آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-11:27ص

ملفات وتحقيقات


مؤتمر المانحين 2020 وحقول الألغام للأزمة اليمنية!

الأربعاء - 03 يونيو 2020 - 09:40 ص بتوقيت عدن

مؤتمر المانحين 2020 وحقول الألغام للأزمة اليمنية!

تقرير / عبدالله جاحب

تعيش اليمن منذ مارس /آذار 2015 أوضاعا مأساوية غاية في الصعوبة بعد الانقلاب على مؤسسات الدولة وسلطاتها في العاصمة اليمنية صنعاء من قبل الحوثيين.

ويصارع اليمنيون الجوع والأوبئة والأمراض والحروب منذ ما يقارب الستة أعوام جرى اندلع الحرب الأهلية، إضافة إلى هشاشة الاقتصاد، وانهيار الخدمات والبنية التحتية للبلاد، وانعدام أبسط مقومات السلامة.
ويعيش أكثر من 70 ٪ من سكان اليمن تحت خط الفقر، وقد يسلب الجوع حياة الملايين من اليمنيين، وتضرب المجاعة والأوبئة والحروب أبواب اليمنيين الذين يعيشون الصراعات والاقتتال.
وفي ظل كل تلك حقول الألغام للازمة اليمنية من حروب وأوبئة وهشاشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وفي غضون كل تلك التخبطات والتقلبات والمنغصات التي تصيب المنطقة والكرة الأرضية تحشد اليوم المملكة العربية السعودية التمويلات، وتعهدات المانحين لتجاوز كل تلك الحقول المتمثلة بالالغام الشائكة والمعقدة لكثير من الملفات الإنسانية والاقتصادية والصحية، وتخفيف الضغط على الملفات السياسية والعسكرية الملتهبة والمشتعلة في الآونه الأخيرة في الملف اليمني.
وتعتزم السعودية تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020 م مطلع يونيو المقبل بمشاركة الأمم المتحدة على أن يكون المؤتمر افتراضيا برئاسة المملكة.
ويهدف ذلك لتغطية الفجوة التمويلية للاحتياجات الإنسانية والاقتصادية والصحية المتزايدة في اليمن على ضوء المستجدات الأخيرة وبينها وباء كورونا المستجد، وتخفيف معاناة المواطنين، وبما في ذلك تجاوز العراقيل الممنهجة لمليشيا الحوثي الانقلابية في منع وصول المساعدات إلى مستحقيها، وصراعات ونزاع وتقاتل القوى المتناحرة والمتصارعة في الجنوب، فهل يستطيع مؤتمر المانحين لليمن تجاوز تلك الحقول والالغام لملفات الأزمة اليمنية.


أنفاس الحرمين في أرض الجنتين
تعد المملكة العربية السعودية الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخيا ، وخصوصا في السنوات الخمس الماضية بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين ومساعدات تنموية من خلال الأعمار ودعم البنك اليمني.
وتنشط الأنفاس الإنسانية السعودية في الأراضي اليمنية بشكل ملحوظ في مجالات وجوانب متعددة وعديدة تجاوزات البعد الإنساني والاقتصادي والصحي وصولا إلى الدعم السياسي والعسكري في دعم الشرعية في اليمن.
ويأتي تنظيم المؤتمر تأكيدا للدور الريادي للسعودية في دعم اليمن ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
وفي فبراير الماضي أشاد أعضاء في الكونجرس الأمريكي بالبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يسهم في تعزيز الاقتصاد اليمني وتحسين المعيشة وتوفير فرص العمل.
ومن جانبه قال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني في تغريدة عبر حسابة بموقع "تويتر": "أن المؤتمر ترجمة لمواقف المملكة الداعمة لليمن وخصوصية العلاقة بين القيادتين والشعبين الجاريين الشقيقين".
وأضاف "كانت ولاتزال المملكة سباقة في تقديم الدعم الاخوي لنجدة اليمن في محنتة وهي مواقف تاريخية ستظل راسخة في وجدان الشعب اليمني ، في وقت لم تقدم فيه ايران لليمن سوى القتل والدمار والاسلحة المهربة والصواريخ البالستية وخبراء صناعة الألغام والعبوات الناسفة التي تفتك بالشعب اليمني كل يوم ".
وتدعو المملكة الدول المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح مؤتمر المانحين الانساني الكبير والوقوف مع اليمن وشعبة حيث تهدف الأمم المتحدة فيه لجمع نحو 2.4 مليار دولار لتوفير نفقات أكبر عملية إغاثة في العالم.

من يخطف دعم المانحين قبل وصولها إلى أفواه اليمنيين؟!
على الرغم من نافذة الأمل وأبواب التفاؤل التي فتحت مع صرخة المملكة العربية السعودية الإنسانية في عقد مؤتمر المانحين لليمن إلا أن هناك الكثير من المخاوف عند السواد الأعظم من عامة الشعب وتخشى الأغلبية أن تتحول أموال بعض الدول المانحة المشاركة في النزاع الدائرة في البلاد إلى وسيلة لزيادة نفوذها السياسي في اليمن وعلى وجه الخصوص المجموعة الخليجية التي تسهم باكثر من نصف الأموال الممنوحة وتذهب وتلعب دورا محوريا في تغذية وتنشيط الصراع.
فإن اليمنيين يعيشون حالة تخبط وغياب الدور لمؤسسات الدولة وسلطاتها ومرافقها الحكومية على أرض الواقع بشكل فاعل وملموس.
ويرى الكثير من الاقتصاديين أن معظم الأموال لاتصل إلى المواطن اليمني المتضرر من سوء الاوضاع قبل وبعد الحرب.
عقد أول مؤتمر للمانحين لليمن في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 في لندن، وحصد ما يقارب 4.7 مليارات دولار كانت مخصصة لدعم برامج التنمية.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2012 عقد مؤتمر آخر للمانحين في الرياض وجمع ما قيمته 6.4 مليارات، ويعد هذا أول مؤتمر للمانحين لتعهدات تنموية بعد تنفيذ المبادرة الخليجية وتسليم السلطة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وفي أبريل/نيسان 2017 التأم في جنيف مؤتمر ثالث حصل على نحو 1.1 مليار من أصل مليارين كانت مطلوبة لمواجهة الأزمة الانسانية بعد اندلاع الحرب.
أما المؤتمر الرابع فإنطلق في الثالث من أبريل/ نيسان 2018 وبلغ مجموع تعهداته نحو ملياري دولار ويعد الثاني لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية بعد الحرب، هذا عدا عن مساعدات ووديعة سعودية بنحو مليار ومائتي مليون دولار، إضافة إلى مبالغ كبيرة أخرى أعلن عنها مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي وهبات ثنائية أخرى تمت دون مؤتمرات بعضها جاء بدعم من بمجموعة أصدقاء اليمن التي تضم نحو أربعين دولة ومنظمة مانحة.
اليوم كل مايخشه اليمنيين هو تكرر سيناريو خطف اموال المانحين لليمن قبل وصولها إلى أفواه اليمنيين الذين يعانون ويلات جوائح ثلاثية الأبعاد متمثلة بالحروب وكورونا وهشاشة الاوضاع الاقتصادية.
وتعاني اليمن في تغطية مشروعات قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والطاقة والزراعة والثروة السمكية والمياه والسدود،والطرق والموانئ والمطارات والمباني الحكومية .
فهل تصل أموال المانحين لليمن 2020 إلى أفواه اليمنيين قبل خطفها؟!