آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:13ص

ملفات وتحقيقات


معلمات ذوي الاحتياجات من الصم والبكم : حرب نفسية وأعوام من المعاناة والتهميش في انتظار انصافهم من الجهات المعنية

الأربعاء - 08 أبريل 2020 - 11:08 م بتوقيت عدن

معلمات ذوي الاحتياجات من الصم والبكم : حرب نفسية وأعوام من المعاناة والتهميش في انتظار انصافهم من الجهات المعنية

عدن (عدن الغد) خاص:

 

عندما تجد نفسك في مجتمع لا يعرف أن يضعك في المكان المناسب لك أو أن يعطيك بعضا من حقوقك التي تعتبر شرعية ويجب أن تحصل عليها أو على الأقل تمارس حياتك الطبيعية بعيدا التهميش والاقصاء..
معلمو ومعلمات ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم معاناة كبيرة من غياب مستحقاتهم المالية التي تغيب لمدة أشهر طويلة دون أن يجدوا من يقوم بإنصافهم أو يقدم لهم يد العون أو من يقوم بتسوية وضعهم الصعب الذي لا يعرفون إلى متى سيستمر في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشوها اليوم...

تقرير : دنيا حسين فرحان


*رواتب غائبة وغير متنظمة ومعاناة متفاقمة للمعلمين:

الكل يدرك أن فئة الصم لهم معاملة خاصة ولغة خاصة بهم يتم تعلمها من أجل تعليمهم مختلف المواد الدراسية وهي تتطلب اجتهاد كبير من قبل المعلم نفسة خاصة إذا كان غير اصم ووقت من أجل التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج لرعاية واهتمام كبير.
بداية المعاناة كانت أن يتم استلام المعلمون والمعلمات مهامهم في التدريس بمختلف المدارس التي تحوي صفوف للصم ولكن لم يتم تسوية وضعهم بشكل كامل أو احتوائهم جميعا بميزانية خاصة ورواتب شهرية منتظمة فكم هي الأشهر التي لا يجدون فيها مستحقات مالية أو يجدوها بمبالغ زهيدة جدا لا تقضي حتى مواصلاتهم أو تنقلاتهم من منازلهم للمدارس.
وكم هي الأشهر التي يطالبون ويناشدون فيها أكثر من جهة وأولها وزارة الشؤون الاجتماعية من أجل النظر في وضعهم الحالي وتسويته لكن دون جدوى وكم هي الأبواب التي طرقوها والرسائل التي وجهت للحكومة من أجل التدخل لكن لم تحرك أي ساكن يذكر إلى الآن.

*هل من مُجيب لمعاناة فئة الصم والبكم بعدن

تتحدث الأستاذة أ| عبير جمال معلمة ثانوية صن وبكم:

لله درك يا معالي نائب رئيس الوزراء أُنظر في أمرنا. معلمون ومعلمات ذوي الاحتياجات الخاصة وجميع القائمين عليهم من عمال نظافة وسائقي الباصات إلى الحراس نناشدكم باسم المعاقين بحق الله يا ولاة الأمر انصفونا .
محرومون من مرتباتنا وحقنا أربعة أشهر حتى الأن وغداً قد نستأنف الشهر الخامس بسيناريو المعاناة هذا وحقوقنا ومستحقات المعاقين بيد توقيع من الوزيرة ابتهاج الكمال تأبى أن تهبنا حقنا بحجة أو بأخرى وقد اُشبعنا من الحجج والكذبات الواهية ونسألكم بحق الله إننا قد فاض بنا الكيل فلم يبق لنا من شيء نقتات به وقد أهلكتنا الاستدانة والديون. وحتى منازلنا قد نُخرج منها قسراً وبها لن نبقى ولن نكون بسبب ايجار لم يدفع لمدة أربعة أشهر .
وقد فتكت بنا الأمراض ولم نجد ما نشتري به دواء لنا أو لذوينا وأطفالنا فبحق الله أننا معلمون مكرمون أذلونا في حقنا وفي كرامتنا فبحق الله أين أنتم عنا يا ولاة أمرنا؟!
أين أنتم عن هذا الجور في حقنا ؟
أتقاتلون وباء قادم لم يأت بعد؟! فإننا مقتولون منذ أربعة أشهر وهذه الأسر تجوع وتحتضر وتموت ولا أحد يعلم بها وإنكم لقادرون على إنقاذنا من هذا الجُور فهلا نظرتم في أمرنا؟!
فهلا انصفتمونا ومنحتمونا حقوقنا المعبوث بها ونحن في أمس الحاجة لها؟!
أيكون هذا نداءنا الأخير ؟!
أم من بعد الله ننادي إن لم يستجب معالي نائب الوزير ثم الوزير.....؟!!.

*عمل انساني وتألم بصمت فإلى متى :

جميع المعلمون لفئة الصم يقدمون واجب انساني ولا يتفانون عن أداء واجبهم في أي مدرسة ولمختلف الفئات العمرية وهناك من يكون أصم وهذا يعني أنه يدخله في معاناة أخرى كبيرة وصراع مع كيفية توفير مبلغ المواصلات اليومية وكيف يمكن الحصول على راتب يناسب كل احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية خاصة ,انهم يعيشون في حالة اقتصادية صعبة ومحزنة في ظل غلاء الأسعار والأزمات المتكررة التي تحصل في عدن وعموم البلاد.
ولكن مع الأسف يتألمون بصمت ولا يعرفون ما هو السبيل للخروج من كل هذه المعاناة وإيجاد حل لكل مشاكلهم ويجدون من يقف لجانبهم ويقوم بتسوية وضعهم المالي فقط وصل بهم الحال لأن معظمهم يتركون مجال التدريس بحثا عن عمل أكثر دخلا أو يبقون في المنزل لأنهم لا يملكون ما يوصلهم لأداء واجبهم التعليمي ولم يجدوا من يقدرهم على كل العمل الإنساني الذي يقومون به.

*وضع مأساوي للمتعاقدين والمتطوعين وتخبط بين الجمعية والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية

يتكلم علي محمد الجنيدي رئيس جمعية الصم في عدن :

للأسف نحن كجمعية عندما قمنا بمتابعة الشؤون الاجتماعية والتربية في مجال توظيف المتعاقدين لأن لدينا 54 متعاقد من معلمين ومن منظفين وحراس لهم سنوات فإلى متى سيظلون هكذا هم والمتطوعين أليس من المفترض أن تتاح لهم فرص عمل من أجل توظيفهم.
عندما ذهبنا لوزارة التربية قالوا بأننا لا نتبعهم بحجة أننا نتبع جمعية الصم برغم أن المعلمين الصم يباشرون داخل مدارس حكومية تتبع التربية , وحتى عندما توجهنا لوزارة الشؤون الاجتماعية قالوا لنا أنه طالما نحن داخل المدارس التربية هي من يجب أن توظفنا بمعنى أن وزارة العمل عندما ترفع درجات وظيفية تحسبنا من ضمن وزارة التربية والتعليم , وعند ذهابنا للصندوق قالوا لنا بأن وضعنا معلق لن نتوظف من قبل وزارة التربية ولا من الشؤون الاجتماعية.
فهل سنبقى هكذا لا يمكن أن نتوظف في أي مكان ولا أحد يعترف بنا وما ذنبنا ونحن فئة تعمل بجد ولها حقوق ويجب أن نحصل عليها ناشدنا كثيرا لكن للأسف لم نجد من يستجيب لنا.

*حرب نفسية للجمعية والمعلمين وانسحاب يؤثر على الطلاب الصم

*تختتم أشجان حسن وكيلة صفوف الصم في مدرسة خالد بن الوليد ومنسقة الجمعية:

عندما توجه المدرسات للسؤال على منظمة اليونسيف لدى التعليم العام لماذا لا تتم اضافتهم لها أو اعطائهم عقود كمعلمات بالمدارس قالوا لهم بأنهم تبع جمعية والشؤون هي من تحضر لهم هذه العقود والمصيبة الكبرى أن يقولوا لهم بأن عليهم الانسحاب من الجمعية لأنها سبب في ما يحدث لهم لعدم حصولهم على أي وظائف إلى الآن.
يعني إذا كان للمعلمات أو المعلمين الحق في الخروج واحدا تلو الآخر من أجل البحث عن عمل في أماكن أفضل طلابنا الصم من سيقوم بتعليمهم لن نتمكن من تعويضهم لأنهم يعرفون لغة الإشارة والنطق والتعامل مع هذه الفئة بمختلف الأساليب والطرق.
فعلا نحن نمر بحرب نفسية من الشؤون ومن التربية للمعلمين والمعلمات الصم والجمعية بشكل كامل وأصبحنا لا نعرف من نناشد ومن نطالب ومن الذي سينصفنا لذك أتمنى أن تصل رسالتنا على نطاق واسع وأن يتم وضع حل لنا في أقرب وقت.

*وفي ظل الاهمال والتهميش من قبل الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية عن تسوية وضع المعلمين لفئة الصم الذين وصل الحال بهم لوضع مؤسف لا يسر أحد ولا نعرف كيف سيكون وضعهم في حال لم يتم التدخل لحل مشاكلهم أو زيادة رواتبهم أو ضمان أن تصلهم شهريا وتقضي كل احتياجاتهم فهل ستستجيب الدولة لكل ما يطالبون به ويتدخلون أم أن معانتهم ستستمر لفترات أخرى وتعمق جراحهم دون أن يجدوا من يمد لهم يد العون ويعيد حقوقهم المسلوبة لأيديهم.