آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الثانية عشر )

الإثنين - 01 يونيو 2020 - 08:25 م بتوقيت عدن

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الثانية عشر  )

عدن (عدن الغد) متابعة وترتيب / الخضر عبدالله ::

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - والقطار .. رحلة إلى الغرب ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( عدن التاريخ والحضارة  ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الرابع  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن صور  ومعالم وشخصيات  ومنظمات مدنية  لمدينة عدن  هي نسيج خاص بينها وبين معالمها واعلامها  حيث يقول الرئيس ناصر :" ان هذه المدينة تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة .

وهذه المذكرات هي رحلة شيقة وجذابة في ذاكرة مدينة عاصرت كل المراحل التاريخية وانطلقت منها مشاعل الثورة والتنوير وتشكلت فيها البذور الأولى للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في كافة ارجاء الوطن.

 .. وإليكم تفاصيل ما جاء في محطات وتاريخ سيادة الرئيس الأسبق علي ناصر  :

صهاريج عدن (الطويلة):

في هذا الحلقة يتابع لنا فخامة الرئيس  اليمني الجنوبي  الأسبق علي ناصر عن بقية المعالم التاريخية في مدينة عدن ويسطرد لنا هذا التاريخ باسلوب شيق يونترك  بقية الحديث  لفخامته " صهاريج عدن  تعد من أهم المعالم القديمة في عدن ، وتتكون هذه الصهاريج من حفر كبيرة تقع في مصب مياه السيول المتدفقة من الجبال البركانية المحيطة بالمدينة، بفضل السدود التي تفصل بينها أصبحت هذه الحفر خزانات يعلو كل واحد منها الآخر مما يجعل مياه السيول تملأها بالترتيب وتتدفق المياه الفائضة في مجرى الوادي الجاف "السيلة" الذي كان يستخدم عادة سوقا للجمال.

تمتلئ الصهاريج بالمياه مرة واحدة كل أربع سنوات أو خمس، ويبلغ سعر مخزونها من المياه في ذلك الوقت الذي يباع في المزاد العلني ما يقارب ثلاثين ألف روبية. 

عند تتبع المراحل التاريخية التي ورد فيها ذكر الصهاريج نرى بأن مدينة عدن لا زرع فيها ولاشجر ولا ماء، ويصبح تبعاً لذلك ضرورياً وجود الصهاريج في مدينة عدن، ويعد وادي الطويلة من أهم المواقع التاريخية والأثرية في مدينة عدن، حيث تقوم فيه سلسلة من الصهاريج يأخذ بعضها برقاب بعض، شيدت في مضيق طوله تقريباً سبعمائة وخمسون قدماً يحيط جبل "شمسان" بها إحاطة السوار بالمعصم لولا منفذ يفضي بها إلى المدينة وتبدو في هذا الوضع وكأنها جاثمة تحت قدمي الجبل، ويتم تلقف المياه المنحدرة من قممه من خلال شبكة دقيقة من القنوات والمصارف شيدت هي الأخرى منذ زمن تشييد الصهاريج بيد أنها تعرضت لمتغيرات مختلفة، ويقدر عدد الصهاريج في مدينة عدن بخمسين صهريجاً ، والدراسات الميدانية المستندة إلى المقارنات العلمية بين التشييدات والمآثر المماثلة تؤكد أن الحميريين هم بناتها الأصليون ويفيد نقش يمني موجود في متحف اللوفر بباريس أن (قليزد قد قدمت قرباناً للآلهة ذات بعدان تكفيراً عن خطيئة ابنتها بتدنيس صهريج عدن) وهذا يعني : أن تاريخ الصهاريج ضارب في عمق التاريخ، ثم تصمت المصادر حتى القرن العاشر الميلادي عن ذكر الصهاريج، فيشير الحسن أحمد الهمداني في كتابه ( صفة جزيرة العرب ) إلى مصادر المياه في المدن اليمنية ومنها عدن ، حيث أشار إلى وجود ( بؤر ) أي حفر كبيرة لخزن الماء إشارة للصهاريج ... وقد قال مثل ذلك المقدسي ، وهو معاصر للهمداني ، وتحدث عن وجود أحواض لخزن الماء في عدن منذ القرن الرابع وربما قبله، ثم حدث صمت لثلاثة قرون إلى أن جاء ابن المجاور في الربع الأول من القرن الثالث عشر الميلادي ، فقد زار عدن ووصف صهريجين شاهدهما في زمن الدولة الرسولية :

واحد في الزعفران ( آخر الشارع ) ونسب بناءه للفرس .

والثاني على الطريق إلى زعفران تحت التلة التي يقع عليها اليوم مركز الشرطة ، ونسب بناءه إلى بني زريع .

ويضيف :" وفي عام 1329 م زار ابن بطوطة عدن ، وذكر أن فيها عدة صهاريج لجمع الماء أيام المطر . وفترة ابن بطوطة موثقة ، وقد شهدت عدن حصاراً لمدة أربع سنوات قبل وصول ابن بطوطة ، وهي رحلة الصراع بين الملك المجاهد الرسولي وابن عمه الملك الظاهر الذي كان مستولياً على عدن ، فمنع المجاهد الرسولي الماء عن عدن ، وهذا ما دفع السكان لحفر وبناء المزيد من الصهاريج ، ولأن آل  رسول ، ومنهم الملك الظاهر من بني غسان ، فقد نسب العدنيون الصهاريج إلى الغساسنة .

ثم يذكر المؤرخ ابن الربيع عام 1510م نزول مطر شديد على عدن أسقط بيوتاً وأغرق بشراً بعد أن امتلأت الصهاريج حتى فاضت وزاد الماء زيادة عظيمة (قبل بناء الانكليز السدود السبعة أعلى الهضبة)، وصف "دورات باربوزا" وهو معاصر لابن الربيع ومن ضمن الحملة البرتغالية موقع صهاريج في عدن ، وبعد الاحتلال العثماني لعدن تحطمت المدينة ( 1547 م ) واندثرت بعض الصهاريج وخرب الباقي وبعضها اختفى نهائياً ، ففي عام 1609م وصف "جون جوردين" هذه الحالة المزرية . ثم تصمت المصادر حتى القرن التاسع عشر ميلادي. 

إن متابعة الأودية والسائلات هو الذي يمكن أن يحدد مواقع الصهاريج وقد اختفى /في القرن العشرين/ كثير من المجاري لأسباب كثيرة منها التوسع العمراني، فمثلاً سائلة الخساف اختفت مع بناء توسيع شارع الملكة أروى ، (وادي الطويلة) يسير بشكل مستقيم تقريباً باتجاه البحر ليصب في صيره ، وقد بني فوقها كثير من المرافق.

السوق البلدي – مدرسة السيلة ( المتحف العسكري حالياً المكتبة الوطنية – مجمع البنوك ويقع المجرى أسفلها

(وادي العيدروس) يوازي وادي الطويلة وكان يصب عند صيره ولكنه اختفى.

المياه في عدن :

أبار عدن :

وحول مياه عدن يستطرد بالقول :" الآبار التي ذكرت في كثير من المصادر أهمها ما تم ذكره في كتاب "تاريخ ثغر عدن" للمؤرخ عبد الله بن محمد الطيب بامخرمة وتم استعراضها أيضا في كتاب "صفة جزيرة العرب" لأبي الحسن بن أحمد الهمداني والمؤرخ عبد الله أحمد محيرز مؤلف كتاب "الفقيه" والأستاذ حسن صالح شهاب في مؤلفه "عدن فرضة اليمن" كما تم استعراضها في كتاب "المستبعر" ليوسف بن يعقوب بن المجاور ، وهي الاعقران وبئر جعفر أسفل الصهاريج وبئر عود وبئر روح وبئر احمد بن المسيب وبئر أحمد البشيري وبئر العقلاني وبئر خيط عتيقة وبئر عقى وتسمى بئر الطلاب وبئر الحديدة وبئر السلامي وأبار اللخية وبئر الموحدين وبئر السعف وبئر العماد وغيرها من الآبار القديمة في عدن.

كانت مياه هذه الآبار مالحة غير صالحة للشرب كبئر باب مكسر أو باب السيلة وبئر جامع عدن ومسجد أبان وحقات

غير أن الوضع تغير إبان حكم الزريعيين بالنسبة لتموين عدن بالمياه العذبة حيث كانت الآبار في ضواحي عدن الشيخ عثمان وبئر ناصر المورد الأساس لتموين أهالي عدن بالمياه وكان المؤرخ عبد الله احمد محيرز قد أشار إلى أن باب عدن سمي بـ باب السقائين نسبة إلى تموين  عدن من هذا الموقع بالمياه على اعتبار أن باب عدن يمثل بعداً اقتصادياً تأتي في الأساس منه المياه .

الـدور والحمامـات في عدن :

وعن دور الحمامات القديمة في عدن يقول :" تميزت عدن ببناء الدور، وكانت مربعة بعضها طابقان الأسفل منها مخازن والأعلى منها مجالس، ومواد البناء فيها الحجر والجص والخشب ، وثمة مساكن بسيطة البناء للصيادين وموظفي الميناء وغيرهم  ، وما يذكر من الدور.

دار السعادة : بناه سيف الإسلام طغتكين مقابل الفرضة من جهة حقات ، ويذكر أن الدار كانت لبني الخطباء تجار من مصر ولى بعضهم نظر عدن في أيام الأشرف بن الأفضل الغساني ثم صارت لسيف الإسلام طغتكين ثم زاد فيها المجاهد المفرش البحري ، وبناؤها عجيب مثلثة الشكل  . وفي أوائل الدولة الطاهرية زاد فيه الشيخ عامر بن طاهر زيادة ممتدة إلى جهة حقات والساحل ثم زاد فيه الملك المنصور عبد الوهاب بن داود أو ولده عامر بن عبد الوهاب زيادة، تشرف على البحر وتمتد إلى الفرضة.

دار الطويلة : بناها ابن الخائن بمحاذاة الفرضة يفصل بينهما وبين الفرضة فضاء "وعلى بابها دكتان مسقوفتان يجلس عليها كتاب الفرضة" وكانت متجراً للملوك والأمراء .

دار المنتظر : بناها الملك المعز إسماعيل بن طغتكين على جبل حقات وينفي ذلك بامخرمة، ويرى إن دار المنتظر قديم سكنه حكام بني زريع وجدد عمارته الملك المعز إسماعيل وقد ذكره الأديب الشاعر السياسي أبو بكر بن أحمد العندي في أشعاره  .

دار صلاح : نسبة إلى صلاح بن علي الطائي من التجار وبعد زيادة الضرائب ترك عدن إلى مينبار "فاستصفت الدولة أملاكه" وقد جعلها بنو طاهر متجراً وزاد فيها الملك عامر بن عبد الوهاب الجهة الشرقية للدار.

دار البندر :وهي دار ذات طابقين بناها الملك عبد الوهاب بن داود وجعلها للتنزه والتفرج على إقلاع المراكب وحركتها في البحر.

وياتبع :" ومن أهم حمامات عدن  حمام المعتمد التكريتي وعرف باسمه (حمام المعتمد) وجعل له بئراً خاصة ، وحمام آخر بقرب جبل حقات يمتاز بسعته، وكان موجوداً سنة 622هـ/1224م.

كما بنى المعتمد التكريتي حمام حسين وربما يسمى بحسين نسبة إلى بانيه أو المشرف عليه أو ضامنه.

وقد نقل حمزة لقمان وصفاً جميلاً لحمامات عدن على لسان المسيو دي مرفيه قائد البعثة الفرنسية التي أرسلتها شركة فرنسية عام 1807م إلى عدن إذ يقول : "بين العمارات البارزة نجد حمامات رائعة منقوشة ومخططة بالبلور والمرمر والحجارة الملونة بالأخضر والأحمر والأزرق والحمامات من الداخل مزينة بشرفات تسندها دعامات رائعة المنظر وتنقسم إلى جزئين : احدهما مغاسل وثانيهما غرف مسقوفة بالعقود".

والحقيقة أن هذه الحمامات كان لها دور كبير في تقديم خدمات اجتماعية للسكان في عدن ولكنها مثل كثير من المعالم التاريخية اندثرت ولا وجود لها في الوقت الحاضر.

المتاحف :

وعن المتاحف التاريخية بعدن يقول :" توجد في مدينة عدن ثلاثة متاحف تاريخية وهي متحف العادات والتقاليد والمتحف الوطني للآثار والمتحف العسكري.. ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن العشرين الماضي وتحتوي هذه المتاحف على أدوات ومحتويات قديمة يعود تاريخها إلى العصر الحجري والبرونزي ونماذج من العادات والتقاليد المحلية ونماذج من الأسلحة التقليدية القديمة التي استخدمت في مقارعة المستعمرين.

فندق  عدن

ويستطرد بقوله  :" فندق كرسنت "الهلال" ، يعتبر من أهم الفنادق في التواهي وقد نزلت فيه الملكة اليزبيت أثناء زيارتها لعدن عام 1954م، كما كان ينزل فيه كبار الضيوف ورجال الأعمال.

وفندق الكون الكبير ،  أسهم الفرنسيون في إنشاء الفنادق الكبيرة في عدن، ففي سنة 1867، قام تيان سويل بافتتاح "فندق الكون الكبير" في التواهي .

الفندق الملكي الكبير في التواهي يرجع بناؤه إلى بداية القرن العشرين. ويبدو في الصورة عدد من السيارات التي كانت تستعمل في ذلك الحين، وكان يقع إلى جانبه فندق فكتوريا.

القصر المدور في التواهي، وكان مقراً لقائد البحرية البريطانية، وقد أثيرت مشكلة في مجلس العموم البريطاني حول تكاليف بنائه واتخذه الرئيس قحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال مقراً لسكنه، وتحول فيما بعد إلى دار ضيافة..(  للحديث بقية ) .