آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-08:07م

ملفات وتحقيقات


كيف تحول جدار الحكومة بعدن إلى رمز للمقاومة ؟

الأحد - 24 مارس 2013 - 05:11 م بتوقيت عدن

كيف تحول جدار الحكومة بعدن إلى رمز للمقاومة ؟
مسيرة احتجاجية بالقرب من جدار الحكومة المحلية بعدن قبل اسبوعين - عدن الغد

عدن (( عدن الغد )) خاص:

صباح كل يوم سبت يحمل موظف في الـ 28 من عمره  اواع عدة على ظهر ويتجه صوب  جدار عتيق للحكومة المحلية بعدن .

يجاهد المموظف الحكومي الشاب في  شطب وازالة شعارات جنوبية عدة دأب محتجون على كتابتها ظهر كل يوم جمعة خلال تظاهرات مركزية تشهدها مدينة المعلا احد أهم معاقل حركة الاحتجاجات الجنوبية .

 

يتحدث الموظف الشاب لـ "عدن الغد" طالبا عدم الكشف عن هويته مؤكدا انه بات يحمل على عاتقه صباح كل يوم سبت جهود ازالة شعارات جنوبية بناء على اوامر شخصية اصدرها حاكم المدينة .

يمكن للمرء المار بجانب الجدار ان يشاهد عبارات مكتوبة مناوئة لحاكم المدينة بعضها يحمل اسااءت بالغة .

 

ظل هذا الجدار خلال الاشهر مثار معركة شرسة بين محتجين جنوبيين وحاكم المدينة "رشيد" الذي باتت تلاحقه اتهامات بأنه متورط في دعم ورعاية أعمال قتل طالت محتجين جنوبيين .

يكتب محتجون شباب عبارات مناوئة لرشيد بينها انه يتبع قوى من الشمال وأخرى تتهمه بالعمالة لقوى النفوذ في صنعاء .

 

في تصريحات كثيرة للحاكم "رشيد" اتهم مناوئوه بانهم مسلحون ويمارسون أعمال عنف إلا ان أيا من حراسته أو موكبه أو مكتبه لم يتعرض حتى اليوم لأي هجوم مسلح .

 

بداية الأمر وردا على عبارات ثورية كتبت على جدار مبنى الحكومة المحلية بعدن تدعو إلى استقلال الجنوب لجأ "رشيد" إلى وضع رسومات تدعو إلى المحبة والتسامح والسلام .

علق ناشطون على هذه الرسومات بالمزيد من السخرية قالوا ان الرجل يوجه قوات حكومية إلى قتل المتظاهرين ويدعو إلى السلام  .

 

ردوا مرة أخرى وثالثة بكتابات مناهضة لرشيد وكتبوا بالقرب من هذا الجدار  عبارات أخرى مناهضة وقاسية للسيد "رشيد" .

بدأ ان المعركة طويلة ومريرة حول من يملك زمام الأمور بهذا الجدار الذي تحول إلى ساحة حرب تسودها شعارات مناوئة والوان متعددة .

يصر المحتجون الشباب على كتابة شعاراتهم المناوئة لرشيد وللحكومة اليمنية ولكل شيء متصل بالشمال ويصر "رشيد" على مواصلة خوض حربه دفاعا عن مقره الاخير الذي يرى انه يجب ان يظل بعيداً عن الشعارات الجنوبية التي اجتاحت المدينة منذ أكثر من عامين .

 

يرى مسئولون في الحكومة المحلية بعدن ان دفاع "رشيد" عن جدار حكومته العتيق هو دفاع عن أخر مباني الحكومة في المدينة التي يرى انه يجب ان تظل عصية على أي شعارات تدعو لاستقلال الجنوب .

 

منذ العام 2011 تمكن نشطاء جنوبيين واهالي كثر في مدينة عدن التي كانت عاصمة للجنوب حتى العام 1990 من اعادة رسم اعلام الجنوب وشعارات جنوبية على واجهة جميع شوارع المدينة وجاهدت الحكومة المحلية لشطب هذه الرسومات لكن هذه الجهود في الغالب بأت بالفشل .

منعت الحكومة بداية الأمر وجود هذه الرسومات والشعارات على أيا من جدران المدينة إلا أنها في نهاية المطاف وجدت نفسها تدافع عن جدارها الرئيسي في وجه هذه الشعارات التي غزت المدينة مؤخرا .

 

يبدو ان المعركة بين الطرفين ستظل متواصلة وهي تعكس في واقعها انعكاسا للحالة السياسية التي تعيشها مدينة عدن منذ اندلاع حركة الاحتجاجات في الجنوب والتي باتت تنادي باستقلال الجنوب عن الشمال الذي توحد معه قبل 21 عام .

تعكس المعركة التي تدور على جدران مبنى الحكومة المحلية بعدن حالة التوتر والتجاذب السياسية التي باتت مدينة عدن تعيشها منذ اعوام .

يقول احد النشطاء الشباب في المدينة وهو يشير بيده إلى الجدار :" لقد تحول هذا الجدار إلى رمز للمقاومة ..

صباح كل سبت مرة أخرى يجاهد الموظف الشاب في مبنى الحكومة المحلية بعدن لطمس الشعارات المكتوبة ..

يقف امامها ويضع يده على خصره ويبدأ باعمال الطلاء مجددا .. 

*من صالح العبيدي