آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير): الرياض.. والمهمة الصعبة في عدن

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2019 - 11:59 ص بتوقيت عدن

(تقرير): الرياض.. والمهمة الصعبة في عدن

تقرير / سعيد نادر:

على مدى تاريخ وجودها، كان دور المملكة العربية السعودية في اليمن محورياً وأساسيًا، حتى صار التاريخ اليمني المعاصر وكأنه عبارة عن رغبات وتدخلات صانع القرار في الشقيقة الكبرى.

ولم تكن الأحداث الجليلة التي عاشتها اليمن على مدى الثمانية العقود الماضية بمنأى عن المملكة، بدءًا من الحرب اليمنية السعودية منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، ومرورًا بحرب الملكيين والجمهوريين في الستينيات والوقوف أمام التدخل المصري شمالاً، وأحداث السبعينيات بين شطري البلاد، وليس انتهاءً بحرب منتصف التسعينيات بين الشمال والجنوب.

وفي القرن الحادي والعشرين لم تتخلَ الرياض عن تواجدها في الشئون الكبرى لليمن، فمنذ بداية الألفية الثالثة كان الحديث عن اتفاقية الحدود بين البلدين، وبعد أكثر من عقد عادت المملكة لتبادر في تهدئة زخم الثورة الشبابية وتقديم مبادرة خليجية ساهمت في إنهاء حكم نظام علي عبدالله صالح وتنصيب عبدربه منصور هادي خلفًا له، أعقبها تدخل عسكري كبير من خلال تحالف عربي ضخم قادته الرياض لإعادة شرعية هادي بعد انقلاب الحوثيين عليه بدعمٍ من خصم الرياض الإقليمي، إيران.

وخلال تواجدها وتدخلاتها القوية في اتجاه خاصرتها الجنوبية، فرضت مقتضيات ذلك التدخل أن تواجه المملكة خصومها الإقليميين، بمثل حجم مصر عبدالناصر، وإيران ولاية الفقيه.

وكانت الرياض وكأنها "تخاطر" في تدخلاتها تلك، انطلاقًا من رؤيتها بأن اليمن يدخل ضمن النطاق الاستراتيجي لأمن المملكة، وأية تأثيرات على اليمن قد تؤثر على مصير ومستقبل المملكة نفسها، وهو أمرٌ منطقي معمول به في السياسة الدولية القائمة على حماية مصالحها بدءًا من محيطها، الذي ترتبط به جغرافيًا وجيوسياسيًا.

صفة المخاطرة تلك كانت حاضرةً في تاريخ تدخل الرياض اليمن، كان أولها من أجل إعادة الملكية إلى اليمن ومواجهة مصر عبدالناصر ذات النظام الجمهوري، والتي دعمت الجمهوريين وثورتهن على الإمامة بداية الستينيات، ومواجهة مصر بكل قواتها العسكرية الضخمة آنذاك يجعل من تدخل السعودية مخاطرة كبرى إن لم تكن مغامرة، غير أن مقتضيات الأمن الإقليمي والاستراتيجي تفرض عليها ذلك.

تمامًا كما حدث مع تدخلات الرياض في 2015 لحماية خاصرتها من سيطرة الإنقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، خاصة بعد سقوط صنعاء كرابع عاصمة عربية تقع بيد أدوات طهران في المنطقة.

كانت السعودية تحمي وجودها في كل تلك التدخلات، وها هي تمضي اليوم في عاصفة الحزم لتحمي حدودها وخلفيتها الجنوبية من سيطرة أتباع إيران.

وبغض النظر عن نتائج تدخلات الرياض، إلا أنها اليوم تسعى إلى إنهاء تدخلها العسكري، وإن بقيَ تدخلاتها بشكل عام قائمة في اليمن، حفاظًا على مصالحها، وكطبيعة حتمية للوجود الجغرافي الملتصق بالأرض اليمنية.

 

*إدارة ملف مدينة عدن*

ويبدو أن مخاطر التواجد السعودي في اليمن لن تنتهي، خاصةً وأن المملكة مقدمةٌ على إدارة ملف مدينة عدن، وفق تفاهمات اتفاق جدة غير المعلنة حتى الآن.

وهي التفاهمات التي قضت بخروج القوات الإماراتية من عدن، والتخلي عن تواجد أبو ظبي في المدينة، وهو ما بدأ بالفعل على أرض الواقع، من خلال المعلومات الواردة من عدن حول تسلم القوات السعودية مهمة قيادة مقر التحالف العربي في مديرية البريقة غرب عدن، بالإضافة إلى استلام أهم وأبرز المواقع العسكرية الاقتصادية والمنشآت الاقتصادية في العاصمة اليمنية المؤقتة، وفق بنود اتفاق جدة.

السعودية وهي تستعد لإدارة ملف مدينة عدن، بكل جوانبه الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية، تدخل مرحلة جديدة من إثبات نجاح تدخلاتها العسكرية في اليمن.. كما أنها تواجه تحديات جمة تجعل من المهمة محفوفة بالمخاطر هي الأخرى.

وكعادة الرياض في الدخول ضمن دائرة المخاطرة والمغامرة خلال جميع فترات تواجدها في اليمن، إلا أن تاريخها ذلك يؤكد أن السعودية تستطيع الخروج من تلك التحديات والمخاطر بطريقة تضمن مصالحها، وغير مشروطة بضمان مصالح الآخرين.

فما يهم المملكة الآن إخراج نفسها من الحرب اليمنية بماء وجهٍ محفوظ، وإعادة الاستقرار لمدينةٍ كعدن، تمثل رمزًا لشرعية الحكومة اليمنية التي تسعى الرياض لإعادة تواجدها القوي إلى البلاد، وتسليم اليمن لحكومة مستقرة في أوضاع مستقرة قبل أن تُنهي الحرب بتسويةٍ متوقعةٍ مع الحوثيين، وفق ضغوطات دوليةٍ وإقليمية متكررة.

 

*تركة الإمارات الثقيلة في عدن*

تواجد التحالف العربي خلال "عاصفة الحزم" في اليمن، بطريقة تقاسمية، توزعت فيها مناطق وتكاليف المسئولية والإدارة على أبرز أهضاء ذلك التحالف (السعودية والإمارات)، مع مشاركاتٍ رمزية لدول أخرى مثل البحرين وقطر على الحد الجنوبي للسعودية - قبل طرد الدوحة من التحالف - والبحرية المصرية في البحر الأحمر وباب المندب، وتواجد سوداني على الساحل الغربي، بالإضافة إلى دعمٍ لوجستي وتقني وتسهيلات ملاحية وجوية من دولٍ أخرى.

غير أن الدور المحوري لدول التحالف للعربي كان يتجسد في السعودية والإمارات اللتان تدخلتا بقوة، وكان تدخلهما ماثلاً على الأرض وفي المدن اليمنية الكبرى.

وكان التقاسم السعودي الإماراتي لافتًا خلال مرحلة ما بعد تحرير عدن ومحافظات الجنوب، حيث تركزت أبو ظبي بقوتها وعدتها وعتادها في عدن والمحافظات الجنوبية، ومضت في تشكيل النخب والأحزمة الأمنية، لتكون تحت تصرفها وضمن قيادتها بعيدًا عن أيدي وأنظار الحكومة الشرعية.. بينما تمركزت القوات السعودية في مدينة مأرب وسط اليمن، بالإضافة إلى محافظة المهرة الشرقية على تخوم سلطنة عمان.

وعلى عكس الرياض، دخلت أبو ظبي في مواجهات مباشرة مع النسيج الاجتماعي لمدينة عدن، ولعبت على أوجاع المدينة، ونبشت الماضي لتعيد خلافات الأمس؛ الأمر الذي جعل مدينة عدن وكأنها مقطعة الأوصال، بين انتماءات مناطقية ضيقة، حتى بلغت تلك التعبئة مداها في مشاهد ترحيل مواطني وأبناء محافظة تعز والمحافظات الشمالية.

واكتمل المشهد العنصري خلال أغسطس الماضي حين بلغ الترويج المناطقي الذي زرعته أبو ظبي في عدن والجنوب أوجه عندما تم تسجيل حالات اعتقال ومداهمة، بل وحتى اغتيال لشخصيات منتمية لمحافظات بعينها دون غيرها.

ولم تكتفِ الإمارات باللعب على وتر الخلافات القديمة في عدن والجنوب عامةً، بل مضت في استدعاء الخلافات الدينية والمذهبية، وأحيت النعرات بين المواطنين، وشهدت عدن موجةً من عمليات الاغتيالات التي استهدفت أئمة مساجد وخطباء ودعاة دين، بلغ عددها أكثر من 30 عملية، قُيِدت مسبباتها على ذمة مجهول.

وطالت أيادي العبث الإماراتية في عدن المنشآت الاقتصادية الكبرى، كميناء عدن الاستراتيجي، والذي سبق لأبو ظبي إدارته منذ عام 2005 وحتى 2012 حين ألغت حكومة باسندوة عقد الإدارة الإماراتية للميناء، فعادت بعد 2015 لتتحكم في مصيره وتعرقل النشاط الملاحي والتجاري فيه.

كما أن مطار عدن الدولي شهد تراجعًا في نشاطه الجوي، وسيطرت عليه إدارة إماراتية منعت طائرات الرئيس هادي وعدد من وزارء الحكومة اليمنية من الهبوط إليه.

 

*تحديات ضخمة وشبه مستحيلة أمام السعودية*

ويرى مراقبون أن إدارة المملكة العربية السعودية للملف العدني ستكون ثقيلة وشبه مستحيلة وستواجهها تحديات ضخمة في ظل تركة كهذة، تركتها أبو ظبي التي أبت أن تغادر المدينة إلا وهي بيد مليشيات إقصائية مناطقية.

وتكمن أسباب الاستحالة والصعوبة في إدارة ملف عدن الشائك في أن المشاكل التي عاشتها عدن خلال أربع سنواتٍ عجاف أصبحت عميقة، اقتصاديًا ومعيشيًا وأمنيًا وعسكريًا، حتى أن الجروح النفسية لدى المواطنين بسبب الممارسات المناطقية والعنصرية باتت غائرة، وليس من السهل علاجها وتجاوزها بسهولة.

لهذا.. تحتاج الرياض إلى ما يشبه المعجزة لتحويل عدن إلى مدينةٍ مختلفة عما كانت عليه خلال السنوات الأربع الماضية.. كما أن عليها إعادة الأمل مرة أخرى إلى المواطنين الذين فقدوا الأمل في دورٍ مغاير للتحالف بعد سنوات الحرب الموجعة.

 

*أخطاء السعودية القاتلة*

ويؤكد متابعون أن الرياض وقعت في خطأ قاتل عندما سلمت مدينة عدن إلى أيادي أبو ظبي، خاصةً وأن المدينة أصبحت بعد تحريرها عاصمةً مؤقتةً لليمن وللحكومة الشرعية التي أنشأت الرياض تحالفها في سبيل إعادة شرعيتها.

كما أن أية تطورات كانت تحدث في عدن، بسبب الأفعال الإماراتية ومليشياتها الموالية كانت تؤثر مباشرةً على علاقة التحالف الذي تقوده الرياض بالحكومة الشرعية، حتى تعالت بعض الأصوات التي تطالب الرئيس هادي وحكومته بإيقاف تدخلات التحالف وإنهاء عاصفة الحزم في اليمن، بسبب أفعال أبو ظبي الصبيانية، حد وصف متابعين.

وثمة رأي يقول إن الرياض كانت مشغولةً بقضايا إقليمية ودولية أخرى، مثل إيران، ومشكلة قطر ومقاطعتها، وحادثة اغتيال خاشقجي، وغيرها من الأحداث الكبرى التي حرفت تركيز السعودية على الشأن اليمني، وهو ما جعل أبو ظبي (تسرح وتمرح) جنوبً وغربًا في اليمن بلا رقيب ولا حسيب.

غير أن الرأي المعارض لذلك الرأي يؤكد أنه ما كان على الرياض أن تعتمد على حليف انتهازي مثل أبو ظبي يعمل لمصلحته فقط، ولا يسعى للحفاظ على مصالح أقرب حلفاءه، كما أن تدخل السعودية في اليمن كان يجب أن يحظى بتركيز أكبر ولو على حساب قضايا دولية كبرى، باعتبار أن اليمن خاصرة السعودية الجنوبية ومنطلق للحفاظ على أمنها القومي، بالإضافة إلى كون السعودية تأخرت وتلكأت في حسم ملف الحرب في اليمن، وهو ما استفاد منه خصومها، ومنهم أبو ظبي.

 

*تحديات أمام نجاح الرياض في عدن*

تقف أمام السعودية العديد من التحديات الصعبة التي يجب أن تتعامل معها بحنكة وذكاء، إذا ما أرادت النجاح في إدارة مدينة مثل عدن.

 

*الملف الأمني والعسكري*

أولى تلك التحديات، إقناع المليشيات التي دعمتها الإمارات في الاندماج مع قوات الجيش الحكومي، والمؤسسات الأمنية التابعة لها، بحسب اتقاق جدة، وهو ملفٌ صعب بدأ رفضه من قبل قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، وقادة الأحزمة الأمنية في الضالع وعدن وأبين، والنخب الشبوانية والحضرمية.

ويشكك المتابع للشأن السياسي، عارف العبسي، عبر تغريدةٍ على "تويتر" في نجاح الرياض بدمج التشيكلات العسكرية والأمنية للمجلس الانتقالي في قوام المؤسسات الحكومية، وتساءل: ماذا عساهم أن يفعلوا في عدن، وهم من يستقدمون اليمنيين للدفاع عن حدودهم في الحد الجنوبي للمملكة؟.. ويضيف: فاقد الشي لا يعطيه.

وهنا.. يفرض الواقع على السعودية أن تُجبر تلك المليشيات حتى تستطيع إنجاح اتفاق جدة، وتمضي قدمًا في إنهاء الحرب بطريقةٍ تحفظ مصالحها وماء وجهها، وإنهاء انقلابي عدن وصنعاء.

ويرى مراقبون أن الملف الأمني والعسكري قد يكون المؤشر الرئيسي لنجاح السعودية في عدن من عدمه، ذلك أن بقية الملفات الأخرى، اقتصاديًا وسياسيًا تقوم على هذا الملف.

يؤكد ذلك المحلل السياسي عبدالقادر الجنيد في تغريدةٍ على موقع "تويتر" رصدتها (عدن الغد): ‏إذا لم ينتج عن اتفاق جدة ما يؤدي إلى إنهاء انقلاب عدن، تصحيح تركيبة وأوضاع الشرعية وحكومتها، واستيعاب كوادر وقيادات وعقول عسكرية جديدة، وتحقيق الانسجام بين قادة السعودية والشرعية في الميادين وفي الجبهات، إذا لم يتحقق كل ذلك فسيزداد عذابنا، وستغوص السعودية أكثر في مستنقع هذه الحرب.

 

*الملف الاقتصادي الخدمات العامة*

يقف الملف الخدمي كحاجةٍ ماسة لأبناء مدينة عدن، فتوقف الميناء عن استقبال السفن، والمطار عن استقبال الرحلات الجوية يمنع تطوير المجال الاقتصادي والحركة التجارية في عدن، التي تعتبر عصب الحياة في المدينة البحرية التي عُرفت منذ الأزل بالتجارة.

كما أن انعدام الكهرباء وانقطاع المياه، وتأخر المرتبات بل وأحيانًا إيقافها، يمثل هاجسًا يوميًا لمواطني المدينة، ورغم سيطرة وإدارة الإماراتيين للمدينة إلا أنهم أهملوا تلك الجوانب ولم يعيروها أية اهتمام، رغم قدرتهم على تحسينها وتطوير العمل فيها.

ويعتقد متابعون ومهتمون للوضع الخدمي في عدن أن الرياض تمتلك خبرةً في مجال تقديم الخدمات لمدينة عدن، حيث سبق للسعودية تقديم منحة من الوقود الخاص لتشغيل محطات التوليد الكهربائية لمدة عامٍ كامل وبقيمة 60 مليون دولار، امتدت من للفترة ما بين أغسطس 2018 وحتى يوليو 2019، وبإمكانها النجاح في هذا الملف أيضًا.

 

*أذرع الرياض الخيرية والإنسانية*

في مختلف الملفات والخدمات الأخرى تمتلك المملكة العربية السعودية مؤسسات خيرية وإنسانية، وكيانات معنية بالإعنار والتنمية وكان لها دورٌ كبير في عدن، وأمست بمثابة أذرع خيرية وإنسانية وتنموية للرياض.

وعلى النقيض تمامًا من التدخلات الإمارانية عبر هلالها الأحمر التي اقتصرت على مشاريع وأنشطة متناهية الصغر، تنتهي بانتهاء النشاط نفسه، فإن مؤسسات السعودية بإمكانها اعتماد مشاريع تنموية بعيدة المدى يستفيد منها المواطن في عدن ويلمسها واقعًا ملموسًا.

فمشاريع تحسين سبل العيش التي يقيمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الجارية في كل مناطق اليمن المحررة، والتي تستهدف النازحين في المقام الأول، آتت أُكُلها ونتج عنها مشاريع تنموية حوّلت النازح من مجرد متلقي للمساعدات إلى منتج.

كما أن مشروع ضخم كإعادة ترميم وتأهسل مستشفى عدن العام في ضاحية كريتر، والذي يتكفل به الصندوق السعودي للتنمية وإعادة إعمار اليمن يجعل من التدخل والتواجد السعودي في عدن بكل ثقلها ومؤسساتها التنموية والإنسانية عاملاً لنجاح إدارة الرياض في تسيير الأمور في عدن.

 

*تجارب السعودية الناجحة.. كيف نجحت الرياض؟*

للسعودية تجربة ناجحة في إدارة المدن اليمنية بعد عام 2015، فالتواجد السعودي في مدينة مزدحمة حاليًا وحيوية مثل مدينة مأرب، يؤكد قدرة الرياض في إدارة مدينة عدن.

ويؤكد مهتمون بالشأن اليمني أن الرياض استطاعت تحقيق الاستقرار في بيئة قبلية ومتناقضة كالتي يعيش فيها أهالي مأرب، وبإمكانها تحقيق نفس النجاح وأكثر في مدينة منفتحة ومدنية مثل عدن.

ويشير المراقبون إلى أن تولي الرياض لمسئولية إدارة مأرب كان مختلفاً عما قامت به أبو ظبي في عدن والجنوب، فالمملكة لم تتدخل في الشأن المحلي أو في شئون السلطة المحلية في مأرب، وتركت الأمور الإدارية الداخلية لأهالي المنطقة، واكتفت بالإشراف العام ومراقبة مجريات الأوضاع، على العكس تمامًا من الإمارات التي تدخلت في كل صغيرة وكبيرة في عدن، حتى كان الفشل حليفها.

ويتطلع العدنيون إلى أن تحذو الرياض حذو ما ثامت به في مأرب لإنجاح إدارتها لمدينتهم وتواجدهم في عدن، الذي بدأ منذ أيام.

 

*آمال وأحلام.. في انتظار الأمل*

يُعلق اليمنيون كثيرًا على التوجه الجديد للتحالف في التعامل مع مجريات الأوضاع في اليمن، خاصةً بعد تسريبات اتفاق جدة، وتوحيد الجهود الساعية إلى تلافي تداعيات ما حدث في عدن زاد سقف هذه الآمال والأحلام، في ظل التوجه السعودي الناعم نحو إنهاء الحرب، إعادة الاستقرار إلى اليمن، وعدم المضي نحو مزيد من التصعيد.

وتبدأ تلك المبادرات الناعمة لتحقيق أحلام اليمنيين، من عدن، فنجاح السعودية في عدن يعني نجاح تدخلها في اليمن، فتحويل عدن إلى نموذج مثالي سيعيد إلى أذهان اليمنيين أحلامهم التي تعلقت ببدايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، قبل خمس سنوات، وما زال اليمنيون إلى اليوم ينتظرون الأمل.