست بالأقوال.

عرفت الدكتورة ابتهال حمود بين الناس بطيبتها وحسن أخلاقها وتربيتها وحبها لزميلاتها وزملائها وجيرانها ومعارفها وإخلاصها في عملها والسعي لحل مشاكل الأخرين ومساعدة الناس جميعا وخاصةالمحتاجين منهم..

وهذا ليس بغريب فهي تعتبر إمتداد لأسرة كريمة فهي الإبنة الكبرى للهامة التربوية والوطنية الأستاذ حمود قاسم علي الذي يعرفه الجميع ذلك المنبر العالي منبع العلم مربي الأجيال و الرجل الوطني الذي لا يكاد يذكر إسمه ألا ويتبسم الحاضرين ويسر بذلك السامعين فقد كان معلما مخلصا ورجلا شريفا وإنسان تقي فكان أبا حنونا للكل لا يرضى بأذى أحد مصلحا بين الناس و ناصحا للجميع فيبدوا واضحا بأن انتقال الجينات من الوالدين الى الإبنة الكبرى وباقي افراد العائلة الكريمة قد تسلسل و كذلك حسن التربية والاخلاق قد ورثها الجميع في هذة الأسرة العظيمة.

كانت الدكتورة إبتهال مثل نسمه رقيقة أينما حلت أسعدت الجميع وكانت وردة جميلة حيثما نزلت عطرت المكان برائحة الفل و الياسمين رحيمة بكل مريض وكريمة مع كل محتاج و تخفي شمالها ما أنفقت يمينها و لا نريد ذكر ما كانت تعمله سر لأن هذة الأمور كانت سرا بينها وبين الله نسأل الله بأن يتقبلها منها ومن زوجها الطبيب الانسان الدكتور صلاح سالم الذي يحمل نفس الصفات في الطيبة والاخلاق والاخلاص في كل شيئ.

دكتورة إبتهال شكرا لك فقد تركتي لنا إرث عظيم ومشرف ولكنه حمل ثقيل لمن بعدك فقد ألزمتينا جميعا بأن نسير على خطاك و أن نتحلى بشجاعتك وإخلاصك وتضحيتك في وقت الشدائد وطيبة قلبك ورحمتك وسعيك الى عمل الخير ومساعدة كل محتاج بما نستطيع في السر والعلن فرحمة الله عليك..

فقدنا عظيم وألمنا كبير ولكن عزنا و فخرنا أعظم وأكبر من ذلك بكثير لأن الأعمار بيد الله والأقدار هو من يحركها اللهم لا اعتراض، كلنا راحلون ولكن تبقى الذكرى الطيبة و العطرة والمشرفة التي تزاحم اشعة الشمس في نشر النور والدفئ على هذة الأرض لتكون سبب في إستمرار الحياة وإسعاد و مساعدة الأخرين لنتناقل ذكر المواقف الشجاعة والعمل الطيب عن أناس كانوا يننا ينابيع للرحمة و دعاة للخير و مصادر للمحبة وقدوة يحتذى بها وعلامات مميزة وصلت إلى قمة هرم الإنسانية لتبقى منابر يشار لها بالبنان و نتذكرنا جيل بعد جيل بأن هناك من بنوا لنسكن و من زرعوا لنحصد ومن ضحوا لنعيش و من أحبوا الخير للجميع لنذكرهم بدعوة صادقة عند الرحمن بأن يرحمهم ويتقبلهم شهداء بأذنه ويجزيهم عنا خيرالجزاء ويجمعنا بهم في جنات النعيم هم وكل موتى المسلمين اللهم آمين

رحم الله الدكتورة إبتهال حمود قاسم أخصائية النساء والولادة في مستشفى الصداقة و كل موتى المسلمين و عزائنا لزوجها الرجل العظيم الدكتور صلاح سالم احمد ذلك الطبيب الإنسان الذي كان ولايزال يؤدي رسالته بكل أمانة وإخلاص ولوالدتها ولكل اخواتها واخوتها و لأهل و زميلات وزملاء وصديقات وأصدقاء وجيران ومحبي إبنة عدن شهيدة الواجب والإنسانية بأذن الله الدكتورة ابتهال حمود قاسم واسكنها فسيح جناته اللهم آمين

ولا تنسوها من صالح الدعاء هي وكل موتى المسلمين.