الصحفي الشاب أحمد سعيد الشريف ، أحد أبناء الجالية الصومالية العدنية ، والذي ولد و ترعرع في اجمل مناطق عدن (خورمكسر) تلك المدينة الساحلية الجميلة ، كبر ونشئ في شوارعها وحواريها درس بمدارسها واحداها مدرسة الجلاء الثانوية التي تقع على مشارف ساحل ابين ، وهي تعتبر من أفضل مدارس العاصمة عدن .. فيها بدأت موهبته الأدبية تظهر وبدأ يتلمس أولى خطوات الإبداع في لغة الضاد ، حيث بدأ بكتابة المقالات الأدبية الرائعة التي كان يعرضها على معلمه بثانوية الجلاء الاستاذ والشاعرالسوداني المرحوم / محمد المجدوب الذي ساعد احمد بصقل موهبته الأدبية وعمل على حثه على الاستمرار لاقتناعه الكبير بانه يمتلك موهبة ادبية فذه تستحق الدعم ولتشجيع .
تخرج احمد من ثانوية الجلاء وعمل مباشرة بوكالة أنباء عدن الوكالة الرسمية لجمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه كمحرر للاخبار السياسية وساعده في ذلك قلمه المميز وقدرته على الكتابة الأدبية في وظيفته في تحرير الاخبارالسياسية .. احمد رحمه الله كان متفوق دراسيا ومحب جدا للقراءة ، حيث قرأ العديد من الكتب في صغره واستطاع من خلالها تنمية موهبته وتطويرها كتب حينها الكثير من المقالات المتنوعة ..
كان المرحوم دمث الخلق يتمتع بشخصية اجتماعية محبوبة ومرحه بين أبناء منطقته في خورمكسر وتحديدا حي السلام فالجميع كان يعرف عنه التواضع ودائم الابتسام في وجوه من يقابلهم فكسب محبة وصداقة أبناء الحي الذي يقطن به ... سافر لدولة الكويت في بداية الثمانينات وعمل بالمجلس البلدي كمحرر أيضا لاجتماعات الأعضاء ساعده في ذلك قلمه المتمكن.
كانت هذه الفترة الزمنية القصيرة من عمره ثرية جدا حيث استطاع نشر الكثير من المقالات الأدبية في عديد من الصحف الكويتية كصحيفة الانباء والقبس والسياسة والوطن الكويتية لاقت الكثير من استحسان القرّاء ، وكان له مقالة أسبوعية بصحيفة الوطن اشتهر كثيرا بها .
بدأ الفقيد بكتابة كتاب عن ثورة الدراويش وشيخ المجاهدين البطل (( محمد عبدالله حسن )) وايضاً كان لديه فكره بأن يجمع جميع مقالاته الصحفية بكتاب تحت عنوان (( مقالات في الصحف الكويتية )) أبرزها ( فلسطين في الشعر اليمني المعاصر ) ومقال موجه للإعلامين العاملين بالصحافة والإذاعة والتلفزيون ( لماذا تتجاهلون اليمن مهد العروبة الأول .؟).
كان له ايضا حلمه الكبير بأن يكمل دراسته الجامعية في أرض الكنانه وفعلا كانت له رحله للقاهرة للتسجيل في احدى جامعتها لكن عقبات عديدة وقفت امامه ومنها بأنه كان سيفقد وظيفته وايضا التكلفه المادية العالية للدراسه في ذلك الوقت .
لكن لم يمهله عمره من الانتهاء من أفكاره ومشاريعه الأدبية وحلم الدخول للجامعة , حيث توفى الى رحمة لله في 1987/10/18 وهو في السابعة والعشرون ربيعاً بعد معاناة مع المرض لم تتجاوز ايّام بسيطه انتقلت روحه الطاهره بعدها الى الرفيق الأعلى ، مر خبر وفاة احمد مرور الصاعقة على فؤاد المرحومة والدته ووالده وجميع أفراد عائلته ,وكل من يعرفه , لان تأثير شخصيته الحنونه كان كبيرا جدا ًفي حياتهم ، كانت له أماني كبيرة للوطن الأم الصومال ولمسقط رأسه عدن ، لكن توفته المنية دون أن يكمل مشوار أمانيه ، رحمة الله تغشاه ..هذه هي قصة احمد سعيد الشريف رحمة الله عليه..الحلم الذي لم يكتمل .
