آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

ملفات وتحقيقات


مواطن يصف معاناته مع نقاط ( التفتيش) في رحلة عذاب من سيئون الى عدن

الخميس - 10 أكتوبر 2019 - 03:57 م بتوقيت عدن

مواطن يصف معاناته مع نقاط ( التفتيش) في رحلة عذاب من سيئون الى عدن
صورة للنقطة الامنية خلال عمليات التفتيش

كتب / سالمين باحميد

صورتين التقطهما سرا لعملية تفتيش ركاب الباص من قبل جنود تابعين للنخبة الحضرمية في أول نقطة لدخول المكلا بعد النزول من هضبة حضرموت وقبل ( مجمع حضرموت الصناعي ) ومحطة توليد الكهرباء ..


كانت تجربة قاسية ، امر بها لأول مرة في حياتي واستمرت لأكثر من ساعة في نقطة تفتيش واحدة فقط ..

حيث طلب من جميع الركاب بما فيهم النساء النزول مع حقائبهم اليدوية التي كانت بحوزتهم داخل الباص والوقوف في صفين متوازيين وإبراز بطائقهم او جوازات سفرهم مع خلع احذيتهم واحزمة بنطلوناتهم وكأننا في أحد المطارات الخارجية مع الفارق طبعا !!

ثم التقدم ليقوم شخصين بالتفتيش اليدوي لاجساد الأشخاص وما في جيوبهم والتأكد مم هوياتهم ، مع ( دعس ) الجزم بحذائه العسكري للتأكد ان لاشيء بداخلها ، وإن كان يحمل بطاقة او جواز صادر من إحدى المحافظات الشمالية كان الله في عونه لتزداد عملية التدقيق في هويته ( الاجنبية ) والتفحص في كل ما يحمله من اغراض شخصية وتساعد في ذلك أيضا بالنسبة للسيدات امرأتين ترتديان زي ( النخبة ) مع برقع اسود نسائي !!

وبعد الانتهاء من عملية الدوس على كرامة ركاب الباص الذي كان أغلب من فيه هم من المسافرين الذين حملتهما طائرتي ( اليمنية ) و ( بلقيس ) واجبروا على النزول في مطار سيئون مساء يوم الاحد 5/10/2019 بدلا عن مطار عدن بعد أن رفض منح ترخيص لهما من قبل ( التحالف ) بالنزول في مطار عدن كما كان مقررا عند حجز التذاكر دون ابداء اي أسباب معلنة !!

حيث تفاجأ ركاب الرحلتين واغلبهم من المرضى الذين تلقوا علاجهم في الأردن او بعض الطلبة الدارسين هناك ، وهم في مطار عمان فقط بأن مسار رحلتهما قد تغير !!

لتبدأ معاناة جديدة لهم عند الهبوط ( الاجباري ) في سيئون ، وذلك بالبحث عن سبل مواصلات جديدة لنقلهم الى محافظاتهم البعيدة مع تكلفة مالية جديدة لم تكن في الحسبان وإستباحة لكرامتهم من قبل أشخاص واجراءآت عقابية ومستفزة لاتنتمي للإنسانية بصلة !!

وهنأ أعود الى عملية معاناة ركاب هاتين الرحلتين لطيران اليمنية وبلقيس التي لم تنته بالتفتيش اليدوي الصارم فقط ، في هذه النقطة العسكرية التابعة للنخبة الحضرمية ، حيث طلب من الركاب بعد انتهاء التفتيش اليدوي المهين إخراج حقائبهم الكبيرة من مكان حفظها أسفل الباص وفتحها للتفتيش لتتعرض محتوياتها للتفتيش الدقيق ايضا ، حتى انه طلب ممن لديه حلويات شامية فتح العلب للتأكد من محتواها وهذا كمثال بسيط ليس إلا !!

رغم أن هذه الحقائب كانت قد تعرضت للتفتيش الأمني المعمول به في كل دول العالم وفي مطارين محترمين هما مطار عمان ومطار سيئون ، ومازالت هذه الحقائب تحتفظ ب ( ليبلات ) مطار عمان !!

وبعد كل هذه المعاناة والتي تتم في العراء وعلى مرأى من العابرين وركاب السيارات السالكة في هذا الطريق ووتحت حماية أكثر من طقم عسكري كامل الجهوزية كانت تحيط ب ( الباص السياحي للنقل الجماعي ) والتي استمرت لأكثر من ساعة في تلك ( النقطة ) فقط و والتي لا اعتقد ان لها مثيل حتى بالنسبة للفلسطينيين في المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل !! ، حيث طلب من الركاب الذين انطلق بهم الباص من سيئون عند منتصف الليل ، طلب منهم الصعود الى الباص ليتحرك بركابه المنهكين من السفر جوا ثم برا ، فيما علامات البهجة والنصر بادية على وجوه افراد ( النقطة ) بعد ان شعروا كما يعتقدون ربما أنهم قدوا ادوا ( واجبهم ) العسكري تجاه ابناء جلدتهم !!

لتبدأ المعاناة مجدد في كافة ال ( النقاط ) ألاخرى حتى نهاية الحدود الإدارية لمحافظة حضرموت ، لكن بأقل حدة ، حيث يصعد الى الباص جندي او اثنين ليطلبا من الركاب فقط ابراز هوياتهم للتأكد منها مع أخذ صورة من أسماء الركاب من سائق الباص الذي كان مستعدا لهذا الإجراء كما يبدوا ، حيث كان لديه نسخ مطبوعة وكافية لجميع هذه النقاط ولربما أكثر ولتستمر رحلة معاناة الركاب ل18 ساعة من سيئون الى عدن وهناك معاناة جديدة ، لمن سيواصل رحلته الى محافظات أخرى وجلهم من ابناء المحافظات الشمالية !!

اعتقد انه بات اليوم لدى غالبية اليمنيين تساؤل مشروع : هل هذا ( التحالف العربي ) اتى بالفعل لمساعدتهم في استعادة دولتهم مجددا ، ام انه اتى لتعذيبهم وزيادة معاناتهم ؟!!