آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:05م

ملفات وتحقيقات


حمام حالمين السياحي بلحج.. من ينبوع ساخن للتداوي إلى مزار سياحي لعشاق الفن والتراث

الثلاثاء - 25 فبراير 2020 - 02:19 م بتوقيت عدن

حمام حالمين السياحي بلحج.. من ينبوع ساخن للتداوي إلى مزار سياحي لعشاق الفن والتراث

حالمين(عدن الغد)خاص:

تقرير / صبري عسكر

يقع حمام شرعة السياحي في مديرية حالمين لحج وتتميز هذه المنطقة بينبوع طبي ساخن تصل درجة حرارته إلى أكثر من " 80 " مئوية يتدفق من جبل يسمى «المعجزة » المطل على المصيف السياحي في شرعة لتصب تلك المياه البركانية في مسابح مخصصة للرجال وأخرى للنساء *

مياه شرعة الكبريتية الجارية تعتبر علاج رباني لمعظم الأمراض الجلدية والعصبية إذ يقصدها الزائرون استشفاءً من الأسقام التي أصابتهم والتي عجز الطب الحديث في مشافي الوطن وخارجه أن يعالجها واستعصت عليه ويعتبرها الكثير ممن كانوا مصابين بالشلل النصفي والروماتيزم والطفح والحساسية هبة من الرحمن وسبباً للشفاء ..

ويتميز حمام حالمين السياحي بتوفير كل المتطلبات والخدمات للوافدين من مطاعم ومقاهي ومتاجر ومحال للحوم والخضروات كما أن أهالي شرعة يمتازون بالكرم وحسن الضيافة فيتيحون للزائرين فرصة الاستجمام بالمسابح وهو ما يدفع بقاصدي المنتجع للإقامة لفترة أطول "

شفاء للأبدان وطرب للوجدان

ولم يكن مصيف شرعة حالمين للتدواي فقط بل هناك الالآف من الناس يقصدون هذا المنتجع باستمرار ولسان حالهم يقول « ليلة بحمام شرعة تساوي باقي العمر » فهو ينفس عن القلوب بأصوات وأغنيات وأشعار مستوحاة من طقوس الموروث الشعبي القديم ، ولهذا الحمام السياحي مراسيم تبدأ في مثل هذه الأيام أي في منتصف شهر فبراير من كل عام وتستمر لأكثر من شهرين تقريبًا ، حيث يقيم ملتقى رواد الفكر والبناء في المديرية برعاية الشخصية الوطنية *ابو أصيل الكربي* مهرجانا ثقافياً يعزز من القيمة السياحية للمنطقة فتظل مغروسة في أذهان زائريها "

مزار لعشاق الفن والتراث

طول ايام المهرجان تقام الأمسيات الفنية والشعرية والشعبية يصاحبها صوت الدان ودقات الطبول والمزامير والرقصات المشهورة يتقدمها كوكبة من فرسان البرع الأصيل شاهرين السيوف الحميرية والأسلحة القديمة في مشاهد متنوعة تخطف الألباب وتشغف قلوب الزائرين الذين يرون في ذلك الموروث الشعبي مصدر فخر واعتزاز بميراث الآباء والأجداد » وتتواصل السهرات والأمسيات الفنية على هذا الشغف منقطع النظير لفترة شهرين متواصلين في الصباح الباكر وكذلك في المساء حتى مطلع الفجر ،يبرز الأهالي والوافدين موروثهم الشعبي لاسيما التراث اليافعي الحاضر بالأصالة والعراقة المتميزة ، حيث تتخلل تلك الليالي التراثية الهواجل والزوامل والمساجلات الشعرية التي تصدح بها الجموع على مقربة من الينبوع الساخن حتى نهاية القرية وتعبر جميعها عن لم الشمل والألفة والمحبة بين الناس ونبذ الفرقة والشقاق وترنوا بإصرار إلى مواصلة النضال التحرري التواق لإستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة * ملتقى الفكر والبناء وبالتنسيق مع الشيخ نائف العكيمي سيحلوا مجموعة من الفنانين ضيوفاً على المصيف ويحييوا ليالي المنتزة هذا العام أبرزهم الفنان علي صالح اليافعي والشاعر الكبير ثابت عوض اليهري والشاعر محمد احمد العكيمي وفرق فنية شهيرة ..

بين منحة الإهية ومحنة أزلية

على الرغم من أن ( شرعة ) حباها اللّه بهذه الميزة الربانية لتكن قبلة للزائرين على مدار الأيام وموقعاً للتداوي بالمياه المعدنية الحارة ومزاراً لعشاق الفن والتراث الشعبي ومنطقة جذب سياحي تزخر بالكثير من الشخصيات اللامعة في النضال والشعر والحكمة والقضاء والدين واكتسبت منذ القدم شهرة كبيرة حيث زارها عدد من قيادات جمهورية اليمن الجنوبي أنذآك أمثال الرئيس علي عنتر وعلي شائع هادي وصالح مصلح وعبدالفتاح اسماعيل ومحمد سليمان ناصر وقيادات كثيرة في تلك الحقبة الزمنية ولها حضور مشرف في كل المراحل والأحداث الوطنية ، إلا أنها وكبقية مناطق حالمين لم تأخذ نصيبها من مشاريع الدولة ولم تعط الإهتمام اللازم لتبرز مكانتها وأهميتها فهي تفتقر لأبسط مشاريع الحيوية ابرزها نقيل المعدي الذي يعتبر الشريان الوحيد الرابط بينها وبين مركز حبيل الريدة كما أنها تفتقر تماماً للخدمات الضرورية من كهرباء وماء ومياه وتعليم وصحة

ويعيش أهالي شرعة أوضاعاً صعبة بينما أضطر بعضهم إلى الانتقال للعيش في عاصمة المديرية وردفان والضالع ، بعد أن يأسوا من تلتفت الجهات الحكومية إلى منطقهم المنسية" فبدلاً من استثمار مناطق شرعة وحمامها الشهير بالأهتمام والرفد بالمتطلبات والاحتياجات ليصبح موقعا ترفيهياً متواصلاً طوال ايام السنة كبقية الحمامات السياحية عمدت الحكومة المتعاقبة على إهمال هذه الهبة الربانية والدفع بسكانها إلى مغادرتها بحثاً عن خدمات تخفف من متاعب معيشتهم اليومية «