آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

ملفات وتحقيقات


التسرب المدرسي ظاهرة تهدد الأجيال في حالمين بردفان (استطلاع)

الأحد - 01 ديسمبر 2019 - 07:22 م بتوقيت عدن

التسرب المدرسي ظاهرة تهدد الأجيال في حالمين بردفان (استطلاع)

ردفان (عدن الغد) خاص:

استطلاع: علياء صالح ونادية قحطان

 

تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي واحدة من الظواهر التي تثير المخاوف في المجتمع والتي انتشرت بشكل مروع في السنوات الأخيرة بين الذكور والإناث على حدٍ سواء بعد أن كانت مقصورة على الإناث في الماضي.

تشهد مديرية حالمين في محافظة لحج تسرباً مدرسياً كبيراً وغير مسبوق في الآونة الأخيرة شمل كل من الذكور والإناث كما انتقل هذا التسرب الى الصفوف الدنيا بعد أن كان مقصوراً على الصفوف العليا، وكانت مديرية حالمين قد شهدت استقراراً نسبياً من ناحية الالتحاق والاستمرار بالدراسة في وقت سابق، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً بل اتبعه تسرب كبير وملحوظ في كل المستويات.
نظراً لتفشي هذه الظاهرة وبروزها بشكل ملحوظ على السطح فقد تم اللقاء ببعض المعلمين والكوادر التربوية واصحاب القرار لاماطة اللثام عن أساب ظهورها وآثارها السلبية المستقبلية وطرق علاجها.

وجهة النظر الأولى كانت من نصيب الأستاذ القدير علي يحيى مدير مدرسة الفقيد سعيد صالح الذي قال بإن سبب انتشار ظاهرة التسرب هو عدم متابعة الأسرة للأبناء وضعف العلاقة بين الأسرة والمدرسة بالاضافة إلى الوضع المعيشي الصعب الذي تمر به بعض الاسر مما اضطر بابنائهم لترك المدرس بغيه العمل وطلب الرزق.

وأردف قائلاً يجب الا نغفل كذلك عن المشاكل الأسرية وضعف التحصيل المدرسي والرسوب المتكرر وغياب الحصص الترفيهية وعدم استشعار المجتمع والحكومة لأهمية التعليم وهذا الرأي يشاطره فيه وكيل المدرسة الأستاذ عبدالناصر النهاري.

وبدوره أكد الأستاذ عبدالله علي مدير مدرسة فيصل محمود للبنات بان أهم أسباب تسرب البنات في المدرسة هو الزواج المبكر والوضع الاقتصادي الصعب للأسر وغياب الوعي باهمية تعليم الفتاة وعدم وجود أي دعم لتشجيع تعليم الفتيات من المنظمات أو المؤسسات الداعمة.

بالمقابل يرى الأستاذ محمد مثنى مدير مدرسة حالمين النموذجية للبنات بان سبب التسرب يرجع لغياب التوعية باهمية التعليم، والمشاكل التي تعصف ببعض الأسر وكذا بعد المناطق والتجمعات السكانية عن المدارس وعدم توفر وسائل نقل للطلاب والفتيات.

الأستاذة أشواق محمود، وهي اخصائية اجتماعية اوضحت بان التسرب المتسارع في السنوات الأخيرة يكمن في قلة الوعي بأهمية التعليم، وكذلك المعاملة السيئة من قبل بعض المعلمين وصعوبة المنهج الدراسي، منوهه بان لهذه الظاهرة آثار سلبية كالزواج المبكر والانحراف وانتشار عمالة الأطفال وانتشار الأمية في المجتمع واقترحت دعم الطلاب وخاصة الفتيات من اجل استمرار مواصلة الدراسة وسن قوانين الزامية وتشييد مدارس جديدة في التجمعات الريفية وتفعيل دور الاخصائي الاجتماعي في كل المدارس.

الأستاذ نشوان ناجي، الأستاذ الأكاديمي بكلية التربية ردفان جامعة عدن قال بان التسرب ظاهرة خطيرة وان موقع الأطفال الطبيعي هو المدارس وليس لهم دون ذلك من سبيل، مؤكداً بان التسرب المدرسي يعد قنبلة موقوتة ستنعكس سلباً على المجتمع واستقراره معللاً ذلك بتفشي الامية وبروز جيل لا يمتثل للقوانين والنظم وسيصعب دمجه في المجتمع، ودعا كل الجهات إلى ايقاف وواد هذه الظاهرة ودعا الجميع إلى تحمل المسئولية تجاه هذه الظاهرة .

مدير التربية والتعليم بالمديرية، الأستاذ القدير عبدالحكيم صالح ناصر بدوره شدد على خطورة التسرب المدرسي وتعاظم هذه الظاهرة مرجعاً ذلك لعدة أسباب منها بعد المناطق السكنية عن المدارس، والزواج المبكر عند الفتيات، ووضع الأسر المعيشي الصعب والخروج للاغتراب خارج البلد، وكذا عدم الاهتمام بالجانب النفسي للطالب وعدم وجود الدعم والتشجيع كذلك.

واورد بعض الحلول الممكنة لهذه الظاهرة مثل نشر الوعي الثفافي باهمية التعليم، والحفاظ على الآطفال من وسائل التواصل الاجتماعي وحسن التواصل مع الطلاب ودعم وتشجيع الطلاب وخاصة الفتيات للالتحاق بالمدارس.

وفي معرض رده عن مدى انتشار هذه الظاهرة فقد أكد لنا بان وطأة التسرب كبيرة في المديرية لكل المراحل مؤكداً بان عدد الطلاب الذين التحقوا بامتحان الصف التاسع في مديرية حالمين للعام الدراسي الماضي 2018/ 2019 قد بلغ 465 طالباً وطالبة التحق منهم في الصف الأول الثانوي لهذا العام الدراسي 2019/2020 فقط 334 طالب وطالبة، حيث كان عدد المتسربين من الجنسين 131 طالباً وطالبة بواقع تسرب بلغ (28%).

في حين كان عدد المتقدمين من الذكور في العام المنصرم للصف التاسع 319، كان عدد الملتحقين بالصف الأول الثانوي 236 طالباً اي بواقع تسرب بلغ (26%). اي أن عدد المتسربين خلال عام واحد قد فاق الربع من أجمالي الطلاب.

من ناحية أخرى كان عدد المتقدمات من الإناث للصف التاسع في العام الماضي 146 طالبة، بينما كان عدد الملتحقات بالصف الأول ثانوي لهذا العام 98 طالبه فقط بمعدل تسرب بلغ (33%). أي ان حوالي ثلث الفتيات قد تسربن دراسياً خلال عام واحد فقط وهذا يمثل انتكاسة كبيرة للتعليم في المديرية وقال بان التسرب سائد بكل المراحل ولكن بدرجة متفاوتة.

وهو بدوره أكد بان ادارة التربية تعمل جاهده بامكانيات تكاد تكون معدومة لايقاف هذه الظاهرة ودعا الحكومة والمنظمات والمؤسسات التعليمية إلى الاهتمام بالتعليم والمعلمين وتشجيع الطلاب والفتيات على مواصلة الدراسة بما يخدم المجتمع والبلد.