نعمان الحكيم
...نعم وقد احسن صنعا الكاتب السعودي المعارض الراحل عبدالله القصيمي..صاحب العنوان اعلاه لكتاب رائع تصلح اغلب مواضيعه لزماننا هذا وهو كتاب الّفه في سنوات بعيدة..الى جانب كتاب اخر هو ..هذا الكون ماضميره! والكتابين مرجعان مهمان لمفكر كنا في زمن ماض نسخر منه ولكن هانحن نستمد منه بعض مانعيشه من امور يشيب لها راس الطفل..
قصدت من العنوان والمقدمة المتفلسفة
بحكم دراستي وتخصصي..ان ابيّن ان التاريخ يعيش مازقا ماكنا نتوقعه الا في هذا الزمن الذي تسيّد فيه الغشاشون الاوباش والمنافقون ،وصار الكبار وصناع التطوير والثقافة لا اهمية لهم ..وانّى للجاهل ان يكون سوياوحقانيا..!
ففي زمننا هذا تحولت بلادنا الى مايشبه المريض بالبرص او الجذام
،الكل ينفر منه ولكن لو توفر المال لتغير الحال وهذه مصيبة ماعرفناها الا بعد الحرب القذرة التي حولتنا الى ساحة افتراس في غابة العروبة المصطنعة..وكنا سادات العرب وموئل الحضارات
..و...ووو
..(وعلى من تغرّي......!)
اقول هذه الكلمات بعد اتصال سريع مع استاذي ومعلم الاجيال المربي الفاضل والفدائي المضحي في ساحات عدن منذ شبابه والرجل الذي نال قسطه الكبير من السجون الظالمة..الا انه قاوم وكان الاشجع والاكبر وعاش منتصر الفكر والراي ولم يطلب جزاء ولا شكورا..
اليوم وبعد مكالمة قصيرة معه وقد غادر مستشفى بابل امس ،حسب افادة جارنا الخلوق
..حلمي شاهر.. وتاكيده هو لي،
انتابتني دوخة ودوار ..اهذا العلم لكي يسافر الى الاردن وهو في عمر السبعين تقريبا، يتطلب له فيزة علاج والمرض يكاد يفتك به..في حين الاردن الشقيق احد دول التحالف العربي المغيث لنا ولعودة الامل والحياة..
ياألله الهذه الدرجة يستهينون بنا..
ونحن ننتظر منهم الفرج.. بعد الله سبحانه وتعالى.. لكن اعود واقول الفشل كل الفشل تتحمله الدبلوماسية اليمنية..ومنها
سفارتنا هناك في عمّان ولا احدا سواهم..وإلاّ فان الدبلوماسية يكون وجودها من عدمها سيّان!
اتحدث عن الاستاذ المربي والتربوي.. احمد عبدالرحمن الذبحاني..وهو غني عن ان نعرّف به وقليل في حقه بل عيب علينا ان نطلب له حقه في العلاج والفيزا
السريعة لان أمرا كهذاليس في امكانه متابعته وهو على حالة متعبة
..وعدن صارت قرية ،بل غابة يتمخطر فيها اشباه الوحوش المفترسة
..ويضيع الشرفاء بشربة ماء وهنا تكون كبرياءنا في مازق..واي مأزق ياقوم!
على ذلك اخبرني الاستاذ القدير ،ان سخر الله له من امدّه بتذاكر السفر الاردن وهذه هي الروح التكافلية لابناء واهالي عدن تجاه من يمتحنهم الله بمرض او حاجة من هذا القبيل..ومنتظرهو الفيزا على آخر الشهر ان شاء الله تعالى ونأمل ان لا تتاخر كثيرا..
ونحن انما نوهنا لمكانة هذا العلم الشامخ والذي خدم الناس على طول وعرض البلد وكان ولا يزال العدني الكريم عطاء..
واليمني السخي تضحية وشهامة
..فهل تذهب كل تلك السجايا هدرا ودون اي اعتبار من صناع القرار في عدن والمهجر..ام اننا نتوقع افعالا طيبة وسريعة ممن تهمهم كرامة الانسان في هذا الوقت بالذات!؟
نعم..كبرياء التاريخ في مازق ،ومازق عربي وعروبي مفكك..لويعلمون!
ربنا يفرجها عنك استاذ الاجيال وانت الذي نباهي بك ونفخر ..والامل في الله سبحانه ان يمدك بصحة وعافية وعمرا مديدا انه على كل شيئ قدير..
ترافقك السلامة وتصحبك في عودتك المحمودة بإذن واحد احد..
ولك محبتنا الى الابد..
