انعكس الوضع السياسي في اليمن على طريقة تعاطي الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين الذين يديرون سلطة الأمر الواقع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مع أزمة تفشي فايروس كورونا، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في تعريض اليمن لخطر الفايروس ومضاعفاته الصحية والإنسانية المحتملة في ظل الحرب والتدهور المعيشي والاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وبينما وصف زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي فايروس كورونا بأنه "حرب بيولوجية" تقف خلفها الولايات المتّحدة الأميركية، تحدث ناشطون محسوبون على الحكومة الشرعية عن تكتم الجماعة الحوثية عن حالات إصابة بكورونا بين صفوف الطلاب الحوثيين العائدين من إيران.
وسعى زعيم الحوثيين في كلمته التي ألقاها في ذكرى مقتل شقيقه حسين الحوثي مؤسس الجماعة، لتبرير الإجراءات التي اتخذتها الميليشيا في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، حيث قامت بمنع اليمنيين العائدين من السعودية ودول أخرى من الوصول إلى المحافظات الخاضعة لسيطرتها بذريعة الحجر الصحي للحيلولة دون انتشار كورونا.
وتناقل ناشطون يمنيون ووسائل إعلام صورا تظهر تكدس الآلاف من المواطنين اليمنيين في "الحجر الصحي" المزعوم الذي أقامه الحوثيون في العراء وتسبب في إنهاك العائلات وتعرّضها لانتشار العدوى.
وتماهى عبدالملك الحوثي مع الخطاب الإيراني بشأن جائحة كورونا وهو يكيل الاتهامات إلى الولايات وإسرائيل، مشيرا إلى أنّ "الأوبئة والأمراض قد تأتي بسبب العمل الممنهج والمقصود لنشر الضرر كالحرب البيولوجية في استخدام الفايروسات لنشر الأوبئة بمجتمعات معينة". كما حمّل ما وصفه بـ"دول الاستكبار وعلى رأسها أميركا" المسؤولية بالدرجة الأولى عن نشر الأوبئة والأمراض والكوارث الموجودة في العالم.
وفي تعليق على تصريحات الحوثي المثيرة للجدل، قال العميد طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي في تغريدة على تويتر، مخاطبا عبدالملك الحوثي "أنت من سيدخل كورونا إلى اليمن بواسطة خبراء الحرس الثوري"، مضيفا "إيران أدخلت فايروس كورونا إلى لبنان والآن تريد إدخاله إلى اليمن".
كما استغل الحوثيون أزمة انتشار كورونا لتوجيه رسائل للمنظمات الدولية العاملة في اليمن التي اتهمت الجماعة في الآونة الأخيرة بنهب المساعدات الإنسانية وعرقلة عمل المنظمات. وسرّبت وسائل إعلام حوثية صورة تبين إخضاع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لدى وصوله صنعاء في آخر زيارة له لاختبارات فايروس كورونا، الأمر الذي وصفته مصادر سياسية بأنه محاولة لإذلاله وإظهار قوة تعامل الحوثيين مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
