آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


عدن .. مياه الأمطار تحول شوارعها إلى مستنقعات راكدة وتكشف عيوب صيانة طرقاتها

الإثنين - 30 سبتمبر 2019 - 09:59 ص بتوقيت عدن

عدن .. مياه الأمطار تحول شوارعها  إلى مستنقعات راكدة وتكشف عيوب صيانة طرقاتها

(عدن الغد)خاص:

رصد / الخضر عبدالله :

حولت مياه الأمطار المتجمعة في شوارع مديريات محافظة عدن إلى مستنقعات راكدة , وكشفت  مياه الأمطار ، عن حجم الدمار وسوء التخطيط لشوارع المدينة.

وعطلت المياه المتجمعة في الشوارع حركة سير المركبات والأفراد على  حد سواء، ما استدعى تدخل مؤسسة المياه و الصرف الصحي لشفط المياه من الشوارع، و التي ما تزال تعمل منذ ليل أمس، دون أن تتمكن من شفط المياه من كثير من الشوارع.

وتؤكد مصادر محلية ان حارات شعبية في مديريات دار سعد والشيخ عثمان والبريقة و المعلا و المنصورة باتت محاصرة بمياه الأمطار المتجمعة، ما أدى إلى إعاقة  حركة السير بين هذه الحارات و حارات مجاورة.

وتفيد مصادر حكومية أن مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن تواجه صعوبات كبيرة في عمليات الشفط، نظرا لمحدودية آليات الشفط، و خروج بعضها عن الخدمة، و تعطل بعضها أثناء العمل.

و أكدت مصادر مطلعة أسباب تجمع مياه الأمطار في الشوارع، إلى رداءة الشوارع و خروج كثير منها عن الخدمة و عدم صيانتها، و انسداد مجاري السيول، و إهمال صندوق النظافة في تنظيف مجاري السيول و فتح ممرات السيول.

حتى وقت كتابة الخبر، أحدهم توفى بماس كهربائي في مديرية الشيخ عثمان، و أخر في حي كمسري، اثر سقوط شجرة عليه أثناء تواجده في الشارع، جراء الرياح الشديدة.

مواطنون : أعمدة الكهرباء تهدد الناس بالموت :

و يقول سكان محليون ان عدد من أعمدة الانارة باتت تهدد حياة الناس بالموت، حيث توجد فيها كهرباء متسربة، بسبب الأضرار التي تعرضت لها نتيجة الأمطار و الرياح الشديدة، خصوصا في مديرية الشيخ عثمان، و التي راح ضحيتها شاب

غياب التخطيط وكشف المستور :

وأرجع  المواطنون  المأساة الكبيرة التي سببتها الأمطار في المدينة إلى عدم التخطيط الصحيح والسليم في وضع تصريف للمياه نحو مصارفها المناسبة، بالإضافة إلى عدم وجود إمكانيات مادية مناسبة ومتطورة في الدفاع المدني وعدم التأهيل المناسب لرجال الدفاع المدني، ناهيك عن البناء العشوائي من خلال البناء في الجبال وغياب الخطط المدروسة وتجهيزه من قِبل السلطات المحلية والاستعداد اللازمة لمجابهة مثل هذه الطوارئ.

مستنقعات وبرك مياه :

وكشفت الأمطار التي هطلت على مختلف المديريات عيوب البنية التحتية لعدن وغياب الصيانة من الجهات الرسمية المختصة في المدينة التي كانت الأفضل في الجزيرة العربية إبان حقبة الاستعمار البريطاني ..، وكشفت مشاريع الطرقات ورصف الأحياء السكنية التي تمت خلال السنوات الأخيرة عيوب فنية ورداءه في جودتها، فقد غمرت شوارع وحوافي كثيرة في مدينة عدن بالمياه وتكونت المستنقعات والبرك في الحفر الموجودة بطرق عديدة بالمدينة والمنخفضات الأرضية في عدة حوافي بالمحافظة.

وكانت مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة الأوفر نصيباً من مياه راكدة خلفتها مياه الأمطار، فبرغم الفترة القصيرة لهطول الأمطار في عدن التي لم تتجاوز الوقت الطويل , إلا أن تلك الفترة كانت كافية لغمر شوارع وطرقات مدينتي الشيخ والمنصورة التي تفتقر لأبسط مشاريع مجاري تصريف مياه الأمطار.

 

لا يمكن تحمل الأضرار :

يقول  الأستاذ / علي  صلاح عقيل :" أنه لا يمكن تحميل هذه الأضرار التي خلفتها الأمطار غير الدولة لكن الدولة في مثل هذه الظروف لها مبرراتها ناهيك على أن الحلول المتاحة هي الحلول الإسعافية كشفط المياه والرش للشوارع، أما الحلول الجذرية فتحتاج إلى دراسات لمشاريع ووقت وإمكانيات للتنفيذ.

 

امتلأت البيوت بالمياه :

وتسببت الأمطار في مديرية الشيخ عثمان  بأضرار كبيرة في مناطق عبدالقوي والممدارة  والمحاريق , وامتلأت العديد من المنازل بالمياه والأوساخ والأتربة، كما تسببت بخسائر مادية في المنازل الأرضية والمحال التجارية.

وشرع العديد من المواطنين خلال السنين الماضية بالبناء على خط مجري المياه، وهو ما أدى إلى تضييق مجرى الماء .

 

حكومتنا كرهتنا بالمطر :

.المواطن عبدالمنعم  السعدي أحد ساكني حي عبدالقوي تعرض منزله الأرضي لاجتياح مياه الأمطار  لأكثر من غرفة، وهو ما أجبره على نقل (عفش) البيت إلى الغرف الداخلية، مع تضطر الكثير من الأجهزة والكنب والفرش .

 

يقول  السعدي  في حديثه  لـ " عدن الغد " : “هذا حالنا.. حكومتنا كرّهتنا بالمطر، والعشوائية في سفلتة الطرقات الضعيفة قتلنا، وأقول لمن يقتسمون هبات المنظمات تحت مسمى بناء البنية التحتية لمدينة عدن وشوارعها، لو أعطوا مخصصات هذه المشاريع للأهالي لقاموا  بالواجب في رصف طرقات هذه المنطقة، ونجوا من الخسائر التي تسببها مياه الأمطار في أجهزتهم وأثاثهم المنزلي، .

 

وقال الحاج عبده علي قاسم  “فاجأنا بهطول الأمطار بشكل قوي ولكون منزلنا أرضي ومنخفض تدفقت المياه إلى كافة أنحائه وشكلت بحيرة بداخله، وهو ما دفع بشباب الحي إلى مساعدتنا في إخراجه، بعد أن تدفقت بقوة من باب الحوش والمطبخ، مختلطة بمياه الصرف الصحي”.

وأضاف في حديثه لـ"عدن الغد "  لقد تسبب بتلف بعض من المواد الغذائية والاستهلاكية والمشمع، لافتاً إلى أن سيارة الشفط لم تاتي فورا  ولكن في وقت متأخر جداً.

ولفتت إلى أن هذه الأمطار كشفت رداءة البنى التحتية في المدينة، مطالبة في الختام الجهات المعنية بإزالة كافة المنازل العشوائية التي تم بناؤها على مجرى مياه الأمطار .

 

استياء الأهالي :

وعبّر العديد من المواطنين في أحاديث متفرقة لـ " لمحرر صحيفة عدن الغد "  عن استيائهم جراء صمت الجهات المعنية بالأمر، وأضافوا: “لقد مضى خمسة أيام على هطول الأمطار، وما تزال الشوارع مليئة بمخلفات الأمطار ومياه الصرف الصحي وأكوام من القمامة”.

فيما أشار مالك بقالة  إلى تراجع حركة البيع والشراء نتيجة لتجمع المياه بجانب بقالته .

وناشد المواطنون السلطات المختصة بالنزول وسحب المياه  الراكدة حتى تعود الحركة في الشوارع الى طبيعتها .