قد يتثاقل الإنسان عن القيام بدوره في المجتمع حين يركن بأن هنالك إدارات و مؤسسات و تقف خلفه دولة بمؤسستها توفر كافة خدماته و قد يصاب بنوع من الخمول،
و طبعاً هذا ليس حال الجميع، فهنالك من الناس الإيجابين الذين يستمرون في العطاء لمجرد أنهم يرغبون في تقديم كل ماعندهم لخدمة من حولهم..
هذا يحدث في الظروف الطبيعية و بوجود دولة.. فتخيل عندما يصبح الأمر منفلت و يختفي مفعول الدولة و مؤسساتها و يرضخ المجتمع تحت تهديد الأوبئة..
هنا كما عهدناهم يشمر هؤلاء الرجال عن سواعدهم و هذا ماحدث حينما أستلمت رسالة بالواتس اب من شيخنا و إمام مسجد الحي الذي اقطنه في مدينة إنماء..
((لقد اضفتك إلى مجموعة طوعية مهمتها شفط المياة الراكدة و الرش الضبابي لمكافحة البعوض))
دخلت المجموعة في الواتس سمعت رسائل صوتية جادة و نقاشات مسؤولة و تفاعل عجيب و لكن ليس بغريب حتى الشيخ أسامة باوزير الذي تمنى برسالة صوتية أن لو كأن بيننا.. لم تثنيه الغربة و البعد عن الإندماج و التفاعل مع مصاب أهله و أصحابه في إنماء..
غابت كل القوى المتنفذة التي لاتظهر إلا وقت القسمة و الربح الصافي و المضمون بدواعي شهوات نفسية..
و تداعت القلوب النظيفة التي كانت عرضة لإضطهاد تلك القوى و ظلمها، لا تلتفت إلا لدواعي نداءات إنسانية...
رجال يدوسون على جراحهم و عوزهم و فقرهم و حزنهم يحلقون فوق إمكانياتهم لايلتفتون إلى أحد لا يرجون رضى أحد إلا رضوان الله سبحانه و تعالى..
و هاهي الأيادي البيضاء تجمع التبرعات و توفر مدفع الرش بثلاثة ألف وخمسمائة ريال سعودي..
و بدا العمل بشفط المياة الآسنة حول مدينة إنما و سيلحق بإذن الله الرش الضبابي بعد توفير المواد الكيميائية و هنالك رسالة صوتية وصلت الأن في الجروب بإستقدام خبير سيقسم الشباب الى مجموعتين للتدريب..
لقد خبرناهم عند الأزمات تنبثق قلوب طيبة لم تكن تعرفها في وقت السلام و السكينة إلا وديعة لطيفة لا تفارق المساجد...
اللهم سدد خطأهم..
من : نبيل محمد العمودي