آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:27م

ملفات وتحقيقات


"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الحادي والعشرون )

الجمعة - 19 يونيو 2020 - 09:12 م بتوقيت عدن

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الحادي والعشرون )

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها أللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - والقطار .. رحلة إلى الغرب ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( عدن التاريخ والحضارة  ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الرابع  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن صور  ومعالم وشخصيات  ومنظمات مدنية  لمدينة عدن  هي نسيج خاص بينها وبين معالمها واعلامها  حيث يقول الرئيس ناصر :" ان هذه المدينة تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة .

وهذه المذكرات هي رحلة شيقة وجذابة في ذاكرة مدينة عاصرت كل المراحل التاريخية وانطلقت منها مشاعل الثورة والتنوير وتشكلت فيها البذور الأولى للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في كافة ارجاء الوطن.

 .. وإليكم تفاصيل ما جاء في محطات وتاريخ سيادة الرئيس الأسبق علي ناصر  :

عدن والرياض :

مرت علاقات عدن بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بعدة منعطفات ومتعرجات قبل أن تستقر على علاقات أخوية جدية ومتنامية وذلك بحل مشاكل الحدود بين البلدين .

وقد ساهم مئات الآلاف من اليمنيين في بناء ونهضة المملكة واستفاد المغتربون اليمنييون من ظروف العمل والتسهيلات التي يحصلون عليها هناك.

بدأت علاقات عدن بالرياض في فترة الرئيس سالم ربيع علي ، ولكنها لم تحرز نجاحاً كبيراً . وكانت أول زيارة للرئيس علي ناصر محمد إلى السعودية في عام 1980م. بدعوة من الملك خالد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير فهد بن عبد العزيز .

عدن وأبو ظبي :

جرى أول لقاء بين حكيم العرب والرئيس علي ناصر محمد عام 1974م في مؤتمر القمة الإسلامي في باكستان، ومن يومها ربطتني به وبشعب الإمارات علاقات حميمة متميزة .. وكانت زيارته الأولى لأبو ظبي في 1974م حيث فوجئ بالتطور المذهل الذي تعيشه دولة الإمارات وكانت زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لعدن عام 1976م ترسيخاً لهذه العلاقة الحميمة بين البلدين والشعبين .

قدمت دولة الإمارات الكثير من المساعدات والمشاريع لليمن وأقامت المستشفيات والمدارس والسدود والوحدات السكنية في عدن بحي المنصورة .

وأصبحت الإمارات العربية المتحدة بالنسبة لي وطني الثاني الذي لابد من أن أقضي فيه عدة أشهر كل عام .

عدن والكويت :

كان البحارة الكويتيون يطوفون البحار بسفنهم الشراعية ويقفون في الموانئ اليمنية. ثم هاجر اليمنيون للعمل في الكويت بعد اكتشاف الثروة النفطية فيها وارتبط الشعبان بوشائج إنسانية عميقة من ملامحها أن الشعب الكويتي كان من أوائل الشعوب التي وقفت إلى جانب ثورة 14 أكتوبر دعماً ومساندةً ، حيث شكلت لجان المناصرة لهذا الغرض

بعد الاستقلال قدمت دولة الكويت دعماً نزيهاً ومساعدات مجانية عديدة أنشأت بموجبها المدارس والمستشفيات

كانت أول زيارة للكويت في عام 1974م ، وبعدها توالت الزيارات وجاءت زيارة أميرها إلى عدن في 1981م تتويجاً لهذه العلاقات .

عدن والدوحة :

في عام 1982م كانت أول زيارة للرئيس علي ناصر محمد لقطر ، ولم يزرها ثانية إلا عام 1994م حين طلب منه الرئيس علي عبد الله صالح أن نلتقي في الدوحة لمناقشة الأوضاع المتدهورة في اليمن على أثر الخلاف الشديد بينه وبين نائبه علي سالم البيض والحزب الاشتراكي، وقد زارها مرة أخرى في اكتوبر من العام 1998.

عدن وبغداد :

مرت علاقات عدن ببغداد بمراحل من المد والجزر وتفاوتت بين الدفء والتوتر، كان السيد صلاح عمر العلي أول مسؤول عراقي يزور عدن وكانت زيارته فاتحة للعلاقات بين البلدين ، وقام الرئيس علي ناصر بزيارة بغداد عام 1970م، وفي عام 1972م زارها الأمين العام للجبهة القومية عبد الفتاح إسماعيل كما زارها الرئيس سالم ربيع علي وأخذت العلاقات في التحسن.

في عام 1979م تدهورت العلاقات على اثر اغتيال المخابرات العراقية أحد اساتذة الجامعة العراقيين المقيمين في عدن.

عدن وعَمان :

كانت علاقات عدن بعَّمان جيدة على الدوام فقد تم تأهيل الضباط اليمنيين من جيش الجنوب العربي في الكليات العسكرية الأردنية ، وبعد الاستقلال كانت العلاقات هادئة ، وكان الأردن يعمل على حل الخلافات اليمنية مع الآخرين ففي عام 1978م، تدخل جلالة الملك حسين في مؤتمر قمة بغداد مطالباً برفع قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية اليمن الديمقراطية على أثر مقتل رئيس الشطر الشمالي من اليمن المقدم أحمد الغشمي.

في عام 1994م بذل جهوداً كبيرة للتوفيق بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض والحزب الاشتراكي ودعا كل القوى اليمنية الفاعلة إلى عمان حيث تم التوقيع على "اتفاقية العهد والاتفاق" في محاولة منه لتجنيب اليمنيين الاقتتال الذي جرى في وقت لاحق من العام ذاته .

عدن وطرابلس  :

مرت العلاقات بين عدن وطرابلس بمراحل عديدة معقدة ، لكنها كانت أخوية على الدوام مبنية على الصدق والصراحة والاحترام المتبادل وكانت اللقاءات بين القيادتين عديدة ومتكررة وكان محورها دائماً العقيد معمر القذافي الذي ينتمي إلى القبائل الهلالية المهاجرة من اليمن.

ارتبطت عدن وليبيا وإثيوبيا بمعاهدة ثلاثية كانت سبباً في تصعيد الدول الغربية حصارها وهجمتها على الدول الثلاث، زار القذافي عدن في أغسطس 1981م.

عدن والجزائر

بدأت علاقة عدن بالجزائر في عهد الرئيس بومدين وجمعتهما المواقف السياسية المشتركة وجبهة الصمود والتصدي لاتفاق كامب ديفيد .

وكان لقاء الرئيس علي ناصر الرئيس بومدين في عام 1978م، في دمشق حميمياً حيث أبدى قلقه الشديد على مستقبل الجزائر نظراً لإحساسه بأن مرضه العضال قد تمكن منه .

أما الرئيس بن بيلا فقد التقى به عام 1996م  في عدن بينما ربطته علاقات جديدة بالرئيس الشاذلي بن جديد ومحمد صالح اليحياوي وغيرهم من القيادات الجزائرية وفي مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اعتبره صديقاً شخصياً وقد أمضيا زمناً في دولة الإمارات التي حلا فيها ضيفين على سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .

 

عدن وبيروت :

ارتبطت بيروت في الوجدان اليمني باعتبار لبنان بلداً عربياً شقيقاً، وبيروت مركزاً ثقافياً وإشعاعياً مارست دوراً هاماً في عملية التنوير لجهة نشر الأفكار السياسية والحزبية والثقافةومن جهة أخرى  فقد تعرف اليمنيون فيها على فكر حركة القوميين العرب عن طريق الدارسين اليمنيين فيها .

كانت أولى زيارات الرئيس علي ناصر لها عام 1968م ، وأثناء الغزو الإسرائيلي عام 1982م بذلت دولة اليمن الجنوبي جهوداً كبيرة للتصدي لذلك الغزو وقدمت بعض المساعدات من أجل الدفاع عن بيروت، وأجرى اتصالات واسعة مع مختلف الأطراف العربية من أجل فك الحصار عن بيروت والتصدي للغزو وعقد مؤتمر قمة عربي لهذا الغرض، وقبل ذلك شاركت اليمن الديمقراطية بإرسال كتيبة السلام إلى بيروت كجزء مما سمي حين ذلك بقوات الردع العربية.

عدن والخرطوم :

كانت أولى زيارات الرئيس علي ناصر للسودان عام 1969م حيث نقل رسالة من الرئيس سالم ربيع علي ، واليمنيون يكنون حباً كبيراً لشعب السودان لسماحتهم ودماثة أخلاقهم التي خبروها عبر هجرتهم المبكرة إلى السودان ، وكذلك عبر العديد من المدرسين والقضاة والإداريين السودانيين الذين عملوا في عدن بشكل خاص واليمن عموماً ، وقد تعرف عدداً كبير من زعمائهم أبرزهم جعفر محمد النميري - وسوار الذهب – والصادق المهدي- جون جارانج - ومحمد إبراهيم نقد - ومنصور خالد - وخالد حسن عباس - والفنان محمد وردي.

عدن وفلسطين : 

اعتبرت عدن القضية الفلسطينية قضيتها ، وقدمت كل دعم تستطيع تقديمه إلى ثورتها واحتضنت مختلف فصائلها وقدمت لهم المكاتب والمنابر والسلاح ودخلت في العديد من المعارك لنصرتها، وفي عام 1982م عند خروج القوات الفلسطينية من لبنان احتضنتهم عدن وقدمت لهم المعسكرات والرعاية والدعم .

عدن ومقديشو :

ترتبط اليمن بالصومال بروابط تاريخية عميقة حيث ظل خليج عدن رابطاً مهماً بين البلدين وسبيلاً للتواصل والتمازج.

وتعيش جاليات يمنية كبيرة في الصومال وشرق إفريقيا، كما احتضنت عدن مجاميع كبيرة من الصوماليين عبر مراحل الحروب في بلادهم.

وقد استمرت علاقات عدن بالصومال وثيقة متواصلة ثم راوحت بين التحالف والتوتر بحسب المواقف السياسية وحروب القرن الإفريقي في أواخر القرن العشرين .

عدن وموسـكو :

في ظل الحصار والعداء الذي فرض على الثورة في عدن وجدت الدولة الوليدة لها في الاتحاد السوفيتي السند الذي يقدم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري لليمن الجنوبية.

وتشابكت العلاقات اليمنية السوفيتية طوال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، أسهم السوفييت بدرجة أساسية في تأهيل الأطر في كافة المجالات التربوية والصحية والهندسية والعسكرية ما مكن الدولة الفتية أن تتغلب على مختلف الصعوبات والضغوطات .

وبالرغم من ذلك كانت العلاقات مع السوفييت معقدة نظراً للبيروقراطية المترسخة في جهاز الدولة السوفيتية وهو ما لم يسمح بإحداث تنمية اقتصادية فعالة. ( للحديث بقية )