آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

حوارات


مدير مؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عادل سعيد :لدينا حزمة من الطموحات والاحلام المؤجلة بسبب الظروف الحرب والاوضاع الحالية

الإثنين - 23 ديسمبر 2019 - 05:37 م بتوقيت عدن

مدير مؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عادل سعيد :لدينا حزمة من الطموحات والاحلام المؤجلة بسبب الظروف الحرب والاوضاع الحالية

التقاه / احمد حسن قيصر ياسين:

تواصل الاستعدادات وبوتيرة عالية في إطار ( المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان / عدن ) لاستقبال عام جديد مليء بالمحبة والأمل مع توديع عام مضى .

واعتادت المؤسسة - منذ أربعة أعوام - على  تقديم تحية خاصة للعام الجديد من خلال تنفيذ حملة مفتوحة تحمل شعار :  (1-1 سأبدأ عامي بخير لصالح مرضى السرطان )، صحيفة عدن الغد  .. زارت المؤسسة وتعرفت على مناشطها .. وكان لها لقاء مع الأستاذ / عادل سعيد.. مدير المؤسسة.

وكان الحوار التالي :

 

* من هي المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ؟

هي إحدى لافتات العمل الاجتماعي المؤسسي في اليمن من مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا تعمل منذ العام 2006م بترخيص رسمي من وزارة الشؤون الإجتاعية والعمل .. وهي تشتغل في مجال مكافحة السرطان والتوعية بآثاره والتخفيف من معاناة مرضى السرطان - تعمل بنفس إنساني خيري طوعي بحث - وتتوجه للمجتمع مباشرة ومحيط عملها محافظات ( عدن – لحج – أبين – الضالع ) تعمل وفق النظام المؤسسي المحتكم للوائح والانظمة ولنا الشرف ان لدينا مجلس امناء من كوكبة من الأسماء ذات البريق واللمعان اقتصادياًً و اجتماعيا ومن رجالات المال والاعمال والشخصيات ذات الوزن لدينا نظام مالي يحتكم لأعلى درجات الشفافية المالية ونعمل وفق ضوابط واليات حازمة وهذا هو معيار بقائنا وتفوقنا و ما نحظى به من  سمعه مجتمعية ورصيد انساني .. ولله الحمد

 

* ما طبيعة الخدمات التي تقدمونها في المؤسسة ؟

كما قلت لك تعمل المؤسسة في مجال مكافحة السرطان وتخفيف الوجع عن المرضى والتوعية المجتمعية بقدر المستطاع ووفق الظروف والإمكانات المتاحة .

ويمكن تلخيص عمل المؤسسة في خمسة عناوين :

-           البرنامج التوعوي : وهو حجر الأساس أو هو العمود الفقري بالنسبة للمؤسسة .. وشعارنا ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) .

-           برنامج الكشف المبكر عن السرطان .. وللمؤسسة في هذا المجال عيادتان في عدن-  ( العيادة الوردية المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي )  –  وعيادة الجلد  ( وحدة الأشعة الضوئية للأمراض الجلدية ) كما تم – مؤخراً- افتتاح عيادة وردية مجانية في محافظة لحج بمستشفى ابن خلدون بدعم وتمويل من منظمة ( يمن إيد )

-           برنامج الخدمات الصحية  : ويعتبر هذا الجانب هو صلب عمل المؤسسة حيث تقدم المؤسسة خدماتها للمرضى وفق آلية تنظيم هذا العمل وتشمل الخدمات : الفحوصات والأشعة وصرف بعض العلاجات والمستلزمات الطبية .. ومنح المرضى تذاكر سفر داخلية حال تحويلهم من الأطباء لصنعاء للجلسات الإشعاعية  .. وبخلال الفترة من ( يناير حتى نوفمبر ) 2019م استفاد من المؤسسة ( 8060 ) مستفيد ومستفيدة بتكلفة بلغت ( 66,756,500 ) ريال يمني .

-           البرنامج الإجتماعي : وهذا البرنامج هدفه  التخفيف من المعاناة المادية للمريض بتقديم مساعدة عينية من خلال السلل الغذائية أو اللحوم أو التمور .. وأي مساعدات أخرى تتلقاها المؤسسة من أهل الخير .

-           برنامج الدعم النفسي : وهذا البرنامج من البرامج ذات الأهمية في تخفيف الضغط النفسي على المريض وعلى أسرته حيث تقوم المؤسسة بعمل بعض البرامج والنشاطات الترفيهية .

هذه باختصار شديد عناوين الخدمات التي تقدمها المؤسسة وفق ما تقدر عليه وتستطيع .

 

* ماهي أوجه الدعم الذي تتلقونه ؟

المؤسسة – كما هو معروف-  واحدة من لافتات المجتمع المدني والعناوين الإجتماعية الخيرية ودعمها بالأول والأخير من المجتمع ذاته .. إذا المؤسسة تشكل واسطة خير وجسر محبة بين المرضى وبين الميسورين من أهل الخير .. أفراد أو جمعيات أو منظمات .. وهي تتلقى أي دعم غير مشروط وتعكسه في برامجها وأنشطتها ليس لها هدف إلا المرضى .. وفقط تخفف عنهم وتقدم للمجتمع رسالة توعية تقول لهم : خذوا حذركم من هذا الداء المراوغ .. ربنا ينجينا من شره.

 

* هل الدعم الذي تتلقونه .. يسد الحاجة ؟

هذا السؤال موجع وشديد القسوة .

يا صديقي .. مرض السرطان هو من الأمراض المكلفة مادياًً حد التعجيز ..

مريض السرطان – ربنا يشفيه ويعافيه –   لا يعاني فقط وجع المرض لكنه يعاني بأكثر من هذا من وجع التكاليف الباهظة للعلاج وللأشعة وللفحوصات تكاليف لها أول وليس لها أخر .. وكثير من المرضى يبيع ما أمامه وما خلفه كي يوفر تكاليف العلاج .. ولا يستطيع .

وهذا جزء من جوابي على سؤالك .. فنحن نقدم مساعدات محدودة ولا نقدر على تقديم ما نطمح إليه بسبب قلة الدعم وضعف الإمكانات .. وكذلك بسبب ظروف المستشفيات التي تباشر في علاج مرض السرطان .. الدعم الذي نلاقيه محدود للغاية .. وإرتفاع الأسعار بصورة جنونية يجعلنا في مأزق حقيقي أمام نظرات المرضى .

من خلال منبركم المحترم ( صحيفة عدن الغد  ) نوجه نداءنا لكل المقتدرين وأكف الإحسان أن بادروا للتخفيف من أوجاع هؤلاء

فيكفي مريض السرطان وجعه البدني والنفسي والاجتماعي كي ينضاف له وجع مادي هو الأقسى على الإطلاق ونطالب الدولة والحكومة بلفته كريمة باتجاه هؤلاء المساكين الذين يرقدون على الأسرة البيضاء لاحول لهم ولا قوة

 

* كيف هي علاقتكم بالجهات الرسمية ؟

العلاقة التي تربطنا بالجميع مجتمع - ومؤسسات حكومية وخاصة -  هي علاقة محبة وود , علاقة تعاون نتأمل لها مزيداًً من التطور والنماء .. فنحن نكمل الجانب الرسمي ونعمل تحت مسؤوليته ولنا شبكة علاقات مع مؤسسات المجتمع المدني بما يخدم مرضى السرطان .

ولا نزال نمد يد المحبة والتعاون لكل من يرغب في تقديم خير لهؤلاء المرضى .

 

* كم وصل عدد مرضى السرطان في عدن ؟

حالياً وبسبب ظروف الحرب وما بعد الحرب لا أقدر على إعطاءك رقم دقيق لعدد المرضى , لأن الأوضاع الحالية وبسبب الحرب صار الجانب الإحصائي الذي يرصد أعداد المرضى سواء في عدن أو في غيرها هذا الجانب شبة متوقف حالياًً .. لكن أعداد المرضى الذين وصلوا المؤسسة وفتحوا ملفات رسمية يصل عددهم منذ التأسيس وحتى الآن ما يزيد عن ( 8060 ) وطبعاًً الرقم يشمل المحافظات الأربع ( عدن – لحج- أبين – الضالع ) ومحافظات أخرى .

 

* كيف تقيمون التفاعل المجتمعي معكم ؟

لله الحمد والشكر فلولا تفاعل المجتمع وحماسه لكانت المؤسسة قد أقفلت أبوابها منذ زمن .. المجتمع هنا مجتمع خير وعطاء ومحبة وهو يبذل – ما وسعه البذل – في نفع الأخرين وتقديم العون لهم , لكن الظروف قست على الجميع , وعدن تُسمى منذ القديم ( أُم المساكين ) يجد فيها كل من سكنها وعاش في حافاتها كل الحب والتكافل والخير , نحن نعيش ظروف استثنائية جداًً ., ولا يكلف الله نفساًً إلا وسعها

 

* قرأنا وسمعنا عن استعداداتكم لإطلاق حملة ( 1-1 سأبدأ عامي بخير ) ما طبيعة هذه الحملة ) ؟

(حملة ( 1-1 سأبدأ عامي بخير ) هي حملة مجتمعية خيرية عامة تحاول أن ترسم الأمل وتزرع الإبتسامة في وجوه المرضى وتتلخص فكرتها في استقبال أول يوم من العام الجديد في شهر يناير ( 1-1 ) بعمل خيري إنساني مبارك .. نقول فيه الجديد : ايها العام الجديد نحن متفائلون بك ونحن عازمون علي ان نبدأ اول يوم فيك بخير وذلك عبر ثلاثة افكار :

-           اولا : تقديم رسالة ( توعية وتثقيف ) مجتمعي في أهمية مكافحة مرضى السرطان ومقاومته والصمود في وجهه

-           ثانيا : تقديم رسالة ( دعم نفسي رسالة ) محبة و خير للمرضى الموجوعين نقول لهم : نحن معكم .. من قلوبنا ندعوا لكم وكل عام وانتم في صحة وعافية وخير .

 

-           الثالث : تحفيز المجتمع علي جعل اليوم الاول من هذا العام ( 1- 1 ) لصالح مرضى السرطان بصورة طوعية اختيارية  ولوجه الله تعالى :

-           نستقطع يوما من راتب موظف.

-           نستقطع يوما من مصروف طالب .

-           نستقطع يوما من أجرة عامل.

-           نستقطع يوما من احتياجات ربة المنزل في مطبخها.

-           حملة (1-1) هي رسالة محبة وسلام بين يدي العام الجديد .. كل عام والعالم كله في خير ومحبة وسلام وكل عام ومرضانا جميعا في عافية وصحة وتحسن على الدوام .

 

* ماهي مشاريعكم القادمة ؟

المؤسسة – بحمد الله تعالى - افتتحت مؤخرا وبدعم وتمويل من  ( منظمة يمن )– عيادتها الوردية المجانية الثانية في محافظة لحج ... وهي عبادة نموذجية تستحقها محافظة لحج كما وأن المؤسسة حاليا بصدد التجهيز لافتتاح ( مركز الحياة النموذجي للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم )  بكلفة تصل الى ما يزيد عن الثمانين الف دولار

ولدينا حزمة من الطموحات والاحلام المؤجلة بسبب الظروف والاوضاع الحالية .. لكننا مصرون على السير حتى اخر المشوار .

 

* ماهي رسالتك الاخيرة ؟

رسالتي هي رسالة مريض السرطان .. لا تنسوه من دعائكم ومن اهتمامكم ومن دعمكم، رسالة مجتمعية لكل من يقرا هذا السطور : اجعلوا لهؤلاء المرضى جزء من اهتمامكم .. فالمعروف لا يضيع و صنائع المعروف تقي مصارع السوء ... والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخية  .

ولنتذكر جميعا ولا ننسى قوله الله تعالى ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، رسالة للجهات الرسمية في الدولة والحكومة هؤلاء المرضى في ذمتكم وحقهم الطبيعي ان يجدوا السند والدعم وان يحظوا بالرعاية والاهتمام.