آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-08:48م

ملفات وتحقيقات


عيدروس الزُبيدي.. في الميزان ما الذي حققه خلال الفترة الماضية.. وما الذي فشل فيه؟

الإثنين - 02 ديسمبر 2019 - 03:13 م بتوقيت عدن

عيدروس الزُبيدي.. في الميزان  ما الذي حققه خلال الفترة الماضية.. وما الذي فشل فيه؟

(عدن الغد)القسم السياسي:

لم تُثِر أي شخصيةٍ جنوبية الجدل خلال السنوات الخمس الماضية، كالذي أحدثته شخصية رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، محافظ عدن الأسبق.

فثمة الكثير من الانقسامات بشأن الرجل، فهناك من يتغنى بكونه أول من روّج للحراك الجنوبي ومطالب الجنوبيين على المستوى الدولي ونجح في كسب علاقات إقليمية، وحقق الكثير من النجاحات السياسية والأمنية والعسكرية.

في المقابل يرى البعض أن الزُبيدي لم يزد عن كونه شخصية رهنت القضية الجنوبية للخارج ولم تحقق شيئًا بعد على الأرض.

وفي التقرير التالي سنحاول استعراض إنجازات وإخفاقات الرجل، وهي الموازنات المتواجدة في أية شخصية عسكرية كانت أو سياسية، تحاول قدر المستطاع تحقيق أهدافها وغاياتها، ومطالب مناصريها، وفق فن الممكن والمتاح.

C. V.

ولد عيدروس قاسم الزُبيدي عام 1967م في قرية زُبيد بمحافظة الضالع، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها.

انتقل إلى مدينة عدن ليكمل تعليمه الجامعي في كلية القوى الجوية، وتخرج منها برتبة ملازم ثاني في عام 1988م.

بعد تخرجه عُين ضابطاً في الدفاع الجوي، وفي نهاية العام 1989م تحول من إطار وزارة الدفاع إلى وزارة الداخلية، وعُين أركان كتيبة حماية السفارات والمنشآت بصنعاء، والتحق بالقوات الخاصة حتى حرب صيف 1994.

نشاطه العسكري والقتالي

في حرب 1994 شارك عيدروس الزُبيدي بالقتال ضمن قوات جيش جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في جبهة دوفس شرق أبين، ثم غادر اليمن إلى جيبوتي بعد سيطرة القوات الشمالية على مدينة عدن في 7 يوليو عام 1994.

عاد عيدروس الزُبيدي إلى اليمن بشكل سري في عام 1996م، وأسس حركة "حتم"، اختصاراً ل "حق تقرير المصير"، بدأت الحركة نشاطها السري في عام 1997، وأُدين حينها بقيادة حركة "حتم" التي تدعو لفك الإرتباط، وتمت محاكمته محاكمة عسكرية وحُكم عليه بالإعدام غيابيّاً برفقة عدد من زملائه.

في العام 2002 توقّف نشاط الحركة، بعد ترسيم الحدود اليمنية السعودية في العام 2001م.. وفي يونيو 2011 أعلنت الحركة معاودة نشاطها، بقيادة الزُبيدي، بعد أربعة أشهر من ثورة الشباب السلمية، وتبنّت الحركة مسؤوليتها عن جملةٍ من الحوادث استهدفت الجيش اليمني في الضالع.

تطورت تلك الأحداث بين مسلحي "حتم" والجيش اليمني لتتحول إلى مواجهات عسكرية في 2013، وبعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي أواخر 2014 شارك عيدروس الزبيدي في المعارك ضد قوات الحوثيين وحليفهم قوات صالح في زحفهم نحو مدن الجنوب.

وفي الثاني من أبريل 2015 سيطر مقاتلو الحراك بقيادة الزبيدي على مدينة الضالع بشكل كامل بعد انسحاب قوات الجيش والحوثيين لأطراف المدينة، وفي 25 مايو 2015 انهارت قوات الحوثيين المتمردة في الضواحي الشمالية لمدينة الضالع على وقع زحف مقاتلي الحراك وقصف الطيران الحربي التابع للتحالف العربي؛ لتصبح الضالع أول محافظة تُنتزع من قبضة الحوثيين.

بعد تحرير الضالع توجه عيدروس قواته معززين بالأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ إلى منطقة النخيلة في مديرية المسيمير محافظة لحج لقطع طريق الإمداد الرابط بين كرش ومثلث العند.

ثم انتقل إلى منطقة كرش وسيطر على الجبال المطلة على الخط العام لمحاصرة وتضييق الخناق على معسكر لبوزة.

شارك بالقتال في جبهة بلة بردفان واقتحم قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية برفقة عدد من القيادات العسكرية في الرابع من أغسطس 2015م.

وبعد تحرير أغلب المناطق الجنوبية توجه إلى محافظة عدن والتقى بقيادات من المقاومة الجنوبية، وفي 27 سبتمبر 2015م غادر إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء الرئيس هادي وقادة التحالف، ومن ثم توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

إنجازاته كمحافظٍ لعدن

في 7 ديسمبر 2015م أصدر الرئيس هادي قرارًا جمهوريًا يقضي بتعيين اللواء عيدروس الزبيدي محافظاً لمحافظة عدن، خلفاً للواء جعفر محمد سعد الذي اغتيل بسيارة مفخخة، قبلها بيومٍ واحد.

ويؤكد موالون للزُبيدي أنه تولى السلطة في عدن وأغلب مديرياتها تحت سيطرة عناصر إرهابية ومسلحين محليين، وتعرض لأكثر من 4 محاولات اغتيال، منها 3 بعربات مفخخة، تبناها ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي منتصف مارس 2016 أطلقت قوات الأمن في عدن عملية عسكرية واسعة لتأمين مديرية المنصورة بعد سلسلة من أعمال القتل والاغتيال شبه اليومي من قبل المسلحين، وفي اليوم 29 من نفس الشهر استكملت القوات الأمنية العملية وسيطرت بالكامل على المديرية.

وفي تلك الفترة شهدت مدينة عدن انهيار كاملاً في الخدمات الأساسية، ومنها انقطاع خدمة الكهرباء لفترات طويلة جداً، وعلى إثر ذلك التدهور المتسارع وصمت الحكومة اليمنية، غادر عيدروس عدن إلى الامارات العربية المتحدة في مهمة عمل وأثمرت جهوده عن دعم الإمارات لكهرباء عدن بمولّدات وتجهيزات لازمة بخمسين ميجا وات.

استطاع عيدروس وفي أول إنجاز من نوعه في بلد غارقاً في الفساد، من انتزاع منشأة النفط في منطقة حجيف بعد مرور أكثر من 16 عاماً من خصخصتها لمصلحة أحد رجال الأعمال اليمنيين.

الزُبيدي المحافظ.. في الميزان

في الطرف الآخر، يرى آخرون أن الزُبيدي الذي نجح في الجانب الأمني، والقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية التي كانت تسرح وتمرح في عدن، إلا أن بصمات نجاحه لم تظهر على الجانب الخدمي والتنموي في المحافظة.

وأن النجاح الأمني الذي تحقق في زمن الزُبيدي تم من خلال استثمار علاقات الرجل بأطراف في التحالف العربي كالإمارات، التي وفرت له أسباب التوفيق في هذه المهمة، بالإضافة إلى القوات الأمنية المتواجدة في المدينة والموالية له، وتحديدًا القوات الموالية لمدير إدارة الأمن شلال شايع.

لكن على مستوى الخدمات لم تكن هناك لمسات واضحة للزُبيدي ولفترة إدارته لمدينة عدن، حتى حلفاءه الذين لجأ إليهم أكثر من مرة لم يسعفوه، وظلت المدينة غارقة في الحرمان الخدمي.

غير أن استمرار تدهور الخدمات العامة في عدن، حتى بعد خروج عيدروس الزُبيدي من السلطة المحلية في المدينة منذ ما يقارب ثلاث سنين يبرر أن التقصير ليس من جهته، رغم عدم التقليل من مسئوليته أو مسئولية المحافظين الذين تعاقبوا على المحافظة.

حيث لم ينجح المحافظون من بعده بمعالجة هذا الملف وتحقيق الاستقرار فيه، وهو ما يؤكد أن الملف الخدمي لم يكن يومًا بأيدي المحافظين، بقدر ما يتم استغلاله واستغلال معاناة المواطنين سياسيًا.

ويعتقد مؤيدو الزُبيدي المحافظ أنه ركّز على الملفات الأمنية وإغفاله الملفات الخدمية، نظرً لأهمية الاستقرار الأمني الذي سيمهد لتوفير الخدمات، ويبدو أن عقليته الأمنية والعسكرية طغت على مسئوليات المحافظ الخدمية والمدنية.

لكن لم يتدارك الوقت الرجل في تنفيذ أفكاره الأمنية، واتباعها لأفكار تنموية تنتشل الوضع الخدمي المتدهور في المحافظة، فسرعان ما تمت إقالته بعد أقل من سنتين، وتحديدًا في أبريل 2017، لتبدأ مرحلةً سياسيةً جديدة في تاريخ ومشوار عيدروس الزُبيدي.

الزُبيدي.. والمجلس الانتقالي

في مايو 2017.. وبعد أقل من شهرٍ على إقالته من منصب محافظ محافظة عدن، أسس اللواء عيدروس الزُبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان جديد من كيانات الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط والانفصال عن الدولة اليمنية، واستعادة دولة الجنوب على حدود 21 مايو 1990.

وحظيَ هذا التحرك الذي تصدره الزُبيدي مساندة جماهيرية عريضة وغفيرة، لا يمكن إنكارها، وتجسدت في الحضور الشعبي الكبير الذي سُجل في حساب المجلس الانتقالي، الذي يصفه كثيرون بأنه "وُلد كبيرًا.. ووُلد ليبقى".

ويرى مؤيدو الزُبيدي أنه انتقل بالحراك الجنوبي من "مرحلة الاستجداء إلى مرحلة الاستقواء"، عبر تمكنه من صياغة مجموعة من التحالفات المحلية والإقليمية، والفوز بثقة لاعبين مؤثرين في الشأن اليمني.

كما يؤكد مناصروه أن الزُبيدي حمل القضية الجنوبية إلى آفاق وأبعاد دولية، واستطاع أن يجد لها موطئ قدم في المحافل الدولية، ونجح في التنسيق للقاءاتٍ مع سفراء وممثلي دول كبرى ومؤسسات دولية فاعلة ومؤثرة على المستوى العالمي.

مشيرين إلى أن ذلك يمثل نجاحًا للقضية الجنوبية انتقلت بموجبه من المرحلة المحلية نحو العالمية، بعد سنواتٍ طويلة من السكون وعدم تحقيق أي نتائج ملموسة في مصير الحراك الجنوبي.

تأسيس قوات جنوبية

مؤيدو عيدروس لم يقفوا عند إنجازات الزُبيدي السياسية عبر مجلسه الانتقالي، بل تحدثوا عن نجاحات عسكرية وأمنية حققها على الأرض، لصالح القضية الجنوبية، باعتباره رجلاً عسكريًا.

فلأول مرة منذ انطلاق الحراك الجنوبي توجد قوات عسكرية وأمنية مسلحة ومدربة ومهيئة للدفاع عن الجنوب والقضية الجنوبية والجنوبيين، وفق طروحات مؤيدي الانتقالي.

ويعتقد أنصار هذه الفكرة أن القوات الجنوبية المتواجدة حاليًا ستشكل النواة الأولى للجيش الجنوبي الخاص بالدولة الجنوبية المرتقبة، بحسبهم.

خاصةً وأن القوات والتشكيلات الأمنية والعسكرية للمتواجدة حاليًا متشبعة ومؤمنة بفكرة فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية المنتظرة،

بل حتى أنها قاتلت مؤخرًا في صفوف المجلس الانتقالي ضد الشرعية، وهو ما يُحسب للانتقالي ورئيسه ومؤسسه الذي عمد إلى تأسيس قوات موالية تدافع وتحمي دعوات ومطالب هذا الكيان السياسي.

وهذه إحدى أهم وأقوى النقاط التي تُحسب لصالح اللواء عيدروس الزُبيدي، كأحد أهم إنجازاته خلال وجوده على رأس المجلس الانتقالي الجنوبي.

نجاح قواته في مواجهة الشرعية

تلك القوات التي استطاع الزُبيدي أن يأطرها بفكرة فك الارتباط والانفصال واستعادة الدولة الجنوبية، نجحت في أولى مهامها في مواجهة قوات الحكومة الشرعية، وهي القوات التي ياها مقاتلو الزُبيدي والمجلس الانتقالي قوات يمنية في مقابل قوات جنوبية.

وما حققته تلك القوات خلال كل المواجهات التي شهدتها مراحل التوتر بين الجانبين يُحسب أيضًا للرجل الذي استطاع توجيه التشكيلات الأمنية في الجنوب وتوظيفها لمصلحة أهداف المجلس الانتقالي وغاياته.

حتى أمست القضية الجنوبية في عقل ووجدان منتسبي التشكيلات الأمنية والعسكرية المقاتلة في مختلف الجبهات داخل وخارج عدن.

ويرى مؤيدو الزُبيدي أنه نجح بالفعل في التغلب على القوات الموالية للشرعية اليمنية، تمامًا كما نجح من قبل في دحر قوات ضبعان والحوثيين من الضالع وتحريرها، مشيرين إلى أن ذلك يعود إلى الخبرة العسكرية الميدانية التي يتمتع بها.

وجميعها نقاط قوة يمتلكها الرجل، الذي أثبت جدواه وقدراتها السياسية والعسكرية على السواء، وبذلك هو المؤهل لقيادة القضية الجنوبية نحو تحقيق مطالبها كاملةً.

توحيد الجماهير

يذهب كثير من المراقبين للشأن الجنوبي أن اللواء عيدروس الزُبيدي استطاع أن يلم شمل الجنوبيين في مكون وحامل سياسي واحد للقضية الجنوبية.

كما يرون أن تجاوز كافة المكونات الجنوبية الأخرى المختلفة والمشتتة، والتي لم تحقق أي شيء للقضية، سوى المطالب والدعوات الفارغة.

ويؤكد مؤيدوه أن الجماهير الغفيرة التي كانت تحرص على الاحتشاد في المناسبات التي يدعو إليها المجلس الانتقالي، دفعته للإدعاء بكونه المفوض الشعبي الوحيد بتحمل مسئولية القضية الجنوبية، دونًا عن غيره من المكونات الحراكية التي سبقته في النضال.

ويرى محللون أن إدعاء المجلس الانتقالي له ما يبرره عطفًا على حجم الحضور الجماهيري لفعالياته وشعبيته التي حظيَ بها منذ تأسيسه وحتى اليوم، حتى أضحى مناصروه يؤكدون أن المجلس الانتقالي هو وحده من نجح في توحيد الجماهير الجنوبية.

شرذمة القضية الجنوبية

على الضفة الأخرى من الرؤية، يقف معارضو اللواء عيدروس الزُبيدي، الذين يرون أن الرجل لم يقدم شيئًا للقضية الجنوبية، بقدر ما أساء إليها، وشتت جهود سنين طويلة ومكوناتٍ عديدة.

ويعتقد منتقدو الزُبيدي ومجلسه الانتقالي أنه لم يبنِ على جهود سابقيه من المكونات الجنوبية، والشخصيات النضالية التي تعرضت للإقصاء والاعتقال وضحّتْ في سبيل الجنوب.

بالإضافة إلى كونه تجاوز كل ذلك الإرث من النضال الجنوبي، ونسب الجهود السابقة إلى المجلس الانتقالي، ونصب هذا الكيان الوليد الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أعوام مفوضًا ومتحدثًا وحيدًا وحصريًا باسم القضية الجنوبية.

وهذه المعطيات دفعت منتقديه إلى اتهامه ب "شرذمة" القضية الجنوبية، نظرًا لاختزالها في مناطقية "سيئة"، ركزّت على جهود المنتمين إلى محافظات شمال عدن، وألغت نضالات المنتمين إلى محافظات ومناطق شرق عدن ممن تصدروا لحمل القضية الجنوبية منذ وقتٍ مبكر.

التورط في مواجهات

يُصنف مراقبون الحراك الجنوبي بأنه "سلمي" منذ بداياته، وأن هذه الصفة منحته قوة وإن كانت "ناعمة"، أكسبته الكثير من التعاطف والقبول عند مختلف اللاعبين المحليين والدوليين.

ويؤخذ على الزُبيدي أنه أدخل القضية الجنوبية في أنفاقٍ مظلمة من المواجهات المسلحة، بحسب منتقدي الرجل، الذين يرون أن مثل هذه الأفعال أساءت للقضية الجنوبية والجنوبيين، رغم تمسك كافة المكونات الحراكية بالنهج السلمي والمطالبات السلمية والحقوقية، بعيدًا عن القوة

وأكد منتقدو عيدروس أن الوقت الراهن الذي تعيشه المنطقة واليمن عمومًا تقتضي الانتهاء من ملفات ذات أولوية يعقبها التفرغ لحل القضية الجنوبية، بدلاً مم توريطها بالدخول في مواجهات مسلحة وعنيفة مع الحكومة لم يستفد منها أحد.

مؤكدين أن الوضع الحالي في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى "محتقن" وشديد التوتر، في ظل استعدادات وتحشيد عسكري من كلا الجانبين، وكل ذلك بسبب اللجوء إلى العنف والسلاح، خاصةً وأن هناك كثير من المحسوبين على الجنوب حتى في صف الحكومة الشرعية.

اقتتال جنوبي جنوبي

وكثيرًا ما يردد المنتقدون أن ما أقدم عليه الزُبيدي ومجلسه الانتقالي ومواجهة الحكومة، لم يُسفر سوى عن مواجهة جنوبية جنوبية بحتة.

وهو ما يؤكد أن الجنوب خسر من وراء مثل هذه الأفعال، التي قطعت أوصال الجغرافية الجنوبية، وقسمتها بناءً على الولاءات الضيقة.

مؤكدين أن الوقوف في وجه بعضنا البعض لن يخدم القضية الجنوبية، بقدر تهديدها وجعلها على المحك، وتحميلها مزيدًا من الثارات التي هي في غنى عنها.

لم يعترف بما تحقق سابقًا

يشير معارضو اللواء الزُبيدي بأنه لم يعترف بما تحقق للقضية الجنوبية سابقًا، خاصةً بعد تولي الرئيس هادي رئاسة البلاد، وحرصه على حصول القضية الجنوبية على حقوقها.

وهو ما يؤكد محللون وصفوا ما قام به هادي تجاه القضية الجنوبية بأنه جهد لافت ويصب في مصلحة التوصل لحل عادل للقضية، خاصةً ما تمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني من امتيازات جنوبية عديدة بشهادة خبراء السياسة والمتابعين.

غير أن الزُبيدي ومن خلفه المجلس الانتقالي لم يواصل على ذات المنوال، ورفض مخرجات الحوار الوطني التي أعطت الكثير من الحقوق للجنوب، ولم يعترف بكل ذلك.

رهن الجنوب.. دون تحقيق مكاسب

ومن المآخذ الأخرى التي يأخذها منتقدو الزُبيدي عليه أن ربط مصير الجنوب بقوى إقليمية وخارجية، لم تكن يومًا في صف الجنوبيين إلا في استغلاله بالمناكفات والضغط للحصول على مصالحها الآنية.

ويرون أن الجنوب إلى الآن لم ينعم بأي مكاسب أو يحصل على أي فوائد سياسية تتعلق بقضيته في ظل هذا الارتهان لعددٍ من القوى التي تدعي وقوفها إلى جانب الجنوبيين.

مؤكدين أن القضية الجنوبية أمست ورقة للابتزاز السياسي، محملين الزُبيدي مسئولية التماهي والسكوت عن هذه الحقيقة التي لم تخدم القضية إطلاقًا.

ولهذا يعتقد كثيرون أن اللواء عيدروس الزُبيدي لم يحقق شيئًا يذكر يصب في مصلحة تقدم القضية الجنوبية التي ما زالت تراوح مكانها، ولم تحقق مطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولته.

من حلم الدولة إلى القبول بالمناصب

كما ينتقد البعض تحويل الزُبيدي بوصلة الحراك الجنوبي، ممثلاً بمجلسه، من حلم استعادة دولة الجنوب إلى الصراع على السلطة ضمن الدولة اليمنية، التي يراها جنوبيون أنها دولة احتلال.

فرغم مطالب القضية الجنوبية التي تبناها انتقالي الزُبيدي باستعادة الدولة، أصبح الانتقالي الآن شريكًا في دولة "الاحتلال".

بل أن عدد من المحللين يرون أن الزُبيدي ارتمى مجددًا في حضن الشرعية، ورضيَ بالقبول بالمناصب والوزارات في الحكومة الجديدة التي تمخض عنها اتفاق الرياض، مستدلين بذلك على عدم تحقيق أي مكسب للجنوب والجنوبيين حتى الآن.

ويؤكد محللون أن الرقعة المكانية لسيطرة القوات التابعة للانتقالي المدعومة إماراتيا كانت تمتد على أرض الجنوب من باب المندب إلى المهرة لتتأطر بعد قيام المجلس الانتقالي بأحداث عدن وتصبح السيطرة من زنجبار إلى عدن بهذا تقلصت المساحة المكانية للسيطرة إلى محافظة (عدن) ونصف المحافظة (أبين) بعدما كانت قوات الانتقالي تسيطر على المحافظات الست الجنوبية مع أطراف لبعض المحافظات الشمالية.