آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

ملفات وتحقيقات


"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الأخيرة )

الأحد - 21 يونيو 2020 - 07:22 م بتوقيت عدن

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الأخيرة )

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

لم يكن لعدن علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو عسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد الاستقلال .. فهل كان سببها  طرد القنصل الأمريكي ؟؟

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - والقطار .. رحلة إلى الغرب ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( عدن التاريخ والحضارة  ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الرابع  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن صور  ومعالم وشخصيات  ومنظمات مدنية  لمدينة عدن  هي نسيج خاص بينها وبين معالمها واعلامها  حيث يقول الرئيس ناصر :" ان هذه المدينة تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة .

وهذه المذكرات هي رحلة شيقة وجذابة في ذاكرة مدينة عاصرت كل المراحل التاريخية وانطلقت منها مشاعل الثورة والتنوير وتشكلت فيها البذور الأولى للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في كافة ارجاء الوطن.

 .. وإليكم تفاصيل ما جاء في محطات وتاريخ سيادة الرئيس الأسبق علي ناصر  :

عدن وواشنطن : 

يواصل الرئيس علي ناصر حديثه حول زيارته الى بلدان العالم كرئيس دولة لربط العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية وفي هذا العدد يسرد لنا  محطات زيارته الى حكام ببلدان أوروبية فقال :"  لم يكن لعدن علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو عسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد الاستقلال وجاء ذلك على أثر طرد القنصل الأمريكي بعد حركة 20 مارس عام 1968م وقطع العلاقات نهاية عام 1969م ، وجرت بعد ذلك عدة محاولات لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فكانت زيارة عضو الكونغرس الأميركي بول فندلي عام 1977م، إضافة إلى محاولات من قبل وزيري الخارجية هنري كيسنجر وفانس لإعادة العلاقات بين البلدين ، ولكن التطورات التي شهدتها عدن في يونيو عام 1978 حالت دون تطبيع العلاقات حتى قيام الوحدة عام 1990م ، وكان فندلي قد وصل إلى عدن ونزل في أحد دور الضيافة الذي كان منزلاً لقائد سلاح الجو البريطاني ، وجاء في مهمة خاصة من أجل الإفراج عن المواطن الأمريكي فرانكلين الذي كان معتقلاً في عدن وقد جرى الإفراج عنه وغادر عدن مع فندلي الذي كان يتعاطف مع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

عدن وبرلين :

وعم علاقة عدن ببرلين فقال: " كانت عدن من أوائل الدول العربية التي اعترفت بألمانيا الديمقراطية وترتب على ذلك قيام علاقات صداقة متميزة ، وقام الألمان بتقديم الدعم في المجالات التربوية والتعليمية وكذلك الأمنية.

كانت زيارة الرئيس علي ناصر الأولى لبرلين عام 1978م ، وفي عام 1979م زار عدن الرئيس ايريش هونيكر وتم توقيع معاهدة صداقة بين البلدين .

عدن وصوفيا :

وحول ربط العلاقة مع صوفيا يردف بالقول :" ربطت عدن ببلغاريا علاقات صداقة وتعاون ، وقد قام الرئيس علي ناصر بزيارتها في عام 1978 وكانت تربطه علاقات صداقة برئيسها تيودور جيفكوف ، وزرتها مرة أخرى في عام 1979م والثالثة في 1984م ، وكانت زيارته الأخيرة في عام 1985م . وقد احيث اسمتتع بجمال الطبيعة في بلغاريا المزروعة في أحضان الغابات والخضرة الباذخة.

عدن وبودابيست :

وضمن العلاقات بين عدن وبودابيس فيشير بالقول :" تندرج علاقة عدن ببودابيست ضمن العلاقات الوثيقة بين عدن ودول المعسكر الاشتراكي ، زار رئيسها عدن عام 1975م وفي 1973م ، وزارها الرئيس علي ناصر والتقى الزعيم يانوش كادار عام 1973م ، وزار عدن الرئيس بال لوشستي عام 1982 ، والمجر بلد جميل وشعبها مضياف، وقد زرت بعد ذلك بودابيست في عام 1977م للاستجمام ، وزارها رسمياً في عام 1978م.

عدن وبراغ :

وعن علاقة عدن بدولة براغ  فيستدرك :" براغ إحدى أجمل المدن الأوروبية، وكانت علاقة تشيكوسلوفاكيا بعدن جيدة، حيث كانت تستقبل الطلاب من اليمن للدراسة والتأهيل ، كما استقبلت طلاب العلاج والاستشفاء في مراكزها الطبية الغنية بالمياه المعدنية. زارها الرئيس علي ناصر في عام 1979م ، وزار عدن رئيسها جوستاف هوساك في عام 1981م.

عدن بلغراد :

وحول العلاقات بين عدن وبلغراد فقال :" بدأت العلاقات اليمنية اليوغسلافية عام 1968م عندما زار عدن لأول مرة الزعيم المارشال تيتو أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز، وأول رئيس يزور بلادنا بعد الاستقلال وبعد هذه الزيارة تطورت العلاقات بين البلدين على الصعيد السياسي، وقد زار عدن الرئيس اليوغسلافي أيضاً عام 1983م.

عدن وبكين :

وعن علاقة عدن ببكين فقال :" علاقات اليمن بالصين علاقات تاريخية عندما قام الصينيون بشق طريق الحديدة – صنعاء وهو من أهم الطرقات حيث يخترق سلسلة من الجبال الوعرة والعالية ويشاهد كالثعبان وأنت في الطريق إلى مناخة، وقد أدى دوراً مهماً بعد قيام الثورة حيث نقلت عبره الإمدادات والاسلحة لدعم الثورة في وقت كانت الجمهورية الوليدة في أمس الحاجة إلى هذا الطريق حيث كانت صنعاء تحاصرها القوات الملكية المناوئة للجمهورية.

أسهم الصينيون في التنمية في عموم اليمن حيث شقوا أول طريق يربط عدن بالمكلا في أقصى الشرق ، كما أقاموا في عدن مصنع للغزل والنسيج وأسهموا في العديد من المشاريع.

في عام 1968م قام فيصل عبد اللطيف أول رئيس وزارء في اليمن الجنوبية بزيارة بكين، وفي عام 1970 و 1974 زارها الرئيس سالم ربيع علي، وفي 1972م زارها الأمين العام للجبهة القومية عبد الفتاح إسماعيل، وقام الرئيس علي ناصر بأول زيارة إلى بكين في ابريل من عام 1978م.

عدن وهافانا :

وعن علاقة البلدين بالثورتين  عدن وكوبا فيقول :" ظلت العلاقة بين الثورتين والبلدين عميقة الجذور، فقد خاض المناضلون في كل من كوبا وعدن حرب تحرير شعبية لإسقاط نظام باتيستا وتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني وتطورت العلاقة فيما بعد في مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية. وتوجت هذه العلاقة بالزيارات المتبادلة التي قام بها قادة البلدين لكل من عدن وهافانا.

عدن وطهران :

وعن علاقة عدن بإيران في ظل عهد شاه :" كانت علاقة عدن بإيران متوترة في عهد شاه إيران، حيث قامت قواته بشن هجوم بالطيران على حدود اليمن الشرقية.

مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران تحسنت علاقات البلدين كثيراً، وإثناء حرب الخليج الأولى وقفت عدن ضد هذه الحرب وأدانتها ونادت بتسوية الخلافات بين العراق والجمهورية الإسلامية سلمياً.

لم يتمكن الرئيس علي ناصر من زيارة طهران إلا بعد مغادرتي السلطة وذلك في عام 1998م حيث عقد لقاءات مع كل من رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام ، وكمال خرازي وزير الخارجية وعدداً من المسئولين .

عدن وإسلام أباد :

وعن العلاقات الباكستانية العدنية قال :" العلاقة الباكستانية العدنية عميقة الجذور تعود إلى زمن فترة الاحتلال البريطاني للهند وعدن، وتطورت العلاقات بين البلدين بعد قيام الدولتين، وزار الرئيس علي ناصر باكستان لأول مرة عام 1974م للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية والتقى الزعيم ذو الفقار علي بوتو رئيس الوزراء وتعرف فيما بعد على ابنه مرتضى وزوجته نصرة بوتو في دمشق في عام 1990م.

عدن ونيودلهي :

وحول العلاقة الخاصة  بين الهند وعدن فتحدث :" عبر تاريخ طويل نشأت بين الشعبين اليمني والهندي علاقات خاصة ذات جذور تاريخية تطورت منذ الكشوفات البحرية التي ساعدت على ازدهار التجارة بين البلدين.

كانت عدن خلال فترة الاستعمار تديرها شركة الهند الشرقية في بومبي، وكانت كل شبه القارة الهندية تخضع أيضاً للاستعمار البريطاني.

ومنذ ذلك الحين سكنت ألاف الأسر الهندية في عدن وامتزجت بمجتمعها وأسرها وحافظت طوائفها على تقاليدها ودياناتها ، ومازالت تمتلك معابدها الخاصة وطرق حياتها المتميزة ، وعبرهم دخل كثير من العادات والتقاليد والمأكولات الهندية إلى عدن .

ولأن عدن بموقعها الاستراتيجي المتميز الذي يربط الشرق بالغرب وكونها ممراً مائياً فقد مر بها وتوقف فيها الكثيرون من أعلام القرن الماضي أبرزهم المهاتما غاندي في طريقه إلى لندن، وانديرا غاندي ابنة الرئيس جواهر لانهرو عندما كانت في طريقها إلى لندن للدراسة في أواخر الثلاثينيات .

زار الرئيس علي ناصر نيو دلهي في عام 1981م وعاد لزيارتها في عام 1983م وشارك في مراسم تشييع جثمان رئيسة الوزراء "انديرا غاندي" في عام 1984م. 

عدن هانوي :

ويسترسل :" كانت العلاقة بين عدن وفيتنام علاقة بين ثورتين ، وكانت ثورة فيتنام نموذجاً وملهماً لكل الثوار في العالم ومثلاً على إمكانات الشعوب في المقاومة والإصرار على الانتصار، وكان الجنرال جياب أسطورة ذلك النضال بالإضافة إلى الزعيم الفيتنامي هوشي منه.

في عام 1978م قام الرئيس علي ناصر بزيارة لهانوي وهوشي منه (سايجون سابقاً) كما زار عدن بعد ذلك الجنرال جياب

عدن بيونغ يانغ :

وعن علاقة عدن بيونغ يانغ قال :" ملاحظة : حبذا لو طعمت الصفحة بصور الرؤساء قحطان وسالمين وعبدد الفتاح خلال زيارتهم لكويا الشمالية كنوع من التاريخ

علاقات عدن ببيونغ يانغ كانت جيدة على الدوام ، وقد قام كل رؤساء اليمن الجنوبية قحطان محمد الشعبي وسالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل بزيارتها ، وقام الرئيس علي ناصر بزيارتها في عام 1978م وكذلك في عام 1984م .

وكانوا يستقبلون ضيوفهم بحشود ضخمة من الكوريين تعبيراً عن ترحيبهم . وقدمت كوريا الشمالية العديد من المساعدات لليمن الديمقراطية في مجالات الزراعة وإرسال عدد من الآلات الزراعية.

عدن وسيول :

ويضيف :" ولم تكن هناك علاقات سياسية مع سيؤول التي زارها عام 1994م لحضور مؤتمر السلام العالمي.

 

عدن وأولمباتور :

ويستدرك :" تقع منغوليا في أواسط آسيا محاطة من الشمال بالاتحاد السوفيتي ومن الجنوب بالصين وعاصمتها أولمباتور .. ومن منغوليا خرج في مرحلة قديمة من التاريخ "جنكيز خان" وحفدته المغول، وقد سميت العاصمة باسم القائد الذي ذهب ليقابل لينين من أجل إقناعه بتسمية حزبه الحزب الشيوعي المنغولي ، وقد زار الرئيس علي ناصر منغوليا في عام 1984م .كما زارها قبل ذلك الرئيس سالم ربيع علي والرئيس عبد الفتاح إسماعيل.

عدن وأديس أبابا :

ويتابع فيقول :" روابط التاريخ والجغرافية تربط عدن بإثيوبيا وتضرب جذورها عميقاً في الماضي امتداداً من علاقات سبأ بأكسوم وتداخل الحضارات بين شعبي البلدين مروراً بالهجرات اليمنية العديدة إلى إثيوبيا وفي عام 1974م ، قاد مجموعة من الضباط الشباب ثورة ضد "أسد يهوذا" الأمبراطور هيلا سيلاسي وبدأت مرحلة جديدة في عمر تلك الدولة وبها بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين عدن وأديس أبابا ، ووقفت عدن إلى جانب الثورة الإثيوبية في صراعاتها الإقليمية والداخلية.

ربطتني علاقات صداقة حميمة برئيسها منغستو هيلا ميريم، وبعد مغادرة السلطة في عام 1986م قام هذا الصديق باحتضاننا مع مجموعة من القيادات اليمنية وقدم لنا العون والمساعدة..

عدن دار السلام :

و عن العلاقات عدن بدار السلام وهراري وزامبيا ونيكاراجوا ويختتم  محطات حياته في تاريخ عدن الحضارة بالشكر والوفاء حيث قال  :" يعيش في تنزانيا عدد كبير من اليمنيين ومعظمهم من حضرموت والمهرة وهم يتكلمون اللغة السواحلية ويعمل معظمهم بالتجارة والزراعة.

وقد زار الرئيس علي ناصر تنزانيا لأول مرة في أكتوبر عام 1967م مع الصديقين علي سالم البيض ومحفوظ بشير لإحضار سلاح صيني إلى عدن في فترة الكفاح المسلح ، وقد تطورت العلاقات بين البلدين وجرى تبادل زيارات بين المسؤولين، والتقى أكثر من مرة الزعيم الرئيس جوليوس نيريري .

عدن وهراري :

وعن علاقة عدن وهراري  فقال :" في معركة النضال ضد العنصرية في روديسيا (زمبابوي حالياً) قدمت عدن مساعدات لحركات التحرير فيها وفي المقدمة حزبا زابو وزانو ، وبعد قيام الدولة جرى تبادل الوفود والزيارات بين البلدين توجت بزيارة الرئيس روبرت موجابي لعدن عام 1982م وهو في طريقه إلى الصين .

عدن وزامبيا :

واثناء لقائه  بالرئيس الحكيم  كينيث كاوندا يقول :" التقيت  الحكيم  كينيث كاوندا أكثر من مرة في المؤتمرات الدولية وآخر لقاء جرى بينهما في سيول عاصمة كوريا الجنوبية عندما كانا يشاركان في مؤتمر السلام العالمي عام 1994 ، الذي نظمه وموله رجل الأعمال الكوري الجنوبي السيد مون الذي نظم أكثر من مؤتمر للرؤساء ورؤساء الحكومات والشخصيات من كافة أنحاء العالم ، وحضره أكثر من خمسين رئيساً ورئيس وزراء وشخصيات أخرى وفي مقدمتهم الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف صديق السيد مون الذي وعده بعشرة بليون دولار عندما كان في السلطة بهدف القيام بإصلاحات في النظام الاشتراكي، ولكن الأحداث المتلاحقة التي جرت في موسكو حالت دون تقديم هذه المبالغ، وهذا الشخص يدعي النبوءة ويخصص مبالغ ضخمة لإقامة حفلات أعراس خاصة سنوياً لأنصاره من مختلف جنسيات العالم، وشارك معي في هذا المؤتمر حسن علي عليوه وعبد الله البار.

عدن ونيكاراجوا :

وحول علاقة عدن بيكارجوا فيقول :" كانت عدن تؤيد الثورات التحررية في سائر القارات ، وهكذا وصلت علاقاتها إلى نيكاراجوا في أقصى الغرب من كوكبنا دعماً لثورة السانديانيين. وكان علي ناصر محمد أول رئيس عربي وثاني رئيس في العالم يزور نيكاراجوا.

وقد سقط الرئيس اورتيغا في الانتخابات، لكن بعد أكثر من عشرين سنة دخل الانتخابات وحظي بثقة الشعب وأعيد انتخابه لرئاسة الدولة 

شـــــكر ووفـــاء

وعن كلمة الشكر والوفاء فيقول الرئيس  في ختام  نشر محطات حياته في عدن التاريخ والحضارة  فاختتم وقال :" أجدني في نهاية هذه الجولة برحاب عدن الغالية مضطراً أن أكشف الضوء عن الدوافع التي حفزتني إلى التأليف والجمع بين المنطوق والمكتوب والمرئي في اجتماع صورة عدن، فقد انطلقت من تجربتي في الكتابة من قناعة مفادها أن الوصف اللغوي للأشياء يظل قاصراً عن أن ينقل الواقع بدقة، فاللغة كما يقول بعض علماء اللسان المعاصرين: "هي حضور مرجأ للأشياء والمعاني" ، ومن هنا فإن الصور والخرائط تدعم حقيقة الأشياء الموصوفة باللغة وتقربها من الواقع، وبمقدور القارئ الكريم أن يقارن بين صورة شخصية وصفتها كتابياً، ورسمها كما ورد في المجموعة ليقف على هذه الفجوة بين المكتوب والمرئي، وأهمية التقاطع بينهما، فالهدف من هذه المجموعة إذا النقل الأمين لمراحل تاريخ عدن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بأساليب متعددة على قدر ما تسمح به الوثائق التي تم الحصول عليها من أرشيف المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والمراكز الأخرى، ووثائقي الخاصة وعشرات الكتب والمراجع باللغة العربية واللغات الأجنبية ورسوم الرسامين الذين زاروا عدن ورسموا معالمها، واستعانة بذاكرة الأشخاص الذين عاصروا الوثائق والأحداث، وذاكرتي المفتونة بحب عدن، تكتب حكايتها بشغف على صفحات القلب.

وتابع :" ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى الصديق العزيز الدكتور عبد الله الريس مدير عام مركز الوثائق والبحوث بدولة الإمارات العربية المتحدة على دوره الكبير في إخراج هذا الكتاب بهذا الشكل اللائق، كما أتقدم بخالص الشكر لكل من أسهم في تزويدنا بالصور والمعلومات، أو أبدى ملاحظات تغني هذا العمل وأخص بالشكر هنا الأستاذين هشام وتمام محمد علي باشراحيل، ودار الأيام ومركز الفقيد إدريس حنبلة للدراسات ، والأخ نجيب يابلي والدكتور مرشد شمسان والدكتور أحمد علي الهمداني والمرحوم الدكتور فضل قائد علي والأستاذ نجمي عبد المجيد وعبد الرحمن خباره ، والكاتب فاروق لقمان والأستاذ خالد عبدالواحد والأستاذ بلال غلام والدكتور عبدالعزيز بن حبتور والأستاذ وليد خليل، وللجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن،  لتعاونهم المثمر شاكراً لهم فضل التجاوب، والشكر موصول لمن اسهموا في تصحيح الطبعتين السابقتين وصولاً إلى هذه الطبعة الثالثة المنقحة بالافادة من ملاحظاتهم القيمة، ونشكر التقنية الحديثة التي استفدنا منها من خلال ما قدمته المواقع الالكترونية اليمنية على صفحاتها وأرشيفها ، أملاً أن يتم السعي مستقبلاً لتطوير هذا العمل التوثيقي لما له من فائدة جليلة وخدمة ملموسة في تعريف العالم بوطننا الحبيب، واستدراك ما نقص في هذه المجموعة في طبعة لاحقة وأتوجه بتقديري وجهدي الخالص إلى الأخوة القائمين على دار البارودي في بيروت، للجهد الملحوظ في إخراج الطبعة الأولى من هذا الكتاب بصورة لائقة وللأخوة سعيد عولقي وحسن عليوه وزياد حسين ووليد مبيض وماهر حداد للجهد الكبير في مراجعة وتنقيح المادة التي بين أيديكم ولكل من أسهم في رفدي بما يملك من وثائق ومعلومات أو شارك في طباعة الكتاب وتنفيذه.

واضاف :" ولي وطيد الأمل أن أكون دانيت الهدف الذي رسمت لنفسي من هذا العمل أو حققت بعرضه حدود الرضا عن الذات ورضا القارئ الذي طمحت أن أضعه في إطار صورة وطني الحبيب، وأشده إلى أن يتفاعل مع حياة أهله وأمالهم ونضالهم وصبرهم في ظروف قاسية مهروها بإيمانهم وبحقهم في الحياة الحرة الكريمة.

واختتم محطاته وقال :" أرجو أن أكون ، بكل تواضع ، قادراً على استكمال ما نقص، والعمل على وضع صورة الوطن في إطارها السليم بقدر ما تسمح به النفس من تجرد وإخلاص ومحبة، وعلى قدر ما تساعد فسحة العمر، ذلك كان همي الشاغل على الدوام ومازال فعذراً إن قصرت، ولكل مجتهد نصيب .( انتهى ) ..