آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

دولية وعالمية


توتر الحدود يتصاعد.. حقيقة فيديو الدبابات المصرية واحتمالات التدخل العسكري في ليبيا

الثلاثاء - 09 يونيو 2020 - 12:43 م بتوقيت عدن

توتر الحدود يتصاعد.. حقيقة فيديو الدبابات المصرية واحتمالات التدخل العسكري في ليبيا
صورة من قاعدة محمد نجيب، نشرتها صحف مصرية

(عدن الغد) الحرة:

بعد أن حققت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في غرب ليبيا سلسة انتصارات سريعة ضد القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، وباتت على أبواب مدينة سرت وسط البلاد، تباطأ تقدمها، في الوقت الذي تتسارع فيه التحركات المصرية سواء الدبلوماسية والسياسية أو حتى العسكرية.

 

وشن حفتر، الذي تدعمه مصر والإمارات وروسيا وفرنسا، منذ أبريل 2019 هجوما على قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بهدف السيطرة على طرابلس، لكن في الأسابيع الأخيرة، أجبرتها قوات حكومة الوفاق الوطني -التي تدعمها تركيا بقوة- على التراجع ليس فقط من العاصمة، بل من غرب ليبيا بشكل كامل حتى مدينة سرت.

 

ومع تقهقر قوات حفتر، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة جديدة لليبيا السبت تدعو لتشكيل مجلس قيادة منتخب ووقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين، لكن حكومة الوفاق لم ترد على المبادرة

 

يقول مصطفى المجعي المتحدث باسم عملية "بركان الغضب"، في حديث لـ"موقع الحرة"، "نحن مستمرون في عمليتنا العسكرية حتى نبسط سيطرتنا على كامل الأراضي الليبية، وأفضل شيء قامت به الحكومة أنها لم تعر ما حدث اهتماما، لأن مصر دولة شريكة في العدوان وسنقاضيها دوليا كما سنقاضي فرنسا والإمارات وروسيا".

 

وبعد رفض حكومة الوفاق المبادرة المصرية، حيث باتت قواتها في منتصف ليبيا وبالتحديد على مشارف مدينة سرت، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتحرك آليات وآرتال عسكرية مصرية ضخمة متجهة إلى الحدود مع ليبيا، وروج البعض بأن هذه الآليات قد تدخل ليبيا لمساندة قوات حفتر.

 

وقال الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء جمال مظلوم لـ"موقع الحرة": ما أعلمه أن هناك أخبار عن تحركات عسكرية، ولن تخرج تصريحات رسمية من الجانب المصري بشأن ذلك"، مضيفا "أعتقد أن مصر شعرت بالخطر وأن الأمن أصبح مهددا".

 

وأضاف مظلوم  أن "من حق مصر الدفاع عن أمنها القومي، والرئيس المصري حذر مرتين قبل ذلك من خطورة وصول متشددين إلى الحدود مع مصر".

 

وأوضح "أن الرئيس طرح إعلان القاهرة أمام العالم، أي أنه فعل ما عليه بمحاولة حله مشكلة بين الليبيين، لكن أن يكون هناك مرتزقة على حدود مصر فهذا تهديد واضح للأمن القومي، ووصولهم إلى سرت معناه أنهم وصلوا إلى منتصف ليبيا تقريبا".

 

معركة سرت حاسمة

اللواء محمود خلف رئيس الحرس الجمهوري السابق، ومؤسس سلاح الصاعقة في الجيش الليبي، أكد في تصريحات لصحيفة "الأهرام المصرية" أن مصر لن تتدخل عسكريا في ليبيا، لأن الخريطة تظهر ضآلة المساحة المتنازع عليها في أقصى الغرب الليبي، بينما لايزال الجيش الوطني التابع لحفتر يسيطر على شرق وجنوب ووسط ليبيا.

 

ويرى مراقبون أن المعركة الدائرة حاليا في سرت ستكون الفيصل حيث اعتبر رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري اللواء نصر سالم أنه من الممكن في الساعات والأيام القادمة مع تغير موازين المعركة في مدينة سرت وفي حال تفوقت قوات المشير حفتر، فإن حكومة الوفاق قد تقبل المبادرة المصرية والمفاوضات.

 

وتشير تقارير إلى أن القوات الموالية لحكومة الوفاق منيت حتى الآن بخسائر كبيرة في سرت بعد استخدام قوات حفتر طائرات حربية أسقطت بها طائرتين مسيرتين تركيتين.

 

لكن اللواء جمال مظلوم قال لـ"موقع الحرة "بعد سرت دخلنا في المنطقة الشرقية، وهذا يعني حدود مصر، وأتصور أن أي تقدم للمرتزقة والقوات الموالية لحكومة الوفاق بعد سرت سيغير الأمور، وقد تتدخل مصر عسكريا".

 

وأظهرت مقاطع الفيديو دبابات قتال رئيسية من طراز M1A2 أبرامز، بالقرب من الحدود مع ليبيا، بحسب موقع ديفينس بلوغ المعني بالشؤون الأمنية، بالإضافة إلى تحليق طائرات هليكوبتر بالقرب من الحدود.

 

وأصبح هاشتاغ #الجيش-المصري هو الأكثر تداولا في مصر على تويتر حيث بدأ البعض بالترويج لمدى ضخامة وقوة القوات المسلحة المصرية، ما جعل بعض الأتراك يدخلون على الخط ليبرزوا أيضا مدى قوة جيشهم.

 

وحول عواقب التدخل المصري إذا حدث قال مظلوم "بالطبع هي مشكلة لكن لن يكون أمام مصر حل آخر، .مصر مش رايحة بمزاجها، لأن الحقيقة أن المجتمع الدولي صامت في ظل عربدة تركيا، وأوروبا تتكلم فقط بدون أفعال حتى أصبحت ليبيا بؤرة للإرهابيين، ومصر لن تنتظر حتى يأتي الأتراك على حدودها".

 

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا حالة من الفوضى. ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم، حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج ومقرها طرابلس (غرب) وحكومة موازية يدعمها المشير حفتر شرق البلاد.

 

وارتفعت بعض الأصوات الخليجية التي تحث مصر على التدخل  في ليبيا عسكريا، حيث دعا الأكاديمي والسياسي المقرب من الحكومة الإماراتية عبد الخالق عبد الله الجيش المصري للتدخل والرد على التدخل العسكري التركي "وردع إردوغان".

 

وشددت مصر في السنوات الأخيرة وجودها العسكري على حدودها الغربية، وافتتحت في 2017 قاعدة محمد نجيب وهي واحدة من أكبر القواعد في الشرق الأوسط، والهدف منها تأمين الحدود الغربية ومحطة الضبعة النووية قيد الإنشاء وحقوق النفط، ومدينة العلمين الجديدة.

 

روسيا والإمارات

وزارة الخارجية الروسية أكدت  الاثنين أن مبادرة السلام المصرية الجديدة في ليبيا يجب أن تكون المنتدى الرئيسي لتقرير مستقبل البلاد.

 

ووصفت موسكو المقترحات التي طرحتها القاهرة بأنها شاملة وذكرت أنها يمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات طال انتظارها بين الطرفين المتناحرين في ليبيا.

 

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية إن الإمارات تؤيد المبادرة المصرية للسلام في ليبيا.

 

وأضاف قوله: "مع تأييد مجلس الأمن القومي الأميركي المبادرة المصرية بشأن ليبيا يتعزز الزخم العربي والدولي لوقف النار الفوري، وانسحاب القوات الأجنبية، والعودة إلى المسار السياسي. لا يمكن إعادة عقارب الزمن إلى قرن خلا عبر التدخل العسكري المفتوح وتجاهل الإرادة الدولية الداعمة للحل السياسي".

 

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، دعت من جانبها، الأحد، إلى "العودة إلى المحادثات بهدف إنهاء القتال والانقسام، مما سيمهد الطريق لحل سياسي شامل يستند إلى الاتفاق السياسي الليبي وضمن إطار خلاصات مؤتمر برلين وقرار مجلس الأمن 2510 والقرارات الأخرى ذات الصلة".