آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:30ص

ملفات وتحقيقات


على خطى الصين .. حضرموت تنجح في تجهيز "مستشفى الحميات والتعامل مع حالات "فيروس كورونا" خلال اقل من 10 ايام

الجمعة - 03 أبريل 2020 - 05:12 م بتوقيت عدن

على خطى الصين .. حضرموت  تنجح في تجهيز "مستشفى الحميات والتعامل مع حالات "فيروس كورونا" خلال اقل من 10 ايام

المكلا((عدن الغد)) خاص:

 
 
 
 
 
بقلم : د.وائل الفضلي
على الرغم من الردود السلبية والتعليقات الساخرة التي يتركها بعض الأخوة على جهود السلطة المحلية بحضرموت لمواجهة وباء فايروس كورونا، الا انه من الطبيعي وفي كل مجتمع ان تصدح اصوات بعض هؤلاء المتشائمين وتؤثر على عقول المواطنين البسطاء.
 
الا ان هذا المقال موجهة للمثقفين واصحاب العقول الراقية، وندعوهم للتفكر في كل الجهود التي بذلتها قيادة السلطة المحلية بحضرموت المتمثلة في اللواء فرج سالمين البحسني منذ أن بدأ وباء فايروس كورونا بإجتياح كل دول العالم بإستثناء اليمن التي لم تسجل اي حالات اصابة حتى الان، ومقارنة هذه الجهود بالمحافظات الاخرى وتحركات الحكومة نفسها تجاه هذا الوباء.
 
مستشفى حميات ومركز صحي لإستقبال حالات كورونا في حضرموت
وهنا لن نتحدث عن حملات التوعية ولا عن الاجراءات الوقائية  ولا عن منع التجمعات السكانية وحظر التجول التي نفذتها السلطة المحلية في حضرموت، فكل هذه الامور تستطيع ان تنفذها افشل حكومات العالم، على الرغم ان سلطة حضرموت نفذتها بجدارة وبمستوى يرقى لتلك الاجراءات في الدول التقدمة التى صارعت الوباء و لازالت تصارعه.
 
ولكننا نتحدث عن سرعة التحرك والإنجاز في وضع عديم الإمكانيات، ألم يبهرنا البحسني هذه المرة في تجهيز "مستشفى الحميات ومركز الحجر الصحي المخصص لإستقبال الحالات المصابة بفايروس كورونا" والذي تم تجهيزه في بمدينة المكلا على مبنى دار الأحداث بمنطقة فلك المعزولة عن التجمعات السكنية في وقت قياسي لا يتجاوز الأسبوعين منذ ان بدأ بتصعيد الاجراءات الاحترازية في المحافظة لمواجهة جانحة كورونا ؟
 
المستشفى مكون من دورين يشمل عنابر معاينة للرجال والنساء ومجهز بقسم للعناية المركزة للتعامل مع حالات الحميات الشديدة والأشعة ووحدات التنفس الصناعي وكذلك مختبرات تتضمن أجهزة مخبرية للكشف عن  فايروس كوفيد 19 وقسم معاينة وترقيد للاطفال مجهز بنحو 150 سرير.
 
محافظات مجاورة غيرة مستعدة
وربما لا يعلم الجميع انه قبل "مستشفى الحميات ومركز حالات الكورونا" لم يكن يوجد في اليمن بإكملها اي مستشفى او محجر صحي او حتى مركز مخصص للتعامل مع مصابين بأمراض وبائية بحجم وباء فايروس الكورونا، ومع هذا فإن البحسني في ايام قليلة اوقف كل الحياة في حضرموت وجعلها مستعدة لمواجهة هذا الوباء وجهز مستشفى الحميات و المحاجر الصحية ومركز استقبال للحالات المصابة والمشتبه بها، الى جانب الاجراءات الاحترازية الاخرى كإغلاق المدارس واسواق القات وتعليق الدوام بمعظم الدوائر الحكومية ومنع التجمعات والتجول، ناهيك عن اجبار كافة مكونات المجتمع على التحرك والمشاركة في العمل الطوعي والتوعوي وجمع التبرعات.
 
القدرة على ادارة حالات الطوارئ والأزمات
وفي الحقيقة كل هذا يدعونا الى الفخر والاعتزاز بمثل هذه الامور وترك النظرة السلبية والتشائمية، فلازالت بعض المحافظات المجاورة لنا عاجزة امام اسواق القات ومنع التجمعات، والحقيقة يجب ان تقال والوضع الذي نمر به لايسمح للمجاملات وان كنا تعودنا سابقا على الإنتقاد لمجرد الإنتقاد، فاليوم يجب ان نعترف بإنه لدينا قيادة حضرمية لديها قدرة عالية على ادارة الأزمات والتصرف السريع في حالات الطوارئ، ويكفي ان نتخيل كيف ستكون الاستعدادات وكيف سيكون حالنا في ظل السلطات السابقة التي حكمت حضرموت.
 
معادلة الإمكانيات ومدة الإنجاز
وفي الختام ان وضعنا معيار الوقت وسرعة الإنجاز في كفة وحجم الإمكانيات في كفة اخرى لمقارنة وضع حضرموت كمحافظة تابعة لدولة عديمة الإمكانيات مع دولة بحجم الصين متفوقة الإمكانيات في مواجهة هذا الوباء..
 
سنجد ان حضرموت تمشى على خطى الصين مع فارق حجم الامكانيات، ويكفينا فخر ان حضرموت اصبحت كذلك نموذج يحتذى به على مستوى اليمن عندما كانت السباقة في اعلان حالة الطوارئ والاستنفار والإستعداد لمواجهة الوباء قبل الجميع، وتجهيز المستشفيات والمراكز والمحاجر الصحية خلال ايام قليلة.