آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:23م

ملفات وتحقيقات


تقرير:العاصمة عدن على حافة الهاوية

الجمعة - 12 يونيو 2020 - 05:00 م بتوقيت عدن

تقرير:العاصمة عدن على حافة الهاوية

(عدن الغد)خاص:

 

لم تكن تدرك عدن أن تاريخ الحرب 2015 وتحريرها فيه هي تلك الكذبة التي ستحكى لأجيال قادمة وأن تدخل القوى الخارجية لم يكن دافعا انسانيا بحث بل هو مخططات سياسية بعيدة المدى أرادت أن تحتل عدن بطريقة أكثر عمق وأكبر ذكاء..
الأحداث السياسية التي عاصرتها مدينة عدن سنوات ما بعد الحرب أشبه إلى حدا كبير بأيام الحرب فهناك كانت أزمة اقتصادية وقتل وانعدام الخدمات في بعض المديريات وترديها في الأخرى وملامح الموت التي كانت ترسم في أزقة الشوارع هي نفسها تعاد الآن مع اختلاف نوع المحتل لأراضي عدن.
المواطنون وبعد5 سنوات من التحرير المزعوم ما زالوا يصارعون بطش القوى السياسية المتصارعة وشبح الخدمات الأساسية الضائعة والأزمة الاقتصادية الخانقة ولا يعرفون السبيل للنجاة من كل هذا فمنهم من فتك به المرض الأخير ليرتاح من هذا الوضع المأساوي ومنهم من يزال على قيد الصراع وليس الحياة لأن الحياة بالنسبة له داخل عدن تعني عذابه المستمر فيها...

تقرير : دنيا حسين فرحان

*ملف الكهرباء للأسوأ ومؤشرات بقرب شحة الماء وخدمات متردية تحاصر المواطن:

خمسة أعواما على انتهاء الحرب في مدينة عدن ولم ينتهي معها العذاب فالمواطنون لا يزالون يبحثون في عام 2020م عن الكهرباء التي قد وصلت فيه دول لكشف طاقة كهربائية من الطبيعة وتعديها لاختراعات علمية أخرى تفوق مليون سنة ضوئية.
والمواطن هنا في عدن لا يجد الكهرباء والمحطات على حافة الانطفاء الكامل والمسؤولين في مؤسسة الكهرباء يرمون بالمسؤولية على أطراف الصراع السياسي والمواطن هو ضحية الحر والأعطال والانقطاعات المستمرة.
خدمة المياه هي الأخرى أوشكت على شحتها بعد أن تم البسط على آبار الماء وزيادة البناء العشوائي الذي أصبح كالآفة التي نخرت أنابيب الماء وربطت منها وحرمت عدد كبير من المواطنين من هذه الخدمة التي أصبحت عملة نادرة لكثير من المنازل والأهالي.
الخدمات الأخرى من المشتقات النفطية والاتصالات والانترنت في تذبذب وعدم استقرار وتأرجح يضع المواطنين في حالة من الاضطراب النفسي لملاحقتها والبحث عن السبل لكيفية الحصول عليها.
مما يعني أن قطاع الخدمات أصبح في الحضيض بعد سنوات التحرير ولم يتم تحسين أي ملف من الملفات التي استلمتها القوى السياسية للبحث فيها وإيجاد حلول لمعالجتها وربما تحتاج 5 سنوات أخرى إن لم تكن 50 سنه في ظل هذه المعطيات المأساوية والخطيرة عللا صعيد البلاد وتحديدا العاصمة عدن.

*تم إعلانها مدينة موبوءة وكشف الستار عن تخلف قطاع الصحة فيها:

منذ الوهلة الأولى التي تم إعلان عدن مدينة موبوءة بعد انتشار الحميات فيها بشكل كبير وموت عدد هائل من المواطنين في عموم المديريات وظهور حالات لفيروس كورونا وتجهيز المحجر الصحي الذي لم يغطي احتياجات المرضى عرف الجميع أن هناك أزمة صحية خانقة في عدن قد تكلف المواطنين الكثير من الأرواح وتقضي على نصف السكان إن لم يكن جميعهم في حال بقاء الوضع هكذا.
زيادة حالات الوفاة بسبب الحميات في عدن ورفض استقبال عدد من المستشفيات لها بل وإغلاق أبوابها في وجه المرضى كشف الستار عن الخلل الكبير في القطاع الصحي للمحافظة والتخلف الحاصل في عموم المستشفيات الحكومية وحتى تلك الخاصة التي تأكد الجميع أنها مجرد أماكن تجارية هدفها الأول والأخير الربح بعيدا عن مساعدة الناس وتقديم خدمات طبية وعلاج لهم.
المواطنون اليوم أصبحوا على علم كامل بالقطاع الصحي وهناك من فضل أن يبقى في المنزل واستشارة أطباء وأخذ العلاج وممارضة نفسه بدلا من الموت في مستشفيات لا تعرف الرحمة بل تقتل المواطن بسبب الإهمال والتسيب والفساد الكبير فيها.
*إدارة ذاتية مع وقف التنفيذ ووثيرة غضب متصاعدة :

بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي إدارته الذاتية للعاصمة عدن وتسلم ملف الخدمات وكل ما يتعلق فيها تعالت آمال المواطنين في البحث عن الجهة التي ستنتشل عدن من الركام لتعود بها للألق والتوهج مجددا.
لكن هناك من قال ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فمنذ تلك اللحظة التي تم الإعلان عن الإدارة الذاتية لعدن من قبل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي إلى هذه اللحظة لم نلمس أي تحسن في أي قطاع من القطاعات وهناك مشاكل عديدة ظهرت على الواجهة نتيجة الصمت من قبل المسؤولين واللامبالاة بالتدخل لإنقاذ المواطنين.
وثيرة الغضب بدأت تتصاعد في بعض المناطق وكانت انطلاقتها غبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبر عدد كبير من الشخصيات البارزة في محافظة عدن والنشطاء المجتمعيين والإعلاميين وحتى المواطنين البسطاء عن غضبهم واستيائهم مما يحدث داخل العاصمة عدن وأنه يجب أن يتم تحسين الخدمات من أجل الوثوق بالجهة التي أعلنت إدارتها الذاتية التي ما زالت إلى الآن مع وقف التنفيذ ولا يعرف أحد إلى متى.
فقد نجد بركان الغضب يتفجر ويعلن عن ثورة شعبية تنفض غبار الصمت والمعاناة الطويلة التي عاشها المواطنون ولم يجدوا من يقف معهم أو يظهر حبه لهذه المدينة التي عصفت بها الحرب وآثارها وكل الأطراف المتنازعة على الحكم والسلطة بعيدا عن تحكيم العقل والمنطق لخدمة المواطنين.

*تعيش العاصمة عدن اليوم موجة من الأمور المعقدة منها تردي الخدمات ومختلف القطاعات وضعف دور الجانب الأمني في حماية المدينة فقد أصبحت اليوم على حافة الهاوية التي قد تقع فيها يوما ما إذا لم يتم التدخل لإنقاذها من السقوط وإعادة الحياة فيها بعيدا عن الحرب والمكايدات السياسية.