آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:02م

حوارات


المراقب الجوي اليمني يحيئ عُبيد لعدن الغد: العالم بحاجة ل 700 ألف طيار خلال العشر سنوات المقبلة

الجمعة - 24 يناير 2020 - 09:30 م بتوقيت عدن

المراقب الجوي  اليمني يحيئ عُبيد لعدن الغد: العالم بحاجة ل 700 ألف طيار خلال العشر سنوات المقبلة

عدن الغد- نيويورك - أجرئ الحوار محمد رشاد عبيد.

الكابتن والمراقب الجوي اليمني يحيئ عُبيد، ترعرع في اليمن ودرس معظم مراحل الدراسة في امريكا، وانتقل من دكان او متجر صغير في نيويورك.. إلئ أهم بوابة عبور للولايات المتحدة.. يمني محباً لوطنه خدوماً لابناء جاليته، التقئ بأعضاء الكونغرس الأمريكي.. ووقف خلف حملة شعبية يمنية لفتح مطار صنعاء، ودرب العديد من الطيارين الأمريكيين واليمنيين علئ حد سواء، لديه العديد من المشاريع الخدمية لابناء جاليته في نيويورك، عدن الغد التقته وكان لها معه هذا الحوار المفصل.

   ■ بدايه تحية طيبه،  وبعد سعداء بأجراء هذا الحوار المقتضب معك، كابتن يحيى أحمد عبيد في عدن الغد ، كيف ولجت إلئ عالم الطيران ؟

 □ مجال الطيران كان هوايتي منذ كنتُ صغيرا، مثلما هو الحال لدئ أكثر الطلاب الملتحقين في المجال ذاته ، أخترت الطيران لانه هوايتي الأولئ، فبعدما أتممت دراسه الثانويه العامة،  التحقت في الجامعه، جامعه الطيران،  بدأت دراسة الطيران في الجامعة،  فأخلصت النية لتحقيق الحلم الذي راودني منذ نعومة أضافري . درست هنا في نيوريوك

في كلية الملاحة الجوية College of Aeronautics، كانت بداية دراستي للطيران في العام 2002 ، وأكملت الجامعة في عام 2005 ، حصلت علئ شهادة "البكالوريوس" في إدارة الطيران،

وأول رخصة تحصلت عليها في الطيران التجاري، في عام 2003 فحصلت علئ رخصة الطيران،

قبل رخصة القيادة للمركبات،  فحاجة غريبة، ومفارقة عجيبة حدثت معي،  فحينما ذهبت لأمتحان القيادة الخاص بالمركبات،  تحدثت مع مدرب القيادة وكانت سيدة،  في مدرسة تعليم القيادة في نيويورك

، بأنني حاصل علئ رخصة طيران ، لم تصدق كلامي، و قالت دعني أراها ، أخرجت لها رخصة الطيران من محفظتي،  فصعقت وقالت بصوتٍ مليء بالغرابة،  كيف لديك رخصة طيران،  ولم تحصل بعد  

علئ رخصة قيادة السيارة.                                    

    ■ المحرر مقاطعاً : شي عجيب فعلاً لكن هكذا هم المبدعين والعباقره والناس اللذين هم ناجحين في مجالهم، واختاروا  تخصصهم العلمي 

عن حب ؟.                                                         

   □ نعم  حب المهنة والهواية للمجال يلعب دوراً كبيرا في النجاح والإصرار والإقبال بقوة علئ أي تخصص، فكان لدي رغبة كبيرة وهواية جامحة  للطيران، وفي نفس الوقت كنت أسكن في

حي منهاتن في قلب نيويورك ، وسكان منهاتن لا يحتاجون قيادة السيارات كثيراً او عادة، فالحمد لله لتواجد القطارات وتوفر وسائل نقل متعددة.

■ حدثنا عن طبيعة عملك وهل هي سهلة مهمة أن تكون مراقبا جويا أو شرطي مرور جوي مختص بتنظيم "الترافك إير " ومشرفاً لفريق من الطيارين  إن صح التعبير ، في الحركة

الجوية، برج التحكم، خاصة في مطار دولي مثل جون إف كينيدي،  وماهي أبرز الصعوبات التي واجهتك في عملك؟

□ بدأت العمل في عام 2008 مع الإدارة الفدرالية للطيران الأمريكي المدني ، في الحركة الجوية مع الحكومة،  طبيعة عملي كانت  مع الجانب الحكومي من قبلها،

لكن انتقلت إلئ الحركة الجوية في عام 2008 ،  تنقسم خدمات الحركة الجوية إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي :

• خدمة مراقبة الحركة الجوية(ATS)

• خدمة معلومات الطيران (FIS).                                

  • خدمة التنبيه أو البحث والانقاذ (ALR.S). بالمناسبة الحركة الجوية هو قسم من اصعب الأقسام في المراقبة الجوية والوظائف الحكومية، من أصعب التخصصات ، فالعمل يحتاج تدريب ذهبت إلئ مدينة أوكلاهوما ، ثلاثة أشهر تدربت بها 40 ساعة علئ الطيران، هناك بين الولايات، وخضعت، لعامين تدريب  في مطار المدينة،  ومطار كنيدي مثلما ذكرت مطار دولي،  ويعتبر البوابة الأولئ الى أمريكا  ، ومقارنة بالمطارات الاخرئ ، حتى إذا لم يكن هو أكثر المطارات الأمريكية إزدحاماً،  لكن هو البوابة الأولئ إلئ أمريكا،  فمن يعمل به بلا شك أنه سوف يكون  فخورا بذلك ، لانه أي مطار كنيدي مطار دولي، ويعد البوابة الأولئ إلئ أمريكا  ، ومن عجائب القدر أن نفس البوابة التي  عبرت  منها في العام  1991 ، حينما هاجرت للمرة الأولئ من بلدي اليمن،  أصبحت اليوم بتوقيف من الله ، مديراً ومشرفاً  علئ هذه البوابة والممر الدولي الجوي الهام، والحمد لله، مجالي محفوف بالمخاطر ويتطلب تركيزاً كبيرا،  فإذا كان طيار واحد مثلاً يقود طائرة واحدة، ومسؤل عنها ، تحليقاً وهبوطاً،  فنحن مسؤولين على 1500 طائرة في اليوم، فكابتن الطائرة يوكل المهمة لنا، في مساعدته في تحديد الاتجاهات الجوية، وتحديد المسارات جوا ، لكي يصل الئ وجهته الأخيرة ، للبلد التي هو مغادر إليها ، هو والمسافرين سواء المغادرين، أو القادمين . هنالك مئات وآلآف الركاب يغادرون ويمرون من مطار كنيدي، بصورة يومية، لكن أكثرهم لا يعرفون أن الخدمة، التي نقدمها  نحن للمسافر ثمينة للغاية، 

وفي تفكير وخلد الراكب العادي والبسيط منهم ، بأن من يعطيه التذكرة، الشخص الذي في الجمارك ، والذي يجمرك له الحقيبة، موظف التفتيش والأمن في المطار، والطيار وطاقم المضيفين كل أولئك هام وجودهم لكي يسافر، ونحن وجودنا مثل عدمنا، ولا نخطر علئ بالهم أننا في عمليات الحركة الجوية، نحن من نأمن لهم السلامة الشخصية براً عند الإقلاع وجواً  عند التحليق ، وسلامة الارواح هي أبرز أولوياتنا. صحيح مهمتنا غير معروفة لكثير من الناس العاديين ، فمن البديهي يقول البعض منهم وْجِدنا، أو تغيبنا  يسافر الجميع ، لا يعرفون أننا كعمليات الحركة الجوية، إذا لم نتواجد في كنترول العمليات علئ مدار الساعة، لا يستطيع المسافرين ركوب الطائرات وتحليقها بهم جواً بسلامة وأمن. 
-مجال دقيق للغاية-
مجالنا دقيق وصعب  للغاية ، حتى عمل الدكتور او الجراح علئ سبيل المثال لا الحصر ، لو أجرئ عملية جراحية،  وأرتكب خطأً ما في العملية، سوف يؤدي لوفاة مريض واحد، او شخص واحد ، هو الذي أجرئ له العملية ، لكن في مجالنا لو نرتكب  خطأ واحد،  يؤدي لكارثة إنسانية ووفاة المئات،

مئات الناس ، "بغلطة واحدة"،  فلا مجال لدينا للأخطاء  أبداً . فالحمد لله بدأت عملي في 2008 و 2013 تطورت شيئاً فشيئاً في الهرم الوظيفي، الى أن وصلت إلئ درجة مشرف

في برج المراقبة، أنا الآن مشرف ومدير العمال "سوبر فايزر" في المجال ذاته ، فالحمد لله من 2015 أنتقلت إلئ عمل آخر مكتبي مؤقتاً ، و 2016 كنت نائب مدير برج المراقبة لمطار لجوارديا ، في العام 2017 كنت

نائب الحركة الجوية في مطار أوكلاهوما، كان تحت مراقبتنا أكثر من ثمانية الف طائرة في اليوم الواحد.

■ المحرر مقاطعاً : فمهمتكم كانت شاقة جداً!                  □ نعم أنا ما أحب وظائف ومهام العمل المكتبي، في مجال الطيران، أحببت أن أكن في قلب المجال الجوي، أي أقوم بهمام عملية أكثر منها مكتبية إدارية ، فرجعت إلئ المطار وبرج المراقبة. حسمت أمري، تفاجأ الكثيرين، وسخر البعض،  قائلين  لماذا  يتراجع عدة درجات وظيفية ؟ كنت مدير المدير الخاص بي،  ورجعت للمجال والحركة الجوية ، اي تنازلت عن ثلاث درجات في سلم الهرم الوظيفي ، من تلقاء نفسي ، بسبب حبي للعمل وقسم الحركة الجوية،  هنالك البعض يفكر بالمناصب الوظيفية، والامتيازات، والبروز الإعلامي ، أنا لست كذلك ، ولو أردت المناصب والنياشين لبقيت مكاني ، فقد كنت في مجال الطيران بأمريكا بأسرها في المرتبة 18 ، وتراجعت الآن الئ واحد من أصل 100- 500 مشرفاً ومدرباً جوياً، وخبير في المجال ذاته.

■ هل نستطيع القول أنك العربي الاول الذي يصل الى هذا المكان؟

□ نعم ، في القسم الذي أعمل به في الحركة الجوية،  الجميع عادة يعرفون بعضهم بحكم زمالة العمل، وجود العرب قليل للغاية في مجال الطيران،  خاصة 

في قسم الحركة الجوية،  فلم أصادف أي عربي  يعمل في مجال الطيران قبل ولوجي عالم الطيران ذاته  ، بعض العرب اللذين عرفتهم أتوا من بعدي ، وقدمت لهم المساعدة ، وكيفية التقديم  والالتحاق بمجالنا المهني الدقيق،  حتئ زملائي اليمنيين إلتحقوا بمهنة الطيران من بعدي ، ولم التقِ بأي يمني في بداية إلتحاقي بمهنة الطيران،  وربما أكون في أعلئ مرتبة في صفوف الطيارين الأوائل، حينما كنت في إدارة الطيران الأمريكي الرسمي سابقاً، ممن جاءوا من بعدي من العرب الطيارين آنذاك، فالحمد لله علئ توفيقه لي. 

■. ماهي أبرز المواقف الطريفة والحرجة التي واجهتك أثناء أداء عملك ، سواء ككابتن طيران سابقاً أو حالياً مراقباً جويا؟

□ في عام 2007 أقلعت بالطائرة،  حالما بدأت بالتحليق ، أصطدمت طيور كثيرة بالطائرة ، مما أدئ إلئ تدمير لجزء من جناح الطائرة، ولم يكن بمقدوري أن أجعل الطائرة تستمر بالتحليق،  كان عددها حوالي 12 طيرا من الحجم الكبير ، ربما غربان ، ففقدتُ التحكم والسيطرة علئ الطائرة، فكنت إذا قمت بالضغط علئ دواسة البنزين تهبط الطائرة وتذهب باتجاه وضعية الهبوط، وإذا ترك دواسة البنزين تتأرجح الطائرة وافقد التوازن، وفقدت السيطرة بشكل كبير عليها. كانت هذه الحادثة، هي  أصعب موقف حدث لي في حياتي المهنية في عالم الطيران،  وأنا أحلق في الجو ، فما كان بإمكاني فعله هو فقط بعث نداء أستغاثة، لإدارة الحركة الجوية ، قسم التنبيه والبحث والإنقاذ ، أخبرتهم أن عندي حالة طارئة في الطائرة وفقدت السيطرة عليها ، أريد الهبوط إضطرارياً،  فأزاحوا كل الطائرات اللاتي كن قريبات من مدرج الهبوط ، من اتجاهي كلياً، مما سهل لي هبوطاً آمناً . وترجلت من الطائرة ، الحمد لله بسلامة وبأقل الخسائر، لكن حدثت أضراراً بالغة للطائرة في أحد أجنحتها ، بسبب تلك الطيور وعددها الكبير ، كانت طائرة امريكية الصنع ، طائرة من الحجم الصغير،  أستأجرتها، وحلقت بها في سماء نيويورك ،  ذلك أصعب موقف في حياتي!!

■ المحرر مقاطعاً: أثناء التدريب أم بعد حصولك 

علئ رخصة الطيران ؟                                       

      □ لا بعد الحصول على الرخصة فالحمد لله هبطنا بالسلامة ولم يحدث أي مكروه لي ولا لأحد غيري،   في مهنتنا يحصلن كثير من الحوادث، والمواقف الصعبة،  يعني كل يصادفني موقف صعب ، يأتي موقف آخر أصعب منه،  يجعلك تنسئ الموقف السابق. 

■ المحرر : نعم لأن الحوادث متكرره خاصة في الطيران ، هل صادفك موقف طريف مثلا؟

□ حينما لديك قرابة 1500 حركة طيران في اليوم الواحد،  من البديهي تحدث مشكلة ، أو أكثر في اليوم الواحد،  فيحدثن مشاكل طريفه،  مثلاً تحلق طائرة فوق أجواء نيويورك، بعد إقلاعها من مطار كينيدي،  ويقول الكابتن الخاص بها وطاقمها،  ليس لديهم كمية اوكسجين 

كافية بالطائرة،  فأنت ضروري تتحرك وتفكر ، ماذا يمكن أن تقدم من مساعدة ،  لكي تساعد طاقم الطائرة،  الطيار في النهاية هو الكابتن وقائد الطائرة ، لكن أنت كعمليات الحركة الجوية ، من الضروري  أن تقدم المساعدة  للكابتن لكي يهبط بالطائرة بسلام ، ودون ترويع المسافرين،  فتحدث من هذا القبيل من الحوادث والمشكلات البسيطة والطريفة، بشكل معتاد ،  ومن الصعب سردها لك، هنا في هذا الحوار المقتضب أو المفصل حتئ، كل حادثة بمفردها .

■ ماهي نصائحك للشباب العربي الطامح للنجاح والذهاب نحو العالمية والمراكز الدولية المرموقة كما فعلت أنت، وماهو دور الاسرة برايك في المساعدة على تحقيق ذلك؟

□ في البداية العلم يحتاج تضحية،  لا بد من تضحية لأي طالب علم، الاسرة أسرة الفرد كذلك لابد من تقديمها تضحية،  لكي يلتحق أبنها بأي مجال حكومي ، نحن بحاجة هنا إلئ شباب يعملون مع الحكومة الأمريكية ، يعملون  في قطاعات خاصة، كالشركات والمؤسسات ، لكن الراتب أو الأجر في البداية يكون متدني، فيتطلب ذلك تضحية كبيرة،  صبر كبير،  وبلا شك دعم كبير أيضاً من الاسرة، بالنسبة لي حينما كنت طالباً في اخر مرحلة دراسية من الجامعة،  كنت أعمل 

في ثلاث مهن،  عملت مع طيران الاماراتية، ومع الحكومة بقطاع التفتيش الجوي ، وبمتجر والدي التجاري في نيويورك،  و كنتُ أدرس الطيران في الوقت نفسه. 

■ المحرر مقاطعاً : وكان هذا التنوع شي جميل، وربما  هو الذي دفعك لتحقق نجاحات، الحاجة أم الإختراع كما يقال ؟

□ نعم صحيح وبدوري أحث الشباب  العربي واليمني علئ وجه التحديد علئ الاجتهاد في طلب العلم، والتضحية في سبيل الارتقاء بتحصيلهم العلمي، فأنا حظيت بدعم شقيقي ووالدي في الوقت نفسه، وكان يقول لي  دائماً أدرس، وأنهل من العلم،  لسنا بحاجة لشغلك ومساعدتك  لنا بالمتجر،  أهم شيء لدينا أنك تستمر في دراستك الجامعية . 

فنحن بدورنا نحث الآباء أن يحذو حذو والدي، في تشجيع أبناءهم علئ الدراسة والتفوق العلمي . ولا يكون تركيزهم علئ جني المال، والتربح من وراء أبناءهم ، خاصة في بداية مشوارهم الوظيفي ، تكون الرواتب ضئيلة، مثلما حدث معي، لكني ضحيت وكافحت ومضيتُ قدماً رغم الصعاب، والله  كان حليفي وتوفيقي، ودعوة الوالدين لعبت دورا كبيراً أيضاً في نجاحي. 

■. كيف ترى مستقبل بلدك بعيداً عن الطيران ومجالك المهني كيف ترى مستقبل بلدك اليمن في ظل المتغيرات وتطورات الحرب الاخيرة هناك والمعاناة الانسانية؟

□ اليمن تحتاج الى حكومة بلا رشوة ولا فساد ، الخراب الحادث فيها الان حالياً،  واستمرار الحرب غير البعيدة كلياً عن الصراعات السياسية، التي  دمرت اليمن،  أيضاً لدينا في اليمن نبتة القات  المخدرة"صنفت أمريكياً المخدر رقم 7 في أجندة قائمة المخدرات الأمريكية"،  أثرت بصورة كبيرة علئ التنمية بكل المقاييس في اليمن ، منعتنا عن الاستمرار بالتعليم والاستثمار فيه،  منعتنا عن الحصول علئ غذاء متوازن في سلم الغذاء اليومي للأسرة اليمنية،  جميع ذلك  أثر  بصورة كبيرة ، ومتوازية ربما مع تأثير الحرب علئ الشعب اليمني، وزيادة مساحة الفقر ، والاستحواذ علئ مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في البلاد، وعلئ حساب المنتجات والمحاصيل الزراعية الاخرئ، القات آفة تعيق تقدم شعبنا اليمني بأسره،  لدينا  23 مليون إنسان في اليمن تحت خط الفقر ، بلا مياه صالحة للشرب،  وربما 28 مليون يتعاطون القات في اليمن، من أصل قرابة 30- 33 مليون نسمة او تزيد النسبة هم السكان الأصليين لليمن، فمن الضروري إقتلاع أشجار القات في اليمن ، ونشجع علئ زراعة الفواكة والبن اليمني  الفاخر ، والمحاصيل النقدية ، لكي نحارب الفقر والجوع في اليمن،  أيضاً حمل السلاح وإنتشاره أيضاً يهدد اليمن وحياة اليمنيين ،  لأن اليمن باتت غابة سلاح كبيرة، والقتل من أبسط الأمور هناك ، يقتل الشخص في صنعاء أو عدن،  كأن شيء لم يحدث، ويطوئ ملف الحادثة ضد مجهول .

هنا في أمريكا  تقوم الدنيا ، علئ مقتل شخص واحد ، وتغلق عدة شوارع على شخص واحد ، بينما في اليمن،  يقتل الشخص يتركوه مرمي في الشارع ، ولا أحد يقترب منه وهو مضرجاً بدمائه ،  فالظلم وعدم العدل

في بلادنا هما سيدا الموقف هناك ، ويقفان كذلك ضد تقدم البلد .

■. لو بقيت في اليمن هل كنت ستكون هنا في مطار جون أف كينيدي ولماذا لا اذا كنت ساتجيب بالنفي يعني اقصد لو بقيت في اليمن مثلا هل كنت ستصل لهذا المكان المرموق أحد اهم مطارات العالم ؟

□ لا لو لم أسافر ومكثت في بلدي اليمن ،لا أعرف ماذا كنت سوف أصبح،  خاصة في الوضع الحالي، وضع السكان في اليمن لا يطاق بتاتاً،  الناس يعيشون بالبركة وعناية الله، الخدمات شبه معدومة، شباب دارسين ومتعلمين وخريجين جامعات، وبلا وظائف ، ومن هم موظفون فلا يتقاضون رواتب الا كل ستة أشهر  او نادرا جداً، وباع الناس معظم مدخراتهم، أو يعملون بلا مقابل، الحمد لله هاجرنا إلئ امريكا، ودرسنا هنا ، وكملنا تعليمنا الجامعي ، وأرتقينا في امريكا، وحققنا والكثير من العرب واليمنيين الأمريكيين نجاحات عديدة هنا، وربما نكون من المحظوظين جدا أننا غادرنا اليمن، رغم حبنا لوطننا .

■. شعورك وانت تلتقي بمسؤوليين امريكين بارزيين على خلفية مكانتك الوظيفية، علئ سبيل المثال زيارة السيدة وعضوة الكونغرس الأمريكي لك إلئ مقر عملك مرات عدة ألكساندريا أوكاسيو-كوريترز، ناشطة إشتراكية ديمقراطية، معلمة، وسياسية أمريكية، من أصول بورتوريكية،وهي أصغر نائب في الكونغرس الأمريكي، حيث يبلغ عمرها 29 عام ، في السادس والعشرين من حزيران- يونيو2018 فازت كورتيز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بدائرة البرونكس رقم 14 في نيويورك، بعد هزيمة جوزيف كراولي ، أحد زعماء الحزب بمجلس النواب؟؟

□ نعم ألتقي بشخصيات رفيعة، في بعض الاحيان لا توجد بينها وبين الرئيس  الأمريكي دونالد ترامب سوئ ثلاثة أشخاص ، وكبار مقربيه اللذين يلتقوا بالرئيس الأمريكي ، يسألونني من أي البلاد أنت؟ وهذا من أصعب الأسئلة التي أواجهها، لما يسألك شخص ما من أي البلاد أنت؟          خاصة حينما أكن في زيارة عمل إلئ  واشنطن العاصمة، أو  إلئ  ولايات أخرئ، لحضور إجتماعات رسمية، يسألونني: من أين أنت؟ أجيبهم من نيويورك..وأنا أعرف بقرارة نفسي أعرف ماذا يقصدون بسؤالهم  ؟. أي من أي البلاد، من اين يتحدر أصلي ؟ فأنا دائماً أجيبهم من نيويورك ، لكي يعرفوا  أني من نيويورك لاني أقيم في هذه الولاية ، وهي اي الولايات المتحدة بلدنا ايضا الذي أعطانا حق العيش بسلام، لكن يتكرر سؤالهم مراراً ، اجيبهم فوراً أنا من اليمن سيدي ،  يردون أين اليمن،  اغلبهم لا يعرف اليمن، ولا موقعها في الخارطة الدولية،  وهو أمر غريب، ولم يعرفها أغلب المسؤولين والمواطنين الأمريكيين العاديين أنفسهم ،  الا بعد إندلاع الحرب اليمنية بسنوات،  ودخول التحالف  العربي بقيادة السعودية علئ خط نيرانها ، وتفاقم أزمتها الإنسانية  . 

■ أمنياتك ماذا تتمنى عبر عدن الغد  ؟

□ أتمنئ أن تستقر اليمن ، وتنتهي حالة الفوضئ وعدم الاستقرار في دولنا في الشرق الأوسط برمته، وتعود اليمن إلئ حالتها ووضعها السابق آمنة مستقرة ، وآمل كذلك أن الشباب في أمريكا ، يركزون على العلم نحن بحاجة إلئ عمال، بحاجة

إلئ طياريين بالعشر السنوات المقبلة،  نحن بحاجة إلئ 700 الف طيار علئ مستوئ العالم ، فأنا دائماً أشجع الشباب ، قبل أسبوعين ذهبنا إلئ مدرسة طيران كنا 9 أشخاص ، ذهبنا إلئ المطار، لكي أحثهم علئ دراسة الطيران وأين يدرسوه، نحن بحاجة إلئ 780 الف مهندس ميكانيك طيران،  حول العالم وهم نادرين في مجالنا هذا ، وعادة ما يركز او ينتبه البعض منا كمواطنين ومسافرين، إذا الطائرة الفلانية، تأخرت أو ألغيت، ماهو السبب؟ ربما بسبب حالة الطقس، ربما هنالك خلل في الطائرة ميكانيكي، ونضع احتمالات عدة... في المستقبل القريب، سوف يكون هنالك نقص كبير في عدد الطياريين ، وشحة كذلك في مهندسين  ميكانيك الطائرات ، طائرتك التي حجزت مقعدك علئ متنها،  تلتغي فجأة والايام بيننا، والسبب عدم وجود كابتن طيار يقودها،  فالصين والهند الان أساطيل الطيران لديهم قوية جداً، لانهم شجعوا طياريهم، وأستطاعوا أستقطابهم للداخل ، وأبرام عقود عمل ثمينة لهم ، حتئ يغطون العجز القادم  في الطيارين ومهندسي الطيران ، لذا كنا في امريكا سابقاً نجد طياريين من الهند والصين،  الآن باتوا  معدومين، ونراهم غادروا من أمريكا، إلئ بلدانهم في الهند والصين،  لكي يحلقوا  بطائرات بلدانهم  ، فنحن بحاجة لطيارين في أمريكا وحول العالم ،  إن شاء الله بحاجة طيارين يمنيين وعرب يجتهدون ، يمنيين أقل شي يتبرعوا من وقتهم للجالية اليمنية،  الآن نحن في نيويورك ، جالية يمنية كبيرة ، جالية عربية مسلمة كبيرة، وبحاجة شباب يتبرعون بجزء من وقتهم،  لكي يشجعوا الشباب الاخرين، ويضحوا كذلك، لان شخص واحد،  لا يستطيع أن يقدم كل شي، أنا الان متبرع في المسجد ، في ادارة المسجد ، في ادارة الحي حي البرنكس، فيه مجلس مصغر ضمن المجلس المحلي، أصغر مجلس في الحكومة ، فأنا عضو في المجلس هذا ومتطوع من وقتي، بدون أي مقابل مادي،  ومدير لجنة السلام في المجلس ذاته التابع للحكومة،  فمدير لجنة السلام، يعادل منصب الكابتن في مركز الشرطة هنا،  يعني هو معني بسلام المنطقة، وأنا نفس الشي معني  بسلام المنطقة هذه ، ولكن بطريقة أخرئ، اي بصفة رسمية حكومية، وعن طريق مجلس محلي، فنحن بحاجة، لشباب يمنيين أمريكيين في الجالية يدخلون في المجالات هذه كمتطوعين، يكرسون من وقتهم للحارة والحيء ، الذي أطلقنا عليه اليمن الصغرئ، او "دوار " اليمن الصغرئ ، أجتهدنا بالتسميه، طلبنا من الصحفيين هنا في نيويورك ،  المجيء للتغطية ، وأتصلنا بشركة "غوغل" وحصلنا علئ تسجيل حساب إلكتروني بإسم اليمن الصغرئ، little yemen،  وتواصلنا  مع البعثة اليمنية في نيويورك،  لكي نسمي المنطقة هذه في الوقت الحالي، وبأنتظار إكتمال بقية الإجراءات الرسمية، لكي نطلقها ونعلنها بصفة رسمية، مثلما ما كان لدئ الايطاليين هنا ،  قبل خمسين عاماً إيطاليا الصغرئ ، نحن سوف نوجد little yemen bronx " عبر دوار " اليمن الصغرئ، وهو دوار صغير في حي البرونكس ، وسط نيويورك ، علئ مقربة من المركز الاسلامي والمسجد هناك. 

 

■ هل تتوقع فتح مطار بلدك الحيوي في صنعاء بشكل دائم عما قريب خاصة إذا ما توصل الجميع لحل نهائي للازمة اليمنية؟ 

□ أنا قطعت شوطاً كبيرا في هذه القضية الإنسانية الوطنية، للشعب اليمني وأهلنا هناك، أول شيء قمت به،  هو إطلاق حملة توقيعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شبكة الإنترنت تطالب بفتح المطار بصورة دائمة ، والان لدي قائمة موقعة باكثر من 25 الف توقيع يطالب بفتح المطار بصورة عاجلة، أحاول الضغط علئ طرح القضية والملف ذاته والضغط عن طريق منظمات الامم المتحدة المعنية وأعضاء العديد من الدول الأعضاء هناك ، كان المأمول أن نصل في حملتنا تلك التي أطلقتها منذ قرابة العام ، إلئ 100 الف توقيع ، لدينا أكثر من 30 مليون إنسان في اليمن عالقين بينهم مرضئ، لدينا آلآف الناس في أمريكا  من اليمنيين  الأمريكيين ، يريدوا  يسافرون الى صنعاء مباشرة جواً، وليس براً عبر عدن وحضرموت ويتكبدون مشقة ومخاطر جمة لعدة أيام.. أين  المائة الف توقيع ؟؟ للأسف واجهنا صعوبة بالوصول إلئ هذا الرقم ،  كان هدفي الوصول لسقف المائة ألف توقيع ، أذهب بقائمة ال 100 الف توقيع  الى أحد أعضاء الكونغرس ، وما أكثر لقاءاتي بهم ، وزياراتهم لي إلئ مقر عملي، لو لدينا مائة الف شخص وقعوا علئ قائمة فتح مطار صنعاء،  لكي يكون هنالك وزن وضغط كبير ، أثناء حديثي معهم، وطرح القضية بقوة. 

■ المحرر مقاطعاً : أفهم من حديثك أنك كُنت صاحب المبادرة هذه؟

نعم انا صاحب الفكره تلك والمبادرة لفتح مطار صنعاء، وإن شاء الله بالمستقبل ، يتم رفع الحظر عن مطار صنعاء من قبل التحالف العربي ، ويضمحل الفساد والنهب للمال العام في صنعاء واليمن برمتها ،  وتواجد حكومة وطنية مسؤولة ونزيهة في صنعاء،  وتواجد أمن حقيقي وأجهزة تفتيش دقيقة في مطار صنعاء، سوف تكون الرحلات يومية ومسار الطائرات من صنعاء إلئ  نيويورك ترانزيت، محطة واحدة، دون التوقف في أي  دولة أخرئ، لان الآن المشكلة ، التي تحول دون ذلك  هي مسألة تراجع الوضع الامني ، وإلا سوف تقلع الطائرة من اليمن الى أمريكا ترانزيت، لكن يتحتم عليها التوقف في مكان اخر ومحطة أخرئ،  لغرض التفتيش الأمني ، وبعد ذلك المحطة الثانية ، تنتقل إلئ  أمريكا، فإن شاء الله في المستقبل القريب، إذا قل الفساد  كما قلنا ، فإن شاء الله تكون هنالك رحلة واحدة وطائرة واحدة،  من نيويورك الى صنعاء محطة واحدة ، والعكس صحيح . 

■ هل برأيك حب المهنة ربما أجبت عن جزء منه هل لحب المهنة علاقة بالتفوق المهني وحينما كنتَ طفلاً هل كنت تخطط لتكون هنا في مطار جون إف كينيدي ؟

□ بالنسبة لمجال الطيران هو كبير وواسع جدا ، فأي شخص يلج إلئ أي مهنة  يفترض بل يفضل أنه هو يحبها، لكن من الضروري  في تقلبات هذه الحياة البحث والتفكير في البدائل ، اذا لم يفلح في مجال او تخصص ما ، يركز على مجال آخر من التخصصات العلمية، انا كنت مخطط أتخصص واعمل في أحد الثلاثة الأقسام  في الطيران ، إما أن اعمل أولاً كطيار مدني ، وأتقاعد في القسم ذاته ،  ثانياً كنت أريد أن أصبح مدير  طيران،  وكان هذا القسم الثاني الذي درست فيه 

، ثالثاً القسم الثالت الذي درست فيه ، هو الحركة الجوية. 
                                                           

  ■المحرر مقاطعاً:  ماذا تقصد بمدير طيران؟ 

□ أن أصبح في منصب مدير الخطوط الجوية لشركة طيران الاتحاد الاماراتية ، او القطرية ، أو في  إدارة الركاب والشحن الجوي، مجال في الادارة ، فأن أصبح مدير شركة طيران 

كان ذلك القسم الثالث الذي كنت افكر في العمل في كنفه، مثلما قلت لك أنتهئ بي المطاف في الحركة الجوية، وأنا أحب القسم هذا وأعمل به بشغف كبير، وحققت الكثير من النجاحات ودربت العديد من الطيارين اليمنيين والعرب والأمريكيين في الوقت نفسه، وسعيد جدا لذلك أقول الحمد لله. 

■ المحرر  : لكن مهمتك الآن ومنصبك أصعب بكثير وأهم ، يعني يعتبر منصب هام ، خاصة كعربي تدير هذا القسم وفي  مجال كهذا برج مراقبة الحركة الجوية، برج التحكم وعمليات الطيران؟ 

□ أنا مسؤول عن أي شيء يقوم به الموظفين بالقسم الذي أديره - عمليات الحركة الجوية -فالعامل اذا أخطأ يتحمل الخطأ الذي أرتكبه فقط، لكن أنا اتحمل ومسؤول مباشرة عن أخطاء الجميع، فأنا مشرف العمالة في القسم ذاته Supervisor، يعني أصعب مكان أنا فيه.