آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

مجتمع مدني


إخفاء تفشي الفيروس اشد خطرآ من الفيروس نفسه

الجمعة - 29 مايو 2020 - 05:41 م بتوقيت عدن

إخفاء تفشي الفيروس اشد خطرآ من الفيروس نفسه

(عدن الغد) :محمد حميد غانم الحاوري.

ليس من السهل أبدآ الكتابة عن هذا الوطن الجريح فالأقلام قد جفت من الحبر وأصبحت الدماء حبرآ في المحبرة تقشعر منها الأبدان حتى يسكب القلب أدمعه فلا يجد الكاتب لذة ولا يتذوق القلم حلاوة.

في الوهلة التي أبدأ فيها الكتابة أسمع أنين الكلمات وصراخ الحروف وتنهدات العبارات وتحسر القلم أرى السطور تتلاشى والشموع تنطفئ والنقاط تختفي حينئذ أتوقف لبرهة أمقت الذات وأتفكر قائلآ ما سبب هذه الغطرسة من السلطات والوباء متفشي والناس تموت والاصابات بالجمله ماهذه الحالة التي تحدثنا هل هبت عاصفة العذاب والناس غافلون عنها؟

أم أن السماء أمطرت هم والأرض أنبتت حزنا ونحن نلملم ذلك؟

لم يتبقى شيئآ لتخفوه
لقد مات الجميع ومازالوا أحياء حين جعلتم الوطن والمواطن قربانا وضحية من أجل المناصب والكراسي لقد ماتت قلوبكم وضمائركم وشاخت عقولكم وصرتم مجرد صور معلقة على الجدران

كل يوم أعزي نفسي حين أرى الوطن يحتضن الألم وينزف دما ويتوسد الأموات والشهداء ويلتحف الجرحى ويكتم الحزن ويتذوق الآهات.

يتألم كما يتألم الجائع والعاري والمغبون والمحزون والمفقود والمريض والسقيم ويبكي في كل صباح ومساء كما تبكي الأرامل والجائعات اللواتي يشكين ألم الجوع ويتوسلن الناس من أجل أن يشبعن جوعهن.

يتحسر كما تتحسر تلك المرأة التي ودع زوجها وطفلها الحياة بسبب تفشي الأمراض والأوبئة ويتنهد كما يتنهد ذاك النازح المنبوذ في العراء تحت حرارة الشمس يهون على نفسه قائلآ يوم غد سيكون الجو بارد وممطر.

حين يشكو الوطن مواطنيه الأوباش والمستبدين الذين يمارسون صنوف الكيد وجميع الحيل والدسائس ويرتكبون أبشع الجرائم ويكذبون ويحلفون الأيمان أنهم من القوم الذين يعمرون الأرض ويتمنون لأهلها الخير والسعادة وهم في الحقيقة كاذبون يكذبون كما يتنفسون فلا يعجبكم قولهم أيها البسطاء و لا تغركم ابتسامتهم أيها العاجزين والعاجزات فهم يكذبون على الله وعليكم وعلى والوطن.