آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:03ص

ملفات وتحقيقات


حملة لا للتحرش: وسيلة لرفض العنف ضد المرأة يجسدها شباب عدن بطرق مختلفة(تقرير)

السبت - 07 ديسمبر 2019 - 06:14 م بتوقيت عدن

حملة لا للتحرش: وسيلة لرفض العنف ضد المرأة يجسدها شباب عدن بطرق مختلفة(تقرير)

عدن(عدن لغد)خاص:

سمعنا كثيرا عن عدد من المواقف السيئة التي تتعرض لها النساء في الشوارع واثناء تنقلها في وسائل المواصلات وحتى في العمل ومختلف الأماكن التي تذهب إليها وكل هذه المواقف تنحط تحت مسمى واحد وهو (التحرش).

وفي عدن مع الأسف الشديد ازدادت ظاهرة التحرش بشكل كبير بعد الحرب وحدوث عدد من المتغيرات التي ساهمت بشكل مباشر في توسع هذه الظاهرة وانتشارها على مدى واشع وبعدة أشكال مختلفة تتعرض لها النساء والفتيات كل يوم.

وهناك عدد من القضايا في المحاكم والشكاوى التي تدون في سجلات الشرطة تتعلق بالتحرش أو تكون بداياتها التحرش باللفظ أو التطاول وينتهي بالاعتداء الجنسي والجسدي الذي يؤثر سلبا على الفتاة نفسيا وتصاب بحالة من الاكتئاب نتيجة السكوت أو عدم الانصاف من قبل المجتمع.

كل ذلك استوجب على الجميع أن يقف على هذه الظاهرة التي أصبحت مخلة للآداب والتي انتشرت بشكل مخيف ومريب بين أوساط الشباب في ظل غياب دور السلطات الأمنية والقضائية الحقيقي والفعلي الذي يحاسب كل من يقوم بالتحرش أو يمارسه بأي طريقه.

في عدن كان الأمر مختلفا في التعبير عن رفض التحرش وتجسيد ذلك في عدد من المظاهر والأشكال التي تفاعل معها المجتمع بشكل كبير وكان له أثر تداولته مواقع التواصل الاجتماعي.

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

*حملة 16 يوم لرفض العنف القائم ضد المرأة والتحرش التي تتعرض له النساء :

 

بداية القصة كانت مناسبة اليوم العالمي لرفض العنف ضد المرأة وتبعياته من فعاليات وورش عمل ومؤتمرات بمختلف المؤسسات والمنظمات والمرافق التي تجسد هذا اليوم بعدد من الأنشطة التي تظهر معنى العنف وكيف تتعرض له النساء وموقف المجتمع وأقاربها منه ونتائج ذلك على صحتها ونفسيتها.

كانت أهم هذه الفعاليات ورشة العمل التي أقامتها منظمة كير بالتعاون مع مركز المرأة بديوان جامعة عدن وكانت عبارة عن ورشة عمل ضمت عدد من الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية صحف وإذاعات وقنوات فضائية تناولت أوراق عمل تخص العنف والتعريف به وأثرة وعدد من النتائج التي تترتب عليه وعلى حياة المرأة التي تتعرض للعنف.

وتم عرض مجموعة من القصص التي تتعرض لها المرأة جراء العنف وسكتش مسرحي لزواج القاصرات وعرض لوحات فنية تعبر عن أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة.

وهناك أيضا عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي عبرت عن هذا اليوم بفعاليات وأنشطة مختلفة لتوصيل رسالة مفادها الرفض التام للعنف القائم ضد المرأة بكل أشكاله وأنواعه وضرورة أن يشترك المجتمع في إزالة هذا العنف أو التخفيف منه.

 

*وصلة فنية في شوارع المعلا وتداول الفيديو على نطاق واسع في عدن:

 

من الأشياء التي كان لها أثر كبير هي فيديو كليب تم تداوله على مواقع التواصل لمجموعة من شباب عدن يقومون بوصلة فنية من رقص وغناء في الشارع الرئيسي لمديرية المعلا ووسط مشاهدة من أبناء المنطقة وكل من مر وكانت كلمات الأغنية تتحدث عن رفض التحرش وتوعية للشباب من أجل تجنبه لأنه لا ينتمي لمدينة عدن التي لطالما عرفت بالسلام ونبذ أي ظاهرة تسيئ للمجتمع والأخلاق.

أغنية لا للتحرش تحصلت بعد يوم من عرضها على نسبة مشاهدة عالية في مختلف الوسائل التي عرضت بها أهمها صفحات الفيس بوك والواتس أب وانستجرام وتم تداول الفيديو بين المواطنين والشباب على نطاق واسع بإشارة لقوة الفكرة التي جاءت في توقيت مثالي مع حملة 16 يوم لرفض العنف القائم على المرأة وكان صورة من صور التعبير عن رفض التحرش والحرص على توصيل هذه الرسالة للمجتمع للتفاعل معها.

 

*رسومات جدارية في بعض الأماكن تجسد ظاهرة العنف والتحرش ضد المرأة :

 

دائما هناك زوايا للجمال يحاول المبدعون أن يحولوها لأشياء لها قيمة وأثر كبير لكل من يراها , هذا بالضبط  ما قام به بعض الرسامين والفانيين في عدن فكانت هناك رسومات جدارية قام بها ابن عدن الفنان علاء روبل بالتعاون مع مجموعة من الشباب برسم صور وجداريات تعبر عن العنف وعن أثرة للمرأة كانت أحداها في جدار بكلية العلوم الإدارية وأماكن أخرى.

وتعتبر هذه الجداريات رسالة واضحة ومباشرة لرفض ظاهرة التحرش ومن ضمن فعاليات الحملة التي تقام في عدن تزامنا مع اليوم العالمي لرفض العنف ضد المرأة , رحب الجميع بهذه الأفكار الجميلة والمعبرة الذي يقوم بها شباب عدن وهدفهم الرئيسي الحد والتقليل من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة في محافظة عدن وعموم البلاد ولها تبعيات خطيرة على المجتمع والنساء فيه.

 

*وتبقى هذه الأفكار والفعاليات هي الوسيلة الوحيدة للشباب للتعبير عن آرائهم تجاه عدد من الظواهر في ظل غياب الأمن والدولة وانتشار ظاهرة التحرش والعنف بكل أشكاله في انتظار تحرك جاد من الجهات المعنية لإيقاف كل ما يحدث ووضع حد لهذه الظاهرة التي تظل المرأة ضحيتها الأولى والأخيرة.