آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:57م

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) رصدت ردود الافعال.. رؤية بن دغر السياسية "نحو سلام عادل وشامل ودائم في اليمن".. هل تنجح؟!

الخميس - 25 يونيو 2020 - 05:44 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) رصدت ردود الافعال.. رؤية بن دغر السياسية "نحو سلام عادل وشامل ودائم في اليمن".. هل تنجح؟!

تقرير / محمد حسين الدباء:

السقلدي: دعوة طيبة لكنها متناقضة ومغيبة للقضية الجنوبية

شنظور: مؤشر لتوجه السلطة نحو إيقاف الحرب بعد استحالة عودة الشرعية لصنعاء

الأحمدي: لا غبار عليها إذا اقتصرت على الحوار بين الشرعية والانتقالي

العسلي: نعم للحوار من غیر وسیط.. فالوسواس في التفاصیل

 

"لم يعد هناك بد من حوار يمني يمني مباشر وعاجل للبحث في مصير البلاد، لقد غدت الأمور أكثر وضوحاً الآن، وبدلاً من أن نكتب وثائق التقسيم في ظل الحرب بأيدينا، علينا جميعاً أن نحزم حقائبنا ونرحل نحو الأمم المتحدة لنبحث في سلامٍ دائمٍ وعادلٍ وشامل لليمن لكل اليمن، وبصيغ تعايش مقبولة من كل الأطراف".. بهذه المقدمة صاغ دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء السابق رؤيته للسلام.

ودعا بن دغر "إلى حوار ترعاه الأمم المتحدة ويُدعى إليه الحوثي والمجلس الانتقالي والشرعية، دون شروط باستثناء شرطي الحفاظ على الجمهورية والوحدة، في إطار وحدة اتحادية".

وأكد بن دغر في رؤيته أن "الأمر يتطلب قرارات شجاعة وصادقة ورغبة حقيقية في السلام من طرفين رئيسين هما الحوثيين والمجلس الانتقالي، قرارات متحررة من كل قيد، ومن كل مصلحة ماعدا مصالح اليمن العليا، والأمر كذلك ينطبق على الشرعية".

واعترف بن دغر بأن المجتمع الدولي "عجز في أن يجد وسيلة لتطبيق قرارته، فحان الوقت لنجرب نحن اليمنيون الحوار المباشر وطريق السلام برعاية أممية ومساندة عربية، حوار لأحرار لديهم الاستعداد للتخلي عن كل شيء من أجل اليمن".

وأكد أن هناك وسائل عديدة للسيطرة على نتائج الحرب، وأولها الانقسام الاجتماعي الحاد وانهيار بنية الدولة وتعدد مصادر القرار وظهور مؤسسات عسكرية وإدارية ومالية متناحرة، وسنتجاوز إفرازات الحروب والانقلابات، بإجراءات عادلة للجميع، سنعالج نتائج الحرب المادية والمعنوية والنفسية، وسنتجاوز نتائج الثارات السياسية والاجتماعية وإن ثقلت.

 

ردود أفعال الكتاب والمحللين

ولاقت هذه الرؤية ردود أفعال مختلفة منها ما توافق مع الرؤية ومنها ما اختلف جزئيا، ومنها ما رفضها جملة وتفصيلا.. وفي سياق التقرير التالي نرصد أبرز تلك الردود.

 

لا غبار عليها.. ولكن!

أكد الكاتب عادل الأحمدي أن رؤية بن دغر لا غبار عليها بشرط أن تقتصر على الدعوة إلى الحوار بين الشرعية والانتقالي، وقال: "الحقيقة أن دعوة الدكتور بن دغر ستكون وجيهة ولا غبار عليها إذا اقتصرت على الدعوة إلى الحوار بين الشرعية والانتقالي، أما كلامه المتصل بالدعوة لحوار غير مشروط مع الحوثي، فيستدعي وقفة بل وقفات، لأن مثل هذا الكلام عندما يصدر من رجل في مكانته، فإنه قد ينشر اليأس الى قلوب بعض الناس".

وعلق الأحمدي على شرط الجمهورية والوحدة الاتحادية بقوله: "نقول ‏للدكتور أحمد بن دغر إن دعوتك التخفيف من كل الشروط عدا الجمهورية والوحدة تشي بتنازلك عن شرط تسليم السلاح وتطبيق القرارات الأممية، وهذا تنازل لا يصب وفقا للمعطيات الحالية إلا في تكريس سلطة الحوثي وبالتالي تفكيك الشرعية وقراءة الفاتحة على الثورة والجمهورية".

 

دعوة متناقضة !

أما الصحفي المعروف صلاح السقلدي فأكد أنها دعوة طيبة تستحق التوقف عندها بقوله: "دعوة د. أحمد عبيد بن دغر لوقف الحرب والشروع بتسوية سياسية هي دعوة طيبة وتستحق التوقف عندها، خصوصا وأنها تأتي من شخصية تشغل موقع مستشار رئيس- ولو  فتراضيا- برغم ما شابها من تناقض ومن تغييب للقضية الجنوبية، وشروط مسبقة".

وبين السقلدي أن بن دغر لم يذكر مرجعيات الحل الثلاث المزعومة، ولم يشر إلى دولة الأقاليم الستة ولا لمخرجات الحوار، مكتفيا بالإشارة إلى دولة اتحادية، مؤكدا أن هذا تغير ملموس في مواقفه المتصلبة السابقة.

وأكد السقلدي أن بن دغر صرح بفشل هدف استعادة صنعاء بقوله: "بن دغر هنا يقر صراحة بفشل هدف استعادة سلطته في صنعاء وفشل التحالف في مهمته، بل وتتضح حالة القنوط التي تتملكه- ربما للأحداث الأخيرة في سقطرى، فهي من حثته على إطلاق دعوة وقف الحرب- مع أنه قبل يومين كان في قمة الانتشاء ويدعو لاستمرار الحرب ويضرم نيرانها".

واستغرب السقلدي من تهرب بن دغر من عدم تسمية الجهة التي افشلت التحالف- بحسب رؤيته- مؤكدا أنه تهرب في دعوته لوقف الحرب والشروع بالسلام من الإشارة الى تسمية الجهة التي افشلت التحالف، وعمد الى مطالبة الانتقالي والحوثين بقرارات شجاعة وبرغبة بالسلام، هو نفسه- أي بن دغر وسلطته- يفتقران لهذه لشجاعة وللرغبة بسلام حقيقي، مشيرا إلى أنه تحاشى كذلك الاشارة الى أن سلطته لا تمتلك أمرها ولا قرارها وبأنها مسلوبة الإرادة في فنادق الرياض، فضلا عن عدم رغبتها بسلام حقيقي شامل وبإشراك كل القوى الفاعلة بأية مفاوضات وبالذات الطرف الجنوبي لأن مثل هكذا سلام سيعني لها أو بالأحرى للقوى النفعية الماسكة بتلابيبها والتي تثرى باضطراد من هذه الحرب وترى في وقفها وقفا لمساربها المالية والمادية وانتزاعا لمناصبها ووجاهتها ومكاسبها، فهذه السلطة ترى في أي تسوية سياسية نهاية حقيقية لها ولمستقبلها، وبالتالي لم يكن لدعوتها بوقف الحرب والسلام أي معنى إن لم تغير من سلوكها التواق لاستمرار الحرب وإبقاء طفيلياتها النفعية تقتات على أشلاء الضحايا.

واختتم السقلدي تعليقه على رؤية بن دغر للسلام بأنها "تظل ولو شكليا دعوة طيبة وومض أمل في عودة الوعي من تغريبته الطويلة في العواصم الدسمة والفنادق الوثيرة!".

 

مؤشر لإيقاف الحرب

أما الكاتب علي بن شنظور فقال: "إن دعوة بن دغر مؤشر لتوجه في السلطة نحو إيقاف الحرب".. معلقا على رأي بن دغر بأنه أصبح من الاستحالة عودة الشرعية لصنعاء ومن الاستحالة اخضاع الجنوب لحلول ما قبل 2015م وأن الحرب لم تعد تحقق خيرا للجميع ما عدا تجار الحروب.

 

نتفق معك ونختلف!

من جانبه أكد المحلل الدكتور علي العسلي على أن نجاح سلام بن دغر مرتبط بالمرجعيات فقال: "بدون المرجعیات المعتمدة والمقرة- صدقني- لن یتحقق السلام الشامل والعادل الذي أشرت إليه، لم یعد ھناك بد من حوار یمني - یمني مباشر ولكن لیس للبحث في مصیر البلاد؛ ولكن للبحث في الآلیات الممكنة لتنفیذ المرجعیات الثلاث المعتمدة، وأھمھا تنفیذ مخرجات الحوار الوطني والقرار 2216".

ورفض العسلي فكرة التوجه للأمم المتحدة "نعم للحوار على تنفیذ ما اتفق عليه ومن غیر وسیط، فالوسطاء غالبا ھم من یلعبون فیما بیننا- فالوسوسة في التفاصیل- وقد أكدت فشل وعجز المجتمع الدولي فقلت: وعجز المجتمع الدولي في أن یجد وسیلة لتطبیق قرارته، فحان الوقت لنجرب نحن الیمنیين الحوار المباشر وطریق السلام".

 

(السوشيال ميديا) وسلام بن دغر

أثارت تغريدة بن دغر (نحو سلام عادل وشامل ودائم في اليمن) ردود أفعال المغردين على تويتر بين منتقد ومتهجم على تغريدته التي اعتبروا بانها دعوة صائبة من شخص غير لائق بالدعوة من حيث التوقيت والأهداف، حيث قال حساب شبل ردفان: "لا سلام دون حل الدولتين وإعلان فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية مستقلة بكامل السيادة وعاصمتها عدن".

أما باسم وليد فقد غرد: "الدعوة الى حوار شامل والدخول في عملية سلام تتطلب شجاعة، لكن يبقى الموقف والعمل عليه مهم في هذا التوقيت الحرج واليمن يتمزق ويتشرذم"، وقال حمزة الحسني: "لن يكون هناك سلام وأمان ما دامت أطراف دولية تعبث بأمن واستقرار اليمن، والحل هو في توحد اليمنيين".

وعلق علي طالب على بن دغر في موقع (عدن الغد) بقوله: "إن كنت مستشارا لرئيس الشرعية فعليك ان تطرح خارطة طريق تتبناها الشرعية، تعترف بأن الوحدة فشلت والحرب فشلت وأن هناك واقعا جديدا على الأرض، الاعتراف بالقضية الجنوبية والجنوب الذي تعرض لغزو ١٩٩٤ وتكرر الغزو عام ٢٠١٥ وان كان هناك مظالم في الشمال ولابد من فصل ما يجري في الشمال وما جرى من ظلم وتهميش للجنوب، حينها يمكن ان نقول انكم اتخذتم قرارات شجاعة، ولا يجوز ان تطلب من الذين يناضلون من اجل استرداد حقوقهم ان يكونوا شجعانا وانت الشرعية التي تمتلك كل شيء، يفترض ان تقدم على قرارات شجاعة أم أنها أصبحت لا تملك قرارها، وفاقد الشي لا يعطيه، كن منطقيا بعد كل هذه السنين والسمسرة السياسية".

 

 

ملخص موجز للرؤية: "حوار ترعاه الأمم المتحدة ويُدعى إليه الحوثي والمجلس الانتقالي والشرعية، دون شروط باستثناء شرطي الحفاظ على الجمهورية والوحدة، في إطار وحدة اتحادية"

سلام بن دغر.. هل هو حقيقي؟!