آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:58م

أدب وثقافة


عبدالرحمن الغابري يكتب عن الفنان شوقي عبده الزغير

السبت - 06 يونيو 2020 - 05:23 م بتوقيت عدن

عبدالرحمن الغابري يكتب عن الفنان شوقي عبده الزغير

(عدن الغد) خاص:

فنان بمهارة عالية عزفا وصناعة وصيانة آلات الموسيقية بكل أنواعها. يمتلك دكانا بالإيجار بجانب كلية الآداب الجهة الشمالية لجامعة صنعاء المبنى القديم؛ هذا المحل يعج بآلات الموسيقية المتنوعة كما قلت آنفا.. جميعها من صنع هذا الإنسان الفنان الرائع الهادئ المحب لمهنته وموهبته المتأصلة أبا عن جد..

لا أحد يرتاد هذا المحل الجميل المؤنس البهيج ممن يسمون وجاهات، ونخب سياسية ومشيخية قبلية ودينية.. ولا حتى ممن تم تجهيلهم من الشباب عبر هذه الفئات الرثة.
لو كان شوقي ووالده فتح دكان أو صندقة لبيع القات أو دكان ومخزن مرعب لبيع السلاح لكانت تلك الفئات مزدحمة على باب دكان شوقي عبده الزغير. ولكان شوقي يمتلك أكثر من عمارات كثيرة أو عمارات بطابع قلاع وأسوار منازل تلك الشرائح ذوي النفسيات والسلوك المتخلف.
يرتاد محله المواهب الإبداعية الشابة ومن بقي من الفنانين حق زمان.. يصلح ذاك العود القديم ويعيد له شبابه مثلما يستعيد صاحب العود شبابه وموهبته التي فطر عليها أو مارسها منذ نعومة أظافره.
شوقي عبده الزغير من الفنانين الصبورين.. صبور ومقتنع بعمله الإبداعي رغم شح الحال.. لا تراه إلا مبتسما: “تلك الآلة صنعتها لفلان وتلك رممتها لأبناء الفنان الكبير فلان.. وتلك آلات الكهربائية صار الشباب يحبونها”..
رغم ظروف الحياة وابتعادي عن استخدام أو العزف على الآتي المحببة العود الذي كان الغبار قد طمره، إلا أني وفي ظرف الحجر المنزلي ذهبت إلى محل شوقي… لأني مدرك أنه سيصلح آلتي القديمة العود وسيبدد وحشة هذا الزمن المر الذي نعيش ويعيد الي فرح أيام ما كنت منكب على العزف بآلاتي القديمة عود، وجيتار، وكمنجتين، أهداني إياها أستاذ الأجيال الإبداعية فنان اليمن العظيم علي بن علي الآنسي.
العود هذا الذي استلمته اليوم بعد أن كان مهملا يملؤوه الغبار وأوتاره بكماء وصوته شحب بفعل إهماله… صار في أوج حيويته وأصبح هو من يقفز إلي واحتضانه، صار يتنغم بما كان قد نسيه فكان اليوم يعزف على مسامعي مقدماً بأغان من تراثنا العظيم الذي كانت تردده فلاحاتنا وفلاحينا وفنانينا العظماء وهم كثر.
أنساني هذا العود وساخة هذا الزمن الرديء.. هذا العود يا شوقي اقتنيته من رجل مصري كهل عام 1975كنت مع الفنان العظيم إبراهيم طاهر وليس الفنان أحمد فتحي كما أخبرتك في القاهرة أثناء ذهابي إلى بيروت وكان عمر صناعته حينها ستون عاما.
ممتن لك لأنك ستجدد عمري وزماني البهيج.