آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:04م

حوارات


المرضى في عدن .. بين تدهور وإهمال المستشفيات الحكومية .. وجشع ومخالفات المنشآت الخاصة

الجمعة - 04 أكتوبر 2019 - 07:35 م بتوقيت عدن

المرضى في عدن .. بين تدهور وإهمال المستشفيات الحكومية .. وجشع ومخالفات المنشآت الخاصة

عدن (عدن الغد ) انعم البوكري:

يفتقر الطب في بلادنا سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة لأبسط الامكانات والمقومات وحتى الخدمات، ناهيك عن الكادر الطبي الذي للأسف فقد كل معاني الرحمة والإنسانية حيث لا تلقي بالا للمريض وكل همها منصب في كيفية جني الأرباح والأموال.

لايختلف اثنين على أن مهنه الطب هي أنبل وأسمى المهن التي تتعلق وترتبط ارتباطا وثيقاً بحياة الإنسان اينما كان لكن هنا في عدن خاصة واليمن عامه انقلبت هذه الرسالة السامية وانقلب معنى المقوله بأن الأطباء ملائكة الرحمة .. وتحولت تلك المقولة بمعنى أن الطبيب عزائيل للمرضى، كما تحولت هذه الرسالة النبيلة الى وسيله لنهب وسلب جيوب المرضى.

الربح السريع

وهناك الكثير من الذين يحملون مؤهلات العمل الطبي والذين يعول عليهم الجميع بأن يحملوا هذه الرسالة ويكونوا ملائكة رحمة ويرفقوا بالناس وبشريحة المرضى على وجه الخصوص، لكن للاسف تحولوا إلى وحوش بشرية لا ترحم هدفها الأول والأخير الربح السريع على حساب المريض حتى وإن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة إن لم يكن قد لفظها أصلاً وهم ينهشون فلوسه مستغلين وجوده وحالته المرضية، ما يدور في نطاق المهنة الطبية في بلادنا شيء لايستحق السكوت عنه فقد تحولت هذه المهنة الى مكان خصب للاستثمار والربح لمن يريد الثراء السريع.

دخلاء المهنة

ومن عجائب هذا البلد ان يتوجه فيها الكثير من الجزارين والحلاقين والمشائخ وكل من ليس له علاقة بالطب وغيرهم من أصحاب رؤوس المال ممن لا يفقهوا او يفهموا في الطب نحو هذا المجال لتحريك واستثمار اموالهم  حيث لم يجد هؤلاء من بيئة انسب لهم من هذه البيئة الملائمة لتحقيق الربح السريع وليصبحوا أغنياء في غمضة عين أو بين ليلة وضحاها أوفي أوقات قياسية.

منشاءات مخالفة

ويتم وذلك من خلال بناء وتشييد مستشفيات ومختبرات ومراكز ومستوصفات وصيدليات خاصة وتزويدها بما يلزم من علاجات وأدوات ومعدات وأجهزة طبية بهدف تحقيق المكاسب المادية السريعة والضحية في كل ذلك المواطن الغلبان الذي لأحول له ولاقوه سوى التحلي بالصبر طالما وقدا أجازت حكومته وسلطته التشريعية والقضائية عملية هبره ونهبه وسلخه جيبا وبدنا وروحا،حول حيثيات ومضامين  هذه القضية الهامة وتلك المآسي التي يشهدها هذا المجال الهام  في اليمن استطلعت (عدن الغد) اراء وانطباعات عددا من المواطنين الذين اخرجوا نفير آهاتهم وأناتهم في كلمات دونها حبر قلم   الصحيفة وقامت بتضمينها في السطور التالية.

تدهور المستشفيات

كثيرة هي القصص التي نسمعها كل يوم وتتداولها الأخبار في مختلف وسائل الإعلام عن حوادث تحصل لعدد من المواطنين في مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة، ربما يرجح أسبابه لتدهور قطاع الصحة بشكل عام في عموم البلاد وغياب الرقابة المباشرة والمستمرة من الحكومة ووزارة الصحة على المستشفيات.

مستشفيات دكاكين

وفي الآونة الأخيرة شهدت عدن افتتاح عدد من المستشفيات الخاصة بعد الحرب ،والتي باتت اقرب إلى الشقق والدكاكين منها إلى المشافي الطبية حيث تعتمد حاليآ على إعلانات ممولة تهدف إلى الربح اكثر من اهتمامها بآنسانية المريض، وحينما راء المواطن زيادة تلك المستشفيات الخاصة  استبشر  بها وبخدامتها، لكنهم صدموا فيما بعد بالواقع المؤلم الذي يحدث فيها من تزايد الأخطاء الطبية، والإهمال في بعضها، وعدم إيجاد الخدمة المناسبة، والأهم من كل هذا الغلاء والأسعار الجنونية فيها التي تؤدي لوفاة البعض بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف العلاج.

"عدن الغد" رصدت في جولتنا الاستطلاعية عدد من آراء المواطنين حول المستشفيات الخاصة ومناشداتهم للجهات المعنية ووزارة الصحة بضرورة التدخل لإنهاء هذه المأساة.. فإلى التفاصيل:

خدمات متردية

بدية جولتنا  كانت مع المواطن/ عبدالعزيز عمر الذي قال: "تنقسم المستشفيات بالعاصمة عدن إلى (خاص وعام)، فالعام يعاني حالة من الإهمال وألا مبالاة والتقصير المتعمد في توفير المواد والأدوية، وكذلك وجود بعض الاختلالات في تعامل القائمين عليها من إداريين وموظفين عاديين، فعلى سبيل المثال مستشفى الجمهورية الذي يعد من أكبر المستشفيات بالعاصمة عدن عندما تشاهد الأقسام فيه يصيبك حالة من الذهول لما وصلت إليه بعض هذه الأقسام من إهمال، ناهيك عن مستشفى الصداقة وحجم الفساد في الإدارة فترى المجاري منتشرة في حرم المستشفى وعدم وجود صيدلية خاصة بها، حيث يتم شراء كل الأدوية من خارج المستشفى هذا غيض من فيض لحال مستشفيات العاصمة عدن".

مضاعفة معاناة المواطنين

وأضاف: "يلحقها مستشفى عدن الذي يجاور (عدن مول) فعدم تشغيلية لتخفيف العبء على المستشفيات الأخرى، زاد من معاناة المواطن أكثر، وأصبحت عبارة عن مبنى وغرف مهجورة تسكنها الأشباح" .. وواصل حديثه: "وبالنسبة للقطاع الخاص، حدث ولا حرج سباق نحو التكسب السريع ومعاملتك على حسب قدرتك المالية، ملايين الملايين لأبسط الحالات المرضية فيا ترى ما مصير الذي لا يملك مالا؟؟".

غياب الرقابة وإهمال كبير

فيما يحكي المواطن/ هيثم صالح أبو علوي قصته مع المستشفيات ويقول: "وضع المستوصفات الخاصة في عدن وضع مزري جداً، أتحدث كوني جربت أكثر من مستوصف، رغم المبالغ الباهظة على الخدمات الصحية إلا أنك بالكاد تحصل على خدمة طبية متميزة أو فريدة، حتى بات الأغلبية على قناعة تامة بأن يعالجوا مرضاهم بالطرق التقليدية المعتمدة على التشخيص الفوري من أعراض المرض وأخذ علاج من الصيدلية مباشرة دون عرضها على مستوصف تخصصي أو طبيب متخصص".

ضآلة المرتبات

ويبين علوي: ان السبب في ذلك أن معظم المستوصفات الخاصة خدماتها رديئة جداً – عدم الاهتمام بالمريض – وذلك لأن معظم الممرضين يتلقون مرتبات زهيدة، هذا جعلهم لا يتابعون المريض بشكل مستمر ولا يعطونه العلاج بنفس التوقيت الذي حدده الطبيب المختص، مّما يجعلك مضطراً لمراقبة مريضك بنفسك، أو دفع مبلغ مالي (رشوة) حتى يتم الاهتمام به.

مبالغ باهظة وتشخيصات خاطئة

وأضاف: "إلى جانب المبالغ العالية بالكاد تجد تشخيصاً صحيحاً لمريضك، وعند عرضه على أكثر من مستوصف تجد النتائج متناقضة، وقد حدث معي هذا عندما استعنت بمستوصف قريب فيه دكتور مختص لفحص الدم، حيث كانت نتائج المختبر ايجابية في أكثر من مرّة، وعندما تم الفحص في مستوصف يعتبر من أهم المستوصفات في الفحوصات وجدت أن النتيجة سلبية وأن هناك مرض خطير حتى اصبت بالذهول وتفأجئت ، ولم اقتنع بذلك الفحص ، وتوجهت نحو مستوصف اخر وكانت النتيجة ايجابيه ، وهذا ما دفعني بالذهاب مجدداً لمستشفى الاوله وبعد شد وجذب هنا كانت المصيبة، حيث اخطأ المخبري وتم اعطائي نتيجة فحص لمريض اخر ، وما يعيب هذا المستوصف أيضاً ليس هناك دكتور متخصص لما بعد الفحوصات، مما تضطرك للذهاب إلى دكتور آخر".

إصدار تراخيص

ووجه أبو علوي رسالته للجهات المعنية بوزارة الصحّة بعدم إصدار تراخيص أو تجديدها إلا بشروط ومعايير تتلاءم مع الخدمات الصحية التي يقدمها أي مستوصف والالتزام بتوفير جميع الخدمات وكذلك التسعيرة يجب أن تكون معقولة.

وضع مأساوي

فيما يقول المواطن/ صادق احمد ابوعامر: "أصبحت المستشفيات الحكومية اليوم قاب قوسين أو أدنى من الإهمال والنسيان، فلا يوجد هناك اهتمام على الإطلاق بهذه المستشفيات عدا الخصوصية التي أصبحت رائدة بأصحابها الذين هم دكاترة في (الحكومي) فتركوها وراحوا وراء مستشفياتهم وعياداتهم الخاصة، التي ستجد فيها قليل من العناية ولكنها لم تصل للمستوى الذي نتمناه بعكس الدول العربية مثل مصر والأردن.. وهي عملية تنافسية صحية لكنها لابد أن تخضع للمراقبة والفحص الدائم مع مراقبة الأسعار وضوابطها من وزارة الصحة".

غياب النظافة

وأضاف: "ومن أبرز المظاهر التي في المستشفيات الخاصة (النظافة)، فهي الصحة وهي العلاج وهي الدواء والنظافة من الإيمان" .. وواصل بالقول: "إذا هناك عمل خاص لابد أن تكون وزارة الصحة في طليعة المهتمين بهذا الجانب، فيجب عليها أن تهتم بالدرجة الأولى قبل اهتمامها بالعام، لأن العمل الخاص قد يؤدي بالموت لحياة الناس".

تشكيل لجان

وناشد صادق وزارة الصحة ومكتبها في محافظة عدن، أن تقوم بتشكيل لجان فنية للتفتيش على المستشفيات الخاصة بجميع أقسامها في عدن وتتأكد من ممارسة نشاطها في تقديم خدمات الرعاية الطبية للمرضى الذين يرتادون تلك المستشفيات التي تحولت إلى تجارة بأرواح الناس – حد تعبيره.

سوء التشخيص

وقال: "سوف تجد تلك اللجان التفتيشية إذا كلفت من وزارة الصحة ومكتبها في عدن مئات بل آلاف من المخالفات الجسيمة التي تقوم بها وتقدمها تلك المستشفيات الخاصة لتحصد أرواح العشرات من النساء والأطفال والرجال يوميا بسبب سوء التشخيص والأخطاء التي ترتكب أثناء إجراء العمليات الجراحية، ناهيك عن مستوى الكوادر والتجهيزات، إضافة إلى عدم استجابة مالكي المستشفيات لتصحيح ملاحظات اللجان الاستشارية والتفتيشية التي سبقت النزول وأكدت بوجود مخالفات ولم يقوموا بتصحيحها".

إدانة واستنكار

وتابع: "نحن في منظمات المجتمع المدني ندين ونستنكر أن تتحول المستشفيات في محافظة عدن لممارسة الربح التجاري وقتل الأنفس والاستهانة بها, وكذا استغلال المواطنين المرضى في مثل هذه الظروف الصعبة".

مطالبة باغلاق المنشآت المخالفة

وأكد: "رصدنا حالات كثيرة من الوفاة تعود أسبابها من قبل تلك المستشفيات، ونحن بصدد تقديم محامي ورفع قضية ومطالباتكم بإغلاق تلك المستشفيات التي لا تحترم شرف المهنة" .. لذا نطالب وزارة الصحة أن ترفع لنا أسباب الوفيات اليومية التي تخرج من مستشفى الوالي وغيره، وما هي المبررات لموت العشرات من المرضى، أعتقد لو حصل ذلك من مكتب الصحة لأغلقت كثير من المستشفيات.

وتستمر معاناة المواطنين هروبا من الوباء والأمراض المنتشرة لجحيم المستشفيات الخاصة بحثا عن العلاج، لكنهم بحاجة لتدخل وزارة الصحة للإشراف والرقابة عليها خوفا من ارتفاع معدلات حالات الوفاة بسبب الإهمال فهل ستستجيب؟.