آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-05:48ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير) بعد اتفاق الرياض .. ماهي الخطوة الأولى للحكومة والتحالف؟

السبت - 09 نوفمبر 2019 - 03:58 م بتوقيت عدن

(تقرير) بعد اتفاق الرياض .. ماهي الخطوة الأولى للحكومة والتحالف؟

تقرير / ناصر عوض لزرق:

بقاء العاصمة المؤقتة لليمن (عدن) على هذا الحال يجعل الجميع في حيرة عن الأسباب والدوافع التي جعلت هذه المدينة حبيسة الصراعات والاطماع وحرب المصالح، حيث عانا أهالي هذه المدينة الويلات جراء طمع وجشع الأطراف المتصارعة .

ظن أهالي عدن أن عدم استقرار مدينتهم تكمن في فشل المحافظ الذي يديرها، ولا يعلمون أن المحافظ المعين إما يكون يعمل لصالح أجندات مسيرة أو أنه يبقى عاجزاً عن أتخذا أي قرارات بسبب صراع المصالح الذي عصف باليمن كلها .

يقف أخر محافظ للعاصمة المؤقتة عدن عاجزاً عن فعل أي شيء مثله كمثل بقية المحافظين السابقين وبقي الأستاذ أحمد سالم ربيع علي (سالمين)، حبيس الإملاءات التي فرضت عليه هو الأخر وقيدت من تحركاته وعمله.

تعافت المحافظات المحررة، وبقيت عدن تأن وتسير للأسوأ في أمل أن يكون أتفاق الرياض الفاصل بين أطراف الصراع لتعود هذه المدينة لحياتها التي عرفت بها مدينة مدنية خالية من الفوضى والبلطجة والمظاهر المسلحة وانشار المليشيات التي بثت الرعب في صفوف ساكنيها وجعلت منها قاعدة عسكرية يحكمها نظام الغاب .

 

نصوص الاتفاق

ينص اتفاق الرياض على عودة الحكومة الشرعية والرئاسة والبرلمان إلى العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة لممارسة عملها، في ظل تواجد القوات السعودية التي ستكون المشرفة على تطبيق ما جاء في اتفاق الرياض وتعمل على وقف الصراع .

اتفاق أطراف الصراع يحمل في طياته الكثير من الانفراجات على المواطن المسكين الذي عاني ولا زال يعاني من ويلات الصراع، حيث يشكل هذا الاتفاق المخرج الوحيد لعودة الدولة والأمن والاستقرار في ظل حضور سعودي والتزامات تفرض على كافة الأطراف الداخلية والخارجية .

ينص اتفاق الرياض على بدء عمل الحكومة وعودتها إلى مزاولة عملها من المناطق المحررة بعد أسبوع من توقيع الاتفاق .. فياترى هي ستشكل هذه الخطوة بداية ألوى من انفراج الأزمة وعودة الحياة لعدن وبقية المحافظات .

 

الحضور السعودي

سحبت القوات الإماراتية قواتها وعتادها من عدن والمحافظات المحررة وحضرت بدلاً عنها المملكة العربية السعودية التي استلمت المنشآت والمقرات الحكومية والموانئ تهيئة لاستقبال الحكومة الشرعية التي ستعود إلى عدن بعد أيام – حسب ما نصت عليه اتفاقية الرياض - .

جلب السعوديون القوات والمعدات الخاصة بهم استعداداً لعودة الحكومة وبدأت المملكة في رسم خطة أمنية مشتركة بينها وبين وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية، كما شملت الخطة بقية المحافظات المحررة .

وأكد الأمير محمد بن سلمان، حرص بلاده على كل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني وأمن اليمن واستقراره، متمنياً أن يكون اتفاق الرياض فاتحة خير لتفاهمات أوسع بين أبناء الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية.

تسببت الأحداث الأخيرة في توقف التفاهمات اليمنية السعودية التي جرت بين وزير الداخلية أحمد الميسري والسعودية خلال حضور الميسري إلى المملكة قبل أحداث عدن الأخيرة، حيث أفضت هذه التفاهمات إلى توحيد الجهود بين وزارة الداخلية والمملكة لرسم خطة أمنية جديدة للمحافظات المحررة تشرف على السعودية .

هذه التفاهمات تعود مجدداً، حيث أكد وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد بن عبود أن هناك خطة أمنية مشتركة مع السعودية بالمناطق المحررة ومنها العاصمة المؤقتة عدن وإنهاء أي مجاميع مسلحة بالمناطق المحررة وهي خطوة إيجابية لتصحيح الأوضاع وتوحيد الجهود لإسقاط الانقلاب .

الوكيل بن عبود، أكد وخلال تصريح أدلى به لصحيفة الشرق الأوسط أن كل التشكيلات والأحزمة سيتم دمجها تحت مظلة وقيادة وزارتي الداخلية كجهات أمنية والدفاع كجهة مسؤولة للدفاع عن البلاد، بموجب اتفاق الرياض .. مؤكداً أن هذه الإجراءات بمثابة صفعة قوية لـ(مليشيا الحوثي) الانقلابية وإشارة قوية لأن اليمن موحد ضد المشروع الإيراني بالمنطقة.

 

ما قاله الرئيس هادي عن اتفاق الرياض

عبر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن تأييده لما جاء في اتفاق الرياض، والذي اعتبره المخرج الوحيد لليمنيين لهزيمة المشروع الإيراني في اليمن وإنهاء الانقلاب .

أشاد الرئيس هادي بالجهود التي بذلت في سبيل إخراج الاتفاق إلى حيز الوجود بدعم وإشراف مباشر من قادة السعودية الذين بذلوا جهوداً مخلصة وكبيرة.

وبحسب ما نقله صحيفة الشرط الأوسط عبر مصادرها.. فإن هادي شدد على المضي في تنفيذ الاتفاق لتحقيق غايات وتطلعات اليمنيين بصورة عامة من خلال توحيد الجهود والطاقات في تحقيق الأهداف والغايات السامية بدعم ومساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية باليمن لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وأشار هادي إلى تبينه مبكراً للقضية الجنوبية بمفاهيمها العادلة وإنصافها من خلال تصدرها للقضايا الرئيسية في الحوار الوطني الشامل وما أفرزه وتمخض عنه الحوار الوطني من حلول عادلة للقضية الجنوبية باعتبارها مفتاحا لحل تداعيات الصراع في اليمن.

وأكد الرئيس اليمني أهمية المضي قدماً لتنفيذ اتفاق الرياض بكل تفاصيله للوصول إلى حالة الاستقرار التي ينشدها اليمنيون في المحافظات الجنوبية وفي الوطن بشكل عام.

 

ما بعد الاتفاق .. ما هي الخطوات الأولى

تتجه الأنظار صوب أولى التحركات التي ستقوم بها الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية في ظل التفاهمات الأخيرة في الرياض.. حيث تعتبر هذه التحركات مهمة بدرجة كبيرة لدى المواطنين في عدن وبقية المحافظات المحررة .

تطرح على طاولة الحكومة والسعودية ملفات كثيرة، أهمها توفير الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وبسط الأمن في المدن المحررة التي عانت ولا زالت تعاني من التشكيلات الأمنية ومن فساد كبير في من يديرون احتياجات المواطنين .

تشهد عدن والمحافظات المحررة الكثير من المشاكل الأمنية التي تتطلب عودة الدولة والأمن والقضاء والمحاكم للبت فيها، وحل الكثير من المشاكل والاختلالات التي طالت المواطنين والاملاك العامة والخاصة .

اهتمام الحكومة والجانب السعودي بالملفات الأمنية والقضايا التي ظل المواطنون يشكون منها مثل المعتقلين والمخفيين وقضايا فساد قامت بها قيادات أمنية وعسكرية وعمليات بسط طالت الأملاك والمقرات الدولة والمواطنين تعتبر من أهم الملفات التي تبدأ بها الحكومة والسعودية .

عانا المواطنون في عدن والمناطق المحررة الويلات من صراع انقطاع الكهرباء والماء وارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية وغياب الرقابة، كما تشكل عودة الموانئ وتحريك عجلة تسليم المواد المخزنة داخل الميناء للتجار، حتى تحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق .

أشار نائب رئيس الوزراء الدكتور سالم الخنبشي إلى أن السعودية أكدت دعمها الكامل لكل متطلبات تطبيع الحياة في المناطق المحررة في جميع المجالات، حيث أبدت دعمها الكامل لكل متطلبات تطبيع الحياة اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً.

تنتظر الحكومة والسعوديون ملفات عديدة وجب الوقوف عليها وحلها تنفيذاً للخطوات الأولى لاتفاق الرياض والتي ستقود إلى تنفيذ خطوات جديدة قادمة يلتمسها المواطن تعمل على عودة عجلة الحكومة والتحالف العربي في حربهم على الانقلابيين الحوثيين وانتصاراً للحكومة الشرعية .