آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:50م

دولية وعالمية


كيف فسرت الصحف الإيرانية الاحتجاجات في لبنان؟

الأحد - 20 أكتوبر 2019 - 02:04 م بتوقيت عدن

كيف فسرت الصحف الإيرانية الاحتجاجات في لبنان؟

(عدن الغد) متابعات

تباينت الصحف الإيرانية في قراءتها لمشهد الاحتجاجات في لبنان ضد الطبقة السياسية الحاكمة، إذ رأت صحيفة ”اعتماد“ الإصلاحية، في تقرير لها بعنوان ”لبنان يحتاج إلى منزل يجمعه“، أن ”الاضطرابات الواسعة في هذا البلد جاءت بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية“.

 

وقالت الصحيفة في التقرير إن ”اتساع رقعة الاحتجاجات بسرعة في مناطق مختلفة من لبنان، كان بسبب خطط الحكومة لفرض ضرائب جديدة على المواطنين الذين يعانون منذ فترة طويلة من سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية“، مؤكدة حاجة البلاد لقرارات عاجلة تهدف إلى تطويق الاحتجاجات وتلبية مطالب المتظاهرين.

 

ورأت أن ”حكومة سعد الحريري في مأزق لتحقيق الإصلاح“، منوهة إلى أنه ”في الأشهر الأخيرة، ابتليت حكومة الحريري بسلسلة من المشاكل غير الطبيعية للشعب اللبناني، منها انخفاض قيمة العملة الوطنية، ونقص الدقيق، وأزمة تزويد المواطنين بالغاز الذي يحتاجونه، وكذلك حرائق الغابات التي فشلت الحكومة في احتوائها، بالإضافة إلى عجز حاد في الميزانية حاولت الحكومة تعويضه من جيوب المواطنين“.

وأشارت الصحيفة إلى ”قيام أبناء بعض المناطق السنية بتمزيق صور سعد الحريري، فيما مزق أبناء المناطق الشيعية بتمزيق صورة نبيه بري والمغيب موسى الصدر رئيس البرلمان والأمين العام لحركة أمل حليف حزب الله، فيما انتقد متظاهرون من المسيحيين خطاب وزير الخارجية جبران باسيل“، معتبرة أن ”هذه الاحتجاجات تعكس نقمة الشعب على الطبقة السياسية الحاكمة“.

 

من جانبها، وصفت صحيفة ”آفتاب يزد“ الإصلاحية، الاحتجاجات اللبنانية بالمؤامرة الخارجية التي تهدف إلى إضعاف تحالف 8 آذار الذي يعد حزب الله وحركة أمل أحد عناصره، وهو يحظى بدعم من النظام الإيراني.

 

واستندت الصحيفة إلى هذا الوصف، إلى ما ذكره لها المحلل والخبير في الشؤون الدولية الإيراني حسن هاني زادة، قائلاً إنه ”الأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه إن هناك دول بالمنطقة وأخرى خارجها لديهم دور مؤثر في الاحتجاجات اللبنانية“.

 

واعتبر زادة أن ”الحريري بسبب ولائه للولايات المتحدة والسعودية يحاول أن يتهم بعض وزراء حكومته ورئيس الجمهورية ميشال عون على أنهم غير مؤهلين في البقاء بمناصبهم، مشيراً إلى أن ”قطع السعودية وأمريكا مساعداتهم المالية عن لبنان هدفه إثارة الفوضى والضغط على الحريري لطرد بعض أعضاء حكومته من الذين ينتمون لتحالف 8 آذار“.

 

ورأى أن ”استمرار الاحتجاجات ستجبر في النهاية الحريري على تقديم استقالته، أو استبدال وزراء يكون ولاؤهم للسعودية وأمريكا، وسيكون الرئيس اللبناني مجبرا على تقديم مرشح جديد وسيرشح الحريري مرة أخرى“.

 

وتجاهل زادة المشاركة الشيعية في الاحتجاجات، وقال ”غالبية المشاركين فيها من تحالف 14 آذار، على خلاف ما جرى من احتجاجات بالعراق“، مضيفاً ”الهدف والوجه المشترك للمتظاهرين بلبنان والعراق هو إضعاف محور المقاومة عبر الاحتجاجات الشعبية، وحتى إيران التي تقود هذا المحور تفقد تياراتها السياسية في العراق ولبنان“.

 

مؤامرة لضرب المقاومة

 

بينما ركزت بعض الصحف التي تنتمي لمعسكر الأصوليين المعتدلين على خطاب نصر الله الذي أعلن فيه عن رفضه استقالة حكومة الحريري واللجوء إلى انتخاب برلمانية مبكرة، كما ذكرت ذلك صحيفة ”جمهوري إسلامي“، وصحيفة ”صنعت“ و“صحيفة حماية“.

 

من ناحيتها، ألقت صحيفة ”جوان“ المقربة من الحرس الثوري، باللائمة على سعد الحريري بسبب ما يحدث في لبنان، مضيفة أنه ”المسؤول عن الأزمة ويتهرب من المسؤولية بإلقاء التهم على التيارات السياسية بعرقلة الإصلاح الاقتصادي“.

واعتبرت صحيفة ”رسالت“ التابعة لتيار المحافظين، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه ”سيد المقاومة وروح لبنان وما يحدث في لبنان مؤامرة أمريكية سعودية“.

 

ونقلت الصحيفة عن المحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله، إن ”ما يجري في لبنان منذ الخميس هو برنامج عمل ممنهج ينفذ من قبل السعوديين والأمريكيين في دولة المقاومة لبنان“، لافتا إلى ”أوجه الشبه في الاحتجاجات بين لبنان والعراق، منوها إلى أن ”هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي شاهدنا في هذه الاحتجاجات هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية“.

 

وفسر الحسيني أن ما يحدث في لبنان هم ”مؤامرة مدعومة من واشنطن والرياض لضرب المقاومة، ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري“، مضيفا أنه ”بالطبع هناك تيارات مختلفة بما في ذلك التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وبعض أعضاء تيار المستقبل، يعملون على تنفيذ أوامر السعودية والولايات المتحدة لضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان“.