آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

ملفات وتحقيقات


على صفيح ساخن.. معركة خلف الستار بين الشرعية والانتقالي.. من يشعل النار في شبوة؟

الثلاثاء - 16 يونيو 2020 - 10:12 ص بتوقيت عدن

على صفيح ساخن.. معركة خلف الستار بين الشرعية والانتقالي.. من يشعل النار في شبوة؟

تقرير/ عبدالله جاحب:

- هل سيعود الانتقالي من نافذتها بعد أن خرج من بابها؟

- اتهامات قتل المواطنين والاعتقالات التعسفية هل تعزز جراح السلطة فيها؟

- ما يحدث في المحافظة النفطية مخطط له أم تحركات عفوية؟

السعدي: من حولوا عدن لقرية يحاولون زرع الفتنة في شبوة

هاني بن بريك: على المملكة التدخل لوقف الاعتداءات هناك

 

شهدت محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، السبت، مواجهات عنيفة بين مسلحين يتبعون المجلس الانتقالي وبين قوات الأمن الخاصة والجيش.

 وفي حين كانت الأنظار تتجه صوب محافظة أبين الملتهبة بالصراع منذ فترة طويلة، واشتداد المعارك فيها خلال شهر رمضان وما بعد ذلك، ودون سابق إنذار تغيرت بوصلة الأحداث العسكرية الدموية صوب محافظة شبوة في منحدر ومؤشر خطير ينذر بصراع وتناحر جديد قد تشهده المحافظات الجنوبية المحررة.

جاءت هذه الاشتباكات في محافظة شبوة عقب أسبوع من اضطرابات مماثلة في وادي حضرموت وتكرر محاولات الاغتيال لمحافظ حضرموت.

وهذه الأحداث يرى مراقبون أنها مرتبطة ارتباطا رئيسيا بالأحداث الدائرة في محيط مدينة زنجبار، حيث يحاول كل طرف تحقيق تقدم ضد الطرف الآخر.

ويرى مراقبون أن الأحداث هناك هدفها تخفيف الضغط الذي تشكله معركة الجيش في زنجبار.

وقالت وسائل إعلامية تابعة للسلطات في شبوة إن قوات الأمن الخاصة تمكنت من السيطرة على مديرية نصاب بعد يومين من المواجهات مع مسلحي المجلس الانتقالي.

في حين ذكرت وسائل إعلامية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي نجاح مسلحي المجلس بصد هجوم واسع لقوات الأمن والجيش على مواقعها في المديرية.

وتحتدم المواجهات بين الطرفين في قرى متعددة من المديرية، وسط دفع الأطراف بتعزيزات جديدة، حيث أفادت مصادر قبلية بدفع تعزيزات للقوات الحكومية من اللواء 21 ميكا في عتق، في حين وصلت تعزيزات قبلية لإسناد مسلحي المجلس في نصاب من مرخة.

كل ذلك الصراع والحشد يدفع بالمحافظة إلى إشعال فتيل الاقتتال والمواجهات الدامية بعد حالة الاستقرار والهدوء النسبي التي كانت تشهدها المحافظة بعد أحداث العاشر من أغسطس من العام 2018م بعد سيطرة قوات الشرعية على المحافظة بالشكل الكامل.

وأفادت مصادر قبلية في جردان بسحب قوات الأمن الخاصة من المديرية عقب معارك دامية أسفرت عن مقتل قائد الحملة العسكرية وشقيق قائد قوات الأمن الخاصة في المحافظة، عبدالرحمن لعكب الشريف، إلى جانب ضابطين آخرين.

صفيح ساخن جدا من المعارك تشهدها المحافظة وتضعها في مرمي الاقتتال وهدف الانزلاق في مربع الفوضى وعدم الاستقرار وتضرب موعدا مع ضبابية الصورة والمشهد في قادم الأيام.

 

شبوة.. من يجرها إلى الفوضى؟

قد تكون السياسة القمعية والاعتقالات التي يقول الانتقالي إن السلطات تنتهجها ضده في محافظة شبوة بعد حملته الأخيرة ضدهم في شبوة، محاولة منها لإجهاض التحركات التي أعلنت عنها جهات قبلية في نصاب منتصف الأسبوع الماضي مع قرب انتهاء مهلة لإخراج قوات الشرعية من المحافظة النفطية إلى جانب وقف القتال في أبين.

ودفع تلك الأحداث رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد إلى القول إن أحداث محافظة شبوة تشكل بوادر لثورة شعبية ستعم كل محافظات الجنوب.

وقال بن فريد في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر: "ثورة شعبية عارمة تشتعل في شبوة ضد مليشيات الإخوان التي طغت وتجبرت".

وفي الضفة الأخرى تتهم سلطات شبوة المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة عدن بنقل حالة التخبط والغوغاء والعشوائية الأمنية بالمحافظة إلى محافظة شبوة، من خلال دعم وتغذية أطراف فوضوية وأدوات تتبع المجلس الانتقالي داخل المحافظة.

ولم يقتصر اتهام المجلس على السلطات في شبوة، فهناك العديد من النشطاء والسياسيين الذين أعربوا عن قلقهم لما يجري في المحافظة.

واتهم القيادي في الحراك الجنوبي محمد علي السعدي القوى التي قال انها حولت عدن الى قرية بأنها تحاول اليوم زرع الفتنة بين ابناء محافظة شبوة.

واكد السعدي ان "هناك من يقبل على نفسه زعزعة الامن والاستقرار في محافظته مقابل اموال من الخارج".

وقال "سيأتي يوم يعلمون أنهم اخطأوا في حق أنفسهم وفي حق أهلهم وفي حق محافظتهم، ولكن بعد فوات الأوان.. انا من الناصحين لهم ان يحافظوا على امن واستقرار محافظتهم وان تتشابك اياديهم مع السلطات المحلية في شبوة".

فهل تحاول قوى عدن حقا نقل فشلها والفوضى الحاصلة في العاصمة إلى محافظة شبوة، أم أن سلطات شبوة قمعية وتنتهج حكم العسكر في المحافظة؟.

 

 ما موقف التحالف؟

يتساءل كثيرون: هل  ينقذ دور الرياض الشرعية من خسران المحافظة أم تنجح الإمارات الداعم الأكبر للمجلس الانتقالي في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في شبوة مستغلة حرب ابين الأخيرة.

ويشير الكثير من انصار المجلس الانتقالي الجنوبي بوسائل مختلفة إلى دور سعودي في مساندة السلطات الحكومية في محافظة شبوة على حساب المجلس الانتقالي.

ومن جانبه وجه نائب رئيس المجلس الانتقالي الشيخ هاني بن بريك رسالة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن الأوضاع في مديريتي نصاب وجردان بشبوة.

وقال بن بريك في تغريدة له على تويتر: "‏صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظك الله ما يجري للمواطنين في محافظة شبوة مديريتي جردان ونصاب من قصف عشوائي بالسلاح الثقيل من قبل قوات حزب الإصلاح الإخونجي المتدثرة بدثار الشرعية وبسلاح التحالف الذي سلم لمحاربة الحوثي". واختتم بقوله: "نعلم أن ذلك لا يرضيكم ولكن العالم ينظر ما أنتم صانعون".

 

السلطات الأمنية ترد ببيان حازم

على الجانب الآخر ردت السلطات الأمنية ممثلة باللجنة الأمنية في المحافظة ببيان حازم على ما شهدتها المحافظة من أحداث.

وأصدرت اللجنة الأمنية بيانا شديد اللهجة، قالت فيه إنها "تحمل المجلس الانتقالي وقيادته المسئولية الكاملة عن الاعتداء على  قوات الأمن ومؤسسات الدولة، وأن هذه الاعتداءات تأتي في سياق التحريض الذي يقوم به المجلس الانتقالي والمدعم بالفتاوى الإرهابية التي تستبيح دماء رجال الأمن والمواطنين".

وأكدت اللجنة الأمنية أنها تعاملت مع "التمرد المسلح الذي قام به المجلس الانتقالي وفق مسؤوليتها الوطنية  بعد أن اعتدت عناصره على المؤسسات التربوية والخدمية وحاولت السيطرة عليها واقتحمت منازل المواطنين بالقوة وتحت تهديد السلاح مما جعل الحسم هو الخيار الوحيد مع هذه الأعمال".

وحتى اليوم لاتزال شبوة تعيش على صفيح ساخن.