آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:22م

ملفات وتحقيقات


أول جيوش جنوب اليمن تسمى جيوش محمية عدن .. فبماذا كانت تسمى أول قوة مسلحة نظامية تم تكوينها ؟؟

الثلاثاء - 09 يونيو 2020 - 11:07 ص بتوقيت عدن

أول جيوش جنوب اليمن تسمى جيوش محمية عدن .. فبماذا كانت تسمى أول قوة مسلحة نظامية تم تكوينها ؟؟

(عدن الغد)خاص:

حيوش محمية عدن
مازال الرئيس ناصر مواصلا في الحديث عن محطات حياة ومذكرات من تاريخ عدن حيث يحكي لنا في هذا العدد عن حيوش محمية عدن  وعن  اول قوة  مسلحة نظامية حيث يقول :"  أول قوة مسلحة نظامية تم تكوينها هي الكتيبة اليمنية الأولى وكانت تعرف باسم «فص يمن» وذلك في الحرب العالمية الأولى، وقد انضم إليها عدد من أبناء المحميات . (1)
وفي عام 1925م سرحت هذه الفرقة العسكرية، وعندما جاء عام 1928م استدعى الكولونيل ام .سي ليك، القائد السابق لفرقة فص يمن من أجل تجنيد الرجال للفرق الست التي أمر بتشكيلها، وكانت وحدة نقل الفرقة تتكون من: بغال، جمل لحمل العتاد والمؤن، جمل للركوب. ومن هنا كانت البداية لإنشاء جيش محمية عدن في 1 ابريل 1928م .(2)
بتاريخ 31 ديسمبر 1928م تسلم كولونيل إف. روبنسن، الذي كان قد عمل في خدمة الجيش العراقي، قيادة هذه القوة من كولونيل ليك الذي أصبح ضابطاً سياسياً للحكومة البريطانية في عدن، وفي هذه الفترة أصبحت القوة تمتلك القدرة على تنفيذ العمليات العسكرية وتكونت حاميات جزر ميون وكمران، وفي عام 1929م أسست فرقة الهجانة وبدأت في ذلك العام كحامية لمرافقة السكرتير السياسي البريطاني في الضالع، وبعد ذلك تمركزت في خورمكسر بعدن، وفي هذه السنة قام الجيش بمناورات مشتركة من الفصيلة التي كانت تابعة لسلاح الطيران الملكي مع مدافع الميدان عيار 75/2 رطل وقد كان الهدوء يسود عدن ومحمياتها في السنوات التي سبقت قيام الحرب العالمية الثانية. في عام 1933م ذهبت تلك القوة إلى بلاد الصبيحة من أجل إقرار الأمن والنظام وكانت مدة عملها 12 يوماً، قطعت مسافة 260 ميلاً على ظهور الجمال. وفي عام 1934م حصل هذا الجيش على عربة من نوع فوردسن قوة 24 حصانا وضمت إلى فرقة المدافع الرشاشة، أما السرب رقم 8 التابع لسلاح الطيران الملكي فقد قدم معونات للجيش.
وعندما أقبل عام 1940 حدث تطور هام في نظام هذا الجيش، عندما تم إدخال الاسلحة والمعدات الحديثة لأول مرة، كما أضيفت إلى سرياته سرية جديدة وهي سرية السيارات ناقلات الأسلحة الأوتوماتيكية (الرشاشات) وفي نفس العام أسست فرقة المدافع المضادة للطائرات وقد وصل عددها إلى 8 مدافع، وكان تمركزها في المناطق التالية: -1 حجيف، -2 خورمكسر، -3 بئر فضل، -4 لاك لاين. وكانت الحرب العالمية الثانية قد أعلنت حين كان هذا الجيش في ذلك المستوى من الجاهزية القتالية، وخلال هذه الفترة أمرت فرقة المدافع الرشاشة أن تصبح في حالة الاستعداد التام لصد أي هجوم يشنه المحور على عدن، وكانت توجد قوة ميكانيكية مزودة بالأسلحة اللازمة وقد تطورت الأوضاع الحربية في ابريل ومايو من عام 1950 أوقفت الخطط للدفاع عن عدن ضد أي هجوم يأتي من المحور.

ويتابع :" وكان هجوم المحور على عدن من قبل الطائرات الايطالية ولكن الجناح المضاد للطائرات لجيش محمية عدن صد ذلك الهجوم وأسقط طائرة واحدة، وقد ساعدت جيش محمية عدن كتائب من قوات أخرى جاءت من المكلا ولحج، ولذلك اقترح أن يعمل جيش محمية عدن في الشؤون العملية تحت إدارة الجيش، وفي أمور الإدارة تحت سلاح الطيران الملكي، وفي عام 1942م وزعت الألقاب التشريفية وحمل أحمد الخضر ميسري لقب عضو الإمبراطورية البريطانية، وفي نفس السنة بدأ اللاسلكيون التدريب على أجهزة الإرسال الجديدة رقم 18 ، وقد ظلت تعمل لسنوات طويلة.
في شهر اكتوبر من عام 1942م كونت كتيبة البندقية الرابعة، وأصبح جيش محمية عدن عدده 15 ضابطاً انجليزياً و23 ضابطاً عربياً و866 عربياً من مختلف الرتب، وفي شهر يناير من عام 1943م بلغ عدد هذا الجيش 1142 فرداً من مختلف الرتب، وفي مايو 1943م تم تكوين الكتيبتين السابعة والثامنة، وفي سبتمبر من نفس العام أطلق على معسكرات الشيخ عثمان بخطوط ليك تخليداً لذكرى الكولونيل ليك، وفي ديسمبر من ذلك العام تسلم جيش محمية عدن لأول مرة أربع سيارات مصفحة إضافة إلى المدافع والرشاشات، وأصبح مكوناً من القيادة العامة للكتائب وكتيبة اللاسلكي والبطارية 988 وكتائب بنادق بلغ مجموعها 1612 ونقل ضباط فرقة سلاح الطيران الملكي إلى جيش محمية عدن، وفي مايو من عام 1945م بلغ عدد أفراد هذا الجيش 1793 من مختلف الرتب، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح جيش محمية عدن مكوناً من 49 حامية، وفي عام 1948م أدخلت لأول مرة الفرقة الموسيقية العسكرية لهذا الجيش.

إنشاؤها وأهدافها ومهامها

وعن نشوء القوات المسلحة يقول :" يرجع نشوء القوات المسلحة في "اليمن الجنوبي" إلى عام 1905م، حيث أدت الاحتكاكات البريطانية - التركية التي كانت قواتها في شمال اليمن إلى إنشاء أول كتيبة يمنية في منطقة الضالع على الحدود مع المملكة المتوكلية اليمنية، في ذلك الوقت قام (جاكوب) بتأسيس أول كتيبة يمنية في الضالع، وفي عام 1918م تم تكوين الفرقة اليمنية الأولى. كان الهدف من تشكيلها التصدي للسلطات اليمنية التي تسلّمت مقاليد الأمور على أثر هزيمة الأتراك في الحرب ونشوء المملكة المتوكلية اليمنية عام (1918م) بقيادة الإمام يحي، إضافة إلى تثبيت السلطات الموالية للإنجليز في المحميات، والاستغناء عن خدمات الجنود الهنود، وتشكيل قوة داعمة للقوات البريطانية…
وعين قائدا للفرقة العقيد (ليك) الضابط البريطاني الذي خدم في مستعمرة عدن مدة طويلة. وعُرِفَ الجيش الذي كانت نواته هذه الفرقة بجيش ليك. والمعسكر الذي كانت فيه ثكنات هذه القوات بمعسكر - ليك - لين - في منطقة الشيخ عثمان وسمي بعد الإستقلال بمعسكر عبدالقوي.

ويضيف :" كانت السياسة البريطانية الجديدة تقضي بسحب القوات البرية التي كانت تكلفها الملايين من الجنيهات في المنطقة واستبدالها بقوات أمضى وأفعل هي القوات الجوية وذلك من أجل تهدئة المنطقة كما تقول الوثائق البريطانية.  

إنشاء جيش الليوي  

ويستردك بالقول عن جيش الليوي  :" في عام 1928م قام البريطانيون بإنشاء جيش " الليوي " أي LEVIS وهي تحريف هندي للكلمة الإنكليزية (ليفيز) ومعناه (القوات المجندة) التي تكونت من (200) شخص من قبائل العوالق في الأساس. وقد زودت بستين جملاً مقابل خمسين هجاناً، وسميت " كتيبة مشاة وفرقة الهجانة  ". وحددت مهام استخدام هذه الكتيبة بحراسة المطار ومقر القيادة البريطانية. وجرياً على السياسة البريطانية السابقة فقد تم اختيار هذا الجيش من مختلف القبائل المحمية وأوكلت قيادته الى الكولونيل «أم. سي. ليك» قائد الكتيبة اليمنية الأولى
أن وجود تلك القوة والعلاقات الشخصية التي أوجدتها قد فتح طرقاً جديدة للمواصلات كان لها فيما بعد أعمق الأثر في المظهر العام لعلاقة عدن مع أراضي الداخل".
ويقول :" من أشهر الضباط العرب في تلك الفترة :
أحمد صالح مقطري، مبارك السحم، سالم يسلم العزاني، علي محمد العولقي، عوض عبد الله عوذلي، محمد سهيل عولقي، عامر علي وأحمد محمد عزاني، الهيثمي عبد الله ومحسن بن علوي عولقي ويسلم بن رويس، أحمد الخضر السياري، والخضر محمد العولقي، وعامر علي، وعلي سالم حصامة، ويسلم أبو بكر عولقي، ومحمد أمغطيس عوذلي.

ويسترسل في الحديث :" وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا عام 1939م ودخلت إيطاليا الحرب عام 1940م أصبحت عدن داخلة في منطقة الصراع. خاصة أن الإيطاليين كانوا على الساحل المقابل في أفريقيا، وبدأت عدن تتعرض للقصف الجوي الإيطالي، وفي أغسطس 1940م انسحبت السلطة البريطانية من الصومال إلى عدن، وعليه ونتيجة لهذا الوضع الجديد بدأ جيش الليوي يستعيد دوره فألحق به جناح جديد من المدفعية المضادة للطائرات ثم فتح مطار جديد في بئر فضل خارج مدينة الشيخ عثمان، وأصبح الليوي المسؤول عن هذه المطارات من الهجمات والغارات، وقد استطاع علي سالم حصامة من الجناح المضاد للطائرات في الجيش أن يسقط طائرة إيطالية فوق سماء عدن مباشرة بعد دخول إيطاليا الحرب.

تسليح جيش الليوي

وعن تسليح جيش الليوي يردف قائلاً  :" أما بالنسبة للزي العسكري لجيش الليوي فقد كان من الكاكي مع عمامة وكوفية مدية الشكل، وبعد أن يصبح المجندون جنوداً بعد التدريب تعطى لكل منهم حوالى ثلاث بدلات من القمصان والسراويل والعمامة من الكاكي مع محتاجاته الأخرى من الصوف وحذاءان أحدهما محلي والثاني عسكري وبعد ذلك ترصد لكل جندي ثلاث روبيات شهرية ومنها يتم استبدال ما يحتاج اليه من الملابس.
وعلى العموم كان السلوك العام لأفراد جيش الليوي سلوكاً وطنياً في غالب حالاته، وكان يختلف عن سلوك قوات الحرس القبلي والحرس الحكومي، لأن أهداف إنشاء تلك القوات اختلفت عن أهداف إنشاء جيش الليوي، كما كان هناك نوع من التفاهم بين جنود جيش الليوي وأصحاب الانتفاضات القبلية في الأرياف.  

من قادة الجيش العربي بعد ذلك:
1-العقيد ناصر بريك العولقي.
2- العقيد محمد أحمد عولقي (بن موقع).
3- القائد سالم عبد الله العبدللي.
4-. القائد عبد الله أحمد العولقي. .
5- . القائد محمد سعيد يافعي.
6-. القائد علي عبد الله ميسري.
7-. القائد عبد القوي محمد مفلحي. ( للحديث بقية )

------------------------------------------------------------
هوامش /

 1 - نجمي عبد المجيد –   "قانون الحرس لاتحاد الجنوب العربي" ، صحيفة الأيام العدد 5173  16-8-2007
  2- صحيفة «صوت الجنوب» الصادرة بتاريخ 10 ديسمبر 1961م يوم الأحد العدد 26،