آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-08:59م

ملفات وتحقيقات


قطع زنارة يهودي تتسبب بقتال دام ثلاثين عاماً بين قبائل مودية .. فما هو السبب ؟

الإثنين - 02 ديسمبر 2019 - 09:28 ص بتوقيت عدن

قطع  زنارة يهودي تتسبب بقتال  دام ثلاثين عاماً بين  قبائل مودية   .. فما هو السبب ؟

(عدن الغد)خاص:

(عدن الغد) تنفرد بنشر مذكرات  ( الطريق إلى  عدن )  الرئيس علي ناصر :  الحلقة ( الحادية عشر  )

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :


عقوبات وأحكام:
 
مع ذلك فإن الأعراف القبلية أو كما يسمونها "شروع القبيلة" التي كانت تنظم حياة القبائل كانت موجودة وحاضرة دائماً ولم تترك شاردة ولا واردة في حياة أبناء القبائل إلا وسنت لها الضوابط والأحكام سواء فيما يتعلق بالجرائم والجنايات ذات الطابع الجنائي من قتل وإصابات أو من جرائم الاعتداء على الممتلكات كالأراضي والسواقي والأشجار والحيوانات أو فيما يتعلق بالأمور المدنية المرتبطة بشؤون الحياة اليومية كالزواج والموت والمصاهرة والنسب وغيرها.
 
فمن الأحكام القبلية ما عالج قضية تقنين استعمال السلاح وتنظيم استخدامه حتى لا يرفع في وجه الآخرين بمناسبة أو دون مناسبة ومن دون الحاجة إلى ذلك. فأحد حكماء العرب قال: أنا لا أشهر سيفي حين تكفيني يدي، ولا أرفع يدي حين يكفيني لساني، ولا أخرج لساني حين يكفيني حلمي. وهذا يدل على حرص العرب على عدم استخدام السلاح إلا في الحالات القصوى كالدفاع عن النفس والعرض والمال ونحوهما.

في حالة رفض الحكم تسيل الدماء

وكانت قبائل الجعادنة إذا اختلف أفرادها ولم يعد للكلام فائدة في تهدئة النفوس الثائرة يقومون جميعاً برمي "جنابيهم" وبنادقهم ويتقاذفون بالحجارة حتى تسيل دماؤهم ثم يتدخل أحد شيوخهم من كبار السن ليصلح فيما بينهم، ويكون الإصلاح حينها ممكناً ولو استخدموا في هذا الشجار الخناجر والأسلحة النارية لأزهقت الأرواح ولاستحال إصلاح ذات البين بينهم.
وفي العرف القبلي كان من العيب أن يرفع القبيلي سلاحه في وجه شخص لا ينتمي إلى فئة القبائل أو يقتل طفلاً أو امرأة أو يقتل عدوه من الخلف، ولا بد أن يقول لخصمه قبل أن يقتله: وجهك يا فلان، حتى يلتفت إليه ثم يقتله. وكان من العيب أيضاً أن تقتل خصمك إذا كان في ضيافتك أو ضيافة أحد أفراد قبيلتك، أو أن تغدر بخصمك بأي أٍسلوب كان.

حنكة والدي وحكمته

 ومن القصص التي رواها لنا والدي أن مجموعة من أبناء قبيلة أهل وليد، كانوا في ضيافة أحد سكان قريتنا من أهل امقيلب، وكان ممن حضر وليمة العشاء التي أقيمت للضيوف شخصان من قبيلتنا "أهل باجعم" واللذين ما إن شاهدا بنادق الضيوف الجديدة حتى بدأ أحدهما يسأل الضيوف إن كانوا يجيدون فك هذا السلاح وتنظيفه وصيانته فقالوا إنهم لا يعرفون، فقام وزميله بفك بنادقهم وأخفيا إبرها، وكان في نيتهما أن يجهزا على الضيوف بعد خروجهم من الضيافة ثأراً لمقتل أحد أبناء القبيلة، أو ربما طمعاً في أسلحتهما الجديدة، وعندما أبلغ والدي بما جرى، اشتاط غضباً من هذه الفعلة المعيبة وأجبرهما على إعادة البنادق إلى وضعها السليم وقال لهما: إن كنتما رجلين فعليكما بمواجهتما وجهاً لوجه وليس باستخدام هذا الأسلوب. وقام بمرافقة الضيوف حتى آخر حدود القبيلة.
 وكانت أرض قبيلتنا أهل محكل كما قال العم سليمان عوض أرض أمان لكل القبائل المتقاتلة ولعبت حنكة والدك وحكمته في تحويل أرض قبيلتنا إلى ما يشبه الملاذ الآمن الذي لا تتجرأ أي قبيلة بما فيها قبيلتنا الأكبر أهل باجعم على قتل الخصوم على أرضها.

وقد قال الشاعر أحمد عمر بن هديل في "بلاء امحبيل" الذي استمر عامين بين أهل ناصر حسين وأهل منصور بعد مقتل علي ناصر هادي ورفض والدي الانضمام إلى قبيلتنا– آل باجعم ومعهم قبيلة آل منصور وجزء من قبيلتنا آل محكل في الحرب ضد جيراننا في امقوز – آل ناصر حسين، مما أدى إلى معاناة كبيرة لأهل القرية.. قال الشاعر ممتدحا حكمة والدي الذي رفض الدخول في هذه الحرب وجنّب قريته وأهلها والمحتمين بحماه الأذى الذي تعرض له غيرهم من رباعة أهلنا في امحبيل الذين هربوا إلى فرعان بسبب الحرب قال:

رحمة الله على ناصر بر المنتهى (1)      
يوم حانق ولا ندى في ربيعه وشية
بر علي شاخ متريض وفرحان              
وإحنا وسط فرعان هزي يا نويد العشية
جربة امقوز بشعة لبر هادي علي            
وامحسيني بشعته لا ما سراشي سرية .

مراجيز مشهور في الحرب

وقد جرت في هذه الحرب مراجيز مشهورة بين علي هادي وسليمان امحمد منها:
علي هادي:
امقوز حكمه لي وعشره لي                                
وانتوا لكم طيبه وشبابه
يا المكتلف رد البلاء منا                              
من بندق أهل امقوز واصحابه
رد سليمان محمد:
يا دي تقول امقوز في حكمك                          
 وش عرفك وش دخلك بابه
قد كان ليه نصف في المطرح                            
واليوم خذت امقوز باطنابه
قولوا لبر هادي علي يسري                            
عشرين شواعة ورتابة
قد ما خرجشي اماء في امبصراء                        
ماهل يبا قاحل مع أصحابه
امداربي بشعة لمن عانى                                
إن كان لا خلى ترتابه
خذت امنمر والمال كملته                                
وانته قفا عشقة وملعابة
خذت امنمر والمال كملته                                
وانته قفا عشقة وملعابة

منع القتل على أرض قبيلتنا

وقال عمي سليمان لم يكتف والدك ناصر وقبله والده وجده ومعهم أخوتهم وأبناء عمومتهم من أهل محكل بمنع القتل على أرض قبيلتنا وجعلها أرض أمان للجميع، بل إن جدك محمد سليمان فتح حصنه وآوى بعض أفراد قبيلة آل زامك وهي أكثر قبيلة تقاتلت مع قبيلتنا، فشبوا وترعرعوا في حصن جدك محمد سليمان بعد مقتل والدهم، وقد دخلوا امفرعة وهم أطفال صغار، وخرجوا منها شباباً في سن القتال، وقد حماهم جدك محمد سليمان رغم رغبة البعض من أفراد القبيلة في إطفاء نار هذا البيت الشجاع.
ومن الأمور الطريفة التي تنم عن احترام القبائل لروابط الجوار والقربى إن بعض أفراد القبائل عاشوا وسط أفراد القبائل المتقاتلة مع قبائلهم وكانوا لا يمسونهم بأي سوء، وعندما تنشب الحرب، بين الطرفين يسمح لهم بالالتحاق بقبيلتهم والاشتراك في الحرب، فمثلا أهل جوهرة كانوا يعيشون بين أهل منصور رغم انتمائهم لقبيلة أهل باجعم المتقاتلة معهم وأيضاً أهل هادي بن سالم وأهل ناصر بن علي كانوا يعيشون مع أهل منصور رغم أنهم ينتمون لأهل زامك ألد أعدائهم.

عقوبات متعارف عنها

وعودة إلى الحديث عن العقوبات التي جرى التعارف عليها كأحكام لمختلف القضايا في الشرائع القبلية التي كانت سائدة أن من يمسك قبضة جنبيته بقصد سحبها على خصمه لإخافته أو تهديده ولم يخرجها لوجود مانع حال دون ذلك، يحكم عليه بغرامة قدرها 12 ريال فرنصة (ريال ماريا تريزا الفضي) "مسند وتعشيرة"، حيث يذهب الجاني وقبيلته في موكب قبلي يسمى مسند يطلقون النار في الهواء أمام بيت الشخص المجني عليه كنوع من الاعتذار وطلباً في مسامحة الجاني. وجرت العادة أن يرحب أهل المجني عليه بالضيوف ويذبحون لهم الذبائح ويكرمونهم ويقبلون اعتذارهم، وفي أحيان كثيرة يردون الغرامة ويكتفون بالاعتذار.

أما إذا أخرج الجاني جنبيته وأصاب الشخص المستهدف دون أن يقتله، فتدفع قبيلته نصف الدية، وكانت 300 ريال فرنصة "مسند وتعشيرة"، أما إذا كان الطعن بطريق الخطأ فتحل المشكلة بالتراضي يمين وتعشيرة، أي أن يقسم الجاني اليمين بأنه لم يكن متعمداً وتعتذر قبيلته في مسند وتعشيرة.
 ومن "شَّحن" (عمَّر) بندقيته على شخص أو أشخاص دون إطلاق النار عليهم يحكم عليه بثلاثين ريالاً ومسند وتعشيرة، وإذا أطلق النار ولم يصب خصمه يغرم بنصف الدية (300) ريالاً ومسند وتعشيرة، وأما إذا أصاب أحدهم إصابة غير قاتلة فيحكم عليه بنصف الدية (300) ريال ومسند وتعشيرة، وأما إذا قتل شخصاً فيحكم عليه بالقتل، إلا إذا قبل أهل المجني عليه الدية (600) ريال "ماريا تريزا"، وإذا اشتركت مجموعة من الأشخاص (قبيلة) في إطلاق النار على شخص وقتل ولم يعرف القاتل تدفع القبيلة الدية (600) ريال إذا قبلت قبيلة المجني عليه الدية، أما إذا لم تقبل فإنها تأخذ ثأرها من القاتل أو أحد أفراد قبيلته حتى وإن كان بريئاَ بحسب المثل القائل: (إذا لم تجد القَّتال(القاتل) اقتل ابن عمه).. وقد ميز العرف القبلي بين القتل المتعمد والقتل الخطأ ووضع العقوبة بما يتناسب مع كل حالة على حدة. لذلك فإن من يقتل دفاعاً عن ماله وشرفه وأهله، يعفى من الدية، ولا تستطيع أسرة المجني عليه المطالبة بدمه، وإذا لم يثبت أنه كان يدافع عن ماله وعرضه يدفع 25 ريالاً..
.. وقننت هذه الأعراف كل أنواع وحالات إطلاق النار واستخدام السلاح وحتى التشاجر البسيط، فمن يرمي حجراً على شخص ويصيبه يعاقب بـ12 ريالاً ومسند وتعشيرة.
وفيما يتعلق بقضايا الأرض والسواقي والزراعة فإن الأحكام القبلية لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتعرضت لها في أدق تفاصيلها، مما يؤكد الخبرة العظيمة التي توارثها الأجداد في تنظيم الزراعة وشؤونها وشجاراتها، فكل شخص يقطع عبراً "ساقية" أو يقطع "جربة" (أرض زراعية محاطة بحاجز طيني لحجز الماء) إلى أرضه والماء مستمر إلى طين غيره وأدى ذلك إلى حرمان طين الغير من الماء مع توفر قصد إثارة الفتنة يدفع 50 ريالاً ويلزم بإصلاح الأضرار التي أحدثها في السواقي والأرض، أما إذا ترك الماء يذهب إلى طين الغير بقصد إتلاف مزروعاتهم يدفع قيمة الأضرار ويصلح ما أحدث من أعطال. أما إذا حرث شخص أرضاً دون موافقة المالك يعاقب بـ25 ريالاً وإصلاح الأرض وإعادتها إلى صاحبها، وكل شخص يقوم بإزالة سوم أو دحره بقصد توسيع ملكه يعاقب بغرامة مالية قدرها 30 ريالاً وكل شخص يقوم بترفيع أو تخفيض سوم مشترك يعاقب بعشرة ريالات وإعادة السوم إلى وضعه السابق، وكل شخص يؤجر أرضه على شخص آخر ويبسط عليها قبل نهاية المدة المحددة يعاقب بعشرين ريالاً وتعويض الضرر الذي ترتب على بسطه ويسري ذلك على المتأخر الذي يرفض إعادة الأرض بدون سبب مقنع.
  وكل شخص يدخل أبقاره إلى طين غيره يعاقب ب 25 ريالاً، وكل شخص يدخل ماشيته عمداً في مزروعات الغير مما تسبب في إتلافها أو إتلاف بعضها يعاقب بخمسة ريالات مع التعويض المضاعف للمتضرر. وكل شخص أدخل مواشيه إلى أرض زراعية وأتلفها يدفع خمسة ريالات وقيمة المزروعات التالفة.
ولم تترك هذه الأحكام والأعراف صغيرة ولا كبيرة إلا وتعرضت لها ولو التزم بها الناس وتقيدوا بأحكامها لتجنبوا الكثير من المشاكل والمصائب.

نطاق (زنارة) اليهودي (2)

وللقبائل عادة حماية المستجير بهم (الربيع) مهما كانت حالته أو ديانته.
قال العم سليمان: اعتدى بن عبادي على يهودي "ربيع" ساكن في ذوبة وقطع "نطاقه" (خصلتي شعر تتدلى من الصدغين) عندما رفض تسليم حماره لبن عبادي ليقوم بتحميل شوال "دوم" (ثمر شجرة السدر) عليه. وعندما أخذ منه الحمار بالقوة واتجه به إلى قرية جمعان صاح اليهودي وسمعه محمد امشيبة وسليمان بن حسين وأطلقوا النار على بن عبادي وقتلوه, وبعد ذلك استمر القتال بين أهل باجعم وأهل زامك وهم من قبائل آل حسنة ثلاثين عاماً قتل وجرح خلاله العشرات من الطرفين بسبب (نطاق) اليهودي.

مغادرة اليهود اليمن

 وقد غادر اليهود اليمن الى فلسطين المحتلة عام 1948م. وقد تم تجميعهم في منطقة حاشد بالقرب من الشيخ عثمان ومن يهود قريتنا الذين غادروا: منصور اليهودي وعوض وسالم اميهودي وغيرهم من اليهود في الجنوب في عملية نقل جوي سميت ببساط الريح.

وبعد النكبة في فلسطين عام 1948م نشأت حالة من الحقد على اليهود وعلى الصهاينة فاندلعت انتفاضات ضدهم في معظم المدن العربية والاسلامية، وفي الجنوب ثار الشعب ضدهم ايضاً واستشهد في هذه الانتفاضة الشهيد عتيق، وكانت الهتافات في جنازته تقول: يا عتيق يا بو الصلاة.. لا اله الا الله. وقد تم ترحيل معظم اليهود برعاية الوكالة اليهودية وبتسهيلات من قوات الاحتلال البريطاني عبر عملية بساط الريح (3) .

ســوق الســبت

وبعد الحديث عن النزاعات والحروب القبلية ودخول بريطانيا المنطقة والأحكام العرفية في دثينة بدأنا نشعر بالظمأ فقد بدأت الشمس ترتفع في كبد السماء، ومعها ارتفعت حرارة الشمس، كان علينا أن نجَّد في السير ولا نتوقف. وكان علينا إذا أردنا أن نأكل أو نشرب أن نفعل ذلك ونحن سائرون قبل أن نحط الرحال في محطتنا الأولى في هذه الرحلة. ولم نتوقف في القرى التي مررنا بها: امداره، والشافعية، والبطان، فمنزل منصور هادي.
كان على يميننا سوق السبت وعلى يسارنا قرية المحفحف التي تقع في حضن جبل بركاني ويسكنها المشائخ أهل عبد الحامل (يقال إن المشائخ هم من سلالة عمال وولاة الدولة الأموية).

قال العم سليمان: شوف سوق السبت ما أكثر امتسوقين الله أكبر عليهم. (بني بعد ذلك حوله مطار للطائرات).
قلت له: هذا السوق لمن؟
قال: لأهل امجعلي، والناس يتسوقون فيه يوم السبت يأتون من كل مكان من أرض أهل حسنة والمياسر وامجعادنة، ويتبادلون فيه الغنم والسليط والذرة والسمسم والذي عنده قروش وريالات فرنصة (مارياتريزا) يشتري. ومثل هذا السوق يوجد مثيله في سلطنة العوذلي بلودر(4)  واسمه سوق الأحد، كما يوجد سوق الثلوث في الوضيع. وفي هذه الأسواق يتبادل المتسوقون البضائع بدل النقد أحياناً.


قال العم سليمان: في احدى المرات عسكر في سوق جحزوم (سوق السبت) الجيش البريطاني وعملوا رمَيْ بالمدافع وخوفوا خلق الله بالمدافع والطائرات، وبعض القذائف انفجرت وسط السوق وقتل وأصيب بعض الناس وحصلت مشاكل كثيرة.
وبعض الناس أخذوا "الخشرة" (خرطوش المدفع) وحولوها إلى مناحيز (5) لدق البن والزنجبيل بعدما دقونا بهذه المدافع أبو 25 رطل الله يدقهم.
توقف بعد ذلك العم سليمان للحظات وواصل حديثه قائلا:
وكان لقبائل أهل حسنة ثلاثة أيام في الأسبوع يمنع فيها قتل أي شخص يتجه إلى السوق وهي: الجمعة والسبت والأحد، أي يوم الذهاب إلى سوق السبت والتسوق فيه والعودة يوم الأحد، وإذا حدث قتل في هذه الأيام الثلاثة فإن أهل حسنة يمنعون قبيلة القاتل من دخول السوق حتى يدفعوا ما يسمى "باللوم" أي مبلغاً من المال مقابل التعدي على حرمة السوق ويذهب لعاقل أهل حسنة وهو صاحب السوق, وهذا هو العرف الحسني الذي أصبح متعارفاً عليه بعد أن سنه عاقل آل حسنة الشيخ عبد الله حسين المجعلي, فأصبح السوق وطريق الذهاب إليه والعودة منه بضمانة الحسني.
وعلى سبيل المثال فإن امعلوي وهو من قبيلة المراقشة قتل شخصاً في السوق وقام جميع من في السوق ضد قبيلته وقتلوا منهم تسعة أشخاص ومنهم القاتل امعلوي وأصبح مثل للشؤم حيث يقول الناس "مسراح امعلوي" أي أنه ذهب ولم يعد.
وكان تأمين مياه الشرب للمتسوقين في سوق السبت يتولاه الشيخ ناصر أحمد امارم الذي تقوم قبيلته بوضع المياه للذاهبين والعائدين من السوق تحت الأشجار على امتداد الطرق المؤدية إلى السوق ومنه.
وقال العم سليمان: كان لسوق لودر حرمتها الخاصة التي يعاقب بموجبها كل من يحاول التعدي وانتهاك حرمة السوق، إذ - وفقاً لهذه الأعراف - أن من يرتاد هذه السوق يكون آمناً من القتل أو السلب حتى اليوم الذي يلي يوم السوق الذي كان يقام كل أحد من كل أسبوع، وفي حالة انتهاك حرمة السوق في مثل هذا اليوم فإن ذلك يكون سبباً كافياً للحرب بين القبائل، وقد كانت حماية سوق لودر تقع تحت مسؤولية قبيلتي البجيري والطهيفي.

 قصة بن حويدرة و بن قاطش والمساجلة الشعرية  


وكان للعرب أسواق شعبية تقام طوال الأسبوع كسوق عكاظ وسوق دومة الجندل التي عرفها العرب قبل الإسلام, وفي شمال اليمن هناك أسواق شعبية كسوق الخميس والسبت والجمعة وغيرها.
وفيما استغرق العم سليمان في حديثه عن سوق السبت تذكر قصة بن حويدر (6) (عوض احمد عمار الحنشي) والمساجلة الشعرية التي جرت بينه وبين الشاعر أحمد بن قاطش المارمي في سوق السبت. فقال: في يوم من أيام امسوق التقى ابن حويدر ببر قاطش وقال له قبل ما يرد عليه السلام:
يا حاز بحزيك يا أحمد من حجر واقعة      
تدرج في الأرض من هو با يقع في دراها


فرد عليه بن قاطش وقال:
خافه امقتل دي بيني ودي بينكم              
والحجر ما تدرج إلا حيث تلقى وطأها

 وكان بن حويدر يقصد الحرب ومن سيكون القادم في نارها.
 قال برطم: ونعم والله من قبيلي بر حويدر.

حبوب الطعام والأمير القمندان

قال عمي سليمان: مرة جاعوا أصحابنا وراحوا لحج يشتوا (يريدوا) حب (حبوب) من سلطان لحج و"حما"(عندما) "استندوا" (اقبلوا)على لحج قال لهم سلطان لحج: معي يا بدو شاعر إذا جوبتوا عليه باعطيكم حَبْ وإذا ما جوبتوا انتوا أدرى بأنفسكم.. قالوا له أصحابنا: خل صاحبك يبدع وماله إلا جواب.. وسألهم الأمير احمد فضل القمندان وقال: شي أخبار شي أعلام يا حلال مبرق وذوبة .
 وأضاف: هيا أوجزوا يا بدو (أي هاتوا الشطر الثاني)
 فخرج بن حويدر وقال:
ساكنة لا بها ميت ولا حد قتل ملا بها الجوع دي ماشي مداوي لصوبه
 بمعنى أن الأرض مستقرة وهادئة ولكنها تعاني الجوع لأنها أرض قاحلة وليست كدلتا تبن بلحج التي كانت تشهد استقراراً ونهضة في الزراعة ويأتي إليها الكثير من أبناء المحميات لزيارتها وشراء متطلباتهم من الحبوب والاعلاف والمواشي منها، وبعد رد ابن حويدر رحب السلطان بالقادمين وأكرم وفادتهم إعجابا بسرعة بديهة الشاعر وجرياً على عادة سلاطين العبادل في إكرام الضيوف ومساعدة المحتاجين.
  فقال الأمير القمندان:
الله أكبر على بوك يا بدوي, أحسنت الجواب.. وأعطاهم السلطان ما أرادوا.


ذيلة كبش  تخلف حرب مداها ثلاثين عاماً بين قبيلتي اهالي الحنش  وآل مقرح :


قريــة المـــدارة

عندما وصلنا قرية امدارة سمعت العم سليمان وهو يمازح واحداً من أهل شائع بالقول:
"يا أهل امَداره شلكم ما فلكم (7)        
       
جبتوا عشاء حامي زقر بأكبادكم
          فرد عليه ابن شايع:                    
 نحنا نقفلها ونكسر بابها      
    مادامت العسكر تشل أسلابها(أي سلاحها)
وتفسير البيت الشعري الذي أورده العم سليمان إن أهل امدارة كانوا يقدمون العصيد ساخناً للضيوف حتى لا يأكلونه فيضطرون بسبب سخونته إلى ترك جزء منه لأصحاب البيت ليسدوا بعضاً من جوعهم.
وفي الأصل فان سكان امدارة من المشائخ ومنهم صالح شائع الذي أصبح ابنه عبد القادر شائع حاكم ولاية دثينة حتى عام 1967م وكان رجلاً طويلاً نحيفاً يركب الخيل ويحمل الرمح الذي يضع عليه الشاربْ أو علم علي بن هلال (بهلال) وهو شيخ قبيلة المياسر يقومون بزيارته والتبرك يه في يوم معلوم من السنة  (8).
ويقال أن صالح أحمد السيد الملقب بالصيدي سافر بحراً إلى جيبوتي في بداية القرن العشرين وأنه قابل هناك أحد المغتربين ممن يدّعي أن عنده كرامة وشارة الأولياء ودخل معه في تحدّ حول شارة الصيدي، وقام الصيدي بوضع حبل على بيت وسحبه وأن المغتربين وبعدما شاهدوه من كرامة الصيدي أكرموه وأعطوه خيولا وأبقارا أحضرها معه إلى دثينة.

عمر بن سعيد  الكندي وزيارة ضريحه

قال برطم: هذا الكلام ما دخل رأسي إنه يسحب بيت بحبل.
قال العم سليمان: اسمع يا برطم هذا إنسان عنده كرامة مثل جده عمر بن سعيد صاحب "امنجده" (قرية امنجده تقع قرب مدينة لودر) هل تعرف أن "عمر بصعيد" عصر امحيد (أي عصر الجبل).
ضحك برطم وقال هذه أكبر منهن كلهن ليش امحيد (الجبل) جلجل (سمسم) حتى ينعصر؟!.
قال العم سليمان: يا برطم لا تسخر من الأولياء شعهم با يصيبوك.
قال برطم: ونعم الشيخ عمر لكن أنه عصر امحيد هذه كبيرة وما تدخل في العقل!.
قال: ما سمعت أن الحبيب النسيب العيد روس عندما دخل عدن "صبّت" (امطرت) السماء لبن من بركاته.
قال برطم: ونعم بالأولياء و سكت ولم يعلق على هذه البركات والروايات التي رواها العم سليمان حتى لا يختلفوا.
قال العم سليمان: الصيدي رجل صالح ومصلح عندما يدخل على حصانه رافع شارته البيضاء على رمحه توقف القبائل الحرب والقتال، فقد أوقف القتال بين امجعادنه وأهل امارم وحقن دماءهم وقد تنازلوا له عن جزء من أرضهم في منطقة الوضيع. وأضاف: إن شيخنا عمر بن سعيد مولى "امنجدة" هو والد ولي الله الصالح سعد في(امنقع) وسعيدة في "الساحل" (على بعد خمسين كيلو متراً من شقرة)، والكل يزور الأولياء كل عام. وهؤلاء المشايخ يعيشون من القبائل ومن الأرض التي يزرعونها.
 وكل قبيلي من سكان منطقة دثينة يخصص تلماً (9) من محصول أرضه لعمر بن سعيد يحصده خدم الولي وأبرزهم أسرة علي عبد الله التي رافقت ولي الله الصالح عمر بن سعيد الكندي وهم من قبائل الصيعر من كندة وقد رافقوه إلى منطقة العواذل وهو كان رجل علاّمة وأتى كرجل مصلح، والمنطقة تعيش حالة حروب بين قبائلها وقد التقى بالعيدروس وعمر بن علي في منطقة الحافة ومعهم شخص رابع علاّمة وتعاهدوا على إصلاح ذات البين بين القبائل المتصارعة وقد قاموا بدور فعال في الصلح بين القبائل وانتقل عمر بن علي إلى الوهط بلحج وهو جد السادة أهل الوهط وله مقام تزوره قبائل السعيدي من دثينة سنوياً وبقيت بعض أسرته في الحافة ويعدون مناصب دثينة أي آل السعيدي وقد اجتمع هؤلاء العلماء المصلحون في مسجد سمي باسمهم في أسفل مدينة لودر سمي  بمسجد "مربعة" (الأربعة) اعترافاً بفضلهم أصبحت المنطقة كلها تعطي من كل جربة "قطعة أرض" تلماً من الزرع لعمر بن علي في منطقة السعيدي ولعمر بن سعيد في منطقة الميسري والحسني حتى يوم الاستقلال عام 1967م.

وقال العم سليمان إنهم يذهبون مشياً على الأقدام إلى "امنجدة" كل عام لزيارة قبر ولي الله الصالح عمر بن سعيد وهم يتزملون ويمشون من الصباح إلى قبل غروب الشمس وينزلون في منازل الخدم بعد أن يصلوا ويقبلوا قبر هذا الولي ويأخذون حفنة من التراب من قبره يتبركون بها, ويستغيثون: يا عمر بن سعيد و كان الخدم (السدنة) يستضيفون القبائل في منازلهم و لكل قبيلة عائلة تخدمها وهم يعيشون من الأموال والحبوب التي يحصلون عليها من القبائل سنوياً.

خدم عمر بن سعيد  والتحاقهم بالثورة

 وفي وقت لاحق انتقل أبناؤهم للعمل في عدن والتحقوا بالجيش والأمن والتجارة واعتمدوا على أنفسهم بدلاً من اعتمادهم على هذا الولي الصالح, وكما التحق عدد منهم بالثورة و أبرزهم الرجل الثائر و الساخر علي عبد الاله, الذي كان يسخر من السلاطين الذين كانوا ينتقدون هؤلاء الخدم, لأنهم بدأوا يبنون بيوتاً أفضل من بيوت السلاطين  وأصبح بعد ذلك ضابطا كبيرا وقائد لواء في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأتذكر أيضاً أن أسرة الضابط حسين الحاذق كانت تأتي وتسكن عندنا حتى ينتهي موسم الحصاد لتأخذ نصيبها المخصص للولي وتعود إلى قرية امنجدة .

المشائخ:

يسكنون في مختلف مناطق دثينة، وهم مزارعون وتجار مستقرون في القرى وتوجد في منطقة الحسني خمس أُسر منهم وفي منطقة السعيدي ثلاث وأهمها:
-أهل عبيد وأهل عمير أمفضل في عراكبي.
-أهل سرائيل في البطان وأهل أمدارة  أولاد الشيخ عمر بن سعيد ومنهم أهل شائع.
-أهل حيدرة بن علي وأهل أمعيليق أولاد الشيخ عمر بن سعيد في أمقرية.
-أهل عبد الحامل في المحفحف (10) .

المسفح وذيل البكيلي

قال العم سليمان إن أهل أمداره فتنوا بين القبائل بسبب كلمة واحدة.
قلت: كيف؟
أجاب: سمعنا من آبائنا وأجدادنا إن كبشاً لعاقل أهل حنش (أبو محمد) هرب ووصل إلى وادي مران أي إلى المسفح وقام بعض أهل قمرح وهم من الغساسنة بشق "ذيلة" (إلية) الخروف ومصوا شحمها وعاد الكبش إلى مبرق بأرض أهل حنش فشاهدوا الدم وتتبعوا أثره إلى المسفح، وحصل خلاف على "ذيلة" كبيش أبو محمد واتفقوا على لقاء في امدارة، وعلى أن يقطعوا ذيل حصان عاقل أهل قمرح وأسمه البكيلي مقابل إلية كبش أبو محمد، وذهب أهل قمرح إلى جوعر وشاهدهم أهل امدارة وقال واحد منهم حقيبك( 11) اليوم يا ذيل البكيلي من قوم تحقن دمها، وسمعهم عاقل أهل قمرح وقال ينبغي نرجع إلى قمرح وعندما جاء أهل حنش إلى قمرح وإلى المسفح تقاتلوا وسال الدم حتى سفح الأرض وسمي المسفح نسبة إلى سفح الدم.
وتضيف الأسطورة إن "البكيلي" وهو حصان عاقل أهل قمرح كما أسلفنا كان حصاناً قوياً وشرساً، وازداد شراسة بعد قطع ذيله ولم يسمح لأحد إن يمتطيه، وفي غمرة الاقتتال بين أهل قمرح وأهل بو محمد امتطى احد الفرسان "البكيلي" وأبلى في المعركة بلاءً كبيراً، ولكنه قبل إن يمتطي الحصان قامت ابنة عاقل أهل قمرح وكانت فتاة جميلة تدعى حسناء بمحاولة منعه من امتطاء حصان والدها وكانت يداها مخضبتين بالحناء مما ترك آثاراً على ظهر الفارس المجهول.
 وعندما هدأت المعركة أخذ الناس يتساءلون عن الفارس المغوار الذي امتطى الحصان وأبلى ذلك البلاء ولم يعرفوا من هو، وكلما ظنوا أنه فلان من الناس تبين لهم أنه ليس ذلك الشخص، وكلما حاول أحدهم أن يدعي أنه ذلك الفارس كانت الفتاة تفضحه وتؤكد أنه ليس الفارس الذي رأته، وعندما تم تداول كل الأسماء ولم يكن ذلك الفارس من بينهم قال والد الفتاة: لم يبق في الأرض إلا سعيد البقيرات في "وجر" فطلبوا منه الحضور وعندما حضر عرفته الفتاة وأكدت أنه هو الفارس الذي امتطى الحصان ودللت على ذلك بآثار الحناء على ظهره. فقام والد الفتاة بتزويجه ابنته حسناء التي تنسب الأسطورة نسب أل حسنة إليها.
 ولهذه الأسطورة أبعاد أخرى حول فروع قبيلة أهل حسنة وهي بحاجة إلى دراسة وبحث أوسع لما تحفل به من أحداث وتفاصيل ويقال أن أل حسنة ينتسبون إلى الحسن والحسين وهذا ليس صحيحاً لأن أل حسنة ينتسبون إلى منطقة و ليس عائلة فهم يتكونون من عدة قبائل كما هو الحال بالنسبة للمياسر و أل السعيدي .  

الوصول الى الوضيع

وقبل الوصول إلى الوضيع شرح لنا العم سليمان عن الوضيع وسكانها وشيخها علي بن ناصر جبران الجعدني وشعرائها، وحكى لنا عن السلطان حسين بن عبد الله الفضلي والشاعر منصور عشال الذي أصيب بالجدري عام 1945م. وقال إنه شاعر فحل وكان يحب السلطان لأنه رجل كريم وشجاع وقد شرح لنا قصّة شخص من قبائل الوضيع طعن السلطان حسين بن عبد الله ألفضلي لأنه قام بلطمه على وجهه، وفي نظر القبائل لا يغسل العار إلا الدم.

وقد نقل السلطان إلى لندن للعلاج، والجاني إلى سجن أبين وقد أجمع حكام أبين ومشايخها على إعدامه، ولكن السلطان رفض وقال أنا غلطان بحقه. وعفا عنه فكبر في نظر الناس.(راجع مذكرات محمد مرشد ناجي)
قال برطم: ونعم من سلطان، والعفو عند المقدرة.
وواصل العم سليمان: لكن السلطان رجع من لندن ومات في حادث غرق سيارة مع ضابط إنجليزي بالقرب من المخزن "رحمه الله".
وقال منصور عشال شعراً في السلطان حسين الفضلي:


يا دولتي يا أهل التقارين الرجـاب
حســين فيكم والنبي ما شـلته لمزاب (12)
الليلة دخل برد الشتاء من كل باب (13)
ما عادها شي الأولة عاب الفرنجي عاب
يا باطلي يا منكري يـا راب راب
على ملكنا دي طلع في بقعته خطــاب
إلى أن قال:
حسين الظبا يبكين وانته يا الغراب  
وراك ساكت قدم الدعوى على الضرّاب
الحق والبيضـاء لســودات القصاب
والموت سنّة ما هلاّ القدر يُهتـاب
لا تندبوشي مال للهيف النداب
الجيد شرعه لا بلي يصيب وألا أصطاب
ومعنى الأبيات أن الشاعر يتحسّر على أيام السلطان حسين، ويأسى لما حلّ بوطنه بعد دخول المحتل، ويحث قومه على الموت بشجاعة دفاعاً عن الحمى بدلاً من البكاء كالنساء.
وقال أحمد برطم: أما الشاعر محسن الوحل  فقد كان يحرض على مولى الجبل بقوله:
مولى الجبل قالوا من الحيد انسحل  
هبت رجيله في الوحل من قامتين
الشهر لول هل والثانـي دخـل      
وأنا أحسـب أنه يطحن الدنيا طحين
وقيلت هذه الأبيات في حادثة حدثت للوحل اثناء ماكان يسوق بضاعته وهي البسة مصبغوة بالنيل فاعترضه بدوي ونهب الحمار وماعليه وذهب الوحل للشيخ علي ناصر بن جبران شيخ الجعادنة بالوضيع يشتكي وقال له: "ماعليك خلال اسبوعين سيعود لك الحمار مع الحمولة", وانتظر الوحل الشهر الاول والشهر الثاني ولم يأتي الحمار ولا حمولته وفي أحد الاعياد قال الوحل هذه الابيات. وعندما سمع الشيخ ناصر منصور هذه الابيات طلب من قبائل الجعادنة قطع اذن الوحل اينما وجدوه ولما بلغ هذاالكلام الوحل خشي من ذلك وكانت امرأته حامل وقال:  
ان جاء ولد بدعيه ناصر                      
وان هي وليدة بالوليدة


وقال ايضا:
الشك ماشي الشك يا جرو النمر
يا دي تصفون امقذا من كل عين  
ما هل لبا هدة (غزوة) تشيـع أخبارهـا
الكور يسمعها وتسـمعها دثين
فعفوا عنه وأعادوا له اغراضه.

هوامش 

1- منتهى اسم أم والدي .
2- في إحدى المرات كان هناك مشكلة بين قبيلتي آل فرج وآل صالح على قضية وذهبوا الى سلطان العواذل حسين جعبل وحكم بأربعين يمين على آل فرج وعند عودة آل فرج الى قريتهم لم يجدوا العدد الكافي الا 35 وأضافوا 5 يهود وعملوا لهم عمائم تغطي لهم الزنانير وأدوا اليمين كلهم وبعد أيام تسرب الخبر الى آل صالح أن آل فرج أضافوا خمس يهود الى عددهم وحلفوا اليمين وحدثت مشكلة بين القبيلتين فقال احدهم من قبيلة آل صالح: كلهم يهود. وضحك الجميع.
3-- تكفلت الوكالة اليهودية بنقل اليهود من اليمن شمالاً وجنوباً بين عامي 1948 و 1949 بموافقة الإمام احمد والسلطات البريطانية في عدن، وجرى ترحيل أكثر من 50 ألف يهودي إلى فلسطين ودفعت الوكالة اليهودية كافة تكاليف  النقل البري والجوي.
4-- وكان يسمى سوق الأربعاء ويقال إنه حدث قتال بين قبائل من العواذل وقبائل من علة وقتل عدد كبير من الناس وجرح آخرون وقطعت آذان البعض ولذلك يقولون عن الأربعاء أمبرك أو يوم النوم.
5-بعض البلدان العربية يسمونه الهاون.
6-هو عوض أحمد حويدر المشهور بابن حويدر ويكنى بأبي نور من قبيلة آل سليمان الحنشي, عاش في قرية مبرق التابعة لمنطقة النقع شرق مدينة الوضيع بحوالي 15 كم.. ولد عام 1840م وسكن حصن مبرق الذي بناه له صديقه السلطان فضل بن محسن العبدلي الذي حكم لحج منذ عام 1281هـ الى عام 1291هـ, ويتكون من ثلاثة طوابق حجر.. يفصل كل طابق عن الآخر خط من الحجر الأحمر.
7- شلّكم ما فلكم: بمعنى أخذكم الله ما أمهركم
8-  في نهاية 1967 احتكم امجعادنة وباكازم لعلي بهلان، وقبيلة الجعادنة هو راس آل بليل، وآل بليل يتكونون من 16 قبيلة: جعدني, مارمي, حنشي, محوري, محثوثي, اصحري, عويني, سعدي, صلاحي, فجاجي, قيناشي, وآل طميسي. وينتمون جميعاً إلى علة.
9-التلم: شريط من الأرض ويبدأ من بداية قطعة الأرض حتى نهايتها ومحصوله لصالح خدم الولي عمر بن سعيد.
10- حمزة لقمان: المرجع السابق ص 259.
11-حقيبك: يا عيباه.
12-امزاب: جمع مزب وهو مهد الطفل ويصنع من الجلد ويعلق على ثلاث عصي تسمح بتأرجح الطفل حتى يهدأ وينام
 13- المقصود هنا دخول الانكليز إلى المنطقة عام 1942