آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:34م

أخبار وتقارير


وداعا أبا مياد

الأحد - 29 مارس 2020 - 06:00 ص بتوقيت عدن

وداعا أبا مياد

(عدن الغد) كتب/ الخضر محمد ناصر الجعري:

 

بالأمس كان يوماً حزيناً علينا جميعا عندما تلقينا الخبر الفاجع بوفاة الاخ العزيز جداً على قلوبنا العميد محمد عمر الجفري مدير الخدمات الطبية العسكرية, وفاة مفاجئة وفي ظروف مأساوية .
كل من عرف العميد محمد عمر الجفري وعايشه عن قرب ,عرف فيه دماثة الخلق وبشاشة المحيا وصدق القول ووفاء الصداقة .لقدأعتصر قلوبنا الألم لهذا الرحيل المبكر وفي ظروف مأساوية في رحلة علاج لأبنه الوحيد مياد من تليف في الكبد يتطلب زراعة كبد و الذي كان سبباً في وفاته المبكره كبداً على وحيده عندما أعيته الظروف في علاج ولده.

 

وفي هذه اللحظات الحزينه لتلقينا الخبر الذي أدمى قلوبنا ,مر بي شريط الذكريات بدءاً من سفرنا معا للدراسة في الاتحاد السوفيتي السابق كاول دفعه تُبعث من قبل جيش دولة الجنوب وإستقرارنا لعام كامل في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان لسنه تحضيرية للغة الروسية كنا خلالها نتقاسم الآمال والمصاعب, ليمضي العام وبعدها نتوزع على جمهوريات مختلفه,وكان يسارع الى مدينتنا كرسندار برفقة الشهيد الدكتور الخضر علي احمد كلما سنحت لهما الفرصه وكنا في المدينة الدكتور جعبل حسين محمد والدكتور صالح فدعق والدكتور علي محمد بانافع والدكتور الفقيد صالح شيخ منصور وانا كاتب هذه السطور.

 

وبعد ان انهينا الدراسة عدنا للوطن لنعمل معاً في الخدمات الطبية لسنوات قليله ,ليغادر بعدها ابو مياد للعمل كملحق طبي في سفارتنا بالهند,وخلال فترة عمله ظل مثالأ يحتذى به في الجدية في العمل والتفاني وتلبية نداء أي مريض وفي أي وقت.

 

لتأتي أحداث وحروب لتعصف بالجميع وبوطننا الجنوب ثم لنجتمع ولنتقاسم مجدداً الآمال والألام والمصاعب ونلتقي في عدن في عام 2006 في بدايات العمل الدؤوب لإرساء مبدأ التصالح والتسامح من قبل أبناء الجنوب والذي شكل حجر الزاوية في بداية الجهد لإرساء وإنطلاقة الحراك الجنوبي فيما بعد .


وكان الفقيد ابو مياد في قلب هذه اللقاءات التي كانت تجمعنا للتهيئة ليوم إنطلاقة الحراك الجنوبي في ساحة الحرية بخورمكسر عدن يوم 7-7-2007م.

 

وتأتي ظروف جديده لإغادر البلد وأظل على تواصل معه متابعاً لأخباره في مهامه الجديده كمدير للخدمات الطبية العسسكريه التي بذل فيها جهوداً كبيره لإعادة تأهيل المستشفيات والعيادات لخدمة أفراد المجتمع رغم شحة الإمكانيات.

 


والعراقيل والصعوبات التي واجهته وأعاقت تنفيذه لمشروعه الطموح في رفع كفاءة الأداء, إلا أن إصراره على المضي ظل هو سلاحه الوحيد في هذه المعركة التي يملك ساحتها لكنهم لم يمكنوه من تملُك أدواتها.

 

نودعك يا ابا مياد بغصة وحسرة, لكنها إرادة الله ولا نملك الا ألدعاء لك بان يسكنك فسيح جناته فقد كنت نعم الاخ والصديق الوفي في زمن تقلبت فيه القلوب وتغيرت فيه النفوس وتجسد فيه الخذلان وخاب ظنك وتعويلك على البعض في مد يد العون لك في ظروف قاسية كنت فيها أحوج مايكون للعون ومد يد المساعده لتجاوز المحنة..محنةعلاج ولدك مياد, فجاءت وفاتك لتضاعف الألم وتعمق المحنة.