آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

أخبار وتقارير


مسيمير لحج .. نموذج للمجتمع الذي اثمرت فيه رسائل التوعية الصحية.

الأحد - 19 يناير 2020 - 11:38 م بتوقيت عدن

مسيمير لحج .. نموذج للمجتمع الذي اثمرت فيه رسائل التوعية الصحية.

تقرير / محمد مرشد عقابي

هناك قصص نجاح كثيرة لعدد من فتيات مديرية المسيمير بمحافظة لحج في مجال التثقيف ونشر الوعي الصحي واللوات استطعن وخلال فترة وجيزة ان يسهمن في غرس مفاهيم وقيم الثقافة الصحية الصحية بمدلولاتها واهدافها وابعادها العميقة والهامة وترسيخها لدى المجتمع سلوكاً وممارسة ، وفي طليعة هذه العينة من الفتيات المبرزات في هذا المجال تاتي ايناس محمد ناصر وسونيا محمد ثابت وهن ضمن الفريق التطوعي المجتمعي العامل بمركز عقان، كما تاتي فاطمة محمد علي وسمية مسيب احمد ضمن فريق مركز كدان، وامل قائد سالم وهاجر عبد الله حسن ضمن فريق مركز ذيل، واريحا محمد ناجي متطوعة مجتمعية في مركز عهامة، هذه الفتيات يعملن ضمن مشروع الإستجابة عالية التأثير الذي تنفذه cssw بتمويل من wfp في كلاً من عقان وكدان وذيل وعهامة، هذه المناطق النائية والفقيرة التي تبعد بمسافات طويلة عن مركز المديرية ويعاني معظم سكانها الفقر والعوز وضيق الحال وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمة وانعدام المشاريع الخدمية.

الفتيات آنفات الذكر استطعن ان يغيرن العديد من الصور والسلوكيات الخاطئة والتي كانت تتفشى في مجتمعهن المحلي، واقنعن ابناء مجتمعاتهن المحلية والريفية ذات الطابع القروي والمتخلف عن الأقلاع من العادات الغير صحية التي كانت سائدة لديهم واستبدالها بسلوكيات صحية، كما استطعن إقناع الفتيات في تلك القرى والعزل النائية بأهمية الإلتحاق بمقاعد الدراسة وتلقي العلم، وبضرورة إتباع الرسائل السلوكية الأساسية لضمان حياة صحية آمنة ومستقرة لهن ولإطفالهن مستقبلاً.

يقول الدكتور زين عيدروس زين ضابط مشروع التوعية في جمعية cssw بان هذا المشروع يعتبر من اهم المشاريع التي جرى تنفيذها في قرى ومناطق مديرية المسيمير، حيث تم تدريب عدد من الكوادر المجتمعية وتوزيعهم على المجتمع المحلي للقيام بهذه المهام، مشيراً الى انه قد جرى تدريب وتأهيل عدد من القادة المجتمعيين ومشرفي عمل فرق التطوع لمساعدة العاملين في الميدان، لأفتاً بان هناك دور يناط بخطباء وائمة المساجد والمثقفين لتوعية وتثقيف ابناء المجتمع ونشر الرسائل الصحية وتعديل السلوكيات الشاذة خاصة تلك المرتبطة بالتعليم والصحة وحماية الطفل والمياه والإصحاح البيئي بطرق ووسائل وانشطة وبرامج متنوعة ومختلفة.

واستطرد الدكتور ابن عيدروس : بان هناك عدد من القصص التي تؤكد نجاح هذه الفرق في اداء هذه الرسالة السامية وتصحيح وتوجيه وتعديل الكثير من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي ظلت لفترة طويلة سائدة في هذه المجتمعات الريفية، مؤكداً بان طواقم الفرقم وخاصة المتطوعات العاملات في الميدان انجزن الكثير من المهام وكان لهن الفضل الكبير في اصلاح الاعوجاجات القائمة في تلك المجتمعات من خلال طرح ومناقشة العديد من المواضيع والمسائل ذات الصلة بالجانبين الصحي والإصحاحي، ناهيك عن الأدوار الفاعلة الأخرى التي اسهمت في إنهاء العديد من العادات والسلوكيات والظواهر الخاطئة وتجنيب المجتمع مخاطر ممارساتها الكارثية.

واختتم الدكتور زين قائلاً : لمسنا مؤخراً ارتفاع كبير في معدل الإستجابة والتفاعل لدى فئات المجتمع المستهدفة مع مضمون الرسائل والأنشطة التوعوية والإرشادية التي طرحت عليهم وقسنا أثر تطبيقها على الواقع فوجدنا الثمار التي تثلج الصدور، وقد وصل مؤشر الإستجابة لتلك الرسائل الى اعلى المراتب وهذا يؤكد بان مدى التجاوب والتفاعل مع مثل هذه الأنشطة والفعاليات الصحية اصبح كبيراً ومتعاظماً لدى كافة شرائح المجتمع وهذا يعطي دلالة واضحة على مدى تقبل واستيعاب الناس واستجابتهم لهذه الرسائل ويؤكد ايضاً الدور الفاعل والكبير الذي تبذله طواقم العمل الطبية العاملة في الوحدات والمواقع الصحية الثابتة في كلاً من عقان وكدان وذيل وعهامة الذين يعملون على نفس هذا الخط والنهج التوعوي في توعية وإرشاد وتثقيف كل من يرتاد هذه المواقع طلباً للخدمة الطبية باهمية هذه الرسائل الصحية.

المتطوعات في حديث لهن اكدن قيامهن بواجب التوعية والتثقيف والإرشاد وايصال الرسالة الصحية الى الفئات المستهدفة في في مجتمعاتهن القروية، منوهات الى ان هذه المجتمعات كانت تستوطن فيها عادات وتقاليد جاهلية غير صحية وكان لرسائلهن التوعوية اهمية بالغة في تعديل مسار حياة هذه المجتمعات المحافظة وتغيير الكثير من السلوكيات والعادات المتخلفة، منها اقناع هذه المجتمعات باهمية تعليم الفتاة وبضرورة الإلتزام بمضامين الصحة الإنجاببة، الى جانب اهمية الإلتزام بغسل اليدين بالماء والصابون في الأوقات الحرجة والإهتمام بالنظافة الشخصية وتعزيز صور واشكال النظافة العامة، ولفتت متطوعات المجتمع في احاديثهن الى ان مؤشرات التفاعل والإستجابة لهذه الرسائل الصحية بين اوساط المجتمع ترتفع يوماً بعد آخر، حيث تشكلت منظومة وعي وإدراك لدى الجميع باهمية هذه الرسالة في تجنيب الفرد والمجتمع الكثير من المخاطر، مؤكدات بان تطبيق هذه الرسائل والمفاهيم الصحية بين صفوف الفئات المجتمعية المستهدفة بدء اثره ملموساً في تدني مستوى الإصابة بالإمراض والإوبئة المعدية والسارية في الفترة الأخيرة مقارنة بالفترات الماضية، كما ان هناك إلتزاماً تبديه الكثير من الأسر والأطفال بالسير وفق هذا السلوك الصحي السليم وتطبيقه اثناء الحياة اليومية.

العاملين في الوحدات الصحية بمراكز عقان وكدان وذيل وعهامة افادوا في مجمل احاديثهم بان الحرب الأخيرة الى جانب وصول الكثير من النازحين ومكوثهم مناطق المديرية المذكورة سابقاً تسبب في تفاقم حدة التردي الذي يعاني منه القطاع الصحي من فترة طويلة وهو ما جعل الجميع عرضة لمختلف المخاطر الصحية والإصحاحية، مشيرين الى ان هناك سلوكيات خاطئة عكست تاثيرها على واقع الحياة العامة، هذه المشاكل عانينا منها قبل تدخل مشروع الإستجابة الطارئة الذي تحمل مسؤولية توضيح مساوئ هذه السلوكيات وكيفية التعامل معها باتباع خطوات توعوية وتثقيفية التي جنبت المجتمع كل الآثار المترتبة على سلوك الإتجاه الخاطئ.

واستدركوا قائلين : مهامنا في الوحدات الصحية الثابتة هي تنفيذ جلسات توعية للمرضى وطالبي الخدمة الإستطبابية عند اجراء المعاينة، حيث نقوم بالتعريف باهم الرسائل الصحية ونعدد اهميتها ومنافعها ونقوم بواجب النصح بضرورة الإلتزام بها لتجنيب الفرد والمجتمع اسباب الوباء والمرض، ونفذنا بجانب متطوعات المجتمع المحلي العديد من الحملات الإرشادية وشرحنا فيها للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال وفئات المجتمع الاخرى جملة من الرسائل مثل اهمية تشجيع الفتاة الريفية على التعليم واهمية الإلتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين في جميع الأوقات وخاصة الأوقات الحرجة بالماء والصابون واسخدام الطريقة الصحيحة للغسل للتخلص من نواقل ومسببات المرض، الى جانب شرح اهمية تنظيم الأسرة وطرق الصحة الإنجابية واهمية الإهتمام بالرضاعة الطبيعية للطفل والإلتزام بنظامه الغذائي المتوازن لتجنيبه كل المخاطر والأضرار، والحمد لله فقد لمسنا تفاعل وتجاوب وإلتزام بتطبيق ما طرحناه من رسائل واقعاً ملموساً لدى هذه الفئات المستهدفة وهذا انعكس ايجاباً من خلال إختفاء عدد كبير من الظواهر والسلوكيات غير السليمة وتلاشي صور الأنتشار الواسع للمرض بين صفوف المواطنين حتى اصبحت تلك المجتمعات شبه خاليه من الأمراض والأوبئة بفعل تنامي الوعي والإدراك لدى كافة ابناء المجتمع باهمية تلك الرسائل.

اما الأخت صفية محمود عبد الله ربة بيت من النسوة التي تم استهدافهن بمشروع الرسالة الصحية في مديرية المسيمير محافظة لحج تقول في حديث مقتضب لها : اشكر كل الجهات التي نفذت هذا المشروع الذي استفادت منه مناطقنا الريفية، فهذا المشروع الذي تبنى رسائل توعوية ذات اهمية كبيرة صحياً واصحاحياً تضمن مفاهيم كنا نجهلها في تعاملات حياتنا اليومية خاصة تلك المتصلة بجانب النظافة الشخصية واهمية المباعدة بين الولادات والتغذية المتوازنة للطفل واهمية الرضاعة الطبيعية وغيرها من الوسائل السليمة في تربية الطفل وتغذيته والتي لم نكن نعلمها وندرك اهميتها.

واضافت : كما اشكر متطوعات المجتمع اللوات بذلنا جهوداً جبارة لإيصال هذه الرسائل للأسر والأطفال القاطنين في اوعر القرى والمناطق الريفية، ونثمن هذه الأدوار المتفانية التي اثمرت تعديل وتغيير كل السلوكيات السيئة والخاطئة، واسهمت في رفع مستوى الوعي بأهمية النظافة والتعريف بالطرق السليمة والصحيحة الواجب على الجميع اتباعها لضمان صحة الأم والطفل وصحة المجتمع، كما لا ننسى الرسائل الإصحاحية التي جرى تعريفنا بها من قبل متطوعات المجتمع بهدف تجنيبنا الأوبئة والأمراض السارية كالإسهالات والكوليرا، كل تلك الجهود والمساعي الحثيثة خلقت ثقافة واسعة لدى كافة اطياف المجتمع الريفي خاصة تلك التي لم تصلها هذه المشاريع التوعوية من قبل وشكلت منظمومة وعي متكاملة باهمية اتباع هذه الوسائل الصحية لتجنب الإصابة بكل المخاطر، تلك المفاهيم والممارسات الصحية انغرست في عقول وافئدة كافة شرائح وفئات المجتمع وانعكست بفعل تأثير هذه الرسائل الى سلوكيات سليمة، هذا الشكل الصحي هو الشيء الأهم والضروري في حياة الإنسان وتعاملاته اليومية وهو من ينأى به عن الوقوع فريسة للأمراض والأوبئة السارية والخطيرة والفتاكة.

وتابعت حديثها قائلة : من المفرح ان نرى أطفالنا اصبحوا مستوعبين لكل النصائح والإرشادات الصحية التي تضمنتها تلك الرسائل التي نفذت من قبل متطوعات المجتمع اللوات قمنا مشكورات بعمل زيارات وجلسات توعوية الى المنازل للتعريف بهذه الرسائل وشرح قيمتها، وهذا الشيء يجعلنا نشيد بفرق بفرق وطواقم عمل التثقيف المجتمعي الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإيصال هذه المفاهيم وغرسها في اذهان جميع الفئات.

وقالت في ختام حديثها : نرى اليوم كثير من الأطفال يتمتعون بقدر عالي من المعلومات والثقافة الصحية الواسعة، ونراهم يطبقون ما تلقوه من رسائل ومعارف صحية في واقع حياتهم وتعاملهم اليومي بصورة جيدة وسليمة، وهذا دليل ايجابي يعزز من الوضع الصحي العامة في كل منزل واسرة ويصب في مصلحة الجميع.