آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:40ص

ملفات وتحقيقات


تاثيرات المنخفض الجوي تكشف هشاشة البنية التحتية..عدن تلفظ أنفاسها الأخيرة فهل من مغيث!

الأحد - 14 يونيو 2020 - 11:39 ص بتوقيت عدن

تاثيرات المنخفض الجوي تكشف هشاشة البنية التحتية..عدن تلفظ أنفاسها الأخيرة فهل من مغيث!

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ عبداللطيف سالمين:
في غالبية دول العالم يستمتع المواطن بالمطر حين يهطل لامتلاك مدنهم البنية التحتية المهيأة لاستقبال هطوله الغزير، لكن الأمر في عدن يختلف وبات هطول الامطار في أذهان المواطنين يعني الكوارث .. وهذا ما يحدث عندما يتصدر المشهد مدينة تفتقر للتخطيط وتطغى على ملامحها العشوائية.
لأول مرة تغرق مدينة عدن لمرات عدة بغضون اشهر، وبات الوضع يخيف واصبح حدوث الرياح وبعض الدقائق الممطرة يكشف ويعري مدى انهيار البنية التحتية التي تعانيه المدينة وغيابها الشبه التام، دقائق بسيطة فقط تكفي لان تخرج منظومة الكهرباء يوما كامل وتتدمر البيوت والمباني وحتى أسوار المدارس مثلما حدث فجر السبت الماضي ودائما يدفع المواطنون الثمن.
- كوابيس عدة في غضون أشهر.
عاشت عدن، كوابيس عدة في الاشهر الماضية حيث تسبب الأمطار الغزيرة، بتدفق السيول وإغرقت المدينة، وألحقت أضراراً جسيمة فيما تبقى البنية التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم.
وخلفت السيول الكثير من الأضرار في البنية التحتية و وتسببت بقطع الطرق الرئيسية وانهيار العديد من المنازل والمحلات التجارية وألحقت أضرارا مادية كبيرة بالممتلكات، وخاصة المركبات التي جرفتها معها وحولتها إلى أشلاء.
واكدت تاثيرات المنخفضات الجوية التي ضربت المدينة افتقار عدن للخدمات العامة والبنية التحتية بما فيها قطاع الصحة والكهرباء في عدن والتي تعاني من ضعف وتدهور متراكم، وهو ما بينته السيول والفيضانات مؤخراً، وعرت هذا الضغف وفاقمت المشاكل أكثر مما هي عليه.

- الطقس فضح الفساد.

ويرى مراقبون ان الطقس في عدن أخرج مادفنه المسؤولون والمقاولون من فساد في مقاولات الطرق والمجاري وخطوط الكهرباء ، وما يدمي ان النكبة حلت بالبيوت المبنية من الطين،أوالخشب،أو الصفيح التي تأوي البسطاء من الناس،ولم تنل من البيوت الخرسانية التي تأوي المسؤولين وأرباب الفساد.
واشتكى السكان في أحاديث متفرقة" لعدن الغد" من ما تعانيه المدينة مع كل منخفض جوي يضربها حتى تتفجر مياه الصرف الصحي في أحياء المدينة وتغرق بيوتهم وشوارعهم ويموت العشرات منهم ومن لايقتله السيل يتكفل البعوض به الذي بات بطل الموت رفقة كورونا مع انهيار تام للمنظومة الصحية في البلاد.
ويؤكد المواطنين ان عدن لم تعرف هذه الحالة السيئة والرثة بصورة متواصلة منذ فترة. وكلما ظنوا أن المشكلة انتهت تعود اقوى كل مرة وبأعذار مختلفة.
وأضافوا: لا يعقل ان يعيش الانسان بين كل اكوام القذارة هذه. ونحن لا نقبل ذلك وكلما قدمنا الشكاوي لا نجد أي تفاعل حقيقي ينهي المشكلة ويحلها من جذورها وان وجد تفاعل فغالبا يكون حل مؤقت.
ويتخوف سكان وأهالي مدينة عدن ، من تفاقم انتشار الأوبئة والأمراض بين الأهالي نتيجة طفح مياه الصرف الصحي بشكل كبير في مديريات المدينة وانتشار القمامة والوضع الصحي المتردي الذي تعيشه المدينة التي تواجه فيروس كورونا عارية من الأمان الصحي.
- عزف التحالف عن إصلاح البنية التحتية.
واشار سياسيون ان التحالف العربي في اليمن انفق اموالا هائلة على الحرب والتسليح لكنه عزف عن إنفاق أي أموال لإصلاح البنية التحتية في عدن.
ودعا ناشطون وصحفيون التحالف الى توجيه بعض جهوده صوب الاهتمام بقطاعات البنية التحتية في عدن والقيام بتأهيل البنى التحتية المنهارة خلال السنوات الخمس للحرب وأهمها الكهرباء والمياه في ظل غياب الموارد الحكومية المخصصة للخدمات بسبب الوضع السياسي المعقد للدولة وخاصة ان اليمن تقع تحت البند السابع.
-صورة بشعة تدمر ماتبقى من ملامح المدنية.
منظر يتكرر كل مرة ويعيد نفسه بطرق مختلفة للمواطنين في عدن الذين باتوا يعيشيون رفقة القمامة المتكدسة ومياه المجاري الطافحة وبرك المياه الاسنة ولم يعد الوضع يقتصر على المناطق المهمشة فقط بل طال اهم المديريات السكنية المكتظة بالسكان.
صورة بشعة تدمر ما تبقى من ملامح المدنية في مدينة لطالما اشتكت من الإهمال والقصور في كل ما يتعلق بجوانب الأمور الحياتية المهمة وافتقدت البنية التحتية التي تجعلها تقاوم بعض الظواهر الاعتيادية كالامطار وتصريف المجاري والقمامة.
يعاني سكان مدينة عدن من افتقادهم لابسط متطلباتهم التي تتلخص مجملها في حياة كريمة دون المساس بحياة الإنسان اليومية الصحية كانت أو البصرية وهو ما لا يمكن حدوثه ابدا عندما يسود الإهمال و تنعدم أسمى معاني الإنسانية ولا يجد الإنسان من خلالها ملجأ إلا أن يناشد المسؤلين مع تبدلهم كل مرة ولا جديد يذكر.
اسواق مدينة عدن والتي كانت في الزمن القريب نموذجا يحتدى به تبدل حالها مع تبدل الحكومات واستمرت المدينة بالغرق في وحل من القذارة وعوضا عن ان تكون اسواقها مثالا للتنظيم الذي يجب أن تكونه الأسواق لم يعد يجد المواطنين فيها موضع لخطى أقدامهم التي لا تنفك عن الغوص في برك مختلطة بمياه المجاري الطافحة وقمامة المنازل والأسواق المتكدسة فيها.
ولا يتغير الحال في شوارع المدينة وبيوتهم باتت هي الاخرى تعيش جنبا بجنب رفقة ملاجئ البعوض المنتشر على محاداة برك ومستنقعات مياه الصرف الصحي القابعة بأمان وتجدد كل فترة دون أن تجد من يقوم بواجبه لانتشالها، ووضعها في أماكنها الصحيحة.
ومع غيابها واستمرار طفح المجاري ترك المواطنين كل همومهم الكبيرة وانقطاع رواتبهم وبات جل تفكيرهم ينصب في يوم يخرجون فيه ويجدون تلك المستنقعات قد تلاشت واختفت من شوراعهم وعوضا عن ذلك لم يكن القدر رحيم بهم في الايام الاخيرة وما زاد من الازمة تهاطل الأمطار وتضاعف تلك البرك التي تفترش الطرقات دون وجود اي اجرائات او تحركات رسمية للحد منها وانهاء هذه المشكلة.
ويبقى السؤال الأهم.. كيف لمدينة لا تمتلك البنية التحتية اللازمة للعيش الطبيعي ان لا تواجه خطر الموت بارضية مكسوره؟!
ويظل لسان حال المواطنين يتسائل كل مرة متى ينتهي هذا المسلسل المرعب وتطوى صفحة مظلمة تعيشها المدينة.