آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:38م

ملفات وتحقيقات


الفنانة الحضرمية  الراحلة عائشة صالح نصير (1907 - 1974).. عقود من الإبداع

الأحد - 03 مايو 2020 - 01:32 ص بتوقيت عدن

الفنانة الحضرمية   الراحلة عائشة صالح نصير (1907 - 1974).. عقود من الإبداع

عدن ((عدن الغد)) خاص

 

 

-----------------------

 

محمد عمر معدان

----------------------

الفنانة الشعبية الراحلة عائشة نصير..صالت وجالت في مجال الغناء، وشاع ذكرها وذاع في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، فهي من مواليد مدينة المكلا لعام 1907 حسب روايات بعض الاقارب.هي اخت شاعر العامية سالم صالح نصير والد طويل العمر المستشار محسن..توفى الشاعر سالم نصير عام 1964، و تعود اصول اسرة آل نصير الى مدينة شبام بوادي حضرموت حيث نزح اجدادهم للمكلا نتيجة للظروف المعيشية، فتزوج المرحوم صالح نصير عند اسرة اخوالي واجدادي آل بامثقال، فأنجب من زواجه: الشاعر سالم وثلاث بنات احداهن الفنانة عائشة. التي احترفت الغناء الشعبي..شعراً وغناء وقرعا على الآلة الايقاعية الطبل الهاجر .

في ريعان شبابها ظهرت عليها موهبة قرض الشعر والغناء فبدأت حياتها الفنية عام 1930 حيث شاع ذكرها وصيتها في الاربعينات وقد شكلت مع زوجها الشاعر سعيد بكران ثنائيا فنيا، حيث كانا يتعاونان معاً في كتابة شعر الشروحات النسائية من طرب وزفين وخير بعان..صوتها قوي وطويل مداه ويصل لاعلى السلم الموسيقي وتنزل به للاسفل (لقرار) دون تكلف .نغمته حلوة اخادة تسلب لب السامع والمتلقي.. اسست لها فرقة مصاحبة لها في الغناء والقرع على الطبل والمراويس..مثل الفنانة الراحلة قمر عبيد بامثقال، والفنانة الراحلة كرامة حرمل والفنانة الراحلة كرامة موفق والفنانة الراحله سلامة عمر وقمر هارشة، وبعد وفاتها تفرعت من اكاديميتها عدة مدارس وخاصةً من الفنانات اللاتي عملن معها..ومارسن نفس المهنة..ومن الروايات التي سمعتها من احد اقاربها واقاربي، انها احيت عرس النساء في زواج المرحوم الشاعر والملحن الكبير حسين ابوبكر المحضار. عام 1954 حيث استقدمت للشحر بطلب من السادة المحاضير، وغنت في هذه المناسبة قصيدة من تأليفها حيث تقول:(شرع بالغناء في الجبح يانوب) :

خرج ذا فصل ياوعل مربعي في حيد تشبي

صانك من الحسد والعين ربي

ورميانك قيام في كل شنطوب

شرع بالغناء في الجبح يانوب

ومازال سركم في القلب مخفي

ومهما حصل منكم مابايخمي

لفي الساقية ياخير مشروب

شرع بالغناء في الجبح يانوب

ولك ياالحبيب في القلب خانة

ولا بانساك ركنك في مكانه

مكانه حبكم في القلب مرغوب

شرع بالغناء في الجبح يانوب.

ويوماً تنقطع عني الرسالة

عيوني بالدموع دائم ملانة

قرب يا المحب خلاص باتوب

شرع بالغناء في الجبح يانوب

وغنت ايضا في هذه المناسبة الفرائحية في زواج الشاعر المحضار، اغنية بلحن زفين مكلاوي، انطبع في ذاكرة الشاعر المحضار فألف عليه في رحيلها عام 1974 بكائيته الشهيرة التي شدا بها بعد ذلك الفنان الكبير الراحل مرسال وسجلها باذاعة المكلا وقتذاك:(حمام الروض يبكين بحرقة وحسرة عالعناقيد). وتعتبر هذه المرثية من اروع المراثي التي كتبها المحضار وفيها سكب كل حزنه ووجده وشجنه على فنانة الشعب عائشة نصير حيث قال:

تغرد ليش عادك ياالبلبل الشادي

سكت مادام سكتت شحرورة الوادي

وودعها بدمعك ويكفيك التغاريد

حمام الروض يبكين بحرقة وحسرة عالعناقيد

 

   نعم سكتت وراحت من دون ميعادي

وبقيت عائشة في خاطري وفؤادي

وفي سمعي نردد الحانها ترديد

حمام الروض يبكين بحرقة وحسرة عالعناقيد

     

يذكرني بها صوت الطبل والحادي

وعازف نآي ساعة يعزف وعوادي

ويبكي العود لاغنت والحسان الغيد

حمام الروض يبكين في حرقة وحسرة عالعناقيد

    

اذا حنت وناحت بالصوت جرادي

يحن النوب معها في جوها الهادي

كأن النوب مقري متعلم التجويد

حمام الروض يبكين في حرقة وحسرة عالعناقيد

 

بدور الفن غابت ياظلمة ابلادي

وياحزن المكلا والغيل وسعادي

على ام المغاني والفن والتجديد

حمام الروض يبكين بحرقة وحسرة عالعناقيد

 

بكيناها بحرقة اباً واولادي

وودعنا بعرف الريحان والكادي

ويكفي فنها خلد ذكرها تخليد

حمام الروض يبكين بحرقة وحسرة عالعناقيد

      

وهذه الرائعة (حمام الروض) ادكت مكامن الشوق والحزن والوجد والشجن..واثارت نار الاشواق واللوعة والفراق في بواطن الشاعر والكاتب والاديب المتواضع الاستاذ سعيد محمد بن هاوي باوزير فكتب في موقعه الالكتروني لهذه الرائعة فقال:

جاءت اغنية المحضار (حمام الروض.) تعبيراً رائعاً وصادقاً بفداحة الخطب والخسارة التي المت بالوسط الفني وبالمقابل وفاء وعرفاناً بدور الفنانة عائشة نصير واعترافاً بمكانتها وكانت هذه الغنائية الرثائية. ونطالب اليوم شبابنا والمهتمين بالموروث الفني وغيرهم من فنانين وباحثين باعادة النظر والتأمل في هذا النص الذي تعمد ابو محضار ان يجعل لحنه من روح هذه الشروحات النسائية كما شبه المحضار الفرقة الشعبية التابعة لها بعد وفاتها بحمام الروض التي تبكي بحرقة وحسرة بعد موتها عالعناقيد.