آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-08:02م

أدب وثقافة


لا تقل لي أحبك

الثلاثاء - 07 يناير 2020 - 11:46 م بتوقيت عدن

لا تقل لي أحبك

عدن (عدن الغد ) أمل المشرقي:

لا تقل لي أحبك..

ربما شيئاً من هذا القبيل لا يلفت انتباهي ولكن ماذا لو أصبحنا أصدقاء

تجمعنا الحياة سوياً بضحكات متناغمة كالموسيقى الهادئة؟

ماذا لو أصبحنا نحارب أنفسنا في ترك الاشياء التي نريد تركها ولكن لا نستطيع؟

حسناً ،قلت لي يوماً بأنك لست قادراً على الاقلاععن التدخين، أخبرتك أن

تأخذ في اليوم  سيجارة واحدهً فقط، وعدتني بذلك واستمررت لمدة شهر وبعدها

عدت كما أنت!

أتذكر ذلك اليوم كم كنت غاضبة عندما كشفتك بالصدفة؟ عندما رأيتني قلت لي

لماذا أنت غاضبة؟ صرخت في وجهك، وأخبرتك أن الوعد الذي وعدتني به قد

نفيته وظللت تصرخ وتقول أنك التزمت به شهراً وظللنا نصرخ إلى أن بُحب

أصواتنا وبعدها مشينا ونحن نتبادل نظرات الاستغراب .

أتذكر..

عندما أخبرتك أنني أريد أن أتوقف عن الرسم كيف صرخت على مسمعي بحرفين

"لا" ؟ كانت شديدة وقوية جداً

لم أتوقع منك تلك النبرة الحادة، لقد أفزعتني كثيرا واخذت وقتاً طويلاً

لاستوعب تلك الصرخة .. لا

ظللت أتسأل في قرارتي كيف إذا تركت الرسم ؟ ماذا كان سيفعل؟

..

أخذت أفكر قليلاً واعطيت نفسي مساحة من التفكير، بيني وبين نفسي، قائلة

كيف تتركين شيئاً هو روحاً منك ؟ الرسم الذي اعتبرته كل حياتي وهو أول من

كان محاربي ويأخذني بين الاشخاص الذين ظننتهم بجانبي ولكن رغماً عن ذلك

يظل الرسم صديقي وقرارتي الذي أبدل فيه كل طاقتي لأرسم فيه شيئاً أردته،

لأخرج طاقتي السلبية، لأرسم لأعيش تلك التخيلات وأكذب أن هنالك أوهام بين

أيدي الرسام لأخبر الناس بان الرسم حقيقة.. حقيقة معلنة نخبئها منذ مدة..

منذ أن أخذنا بأيدينا القلم والورقة لنرسم شيئاً بسيطاً ويبقى منحوتاً في

الذاكرة كأول رسمة اعتبرناها شيئاً مذهلا..

كان قراري متسرعاً نحو ذلك، لم أبذل حتى أدنى طاقه لأفكر قليلاً فيما

اتخذت ،الشي الذي كان يدفعني لترك الرسم لا أعلم سببه أو أنني أجهل سبب

حبي له والتخلي عنه بنفس الوقت، حقاً الأشياء التي نحبها يجب ألا نتخلى عنها، يجب أن نتمسك بها مهما كانت تلك

المعوقات أمامنا يجب ألا نركلها بعيداً ،بل أن نتخذ منها قوة تجبرنا على الايقاف وعلى الصمود والتحدي