آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

حوارات


مدير الدفاع المدني بعدن: نبذل جهود جبارة تقابل بالتهميش ونعاني من غياب دعم واهتمام الدولة(حوار)

الإثنين - 10 فبراير 2020 - 05:35 م بتوقيت عدن

مدير الدفاع المدني بعدن: نبذل جهود جبارة تقابل بالتهميش ونعاني من غياب دعم واهتمام الدولة(حوار)

عدن(عدن الغد)خاص:

 

في كل مكان في العالم عندما يشب أي حريق يتم الاتصال برجال الإطفاء من أجل القيام بمهمة اخماده أو يقومون بمهمة انقاذ المواطنين العالقين بسبب الحريق في المنزل أو أي مكان لذلك تعتبر مصلحة الدفاع المدني أهم مرفق من مرافق الدولة ولا غنى للمواطنين عنها.

لكن في بلدنا دائما يكون الأمر مختلف فنلاحظ أن معاناة مصلحة الدفاع المدني تعاني الكثير بل هي من تحتاج لمن ينقذها من نيران نقص الامكانيات وغياب دعم الدولة من أجل أن تتمكن من القيام بواجبها على أكمل وجه.

كم هي الحرائق التي تندلع بين الحين والآخر في محافظة عدن والتي يروح ضحيتها عدد من المواطنين ومنازل ولا يتمكن أحد من تعويضها ودائما ما يلقى اللوم على رجال الدفاع المدني بسبب عدم قدرتهم على اخماد الحريق بشكل كامل أو وصولهم في الوقت المناسب أو ضعف الامكانيات لديهم وهذا ما حصل بعد الحريق الأخير الذي حدث في مديرية صيرة قبل أيام وراح ضحيته امرأتان واصابة عدد من أفراد أسرة واحدة واحتراق المنزل بالكامل.

مصلحة الدفاع المدني بمحافظة عدن أصبحت اليوم تعاني جملة من المشاكل واهمال كبير من قبل الدولة في توفير الدعم الكافي لها وعدم تعاون عدد من المرافق التي تتصل بعملها اتصالا مباشر وتقف على عاتقها مسؤوليات عظمى يحاول القائمين على الإدارة أن يتخطوها بجهود ذاتية والبحث عن دعم من جهات أخرى وكل ذلك من أجل انقاذ حياة المواطنين.

تم النزول لمصلحة الدفاع المدني بمديرية المعلا واللقاء بمدير الدفاع المدني محمد الشميري الذي أوضح عدد من الأمور المتعلقة بعمل الدفاع المدني والتحديات التي تعترض طريقهم نعرضه اليكم...

 

التقته : دنيا حسين فرحان

 

*اعطينا لمحة عن تأسيس وطبيعة عمل الدفاع المدني بشكل عام بعدن؟

 

الدفاع المدني بشكل عام هو واحد من أهم المؤسسات في الدولة ففي السابق بعد أن جاءت الحروب فكروا في انشاء حماية سميت بالدفاع المدني فهو يحمي الوطن والمواطن من الكوارث سواء كانت بفعل الانسان أو طبيعية وهنا في عدن تم تأسيس الدفاع الدمي في 1956م وكان له اهتمام خاص من قبل الدولة وتتوفر لديه كل الامكانيات من سيارات اطفاء ومن سيارات اسعاف وملابس لرجال الإطفاء ومعدات اطفاء الحريق وقانون خاص بالدفاع المدني يلزم الجميع بتطبيقه ومن يخالفه يتعرض لعقوبة وغرامة مالية.

أيضا كان لديه نسبة من كل إيرادات المؤسسات المختلفة دعما له وتنسيق بين الدفاع المدني وعدد من المؤسسات منها المياه والكهرباء من أجل التعاون في حال نشوب أي حريق أو حدوث أمطار وسيول تتطلب تدخل سيارات الانقاذ الخاصة بالدفاع المدني إضافة لحملات التوعية في مختلف مرافق ومؤسسات الدولة والمدارس والمواطنين وتوجد لديه فروع في جميع مديريات محافظة عدن وأرقام للطوارئ وعدد من الأقسام والإدارات التي يعمل بعضها على مدار ال24 ساعة من أجل تلقي أي بلاغ وخدمة المواطنين.

 

*حدثنا عن الميزانية التشغيلية التي تعملون بها في مختلف الفروع؟

 

في السابق ومنذ تأسيس مصلحة الدفاع المدني في عدن كانت تصلنا شهريا مخصصات مالية من قبل الدولة وعدد من الجهات نغطي منها رواتب العمال والموظفين ونوفر فيها البترول الخاص للسيارات أيضا قطع الغيار التي نحتاجها في حال تعطل أي سيارة أو صيانتها ووجبات يومية تصل للعمال ولكن مع الأسف ثم بعد احداث اغسطس الحرب الاخيرة التي حصلت بين قوات الشرعية والمجلس الانتقالي في العام السابق اختلف الوضع تماما وتوقفت هذه الميزانية وأصبحنا نستلف من المحطات وقطع الغيار وحتى ما نحتاجه من معدات أو وجبات للعمال لا نجدها بس نتخبط من أجل الحصول عليها وهنا يمكننا القول أننا أصبحنا نعمل بدون أي مخصصات مالية شهرية أو ميزانية تشغيلية للعمل

*ماهي أبرز المهام الذي يقوم بها الدفاع المدني؟

 

عندما استلمت العمل كان مركز واحد فقط هو الذي يعمل فقط هو مركز الشيخ أعدنا جاهزيتها أنا ونائب المدير ملازم ثاني سلطان سالم مجاهد بوقت قياسي جدا في 15 يوم فقط بعد أن أعدنا عدد من الأفراد ذوي الكفاءات بعد الدعم الذي اخذناه من دولة الامارات التي لم تقصر معنا وتعاونت معنا بالكامل اعطتنا 5 سيارات انقاذ وبدلات اطفاء واجهزة تنفس بعدد كبير.

عملنا يتكون من شقين جانب مكافحة الحرائق وهذا ما يحدث في حال حدوث أي حريق نقوم بالنزول للموقع ويقوم العمال بإطفاء الحريق عبر سيارات الاطفاء وخراطيم الماء وسلالم الإنقاذ لإخراج المواطنين العالقين في الحريق أو الأماكن المرتفعة والجانب الوقائي من خلال النزول للمرافق والمدارس للتوعية إضافة للمؤسسات الكبيرة والمصانع لعقد الدورات في هذا الجانب نقوم بتدريب العمال في مصانعهم من أجل حماية المصانع خاصة وإن كانت معرضة للحرائق في أي لحظة.

أيضا التنسيق مع مكتب الأشغال من أجل المساعدة في شفط مياه الامطار ايضا لدينا تنسيق مع كل الإدارات في مختلف المديريات كمؤسسة المياه لاستخدام شبكات الماء التي تحت الأرض في حال احتجنا لكثير من الماء أيضا مؤسسة الكهرباء لقطع التيار الكهربائي إذا كان سبب الحريق التماس أو لمنع وصول الحريق للمنازل الأخرى المجاورة. 

 

*لكل مرفق أشياء صعبة تعقد عمله ...ما الصعوبات التي يعاني منها الدفاع المدني؟

 

الصعوبات كثيرة جدا إلا جانب نقص الدعم والإمكانيات كانت هناك محابس مياه في الطرقات وكانت بقرب المنازل لكنها للأسف دفنت , ولم نجد آذان صاغية بهذا الخصوص

_إضافة إلى نقاط تسريب الأمطار والسيول دفنت وكم مصرف مياه أغلق وهذه من أكبر الصعوبات حاليا نعتمد على ماء البوز الذي لدينا ’ لأن محابس المياه لا تعمل بالكامل تكلمنا مع إدارة المياه فقالو بأنهم أقفلوا الشبكة من أجل تقوية المياه لخدمة المواطن ليصل الماء للمنازل , حاليا نعمل ببعض النقاط الموجودة في بعض المنازل.

_من المفترض أن تكون لدينا سيارة ماء تعزيز وسيارة اطفاء وسيارة انقاذ الذي يوجد فيها سلم كبير متواجدة حاليا في فرع المنصورة وهنا في المركز الرئيسي

_فقدنا التواصل والتعاون مع مؤسسات الماء والكهرباء في حال حصول أي حريق

 

*كيف يتم قيامكم بدورات تدريبية في بعض المؤسسات والموافق؟

 

في البداية احضرنا ذوي الخبرات من أجل رعاية المركز ولكن ليس جميعهم عدد لا يتجاوز أصابع اليد لكن بوجود أبناء عدن والمعلا والشيخ عثمان والمنصورة ورجال المقاومة الذي كانوا يحافظون على المراكز استطعنا تأهيلهم وتريبهم بشكل كامل وهم من غطو لي هذه المسألة ابناء عدن هم من حافظوا على عدن وهم من أصبحوا مدربين بفضل الخبرات القديمة.

أيضا قمنا بعمل حملات توعوية في المدارس والمساجد لقوانين السلامة والحد من المخاطر أقمنا دورات في مطار عدن وعقد دورة تدريبية في الصوامع.

أما بالنسبة للمواطنين العاديين قمنا بالتنسيق مع عقال الحارات بتجميع شباب من الأحياء السكنية

نحن نعمل في أصعب الظروف في السلم والحرب على مدار ال24 ساعة حتى في الأمطار الأخيرة خرجنا لمساعدة الناس وحتى فور سماعنا بالإعصار قمنا بعمل حملات توعوية ارشادية في الشوارع للحماية والسلامة.

 

*وضح لنا أهم لأسباب الحرائق من أجل أن يأخذ المواطنون حذرهم؟

 

*الحريق له 3 عناصر مادة هواء الشرار أو النار فإذا قضيت على عنصر من عناصره لا يتم.. وأهم التعليمات التي يجب أن يتبعها المواطنون من أجل تجنب الحرائق ووقوع خسائر بشرية ومادية:

_اسطوانات الغاز الذي نسميها القنابل الموقوتة في المنازل ففي حال انفجارها تسبب كارثة لذلك يجب الحرص على تركيبها وتفقدها بين الفترة والأخرى للتأكد من عدم تسريبها للغاز.

_الكهرباء يجب تفقد الأسلاك من فتره وفتره خاصة بعد الأمطار لأنها من أهم العوامل لاندلاع الحرائق بسبب الالتماس الكهربائي _أيضا يلزم أن لا تترك ساعات الكهرباء أو الأسلاك مكشوفة لأن أي قطرة ماء عليها ستشتعل على الفور.

_تجنب الربط العشوائي المواطن يجب أن يدرك هذا الكلام أغلب الحرائق والبلاغات جاءتنا من مناطق فيها ربط عشوائي لعدد كبير من المنازل وهذا ما نؤكد عليه هذه الظاهرة خطيرة جدا وقد اندلعت عدد من الحرائق وراح ضحيتها مواطنين.

 

*كلمنا عن قانون الدفاع المدني الذي كان متواجد سابقا وأين هو اليوم؟

 

قانون الدفاع المدني يلزم كل المرافق والمؤسسات باستقبال ما يأتي من مصلحة الدفاع من دورات وارشادات حماية للمبنى دفعة 78 آخر دفعة تخرجت في الوقاية في مكافحة الحرائق عام 90\91 م واستفدنا من الكوادر الموجودة هنا ومن أهم البنود فيه:

_أن يتم النزول للمرافق واعطائهم عدد من التعليمات إن لم يتم الالتزام بها نرفع عليه دعوة للجهات المعنية ووزارة الداخلية لإيقاف المرفق الغير ملتزم بإجراءات السلامة.

_1% يتم تخصيصها من نسبة المرافق لدعم الدفاع المدني

_أيضا يجب على المواطن أو المرفق أخذ الاحتياجات اللازمة بالحرائق كطفايات الحريق والكمامات ووضعها في المنزل أو المرفق تجنبنا لأي حريق ولمحاربته فور حدوثه وتعتبر هذه من اجراءات الضرورية لضمان السلامة.

_يتم محاسبة أي مخالف للقانون أو لا يقوم بتطبيقه وكان يخصص يوم في الأسبوع بمحكمة التواهي لفرض العقوبات وإصدار الحكم على المخالفين.

للأسف الشديد القانون اليوم غير موجود ولا يطبق اطلاقا نجد مخالفات بالجملة ولا أحد يعمل حساب لوقود حريق أو ما الضرر الذي يمكن أن يحدث في حال الربط العشوائي للكهرباء أوعدم الحذر من مسببات الحريق في المنازل لقلة الوعي من قبل المواطنين أيضا ضعف الامكانيات لعمل دورات وحملات توعية كل فترة وغياب دعم الدولة والحفاظ على هذا القانون وعدم إدراكها لأهميته.

 

*لماذا قررتم القيام بوقفة احتجاجية أمام معاشيق؟

 

أول الأسباب توقيف رواتبا لكن لم نتوقف كل تفكيرنا كان للمواطن طالبنا بعد توقف علينا المخصصات والوقود وكذا الغذاء للطاقم وهذا شيء لم يحدث من سابق انزعجنا كثيرا من أجل المواطن فكانت تأتينا مكالمات ولكن لا نتمكن من تلبية النداء بسبب عدم توفر الوقود لتحريك سيارات الإطفاء وعندما ضاقت بنا السبل قررنا عمل وقفة احتجاجية ولكن مع الأسف لم نلقى أي آذان صاغية بقينا 48 ساعة ولم نجد أي مجيب أو حتى من يتواصل معنا لمعرفة مطالبنا وما نعاني منه فعدنا إلى مراكزنا وكل شخص من مكتبة يحتج.

أشعر بالحسرة عندما يأتينا بلاغ بحريق أو أمطار ونحن غير قادرين على تلبية النداء تم جاءنا الفرج عن طريق أمن عدن الذي نشكره كثيرا ونعجز عن اعطاءه حقه بسبب وقوف معنا خاصة اللواء شلال علي شائع الذي على تواصل دائم معنا وحريص عبلى اعطاء الدفاع المدني الاهتمام الأكبر, وفر لنا عملية اسعافيه للفترة المتبقية ولكن لا نعرف كيف سنتصرف اذا انتهت هذه العملية وكيف سيكون مصير الدفاع المدني خلال الفترة القادمة.

 

*كيف تتعاملون من الأخبار التي تتداول عن قصوركم في انقاذ المواطنين واطفاء الحرائق؟

 

كل الأخبار التي تمس عملنا تهمنا جدا وتزعجنا في نفس الوقت لا يوجد عمل مكتمل لا بد من وجود قصور فيه وهذا يأتي نتيجة لغياب الدعم وهذا ما يجب أن يعرفه المواطنون أن مصلحة الدفاع المدني ورجالها جنود مجهولة تبذل كل جهودها وطاقتها من أجل خدمتهم في أي وقت وعلى مدار الساعة ولكن نحن أيضا نعاني من نقص في الامكانيات وعدد من الأمور وضحتها سابقا لذلك نحن ضحايا أيضا ورغم ذلك نواصل عملنا.

الإعلام مع الأسف دائما يهاجم الدفاع المدني من المفترض أن يتم النزول لكل الفروع ومعرفة الاحتياجات وكيفية سير العمل قبل الحكم علينا أو اتهامنا بأي شيء أو اننا سبب ما يحدث من فقدان ضحايا في الحرائق نحن أيضا فقدنا ضحايا عمال وموظفين راحوا ضحية انقاذ عدد من المواطنين في الحريق أو الغرق اثناء تأدية واجب الانقاذ عند هطول الأمطار الغزيرة , نحن نحتاج الإعلام من أجل أن نوصل صوتنا للجهات المعنية للوقوف معنا لكل منظمات المجتمع المدني لمساعدتنا وانتشالنا من هذا الوضع الصعب.

 

*رسالة أخيرة تود قولها للجهات المعنية والمواطنين في ختام الحوار؟

 

نريد من الدولة والحكومة أن تعيد لنا الميزانية التشغيلية والمخصصات الشهرية حتى نقوم بعملنا على أكمل وجه وتتعاون معنا كل جهات المجتمع لتوفير كافة احتياجات الدفاع المدني وكل ذلك من أجل المواطنين.

وكلمتي للمواطنين نحتاج لكم عون لنا أيضا في كل الظروف وتقدير كل الجهود الذ يبذلها العمال في الدفاع المدني رغم شحة الامكانيات والظروف الصعبة المحيطة بهم وكلنا أمل في أن تحمل الأيام القادمة أخبار سارة لمصلحة الدفاع المدني وتحظى بعناية وأهمية من قبل كل قطاعات الدولة.