آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:41م

ملفات وتحقيقات


ما أسباب استمرار ظهور الطحالب الخضراء في مياه خليج عدن؟ (تقرير)

الإثنين - 23 مارس 2020 - 07:56 م بتوقيت عدن

ما أسباب استمرار ظهور الطحالب الخضراء في مياه خليج عدن؟ (تقرير)

عدن (عدن الغد) خاص:

تقرير: رشيدي محمود*

 

لأكثر من ثلاث أيام والطحالب الخضراء المجهرية ما زال ظهورها وتواجدها مستمر في عرض مياه خليج عدن، وتحديداً في المناطق الساحلية الواقعة ضمن نطاق محافظة لحج، حيث ناشد صيادو تلك المناطق الساحلية الجهات المختصة بإنزال فريق مختص لتوثيق ومتابعة ظاهرة الطحالب الخضراء المجهرية تلك، إذ ذكر عدد من صيادي وأهالي المناطق الساحلية التابعة لمحافظة لحج، بأن ظاهرة الطحالب الخضراء الطبيعية او كما تعرف بالطحالب المجهرية ما تزال تظهر بالقرب من سواحلهم، وكذا على أعماق متفاوتة من مياه خليج، وتعرف هذه الظاهرة الطبيعية عند الصيادين التقليدين بأسم أو مصطلح الزهيقه، كما تم مشاهدة أنواع مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية ميته ونافقة على الساحل، وفي عرض البحر، وذلك نتيجة إختناقها جراء قلة الأوكسجين في المنطقة التي حصل فيها تواجد كثيف لهذه الطحالب، وتحديداً المنطقة القريبة من الساحل، وهذا ما تم تأكيده عبر بعض الإخوة والأصدقاء من منطقة رأس العارة، حيث وردني منهم تفاصيل حول وصول ظاهرة الطحالب الخضراء المجهرية تلك إلى سواحل مناطقهم.

ويأتي هذا الظهور والتواجد نتيجة هبوب الرياح الموسمية الشمال شرقي خلال اليومين الماضيين، والتي عملت على تحريك وسير الطحالب من أعماق مياه خليج عدن، ثمَ ما إن هدأت تلك الرياح حتى بدأت التيارات البحرية وكذا هبوب الرياح الخفيفة من جهة الجنوب لمياه خليج عدن بتحريك تلك الطحالب نحو المناطق الغربية لمياه خليج عدن، حيث عملت التيارات البحرية على تجميع تلك الطحالب، وذلك بعد أن فرقتها هبوب الرياح الموسمية الشمال شرقي، فسيطرت على مسارها لتوصلها غرباً نحو مناطق ساحلية أخرى، ولكن هذه المرة مناطق ساحلية تابعة لمحافظة لحج...يذكر بأن أعماق مياه خليج عدن تشهد أيضاً ظهور وتواجد لطحالب الخضراء المجهرية هذه، والتي هي الآخرى وصلت إلى القرب من الساحل، وذلك بعد أن قذفت بها الأمواج الهائجة والناجمة عن هبوب الرياح الموسمية الشمال شرقي نحو الساحل في فترة هبوبها بالأيام الماضية التي شهدت هبوباً لرياح الموسمية، حيث وصلت الطحالب الخضراء المجهرية إلى المناطق الساحلية القريبة من باب المندب.

إذاّ ومن خلال ظهور وتواجد الطحالب الخضراء المجهرية في تلك المناطق الساحلية التابعة لمحافظة لحج، والتي غالباً ما تشهد الجهة المقابلة لها من مياه خليج عدن فترة نمو وازدهار الطحالب الخضراء، وكذا الحمراء في قاع البحر في مثل هذه الفترة من العام، والتي تظهر بعد ذلك على تلك السواحل أثناء هبوب الرياح الموسمية الجنوب غربي من كل عام، وهذا ما يحدث في مناطق ساحلية مثل فقم ورأس عمران وقعوه، والتي هي الأخرى تشهد سواحلها ظهور وتواجد لطحالب البحرية في شهر أغسطس من كل عام، والسبب في ذلك موقعها الجغرافي الذي جعل من سواحلها مطلة على اتجاة الرياح الموسمية الجنوب غربي...فهل يعقل بأن تكون تلك الطحالب المجهرية التي ظهرت في المناطق الساحلية التابعة لمحافظة لحج هي نفس الطحالب التي ظهرت في ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر؟...

ام أن هناك طحالب مجهرية اخرى كانت تتواجد وتسير مع التيارات البحرية في الأعماق، ونتيجة لهبوب الرياح الموسمية الشمال شرقي تم هدوئها المفاجئ قد عملت على سيرها إلى الجهة المقابلة من سواحل المناطق الغربية لمياه خليج عدن؟...

سؤالين ربما قد نجد الإيجابية عليهم عند دوي الخبرة والاختصاص ممن عملوا على تحديد الظاهرة في ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر، ولم تسمح لهم الظروف لمتابعة سيرها وتحركها إلى النهاية، علماً بأن نهاية خليج عدن تكون عند باب المندب، وبما أن هذه الظاهرة قد وصلت إلى مناطق ساحلية قريبة من باب المندب، كرأس العارة وغيرها بالإضافة إلى تواجدها في الوقت الحالي على أعماق بعيدة تبعد عن الساحل بحوالي 7 ميل بحري، والتي قد تكون مصاحبة لها هوائم وعوالق تختلف عن التي ظهرت في خورمكسر، خاصة في ظل تواجد أسماك مختلفة يتم اصطيادها من قبل الصيادين التقليديين في أكثر من منطقة ساحلية هناك، في الوقت الذي يتم فيه أيضاً مشاهدة أسماك ميته ونافقة على الساحل نتيجة تواجد ظاهر الطحالب الخضراء المجهرية بشكل كثيف في مناطق متفرقة من تلك السواحل، وربما لو تم نزول فريق مختص وعمل أبحاث لمعرفة ما يصاحبها من هوائم وعوالق، وكذا تحديد كثافتها، لربما سوف يجدوا أختلاف كبير وواضح بين تلك الطحالب التي ظهرت في ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر، وبين هذه التي ظهرت على سواحل ومياه خليج عدن والتي تقع طمن نطاق المناطق الساحلية التابعة لمحافظة لحج.

فهل من الواجب علينا الآن متابعة الظاهرة حتى نهايتها كما أشرت في منشور سابق، وذلك أثناء ظهورها في منطقة صيرة والجبال المحيطة بها بعد سيرها وتحركها من ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر، علماً بأن الوقت الذي ظهرت فيه الطحالب الخضراء بالقرب من السواحل والشواطئ التابعة لمحافظة لحج، كانت هناك طحالب خضراء قد وصلت إلى مركز إنزال الأسماك في البريقة والمعروف باسم الضربه، وتلك الطحالب هي التي كانت تتواجد في جبال مناطق صيرة ومن قبل في ساحل أبين، كما أنني نوهت من خلال منشوري ذلك بأن ظاهرة الطحالب المجهرية الطبيعية في هذا العام فاقت كل التوقعات، وأنه من الواجب متابعتها ومعرفة مصدر تواجدها وتجمعها الحقيقي في قاع البحر، وذلك بعد صعودها من القاع إلى السطح ، تم بعد ذلك سيرها وتحركها مع الرياح والأمواج والتيارات البحرية، وكذا توثيق المدة والفترة التي ظهرت فيها في مياه وسواحل خليج عدن وحتى اختفائها بشكل تام، بالإضافة إلى ما حملته من هوائم وعوالق وغيرها من الكائنات البحرية الأخرى المصاحبها لها، فمثل هذه الظواهر غالباً ما تجلب معها كائنات بحرية ربما يتم مشاهدتها للمرة الأولى في إشارة إلى أنها كانت قادمة من أعماق ومحيطات وسواحل بعيده تماماً عن مياه خليج عدن...ونتيجة لعوامل التغيير في حركة وقوة التيارات البحرية فقد ظهرت بهذه الكثافة، وهذا ما حدث وظهر فعلاً في ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر.

الجدير بالذكر هو أن في الآونة الأخيرة شهدت مياه خليج ظهور وتواجد الكثير من الأسماك حديثة الولادة، وكذا بعض الكائنات البحري مثل قناديل البحر، وبكميات كبيرة جداً وظلت متواجدة في مياه خليج عدن لأكثر من خمسة أشهر، ويعود السبب في ذلك إلى قوة التيارات البحرية المتغيرة بشكل ملحوظ في مياه خليج عدن، والتي عملت بدورها على استقطاب وجلب تلك الكائنات البحرية وكذا ظاهرة الطحالب الخضراء المجهرية الطبيعية بشكل كبير وكثيف جدآ، حيث كانت التيارات البحرية هي المسيطرة في حركة وسير تلك الكائنات البحرية وكذلك هذه الظاهرة الطبيعية، ظاهرة الطحالب الخضراء المجهرية، ولا ننسى كذلك ظهور عدد من الأسماك الأفعوية، والتي تم اصطيادها من قبل الصيادين التقليدين في منطقة فقم الساحلية قبل حوالي شهرين من الآن، فهل باتت مياه خليج عدن تسيطر عليها التيارات البحرية خلال الأشهر الأربعة الماضية ولغاية يومنا هذا، والتي عملت على تحريك الأسماك حديثة الولادة، وكذا الكائنات البحرية كقناديل البحر، وكذلك الظواهر الطبيعية الآخرى التي نحن في صدد الحديث عن إحداها وهي ظاهرة ظهور الطحالب الخضراء المجهرية بشكل كثيف هذا العام، ويعود السبب في ذلك إلى التراجع الملحوظ في إنخفاض حدة وقوة الرياح الموسمية الشمال شرقي، إذ كانت في هذه العام عكس التوقعات تماماً، حيث تهب في يومين او ثلاثه ثمَ تخف وتهدئ بشكل مفاجئ، ويستمر هدوئها هذا من خمسة أيام إلى سبعة أيام؟!!... فيا سبحان الله.

 

*إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن-إختصاصي أبحاث ودراسات إرشاد سمكي بوزارة الثروة السمكية