آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:21م

أخبار وتقارير


يوم القدس العالمي والصراع المحوري بين الخير والشر.

الجمعة - 22 مايو 2020 - 09:14 م بتوقيت عدن

يوم القدس العالمي والصراع المحوري بين الخير والشر.

تقرير / محمد مرشد عقابي

عندما يسير الخير في خط مستقيم لتثبيت أركان العدل على هذه المعمورة يسير معه وبشكل مواز خط الشر الذي يريد للظلم والشقاء أن ينتشر بين الناس على قاعدة ما جاء في محكم التنزيل : ﴿قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى﴾ صدق الله العظيم، واضحت تجمعهما بين فترة واُخرى وزمن وآخر نقاط صراع مرتكزة لكل منهما تكون هي الفيصل بين حالين إما تسلط الظلم والشر على العالم أو الإنتصار الحتمي لخط الخير ونشر العدل على البشرية.

يقول المحلل السياسي د محمود الترهوني : من النقاط المفصلية التي تمثل محور الصراع الأزلي هي القدس لمكانتها التأريخية من ناحية العقيدة والجهاد الكبير الذي خاضه الأنبياء "عليهم السلام" لنشر الصلاح والعدل والتي كانت أرض فلسطين والقدس مسرحاً لعدد كثير من الأنبياء وحركاتهم الإصلاحية وشرائعهم السماوية، كما ان القدس تعد مهبط الرسالات السماوية وارض المسجد الأقصى مسرى خاتم الأنبياء محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" ومحل عروجه إلى السماء هذه المسيرة الطويلة من الكفاح والجهاد والتضحيات والتي ختمت بالإسلام المحمدي الذي صدق جميع الشرائع السماوية التي سبقت لتنطلق إلى مجال العبادة الرحب لتملأ الأرض عدلاً بعدما ملأت ظلماً.

ويضيف : هذه المحورية للقدس هي الجامعة بين الأديان في بوتقة التوحيد الخالص والعمل الإنساني المشترك حتى يرث الله الأرض ومن عليها تحت رآية المخلص المهدي المنتظر "عليه السلام" وشخص السيد المسيح "عليه السلام" لتجتمع الرآية الواحدة في القدس تلك البقعة المباركة لتنطلق بإشعاعها الفكري والتنويري والإنساني على العالم محملاً بعبق الرسالة المحمدية الخاتمة وتعاليمها العملية والحلول الجوهرية والحكمة والتسامح التي تحملها جميع الشرائع السماوية لتحقيق الهدف المنشود وهو السعادة للبشرية جمعاء.

المحلل السياسي حميدان عيد التجراني يقول : الصراع الموجود سواء كان صليبياً أو تحت يافطة الديمقراطية الحديثة ليس صراع ديانات للهيمنة على المعابد الموجودة في القدس بقدر ما هو محاولة لإعادة النفوذ الرهباني والتسلط على العالم وفق نظرية شعب الله المختار الذي يلغي الآخر ويتحكم بالإقتصاد والسياسة والقوة العسكرية ويحتكرها على مجموعة معينة من رؤوس الأموال الربوية لتتحكم بمقدرات الشعوب وخيراتها والإبتعاد عن الله المعبود الواحد الأحد وتسلط مجموعة من الأفراد لتسير العالم وفق مزاجياتها ومصالحها الضيقة فعمدوا إلى تجميع شذاذ الآفاق من كل بقاع العالم ووضعهم في هذه الأرض الطاهرة والمباركة وتهجير سكانها الأصليين ومصادرة أراضيهم ونهب املاكهم وحقوقهم وتشكيل كيان غاصب غايته تحقيق ما يرسموا ويخططوا له تحت غطاء ديني متطرف ومنحرف وسط الأمة الإسلامية وخاصرتها الرخوة فلسطين.

واستدرك قائلاً : القدس ليست قضية مسلمين فقط ولا ينظر لها من منظار إسلامي فحسب وان كانت هي القضية الأولى والكبرى للأمة الإسلامية وإنما هي قضية إنسانية تعنى بنشر العدل الإلهي وتحقيق السعادة للبشرية جمعاء، لذلك كان إهتمام الإسلام بالقدس من هذه الناحية فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي الموعوده بإستقبال ظهور المهدي المنتظر الذي يحقق دولة العدل الإلهي ويقضي على جميع صور العنف والقهر والحرمان في جميع بقاع العالم لذلك كانت ولاتزال قضية القدس قضية مقدسة فهي تمثل التأريخ والحاضر والمستقبل الذي ينتظر البشرية.

الدكتور عزت النواصرة "خبير علوم سياسية" يقول : ان اهتمام الغرب بالقدس والسيطرة عليها ومحاولة مصادرتها وتغيير معالمها وطمس هويتها العربية والإسلامية وقيام الولايات المتحدة مؤخراً بنقل سفارتها إلى القدس لتأكيد تهويدها تحت عنوان عاصمة للكيان الغاصب إضافة إلى عمليات التطبيع الناعم لبعض الدول المحيطة كلها تؤدي إلى فرض سياسة الأمر الواقع وتهيئها للإستعداد لإرهاصات الظهور من جانبهم المادي.

ويضيف : من هذه الأهمية للقضية الفلسطينية والقدس الشريف جاء الدور الكبير لتجمع علماء اهل السنة والجماعة الذي يمثل خط الخير في زماننا، فمنذ قرار مجلس الأمن عام 1947م بتقسيم فلسطين الذي أدى إلى نكبة عام 1948م بتهجير وتشريد الشعب الفلسطيني من أراضيه، وذلك ببيان موقف علماء اهل السنة والجماعة الأصيل من القضية الفلسطينية والذي اكد على محورية القدس وأهميتها الكبرى من خلال الإهتمام في جعل قضية فلسطين والقدس جزء من مسؤوليتهم القومية وشعورهم العربي والإسلامي وجعلها في الواجهة شعبياً وحكومياً وإنسانياً وعدم الخضوع للقوى الناعمة الغربية التي تحاول محو القضية الكبرى من أذهان الشباب أو القوى العسكرية التي تحاول فرض هيمنتها بالقتل والترهيب فمادام للأمة قلب نابض وجسد معافى سيكون النصر حليف القضايا العادلة بإذن الله تعالى استناداً لقوله عز من قائل : ﴿وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلّا بُشرى لَكُم وَلِتَطمَئِنَّ قُلوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ﴾ صدق الله العلي العظيم.