آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:29م

ملفات وتحقيقات


بيض ارحل وشاهي بطعم الحرية .. في ساحة التغيير« هل يريد الجميع لصالح ان يرحل؟»

الثلاثاء - 18 أكتوبر 2011 - 10:02 ص بتوقيت عدن

بيض ارحل  وشاهي بطعم الحرية .. في ساحة التغيير« هل يريد الجميع لصالح ان يرحل؟»
بائع بيض بالقرب من ساحة التغيير بصنعاء وقد كتب على حباته شعار -ارحل- صورة من صحيفة الرياض السعودية

صنعاء ((عدن الغد)) أخبار اليمن:

لا دخل لهم فيما يحدث, على الرغم من انهم يريدون مستقبلا أفضل بكل تأكيد, أولئك الباعة الذين يجوبون ساحات الاعتصامات بحثا عن الرزق الحلال استغلالا لتجمهر الناس, يتهرب الباعة أحيانا حين تسأله عما إذا كان يريد إسقاط النظام أم لا؟


ربما انهم يريدون ويضمرون في أنفسهم هذا الشعار خوفا من عدم تحقيقه وربما لا يريدون لأن الساحة قد جلبت لهم العديد من الزبائن والرزق قد حل عليهم, والفرصة لا تتكرر أو كما يقولون ليلة القدر ليلة واحدة من بين ثلاثمائة وستين يوما.


في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء يتواجد العشرات من هؤلاء الباعة وكلما اقتربت منه ابتسم على الفور وخاطبك بقوله: يوجد لدينا قبعات "ارحل" هو يعلم أن بضاعته فيها الكثير من المجازفة والشجاعة وانه قد يغدو في محل مراقبة الأمن ولكن الضرورة تقتضي الاتجاه بنفس التيار حتى تنفد البضاعة ويكسب المصروف الذي قدره الله له قبل عودته الى الطاحون لشراء شوالة الطحين بسعرها الباهظ, فهو يكابد الحياة بمصاعبها ومتاعبها وغلائها وكمدها وحاكمها ومشتركها وأطيافها المختلفة وهذه الدنيا لا تأخذ إلا غلابا وعراكا.


في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف مساءأحد أيام الثلاثاء كنا في ساحة التغيير لقراءة ما يمكن قراءته من جانب مغاير ومن صورة تختلف عن الصورة النمطية التي ننقلها او تنقلها الصحف, لم نأخذ في الحسبان ان الوضع سيكون بتلك الصورة, القاعدة الصحفية التي تقول بأن الخبر: رجل عض كلبا وليس كلب عض رجلا, أي الطرافة والجدة في ما ينقل الصحفي ولكن لا طرافة ولا جدة ولا سبق.


كل متر في الساحة بحاجة الى خبر ولكن في وقت غير ذاك, ففي ذلك الوقت تسيد الموقف مشهد الثبات وقليل من الكر والفر على إثر قيام جنود الأمن بهجوم على المعتصمين, الساحة إذن تعج بالجرحى ومازال صوت المعتصمين هو الصوت ومازالت أنوار الباعة مضيئة لا تطفئها أصوات الرصاص ولا القنابل المسيلة للدموع.


قريبا من المنصة الرئيسية اتخذ احد الفتيان ساحة صغيرة لعربية لا يبيع عليها غير الشاهي, من هيئته يضطر الزبائن طرح أسئلة عليه من مثل: لماذا تلوك القات في هذه الساعة المتأخرة؟ لم تبيع في مثل هذا الوقت؟ أين تنام؟ ومتى؟ وكيف؟.....الخ!


لا يأبه لهذه الأسئلة بتاتا وللخروج من متاهة الأسئلة يلجأ الى المغالطة ويخرج بدهاء: احمر وإلا حليب وإذا ما تكررت الأسئلة عليه يباشرك: ارجع لي عندما أكون فاضي!


يعلم هذا الفتى انه لن يفرغ من عمله, فالزبائن يتهافتون عليه والجموع تحتشد حوله في كل وقت, رفض أن يتصور وفي عربيته ما يستحق التصوير: لافتة او بالأصح قطعة من كرتون مكتوب عليها شاهي بطعم نكهة الحرية..


هي الحيلة لجذب الزبائن الذين يجدون في الساحة متنفسا عليلا ممزوجا بالحرية, فلجأ الى هذه الحيلة لاستقطاب اكبر عدد من الزبائن. في الضفة المقابلة وعلى الرصيف المحاذي لفتى الشاي تنتصب خيمة صغيرة لأحد باعة القات وبالحيلة الجذابة كتب عليها صاحبها (مقوت الثورة) ربما يكون سعر القات أغلى من بقية المقاوتة ولكن مغزى الاسم جعله أكثر بيعا من غيره. صاحب الخيار لا يقل حيلة عن من سبقه ولأنه كذلك قام بالكتابة على عربيته خيار واحد وبعد فاصل نقطي قصير كلمة ارحل.


هو موسم باعتبار الباعة ولا يمكن أن يتكرر وقد يكون هؤلاء الباعة من مؤيدي صالح ولا يريدون إسقاطه ولكن كما ذكرنا سلفا الحاجة تقتضي أن يكون هؤلاء مع المطالبين بإسقاط النظام.. باختصار يقولون لك: لا نريد إسقاط النظام وفي نفس الوقت نريد استمرار الاعتصامات.