آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:35م

ملفات وتحقيقات


نازحو اليمن.. الرصاص من خلفهم والسيول من أمامهم

الأحد - 06 أكتوبر 2019 - 05:27 م بتوقيت عدن

نازحو اليمن.. الرصاص من خلفهم والسيول من أمامهم

كتب/خالد عبدالواحد

فروا أول مرة من الرصاص، فنزوحوا من محافظة الحديدة، غربي اليمن، إلى محافظة لحج في الجنوب، لتحاصرهم السيول في مخيمات الحد الأدنى من الحياة الإنسانية.

يسوء حال النازحين اليمنيين في الداخل، خاصة في محافظة لحج، جنوبي البلاد، مع السيول والفيضانات التي تغرق مخيم الرباط، في ظل فشل الأمم المتحدة وحكومة عبدربه منصور هادي، في وضع حد للمعاناة المركبة.

الرصاص من خلفهم والسيول من أمامهم

جواهر سعيد، مثلها مثل آلاف مواطنيها من أبناء محافظة الحديدة، الذي نزحوا للحج إنقاذًا لحياتهم في ظل استعار الحرب في المحافظة الواقع على ساحل البحر الأحمر؛ بعثرت مياه السيول، حرفيًا، حياتهم في مخيمات النزوح.

تقول جواهر (32 عامًا)، إنها نزحت، ومن تبقى من أهلها لم يقتله رصاص الحرب، من الحديدة إلى لحج، على أمل أن "تستقبلنا المنظمات الدولية المعنية بتأمين المأكل والمأوى. لكن لم نجد إلا أضغاث أحلام".

يعيش النازحون في مخيم الرباط بلحج، في خيام، بالحدود الدنيا، أو أقل، من المعيشة الإنسانية، في مسكنهم، وفي المأكل والمشرب، والآمان من العوامل الطبيعية، على رأسها السيول والفيضانات التي تغرقهم كل مرة، دون حلول ناجعة من الجهات المسؤولة.

تغرق السيول في مواسمها، خيام المخيم بما حملت، ولا يملك النازحون ما يكفي لإطعام أنفسهم، فضلًا عن شراء بدائل لما أُتلف. تقول جواهر لـ"الترا صوت": "لو كنت أعلم ما سيحدث لنا هنا، لفضّلت البقاء والموت في منزلي".

آلاف الأسر المتضررة من السيول

وفي السيول التي ضربت عددًا من المحافظات اليمنية خلال الأسبوع الماضي، تعرضت نحو 2775 أسرة لأضرار متباينة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن المنظمات الأممية المعنية، وبمساعدة شركاء محليين، أجرت تقييمًا سريعًا في 15 موقعًا بالمحافظات المتضررة، خلال الأسبوع الماضي، لتجد أن 2775 أسرة تضررت من السيول والفيضانات؛ 1329 من هذه الأسر في محافظة لحج، و900 في عدن، و508 في محافظة أبين، و38 في حضرموت شرق اليمن.

هذا وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن مخاوفه من أن تتسبب السيول في تفاقم أزمة النازحين على عدة مستويات، على رأسها صحيًا، حيثٌ يخشى في تفاقم انتشار وباء الكوليرا، الذي يتفاقم انتشاره في البيئة الرطبة، تحديدًا ظروف السيول والفيضانات.

وفي مخيم واحد فقط للنازحين، هو مخيم الجفينة، بمدينة مأرب شرقي البلاد، تسببت السيول الجارفة، في هدم 59 منزلًا.

السيول تُعري الفشل والفساد

عرّت السيول الأخيرة، التي ضربت عدة محافظات يمنية، منها: لحج وأبين وحضرموت، وغيرها، فشل حكومة عبد ربه منصور هادي، في التعامل مع أزمات النازحين تحت وطأة الحرب، التي لم تُقدّم أو تؤخر تحالفات حكومة هادي في نتائجها.

كما لفت مأساة النازحين المضاعفة على إثر السيول، هشاشة دول المنظمات الأممية العاملة في اليمن، رغم ضخامة التبرعات التي تتحصل عليها، الأمر الذي يعيد فتح ملف المساعدات المهدرة، وشبهات الفساد داخل هذه المنظمات.

يُذكر أنه، خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت عدة محافظات يمنية سقوط أمطارٍ غزيرة ضمن تأثير العاصفة المدارية "هيكا" التي ضربت بحر العرب، وامتد تأثيرها إلى عُمان وأجزاء من اليمن والسعودية.