آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:18م

أخبار وتقارير


انتهاكات حوثية لترهيب الإحجام الشعبي عن رفد الجماعة بالمقاتلين

الإثنين - 27 يناير 2020 - 10:28 ص بتوقيت عدن

انتهاكات حوثية لترهيب الإحجام الشعبي عن رفد الجماعة بالمقاتلين

صنعاء(عدن الغد)الشرق الأوسط:

صعدت الجماعة الحوثية بالتزامن مع خسائرها الميدانية المتواصلة من انتهاكاتها ضد السكان في صنعاء وإب والمحويت وحجة ومناطق أخرى تحت ذرائع متعددة؛ أبرزها مناصرة الحكومة الشرعية ورفض الحشد لجبهات القتال، إذ بدأت الجماعة تواجه إحجاماً شعبياً عن رفدها بالمقاتلين.

وفي هذا السياق، اعترفت الجماعة المدعومة إيرانياً بأنها اختطفت العام الماضي 125 شخصاً في العاصمة صنعاء وحدها، بعد أن وجهت لهم اتهامات بالولاء للحكومة الشرعية.

وذكرت المصادر الرسمية للجماعة بأن ميليشياتها التي تسيطر على داخلية الانقلاب وأجهزة الأمن التابعة لها في صنعاء استطاعت أن تعتقل المئات من الأشخاص بعد أن لفقت لهم تهماً متفرقة، في وقت تقول فيه مصادر حقوقية في العاصمة اليمنية إن أغلب من زعمت الجماعة إلقاء القبض عليهم لفقت لهم تهماً جنائية للانتقام منهم بسبب عدم خضوعهم لها.

ويقدر حقوقيون في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الجماعة أقدموا على خطف أكثر من 5 آلاف مواطن طيلة أشهر السنة الماضية، أغلبهم من مناطق صنعاء وإب وذمار والحديدة وحجة، وقاموا باقتيادهم إلى سجون سرية، ومن بينهم العشرات من النساء.

إلى ذلك، أفادت مصادر قبلية في محافظة إب (جنوب صنعاء) بأن عناصر من الميليشيات أقدموا السبت الماضي، على تصفية أحد زعماء القبائل في مديرية النادرة بعد أن رفض الرضوخ للجماعة من أجل مساندتهم في حشد مزيد من المقاتلين للدفع بهم نحو جبهات القتال في محافظة الضالع المجاورة.

وذكرت المصادر أن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على الزعيم والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام محمد عبده الوعيل في مركز مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب، ما تسبب في مقتله على الفور.

وأوضحت المصادر التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» أن عناصر الجماعة أطلقوا النار على الوعيل بعد أن رفض الانصياع لتوجيهاتهم بضرورة حشد مقاتلين من منطقته للذهاب إلى جهات الضالع المشتعلة.

وبينما أثارت الحادثة غضب أبناء المنطقة التي ينتمي إليها القتيل، غادر القتلة الحوثيون المنطقة إلى مركز المحافظة حيث مدينة إب، دون أن يتعرضوا لأي مساءلة من قيادات الجماعة الذين وعدوا بأنهم سيقومون بوساطة قبلية لاحتواء الموقف.

وجاء مقتل الوعيل في الوقت الذي واصلت فيه الجماعة التنكيل بسكان المحافظة عبر قياداتها الطامحين للسيطرة على مزيد من العقارات والأراضي، وبالتزامن مع عمليات اعتقال شهدتها مديرية العدين غرب مدينة إب. ويتهم سكان الجماعة الحوثية بأنها أرسلت حملة أمنية ضخمة إلى مديرية العدين لمعاقبة أسرة الشهاري التي كانت قادت انتفاضة ضد الجماعة على خلفية مقتل أحد أبنائها برصاص مشرف حوثي في المنطقة.

وتشير أصابع الاتهام وفقاً للسكان إلى القيادي في الجماعة المعين مديراً لأمن مديرية العدين شاكر الشبيبي بأنه هو المسؤول عن الحملة الميليشياوية التي أطبقت على عائلة آل الشهاري وقامت باختطافهم، وفي مقدمتهم الزعيم القبلي حميد أحمد الشهاري.

ويأتي تصعيد الجماعة الحوثية في إب وغيرها من المحافظات الخاضعة لها بالتزامن مع عمليات النهب الواسعة لأموال التجار والمصارف، ومصادرة ما بحوزتهم من فئات العملة النقدية المطبوعة خلال السنوات الثلاث الماضية من قبل البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.

وكانت الجماعة أقدمت حديثاً على تعيين قيادات جديدة من سلالة زعيم الجماعة في جهازها القضائي الخاضع لها، وقامت بتعيين العشرات من عناصرها في النيابة مع تشديدها على تكثيف عمليات المحاكمات للمختطفين في سجونها.

وعد مراقبون سنة 2019 سنة الجرائم والانتهاكات وجباية الأموال بالنسبة لجماعة الحوثي، حيث شهدت لجوء الميليشيات الإرهابية إلى ارتكاب الآلاف من الجرائم والانتهاكات وتنفيذ المئات من حملات النهب والابتزاز والتعسف التي طالت مختلف فئات وشرائح المجتمع اليمني.

وأشار المراقبون إلى أن اليمن تحول في زمن حكم وسيطرة الميليشيات، إلى ساحة حرب مفتوحة، ومستنقع للأمراض والأوبئة الفتاكة.

إلى ذلك تشير أرقام وإحصائيات ميدانية رصدها تقرير حقوقي يمني، إلى أن جماعة الحوثي ارتكبت نحو 100 ألف انتهاك ضد المدنيين في 18 محافظة يمنية منذ انقلابها عام 2014 وحتى منتصف ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.