آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-10:42م

ملفات وتحقيقات


(تقرير)سماسرة ووساطات وأبناء مسؤولين يحصلون على منح دراسية .. فمن لأبناء الفقراء يا وزير التعليم العالي ؟

الأربعاء - 04 ديسمبر 2019 - 05:36 م بتوقيت عدن

(تقرير)سماسرة  ووساطات  وأبناء مسؤولين يحصلون على منح  دراسية .. فمن لأبناء الفقراء   يا وزير  التعليم العالي ؟

عدن(عدن الغد)خاص:

 

تقرير / الخضر عبدالله :

 

 

 

هناك في أروقة وزارة التعليم العالي ومحيطها حيث تلتقي المصالح وتبرم الصفقات تتوارى معايير الكفاءة والجدارة بالابتعاث أمام سلطة المال وحضور الجاه والنفوذ.

 

بعض تلك الفرص تذهب لذوي القرابة والمسؤولية والمصالح المشتركة وبعضها تباع لذوي الدرجات الدنيا وبعض المتعثرين على حساب كثير من المستحقين.

 

الكثير من الطلاب الذين لا حول لهم ولاقوة  والمستحقين  لهذه المنح الدراسية  لم تلحظهم عين الوزارة ، إذ لم يشفع لهم تخصصهم العلمي الدقيق وتفوقهم سواء في  الثانوية او البكلاريوس  او الماجستير بتقدير امتياز من الحصول على  منحة مالية تساعدهم في مواصلة دراستهم  إلا انهم يواجهون مماطلات  ووعود زائفة من قبل وزارة التعاليم العالي .

 

اعذار واهية

 

يتحدث  الكثير  من المتقدمين للمنح والمساعدات المالية في أروقة وزارة التعليم العالي  ومبنى البعثات  بمدينة خور مكسر بمحافظة عدن عن وجود سماسرة من داخل الوزارة ومن وزارات أخرى للمتاجرة بالمنح الدراسية واستخراج قرارات الابتعاث في غضون فترة وجيزة ولكن لكل شيء ثمنه ـ كما يقال ـ ويذكر أن إجراءات روتينية مملة وطويلة توضع أمام المتقدمين لاستيفائها ، فيما يماطل المختصون في إكمال معاملات الطلاب ويبتكرون الأعذار الواهية وقد تضيع وثائق الطلاب أو حتى ملفاتهم وأحياناً تخلو مكاتب الوزارة من المختصين .

 

بيع وشراء للمنح

 

واللافت في الأمر أن عمليات السمسرة والمتاجرة بالمنح الدراسية تتم تحت سمع وبصر الوزارة والأجهزة الرقابية الممثلة فيها ، إذ لا أحد ينكر حدوثها ، والأغرب من ذلك أنه بات للمنح الدراسية تسعيرة خاصة في عالم السمسرة متعارف عليها لدى الجميع.

 

قدمت منذ سنتين ولم انجح

 

أحد المترددين على الوزارة  ـ تحدث بمرارة عن مرور عامين متتاليين دون حصول قريب له على المساعدة المالية رغم حصوله على مقعد مجاني من إحدى الدول واستيفائه شروط استحقاق المساعدة المالية . وأخبرنا أنه بسبب كثرة المماطلة اضطر مؤخراً للاعتماد على سمسار نافذ له علاقاته في الوزارة  لاستخراج قرار المساعدة المالية مقابل ألفي دولار.

 

مخالفات ومكافآت :

 

مصدر بوزارة التعليم العالي  لم يعرف عن اسمه " أكد صراحة وجود من يقوم بأعمال تخص القطاع ، مخالفة للنظام والقانون ، ويتم التغاضي عنهم وعن تلك المخالفات والتجاوزات مكافأتهم باعتماد قرارات صادرة من خارج القطاع بدون وجه حق في إشارة إلى وجود فاسدين محميين يقومون بالإيفاد العشوائي.

 

مسالة اكتشاف سهلة :

 

بعض المراقبين لوضع فساد وزارة التعاليم العالي  قالوا :"  أن لوبي الفساد من تجار المنح وشبكات السمسرة وأعوانهم بالوزارة معروفون لدى قيادة الوزارة وممثلي الأجهزة الرقابية فيها وأن مسالة اكتشافهم ليست بالأمر الصعب ولا تحتاج إلى معجزة بقدر ما تحتاج لوجود نية لإيقاف فسادهم وعبثهم بمستقبل الوطن  فهناك من أبناء الوكلاء ومدراء الدوائر من حصل أبناءهم على منحتين او ثلاث منح على حساب المتقدمين  ولا يخضعون لإي أجراءت او متابعات فهم ينالون هذه المنح كونهم أبناء مسؤولين في وزارة التعليم العالي .

 

الابتعاث العشوائي :

 

وتظهرالكثير من   المخاطبات الرسمية بمن استفحال عمليات السمسرة والابتعاث العشوائي  و صدور قرارات إيفاد من خارج القطاع لم تعرض أولياتها عليه للمراجعة والتوقيع عليها بحسب قواعد العمل .

 

متفوقون محرومون 

 

يوجد  عشرات الطلاب والطالبات   من خريجي الثانوية بتقديرات عالية تتراوح ما بين 90-96 بالمائة لم يتمكنوا من الحصول على فرصة ابتعاث للدراسة في الخارج.

 

وفي سبتمبر الماضي تداول ناشطون وثائق لعملية استبدال منح خمسة طلاب بأبناء دبلوماسيين ومسؤولين مقربين من السفير اليمني في القاهرة، في الوقت الذي أكدت وزارة التعليم العالي ان السفارة اليمنية في القاهرة هي من قامت بإستبدال خمسة من الطلبة الاوائل بأشخاص اخرين من خارج الكشف.

 

 

تحايل لا فساد :

 

لايختلف أثنان ا بوجود تجاوزات محدودة بشأن ابتعاث طلاب بمعدلات متدنية لكنهم لم يعتبروه شكلاً من أشكال الفساد والتلاعب بالمنح الدراسية لأنهم كما يقول أحد فلاسفة وزارة التعليم العالي   هم طلاب يمنيون وابتعاثهم للدراسة في الخارج سيكون في الأول والأخير لمصلحة الوطن ولتأهيل الكوادر اليمنية، مؤكدا تفوق أولئك الطلاب وتميزهم في دراستهم.

 

وقال: أثبتت الأيام أن بعض ذوي المعدلات الصغيرة كانوا من أوائل الجامعات التي التحقوا بها وبتقديرات امتياز مع أنهم كانوا في الثانوية ستينات.

 

 

ختاماً :

 

وحتى اللحظة ما تزال جماعات السمسرة  تحوم حول وزارة التعليم العالي للابتعاث . وما زال عشرات الحالمين بالابتعاث متفوقين ومعيدين يجوبون شوارع مدينة عدن  بحثا عن مسؤول يستمع لهم، وما زالت الدولارات تتدفق إلى شبكات السمسرة وتسيء لسمعة الوزارة مثلما لازال لوبي الفساد في الوزارة ضميرا مستترا تقديره هو.