آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

أدب وثقافة


الشاعر عوض سالم الترني : تراثيل من الوجد والشعر

الإثنين - 24 فبراير 2020 - 01:36 م بتوقيت عدن

الشاعر عوض سالم الترني : تراثيل من الوجد والشعر

كتب/شوقي عوض:

عوض سالم الترني شاعر تنتظره القصيدة الغنائية في مجال كتابة الاغنية – ترى في مفرداته اللحجية غزير الإنتاج في غنائياته وأوتاره الشعرية المختلفة الأوزان والمتعددة الأغراض بالشعر والوجدان العاطفي فهو وعلى الرغم من هذا التنوع والإبداع الشعري الخصب- خجول جداً لا يحب الاضواء كثيراً ولا يصاحبه الغرور- لذا احب الشعر واستهواه وجاءته القصيدة عروسة تتراقص بين أنامله لتعلن عن ولادتها مع العاشق الولهان والمتيم في جمال الحب والغرام والوجدان والإنسان الخ.

فتلك لعمري لوحة شعرية مدهشة ترسم المفارقات العجيبة في حياة الشعر والشاعر عوض سالم الترني والذي يمشي غفي قصائده مثل دبيب النمل في جسد الشعر وفضاءاته المسكونة بالشعر والبشر في حضور دائم ومستمر بالشعر وبريق العاطفة وانسانها المرهف الاحاسيس والمشبع في ضغوط الآلام وتمزيق مفاصل الفرح الخ.

والذي قال هأنذا الشاعر عوض سالم الترني من مواليد قرية القريشي . بمحافظة لحج والمليء في الأحاسيس الشاعرية المتدفقة والخيال الشعري العابق في الوجدان الجمعي والعاطفي المنغم بالكلمة والسحر المبين.

شاعر مثل هذا أليس من الواجب علينا قراءة قصائده والاطلاع عليها ومعرفة كنهها بل ومحتواها حتى نكون في بنية من أمره بالتأنق بقصائده وقراءة حياته الشعرية والتي فيها الشاعر عوض سالم الترني عاش ردحاً من الزمن بين حياة الاغتراب وتجربة الإبداع الشعري وقراءة وجوه البشر قرباً واتساعاً ومعاناة تكاد تكون مصدراً لإلهامه الشعري والوجداني والعاطفي حيث نجده يقول :

في كل حله ورحلة  .. ارافقه مثل ظله

اسير رجلي برجله  .. خايف عليه من الفتن

دايم وانا له مظلة   .. انا من الشمس ظله

ومن المطر لا تبله  .. ومأوى إذا الليل جن الخ

إلى أن يقول :

(هذا هلال الأهلة    ... ينور الكون كله

ومسكني تحت ظله  ... على مدار الزمن

ذا سيد الناس جمله  ... موزون قوله وفعله)

ويواصل قائلاً :

(مهما حصل ما تمله  ... أسلوب عنده حسن

با فضل انا منتظر له  ... راضي بجورة وعدله

يكفي اذا خذت قبله .. من مبسمه والوجن )

·علماً بان القصيدة ترمز الى الاشارات في انفعالاتها ودلالاتها الصياغية والتي من خلالها يحاول الشاعر عوض سالم الترني تصوير اجمل الصور الفنية والجمالية التي احتشدت وتراكمت في ذاكرته ووجدانه وبأسلوب خطابي مثير حيال المواقف الكثيرة التي عصف بها وعصفت به نتيجة لتقلبات الفصول والمفاجآت التي قد تحدث !

·ذلكم هو الشاعر عوض سالم الترني خيط من الإبداع الرفيع وجنون الشعر وذاكرة شعرية حية في الروح والوجدان – فعلى الرغم من كل هذه الانثيالات المنسابة في خيال الشعر والشاعر – فهو شاعر مولع في كتابة الشعر حتى أخمص قدميه – ايضاً وله من التجارب الشعرية والحياتية ما يكفيه زاداً وقافية في الشعر وفي الحياة حين يقول :

( تباني امشي على كيفك

          ولا لي شور او قول

تباني اسير بس بعدك

              ونفذ كل ما تقول

هذا غير معقول

          اقل لك: مرحباً سيدي على طول)

ففي قصائده نقرأ كل ما لذ وطاب من اطاييب الكلام بل ونقف احياناً أمامها مبهورين ومندهشين  لشدة تفاعلها وحرارة إيقاعاتها في الرسم بالكلمات والاهتمام بجمال الصورة الفنية واتساق المعاني من الالفاظ والتراكيب اللفظية في تفاصيل القصيدة حين نجده كالرسام يرسم لوحته الفنية التشكيلية – وهو كذلك الشاعر الماهر عند اختيار تراكيب ألفاظه ومفردات كلماته والتي بها يعبر عن خلجاته الشاعرية ومشاعره الجياشة في المواقف التي يرى بإنها تستحق الوقوف والتأمل أمامها وتمثل بالنسبة له عبارة عن تصوير عاطفي وحسي وفكري في الحياة وهو قادر على مواجهتها بكل اناة وصبر ورباطة جأش وحكمة الخ .

لنقرأ كذلك قوله :

(كلما قلت باصوم في حبك فطرت

               حتى اليوم واليومين والله ما قدرت

حب راسخ لك سنين

              حب في قلبي دفين  

كلما طاوعت نفسي بهجرك ابت الخ )

إلى أن يقول :

(باشتكي صبري لغيرك إن صبرت

          ولا تعب عيني وقلبي ان بكت

انته المحكم والحكم والأمين

          وانته وكيلي والمحامي والضمين

راضي بمحكمتك تقضي ما قضت الخ )

·إذا أمعنا النظر في قراءة هذه المقاطع سنجد بانها مليئة بالصدق في التجربة وبشعر احتراق الشاعر والمتوهج في نبض الكلمات وحرارة الشوق بالعاطفة والتي تدل على غلو في المشاعر وانسكاب في آهة الروح للحبيب فرحاً ووفاءً واعتزازاً بقدومه حتى لا يلحق به اي اذى لً او يصاب بمكروه من عيون الحاسدين الخ.

·أما وقد بلغ به الصبر شأوواً من التجسدن والاستقواء على الصبر والتواشبع الاجتماعي والإنساني أي بمعنى آخر والمتداخل فيما بين ذات الشاعر والذات الانسانية .. فنجده وفي حالة من الاستغراب والاندهاش يقول:

(انا استغرب على هذا الدلع فيك

        وهذه المطمطة والخط فاضي

تفكر عاد لي رغبة انا فيك

        كما أول وعادك كنت حاظي الخ )

·ونظراً لما يمتلكه الشاعر من حساسية مفرطة وعالية في شعره وصوره الجمالية والفنية . فان الزمن يتحول لدية من مجرد الذكريات الى حقائق من العلاقات الاجتماعية والانسانية المتجددة في سياق الماضي للحاضر المستقبل وعلى وجه الخصوص في التصوير المعنوي للحب والجمال والابداع الخ . لهذا يقال أن جمال الوزن في انسجامه مع نفس الشاعر وتلاؤمه مع أفكاره التي يريد الإفصاح عنها طولاً وقصراً الخ .

·أو ليس هو القائل في قصيدة اعطيت للفنان والملحن الكبير سعودي احمد صالح والتي فيها الشاعر عوض سالم الترني يقول :

(تجيني الان وتشرح لي ظروفك

 

        ولك شهرين غايب ما اشوفك

كان مفروض تشعرني

      انك باتغيب عني وباطمن عليك

يا لوماه عليك – ظني خاب فيك)

إلى أن يقول:

(تقللي الشهر والشهرين ما تضر

         تفاتحني كذا بالله تجسر

وتدري انني حبك

      وكم عانيت في سبك

وانا دور عليك

       يا لوماه عليك الخ)

·إلى جانب ذلك ايضاً نجد لدية الصورة الشعرية المركبة ذات النسيج الشعري والبناء الذهني المحكم الروامس فهو كذلك شاعر ينطبق عليه قول الشاعر أبو الطيب المتنبي والقائل:

(تلذ له المروءة وهي تؤدي

   ومن يعشق بلذ له الغرام)

علماً باننا نجد في قصائده الشعرية كل المؤثرات الإنسانية الخالدة التي تؤرخ وتؤرشف للمعتمل اليومي وملابسات الواقع الحياتي المعاش بكل تجلياته وانعكاساته محلياً وعربياً الخ .

وعلى الصعيد نفسه الشعري والموضوعي والفني في حياة الشاعر وشعره والمتسم بالحساسية الشعرية والحيوية واناقة المعالجة حيث تتجلى لدية حسية الصورة الشعرية وشفافية عملية الرصد والتحليل وما أكثرها في قصائده الشعرية وتجربته الحياتية العامة الخ .