آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار وتقارير


تقرير يبحث في أسباب وأبعاد تجدد المعارك في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.. معارك جبهة نهم.. ما الذي يحاول أن يقوله كل طرف؟

السبت - 01 فبراير 2020 - 12:16 ص بتوقيت عدن

تقرير يبحث في أسباب وأبعاد تجدد المعارك في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.. معارك جبهة نهم.. ما الذي يحاول أن يقوله كل طرف؟

عدن (عدن الغد ) القسم السياسي:

- بعد لقاءات قادة سعوديين بالعميد طارق صالح.. هل تتمسك الرياض بالمؤتمروتتخلى عن الإصلاح أم أن الأخير قرر إسقاط جبهة نهم

- هل تعاني جبهة نهم من فساد القيادات العسكرية الشرعية وفشلها في توجيه القتال؟

- الواقع يؤكد أن الحوثيين أصبحوا قوةً لا يستهان بها.. فكيف سيواجههم خصومهم؟

- ما الرسالة التي يحاول الحوثيون إيصالها للسعودية من خلال تحريك جبهة نهم؟

- هل هناك أبعاد دولية للمعارك الجارية شرق صنعاء؟

ما الذي حدث في جبهة نهم؟

اشتعلت جبهة نهم من جديد بعد نحو عامين من السكون المريب، وحقيقةً فإن تجدد القتال هناك فجأةً لم يكن أكثر ريبةً من توقفها المفاجئ أيضًا.

تبعد منطقة نهم حوالي 40 كيلومتراً شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وتتجاوز مساحتها 1841 كيلومتراً مربعاً، وبدأت المعارك في هذه المديرية عقب سيطرة القوات الحكومية على بعض أجزائها في 2015، مدعومةً بوحدات الجيش اليمني

المتواجدة في محافظة مأرب، شرق صنعاء.

وحقق الجيش اليمني حينها تقدمًا ملحوظًا وانتصارات عسكرية ملفتة بدعم طيران التحالف العربي، حتى وصل إلى مشارف مدينة صنعاء، وبات على أعتابها، ولا تفصله عنها سوى 30 - 40 كيلومترا.

وظلت هذه الجبهة تشهد مواجهاتٍ عسكرية ترتفع وتيرتها من حين إلى آخر، لكنها أصبحت شبه متوقفة خلال العامين الماضيين.

وخلال الأيام العشرة الماضية، فإن الريبة والغموض يسيطران ويلفان الأحداثالتي عاشتها وتعيشها جبهة نهم، فحقيقة ما يجري هناك ما زالت غائبةٌ عن كثير من المتابعين.

فكل طرفٍ من المتحاربين هناك، الحوثيين والجيش اليمني- الذي يصفه البعض بأنه تحت سيطرة الإصلاح- يدّعي تحقيق انتصارات عسكرية وميدانية، دون أن تتضح الصورة الحقيقية للمواجهات.

وباستثناء اعتراف الجيش اليمني بتنفيذه انسحابات وصفها بأنها "تكتيكية"، ما زال الغموض يسيطر على المشهد في جبهة نهم.

مصادر إعلامية للحوثيين أفادت أن الجماعة نفذت هجمات مكثفة ومباغتة على مواقع الجيش الحكومي اليمني خلال الأيام الماضية في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، والتي ظلت قوات الشرعية مرابطة فيها لأعوام، ولكن نسبة كبيرة من

مواقع الجبهة باتت حالياً تحت سيطرة الحوثيين، وسط تراجع لقوات الجيش باتجاه محافظة مأرب.

هذا التقدم المتسارع للحوثيين الذي تزامن مع هجمات أخرى لهم على مواقع الجيش في عدد من مديريات محافظة الجوف القريبة من محافظتي صنعاء ومأرب، أثار تساؤلات اليمنيين عن الأسباب الفعلية التي جعلت الجيش يتخلى عن بعض

مواقعه خصوصا في ظل تعدد الروايات عن حقيقة ما جرى.

أسباب اشتعال الجبهة

وبحثاً عن تلك الأسباب، رصدت (عدن الغد) تصريحات لقيادات في الجيش الوطني ومصادر عسكرية أخرى أكدت جميعها أنه منذ أكثر من سبعة أيام بدأ الحوثيون بتنفيذ هجمات هي الأعنف على مواقع الجيش من جميع الاتجاهات، وكانت وحدات الجيش تحاول التصدي لتلك الهجمات، ولكن بعضها وجدت نفسها مكشوفة وغيرقادرة على البقاء في مواقعها.

ومن بين الأسباب التي مكّنت الحوثيين من إحراز التقدم وفقاً للمصادر العسكرية، هو تمكن الحوثيين من اختراق شبكة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالجيش الوطني وإصدار أوامر وهمية إليهم بالانسحاب من مواقعهم، وكذلك

قيامها بتعطيل شبكة الاتصالات الأخرى والإنترنت حتى أصبحت المنطقة العسكرية السابعة التابعة للجيش الوطني وتلك الجبهات معزولة تماماً.

غير أن مراقبين لم يقتنعوا بوجهة نظر الحوثيين، وأكدوا أن أسباب انسحاب الجيش اليمني لم تقتصر على هذه العوامل، ولكن هناك أسبابًا وعوامل سياسية وغير عسكرية خفية وغير معلنة، سنحاول التطرق إليها وتحليل تأثيراتها.

الحوثيون يتهمون الإصلاح بالتصعيد

جماعة الحوثيين المتمردة قدمت شرحًا للدوافع التي جعلتهم يصعدون بهذا الشكل في نهم، قائلة: كانت الأمور تسير بيننا وبين حزب الإصلاح بشكل جيد، تهدئة في الجبهات، ودعوة مشتركة لعودة المقاتلين اليمنيين من جبهات الحدود مع السعودية، واستشعار الطرفين لخطر المشروع التحالف غرب تعز، وخطر استهداف وحدة اليمن، ولكننا فوجئنا بهجوم مباغت في جبهة نهم وبغطاء جوي من طيران التحالف، رغم وجود تفاهم عسكري بين الجانبين على الهدنة.

وتابعت الجماعة: لا نعرف بالتحديد الأسباب التي دفعت الإصلاح إلى هذا التصعيد، ويبدو أن هناك ضغوطا من دول التحالف كانت سبباً لذلك.

واعتبرت الجماعة الحوثية أن ما قام به الإصلاح خطوة غير موفقة، ولم تكن في صالحهم خصوصاً أن موازين القوى باتت تميل لصالح الجماعة.

غير أن مصدراً مسؤولاً في الدائرة السياسية لحزب الإصلاح وصف تصريحات الحوثيين "بالكاذبة"، وقال: إنهم يحاولون من خلالها النيل من مواقف الحزب الثابتة ضد مشروع الحوثي التدميري المدعوم من إيران"، مؤكداً أن "تلك

الأقوال لم تعد تنطلي على أحد وأنها توضح حالة الانهزامية والهستيرية التي تمر بها جماعة الحوثي".

ما علاقة الإصلاح بجبهة نهم؟

وعلى ذكر سيرة الإصلاح، يتهم كثير من السياسيين والمحللين حزب الإصلاحاليمني، بأنه مسيطرٌ على مقدرات وقرارات الحكومة اليمنية، بما فيها الجيش اليمني، خاصةً وأن هذا الجيش يتخذ من مدينة مأرب معقلاً له، وهي المدينة

المعروفة باحتوائها لقبائل توالي الإصلاح.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن هذا الجيش "الإصلاحي"- إن جاز القول- تخاذل ولم يُبدِ أية رغبة في القتال على محاور وجبال جبهة نهم، رغم الدعم العسكري الكبير الذي يتلقاه مقاتلو "الإصلاح" هناك.

وهو ما دفع التحالف العربي إلى التخلي عن الجيش الإصلاحي في مأرب ونهم، وتوجهه نحو قائد عسكري لمع نجمه مؤخرًا، يبدو أنه الخيار البديل للتحالف، وهو العميد طارق صالح، قائد قوات "حراس الجمهورية"، وابن شقيق الرئيس

اليمني الراحل علي عبدالله صالح.

ويرجح محللون أن لقاءات العميد طارق بقادة سعوديين في العاصمة الرياض، قبل أيام كانت بداية هذا التوجه الذي تبناه التحالف لإيجاد بديل للجيش الحكومي الذي يسيطر عليه الإصلاحيون، وفق قناعة أصحاب هذا القول.

وهو ما أثار حفيظة الإصلاحيين، ونكايةً بتوجه التحالف نحو العميد طارق فإن الإصلاح تهاون في القتال على جبهات نهم، وترك محاورها فريسةً سهلة للحوثيين.

ويتفق هذا الرأي مع تصريحاتٍ لقادة حوثيين، أشارت إلى تنسيقات مسبقة مع الإصلاح على مختلف جبهات القتال، وإن تجدد المواجهات مؤخرًا في نهم كان بسبب عدم التزام القوات الإصلاحية بالاتفاق مع الحوثيين، حد زعمهم.

حركة الإصلاح هذه- إذا كانت حقيقية- لن تكون في مصلحة الحزب، ومن شأنها أن تسرّع بهرولة التحالف العربي نحو العميد طارق، واستثمار قواته في جبهات نهم لشغر الفراغ الذي تركته قوات الجيش والإصلاحيين.

وكان طارق صالح قد كشف خلال الأيام الماضية استعداده للمشاركة في القتال الجاري على جبهات نهم، شرق صنعاء، ولم يخفِ رغبته في توظيف قواته التي يتزعمها وتوجيهها إلى مأرب لردع الحوثيين ومحاربتهم.

مصدر عسكري في الحكومة الشرعية اليمنية لم يستبعد هذا الطرح، المتمثل باستجلاب قوات طارق صالح إلى مأرب، معقل الجيش اليمني والإصلاح، لتحمله مسئولية المعركة هناك، أو على الأقل، محاولة دمج قواته بالجيش الذي يقاتل

في جبهة نهم.

كما لم يستبعد المصدر العسكري إعادة ترتيب منظومة وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة الأركان، وبذلك فقد يكون من المرجح أنه لم يتم الاتفاق بين الشرعية والتحالف على عمليات الدمج والإقدام على تلك الخطوة حتى حدث ماجرى من تراجع لقوات الجيش.

فساد القادة العسكريين

تتهم الحكومة الشرعية بتورط العديد من شخوصها والمحسوبين عليها في تجاوزات فساد، أضرت بسمعة الحكومة، وحملتها الكثير من المسئولية في تأخر الحسم العسكري مع الحوثيين.

ولم يكن القطاع العسكري، ممثلاً بجنرالاته وقادته بمنأى عن هذه الاتهامات، التي ارتبطت بتاريخ أسود لعددٍ كبيرٍ منهم، التحقوا بركب الشرعية بعد حرب 2015، وكانت اختيارات الشرعية بتبني عددٍ منهم خطأ استراتيجيا.

ويتهم بعض المحللين قادة الجيش اليمني، وعلى رأسهم وزير الدفاع، اللواء ركن محمد المقدشي، "بالفشل" في إثبات قدراته العسكرية الميدانية، وانهماكه في الفساد المالي الذي فاحت روائحه ولم تعد خافيةً على أحد.

وفي هذا الصدد، يُذكّر مراقبون بالمغزى والهدف من تعيين رجل كالجنرال علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية ونائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي روّج له كثير من الموالين للشرعية كمنقذ ومحقق الحسم العسكري، من خلال تأثيراته على قبائل طوق صنعاء، وتمهيد اقتحام الجيش للعاصمة صنعاء.

غير أن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وظلت جبهات نهم ساكنة، ولم تتحرك نحو صنعاء، وهو ما يعتبره المراقبون فشلاً سياسيًا للحكومة قبل أن يكون عسكرياً.

حقيقة قوة الحوثي

القول بأن تراجع الجيش اليمني على محاور جبهة نهم يعود إلى تصفية حسابات بين التحالف العربي وحزب الإصلاح، المسيطر على الحكومة والجيش، قد لا يكون واقعيًا؛ لأنه ببساطة لا يتحدث عن عوامل وأسباب غير عسكرية.

فمؤامرات التواطؤ من هذا الطرف أو ذاك، تحتاج إلى من يثبتها ويؤكدها بالأدلة والبراهين، ويعتبرها كثيرون بأنها "هروب من الواقع"، والمتمثل في تنامي وتصاعد القوة العسكرية والتسلحية لمليشيات الحوثي.

وهو أمرٌ قد ينظر إليه البعض بشيء من الجدية كونه أمرًا حقيقياً ملموساً كشفت عنه معارك الأيام الأخيرة في نهم، قد يكون مرده إلى استعدادات الحوثيين وإمكانياتهم المتصاعدة.

حتى ذهب محللون للإشارة إلى أن الحوثيين استغلوا التهدئة مع الجانب السعودي، والهدنة على جبهات الساحل التعزي والغربي، والجمود الحاصل في جبهات نهم وميدي، ومضوا في الاستعداد والتحشيد وتقوية جيوش الجماعة؛

تمهيدًا لإعادة الكَرّة من جديد نحو نهم ومأرب تحديدًا، باعتبار أن جبهة شرق صنعاء من أخطر الجبهات على الحوثيين، فبسقوط العاصمة تسقط بقية المدن تباعاً.

والمتتبع لمسيرة الجماعة المتمردة والانقلابية يرى أنها تزداد قوة، رغم تضعضعها في عددٍ من الجبهات والمحاور منذ 2015، كما حدث في عدن ومحافظات جنوب اليمن، وفي الساحل الغربي، وبعض مناطق تعز، إلا أنها مازالت تملك

زمام المبادرة، وتحاول الإيحاء بقوتها بمناوشات متفرقة في الداخل، وبصواريخ وطائرات مسيّرة على دول الجوار.

وهذا الرأي رغم أنه يفند تورط الإصلاح، أو تآمر التحالف على الحكومة الشرعية، إلا أنه يبقى رأياً قائماً على تحليلات يمكن قياسها حسياً، عطفاً على تقدم الحوثيين، وليس مجرد تكهنات أو توقعات غير واقعية.

ترتيبات جديدة.. والمعركة ما زالت مستمرة

آراءٌ أخرى حاولت الغوص في أسباب ما يحدث في جبهة نهم، وتقديم رؤية مختلفة عن خفايا ما يدور هناك، ولم تستبعد أن تكون العوامل متماهية ومترابطة بين ما هو سياسي وما هو عسكري، بالإضافة إلى تعدد اللاعبين ما بين المحلي والإقليمي والدولي.

ولتفنيد تلك التطورات المتلاحقة وما قد ينتج عنها، يشير عدد من الخبراء العسكريين إلى أن الحوثيين في الواقع لا يملكون القوة التي يستطيعون بها الوصول إلى عمق محافظة مأرب أو الجوف لأن الحرب كر وفر، وأن الجيش الحكومي وبدعم التحالف العربي، لن يسمحا للحوثيين بتحقيق غاياتهم بسهولة.

ويضيف خبراء الحرب، في تصريحاتٍ رصدتها (عدن الغد): صحيح هناك إخفاقات من قبل الجيش أو قياداته ومن قبل التحالف، وربما هناك خطط معينة لإدارة المعركة، أو لإعادة ترتيب الصفوف العسكرية للشرعية اقتضت مثل تلك الأشياء التي حدثت واستغلها الحوثيون وتقدموا باتجاه نهم والجوف؛ ولكن المعارك لا تزال مستمرة.

وعن الأسباب الفعلية لهذه التطورات يرى المحللون العسكريون أن جزءًا منها يرجع إلى الترتيبات السياسية والعسكرية داخل صفوف الشرعية، وبالتنسيق مع قيادة التحالف العربي.

إفشال اتفاق الرياض

مراقبون آخرون أقحموا اتفاق الرياض، الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، في معارك نهم، حيث رجح عددٌ منهم أن هناك محاولة لإفشال اتفاق الرياض، والذي يعني تنفيذه عودة الحكومة واستقرار الأمن والدفع بقوات التحالف والشرعية للجبهات لمقاتلة الحوثيين، وهو ما يحاول الحوثيون عرقلته، بحسب المراقبين.

وقد يكون هذا القول وجيهاً إذا ما أدركنا أن الاتفاق قد يُوحد صفوف  المناوئين للحوثي بمختلف توجهاتهم وميولهم، وهو ما يخشاه الحوثيون.

ويربط أصحاب هذا الرأي قولهم بما يجري في نهم، واستهداف الحوثيين معسكر استقبال عسكري في مأرب بهجومٍ صاروخي، كان يضم مئات الجنود الجنوبيين، الذين كان مقررا توجههم إلى عدن.

أبعادٌ دولية

وفيما يقول محللون يمنيون إن تفجر المعارك في نهم يأتي ضمن استراتيجية الحوثيين لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بالعاصمة، يشير آخرون إلى أن المعارك قد تكون مرتبطة بالتوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران

إثر مقتل قائد (فيلق القدس) الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

فيما لا يستبعد البعض أن يكون ذلك مقدّمة لاستئناف معارك الحوثيين معالسعودية، مع حديث عن دفع إيراني للجماعة باتجاه التصعيد.

وكانت جماعة الحوثي قد أدانت بشدة عملية قتل سليماني.

 كما ألقى زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، خطاباً ندد فيه باغتيال قائد فيلق القدس، وشدد على أن دماءه لن تذهب هدراً، كما أكد ضرورة التصدي لأوجه الوجود الأميركي في المنطقة، من دون أن يكشف عن خطط الجماعة لذلك.

ولا يستبعد عسكريون أن يكون تجدد المعارك في نهم مرتبطاً بالتوتر القائم بين واشنطن وطهران إثر اغتيال قاسم سليماني، مشيرين إلى أن الصراع الأميركي الإيراني يمثل أحد السيناريوهات المحتملة لتجدد المعارك في جبهة

نهم.

رسم واقع عسكري جديد

وبغض النظر عن حقيقة الأسباب، التي قد تشير إلى تهاون إصلاحي، أو مؤامرة من جهاتٍ أخرى، أو أنه ذو أبعاد دولية، إلا أن الشيء المؤكد هو أن تحدد القتال في نهم يعتبره محللون نوعُ من رسم واقعٍ عسكري جديد، سيتحدد في ضوئه نصيب كل طرف في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن هناك لقاءات أميركية وأوروبية مع الحوثيين في مسقط العمانية وفي صنعاء، في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.

ويرى محللون أن تفجّر معركة نهم قد يكون مقدمة لاستئناف معارك الحوثيين والسعودية، مع الإشارة إلى وجود توجّه إيراني، كما يبدو، لدفع الحوثيين للتصعيد ضد الرياض، التي لم تنفذ شروط الهدنة التي وضعها الحوثيون، ومن

ضمنها إنهاء الحصار وفتح المطارات والموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إضافة إلى تقديم تعويضات عن الأضرار التي خلّفتها الحرب.